تقارير ودراسات

الإخوان المسلمون والعنف: الإخوان والسادات (1970-1981)

بعد تولي أنور السادات مقاليد الحكم عام 1970، قام بالإفراج عن جميع الإخوان المسلمين الذين زج بهم سلفه عبد الناصر في السجون، وسمح للهاربين منهم خارج مصر بعد اعتقالات المنشية وتنظيم 65 بالعودة وبحرية الحركة، وأعاد الجنسية لمن سحبت منهم في عهد عبد الناصر، ودعاهم إلى فتح صفحة جديدة، وشجعهم على إعادة تنظيم صفوفهم للتعاون على خدمة الوطن، ومكنهم من وسائل وقنوات الانتشار والتغلغل لتعزيز مكانتهم ونفوذهم في المجتمع المصري، وكان الغرض من كل هذا استخدامهم (ومعهم التيار الإسلامي عموماً) لتصفية الإرث الأيديولوجي والسياسي لنظام عبد الناصر والقضاء على فصائل اليسار المناوئة لحكمه وسياساته.

في تلك الفترة، بدأ ظهور أولى المجموعات الجهادية التي تتبنى الفكر السلفي الجهادي بشكل مباشر وصريح، تحت وطأة هزيمة مصر والعرب أمام إسرائيل في حرب 67، التي أطاحت بعبد الناصر وفككت نظامه فعلياً، وكرد فعل على إعدام سيد قطب الذي ترك أثراً عميقاً عند شباب التيار الإسلامي، واعتبر في نظرهم “شهيداً” للدعوة وللإسلام، وأول مجموعة ظهرت من هذا النوع كانت “خلية المعادي” عام 1968، وكان من بين أعضائها أيمن الظواهري وسيد إمام الشريف (عبد القادر عبد العزيز): مؤلف كتاب “العمدة في إعداد العدة” عام 1988 الذي يعد الدستور الذي قامت عليه جماعة الجهاد المصرية وتنظيم القاعدة في بداياته.

وفي عام 1973، ظهرت مجموعة أخرى بقيادة صالح سرية: وهو أردني من أصل فلسطيني، هاجر مع أسرته إلى العراق بعد عام 1948 وانضم إلى الإخوان المسلمين، كما ارتبط بحزب التحرير في الأردن لبعض الوقت، وقد جاء إلى مصر لإكمال دراسته العليا، فحصل على شهادة الدكتوراه في التربية من جامعة عين شمس، وعمل بمنظمة التربية والثقافة والعلوم (الأونيسكو) بجامعة الدول العربية في القاهرة.

وسرية هو مؤلف “رسالة الإيمان”، وهي من الوثائق المؤسسة للفكر السلفي الجهادي في السبعينيات، إلا أن شهرته في الأوساط الجهادية ارتبطت بمحاولته الفاشلة في أبريل 1974 اغتيال السادات والاستيلاء على الحكم وإعلان قيام الدولة الإسلامية في مصر من خلال العملية المعروفة إعلامياً بـ “قضية الفنية العسكرية”.

وأسفرت هذه العملية عن مقتل 17 وإصابة 65، واعتقل سرية وحكم عليه بالإعدام مع اثنين من قادة المجموعة: كارم الأناضولي (صاحب المرافعة الشهيرة في المحكمة) وطلال الأنصاري (خفف الحكم إلى المؤبد).

وقد ظلت هذه العملية تنسب حصراً إلى مجموعة “الفنية العسكرية” إلى أن نشر طلال الأنصاري عام 2006 مذكراته التي حملت عنوان: “صفحات مجهولة من تاريخ الحركة الإسلامية المعاصرة: من النكسة إلى المشنقة”، والتي تحدث فيها عن علاقة الإخوان بسرية، وأن مجموعة “الفنية العسكرية” كانت في الأصل تابعة للإخوان.

ثم أعاد التأكيد على ذلك في شهادته التي خصصها للمحامي والكاتب مختار نوح لإدراجها في كتابه “موسوعة العنف في الحركات الإسلامية” الصادر عام 2014:

“في عام 1968، كنت وقتها في مدرسة الناصرية الثانوية… وبدأت أولى خطوات للانضمام للتيار الإسلامي بهذه المدرسة، وتعرفت على معلمي الأول وشيخي الحقيقي، وهو الأستاذ “محمد بسيوني”، وكان آنذاك يشرف على تربية مجموعة مكونة من ثلاثين رجلاً كانوا هم التشكيل التنظيمي الوحيد في مصر، والذي بدأ بداية حقيقية عقب محنة الإخوان عام 1965، وهذه المجموعة كانت تتبنى أفكار ومنهج الإخوان المسلمين، وبالتحديد أفكار سيد قطب ومحمد قطب، وكانت هذه المجموعة تجتمع في بيت الأستاذ “محمد بسيوني”…

انضممت إليهم عام 1968، وبدأت أتعلم أول مبادئ الإسلام على يد هذا الرجل الصالح الشيخ “محمد بسيوني”، وأفهم ما هي جماعة الإخوان المسلمين التي كان الاقتراب منها في هذا التوقيت مغامرة، بل مخاطرة كبرى…

بانضمامي أنا ومجموعة الشباب في الثانوي لتشكيل الشيخ محمد بسيوني، حدث امتداد أفقي كبير لهذا التشكيل التنظيمي، حيث انتشر سريعاً في كل مدارس الثانوي بالإسكندرية كما انطلق إلى الجامعة.

في هذه الفترة، وضع لنا منهج ثقافي يرتكز في الأساس على فكر القطبين سيد ومحمد قطب، فدرست لما مجموعة من أشهر كتب سيد قطب على رأسها كتابه “معالم في الطريق” وأجزاء كاملة من تفسيره “في ظلال القرآن” و”المستقبل لهذا الدين”، ولمحمد قطب درست “هل نحن مسلمون” و”جاهلية القرن العشريين” و”شبهات حول الإسلام”، هذه كانت أشهر كتب سيد ومحمد قطب، وكنا نتداولها سراً بعد منع طباعتها وتوزيعها، وكانت النسخ المتبادلة بيننا من مكتبة وهبة أو مهربة من دور النشر البيروتية أو مهربة إلينا من السودان.

كما درسنا كتب المنظر الإخواني الشهير فتح يكن، وكتب سعيد حوى وخاصة “جند الله.. ثقافة وأخلاقاً”، وتحديداً أول 70 صفحة من الكتاب، والتي كانت تتحدث عن واقع الدول الإسلامية وما يشهده الواقع الإسلامي من ردة.. وذلك انطلاقاً من تفسير معاصر وحديث لقول الله عز وجل: (إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم وأملى لهم، ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الأمر والله يعلم إسرارهم).

واستند سعيد حوى هنا لحقيقة وجود ردة في المجتمع المسلم وقتها، بولائه السياسي لأحد المعسكرين الشرقي أو الغربي، واعتبر أن مجرد إبداء الاستعداد للدخول في الولاء السياسي والاقتصادي لأي من الكتلتين الشرقية أو الغربية إنما هو من قبيل الردة عن الإسلام.

أيضاً من الكتب التي تركت فينا انطباعاً مؤثراً ودرست لنا، كتاب بهي الخولي، وهو أحد قيادات الإخوان، وكان الكتاب بعنوان “تذكرة الدعاة”، ويتحدث عن شروط ومواصفات الداعية الناجح، ودرست هذا الكتاب بالتفصيل.

أيضاً درسنا كتب “خمس رسائل للشباب المسلم” للدكتور محمد البهي… إلى جانب كتب الشيخ محمد الغزالي رحمه الله، منها “الزحف الأحمر” و”معركة المصحف” و”عقيدة المسلم” و”ليس من الإسلام”، وكلها كتب مؤثرة فينا وفي ثقافتنا ورؤيتنا للواقع الإسلامي…

إلى جانب تلك الكتب المعاصرة، درسنا كتاب “زاد المعاد” للإمام ابن القيم، وخاصة باب الجهاد في سبيل الله.

في هذه الفترة، درسنا تاريخ جماعة الإخوان المسلمين بالتفصيل منذ النشأة في الإسماعيلية على يد حسن البنا وحتى عام النكسة 67 وما تعرض له الإخوان عام 66… وتكرست في مشاعرنا عظمة الإخوان وبطولاتهم التاريخية في سبيل الله، وكنا في هذه المرحلة من عمرنا المبكر نعتبر الإخوان هم القدوة والمثل، واعتبرنا أنفسنا وقتها الامتداد الحقيقي لجماعة الإخوان الذين كانوا وقتها في غياهب سجون عبد الناصر، واستمرت حركتنا تتسع وتتزايد إلى أن جاء عام 1970، وجاء السادات على رأس الحكم…

وشهد عام 1971 مرحلة جديدة للتيار الإسلامي في مصر والتاريخ والواقع السياسي المصري، حيث أمر السادات أجهزته الأمنية برفع يدها عن النشاط الإسلامي في مصر، فزادت الصحوة الإسلامية وانتشرت…

كان مجيء السادات قد مثل دفعة للتيار الإسلامي وللحركة الطلابية، وطالب الجميع بضرورة غسل عار نكسة 67 واسترداد سيناء من اليهود، وفي ظل هذا المناخ توسعت المجموعة التي كنت أنتمي إليها وقوي هذا التشكيل التنظيمي.

وبخروج أول دفعة من الإخوان عامي 70 / 72 من السجون، ومن بينهم حسن الهضيبي المرشد الثاني للإخوان وزينب الغزالي….

ولما كنا نعتبر أنفسنا امتداداً طبيعيا للإخوان المسلمين، فقد سارعنا إليهم فوراً عقب خروجهم من السجن، وتحديداً ذهبنا للشيخ علي عبده إسماعيل… وكان الشيخ علي عبده إسماعيل من بين المفرج عنهم في عهد السادات مع المجموعة الأولى… وأفصحنا له عن هويتنا، فذهل من وجود هذا التنظيم واستمراره طوال كل هذه السنوات، ولعب الدور الأكبر في تطوير علاقتنا الرسمية بجماعة الإخوان على ثلاث مراحل: الأولى مع أحد أبرز قيادات الجماعة بالإسكندرية، وهو المرحوم محمد إبراهيم سالم، ثم المرحلة الثانية مع المرحومة زينب الغزالي، ثم أخيراً وفي المرحلة الثالثة، بايعنا على يديه المرشد العام للإخوان الأستاذ حسن الهضيبي وأصبحنا من الإخوان رسمياً…

قام الشيخ علي عبده إسماعيل بتسليمنا لمحمد إبراهيم سالم وعرفنا به، واعتبر الشيخ هذه الخطوة هي بداية تصعيدنا داخل الإخوان… وكان يقوم بتقسيمنا مجموعات، كل مجموعة مكونة من خمسة أفراد، ودرس لنا فكراً مجرداً على الطريقة المكية على عهد النبي (ص)، وبهرنا به وبوضوح المفاهيم القرآنية والعقائدية عنده، وتأثرنا أيما تأثر.. واستمر بنا الحال هكذا لفترة، ثم سألنا: وماذا بعد هذه الجلسات؟ وماذا عن حالا واقعنا المعاصر؟

ولم يكن يجيبنا سالم عن ذلك، فنقلنا تساؤلاتنا للشيخ علي عبده إسماعيل، باعتباره الأب الروحي لنا، فأغضبه ذلك، فأخذني وسافر بي إلى القاهرة، وعرفني بالحاجة زينب الغزالي، وقدمني لها بشكل مفصل، وأخبرها عن المجموعة التي معي، فأصابها ما أصاب غيرها من الذهول، أن وجدت تنظيماً كاملاً من الشباب متعلقا بالإخوان ويحفظ فكرهم وينتظر خروجهم من السجون، فانفتح قلبها لنا، وعلى الفور بدأنا نتقابل معها في منزلها على مراحل وأفواج، فتجلس معنا وتتحدث معنا، وتحكي لنا عما عانته ولاقته في السجن على أيدي الطغاة…

استمرت هذه الجلسات لفترة كانت تدعو لنا فيها بقولها الذي أتذكره حتى الآن “اللهم إن هذا غرسك فاحرسه”، ولما سألناها نفس الأسئلة التي نبحث عن إجابة عنها لم نجدها عند زينب الغزالي.. فكانت الخطوة الثالثة، واصطحبني الشيخ علي عبده إسماعيل في رحلة قاهرية، وقال لي: “سوف أعرفك الآن بالرأس الكبيرة”، ولم أكن أعلم ماذا يقصد بهذا المعنى، فسألته من يقصد؟ فقال فضيلة المرشد، وكانت هذه الأسماء بالنسبة إلينا من الأساطير، وذهبنا إلى منيل الروضة، حيث كان منزل المرشد العام للإخوان المسلمين…

جلسنا ننتظر الأستاذ المرشد، وبدأ التوتر والقلق الذي أصاب الشيخ علي يتسرب إلي في ظل هدوء قاتل للمنزل.. ودخل علينا المرشد وعرض عليه الشيخ علي كل تفاصيل التنظيم الذي أنتمي إليه، ثم طلب مني أن أمد يدي لأبايع المرشد بيعة الإخوان الشهيرة فمددت يدي، وبايعت المرشد مردّداً نص البيعة كما كان يقولها الشيخ علي… وجلسنا لدقيقتين، ثم خرجنا من المنزل وعدنا للإسكندرية، وأشاع الشيخ علي الخبر بين إخوان الإسكندرية وبعض التجمعات الإسلامية، وبشكل يحدد شرعية وجود تنظيمنا كإخوان مسلمين في الإسكندرية…

استمرت علاقتنا بالمرشد عن طريقي أنا شخصياً، وكنت أقابله مرة أو مرتين كل شهر في منزله، وتمتد الجلسة لساعة أو اثنتين، وأحكي له عن أوضاعنا وعن منهجنا الثقافي وأفرادنا، وكان لا يعترض على أكثر ما أعرض عليه، بل أوافق… واستمر هذا الوضع طوال عام 1972، وأتذكر واقعة مهمة حدثت في تلك الفترة، تخص اثنين من شباب التنظيم… أغرتهما بعض رايات المتعجلين من شباب التيار الإسلامي بالإسكندرية، الذي يريد أن يخوض عمليات جريئة مثل تدمير الكباريهات وضرب بعض الفنانات والداعرات، وكنت أنا ضد هذا المنهج ولخوفي من انشقاقهما عن صف الإخوان، قررت أن أرسلهما للأستاذ المرشد بخطاب مني حتى يقنعهما بالاستمرار معنا، وكانت هاتان الحالتان الاستثناء الوحيد في لقاءات المرشد، حيث كان قد طلب مني أن تبقى لقاءاتنا سرية لا يعلمها أحد، ولا يزوره أحد غيري من الإسكندرية…

وقد استشعرت من المرشد لوماً شديداً على خطوة إرسال أحد غيري للقائه، خاصة وأنه كان ينتوي بداية عصر جديد للإخوان بعد خروجه من السجن، وكان يريد إنشاء جهاز خاص للجماعة تابع له مباشرة ويتربى على عينيه، وكانت جماعتي هي نواة هذا الجهاز الخاص، ولكنني لقلة خبرتي أفسدت ما كان يريده المرشد، إذ لم نستطع كتمان الأمر…

وقد علمت أن الهضيبي رحمه الله كان قد أخبر المرحوم عبد المتعال الجابري بأمرنا، وطلب مني أن أتوقف عن الذهاب له في منزله، وأن التعليمات ستصل إلينا من خلال الجابري الذي كان أحد قيادات الإخوان في الأربعينيات…

وبعد انقطاع لقاءاتي بالهضيبي، كانت لقاءاتي مستمرة مع زينب الغزالي، وإذا ما حدث وجاءها ضيوف وأنا عندها، كانت تقدمني لهم باسم عصام، الطالب الجامعي بالإسكندرية، وتعودت منها على ذلك، وفي إحدى زياراتي لها وصلت متأخراً ووجدت عندها ضيفاً لم أشاهده من قبل، وفاجأتني بتقديمي له باسمي الحقيقي وبكل تفاصيل علاقتي بالإخوان وبالتنظيم الذي أقوده، فشعرت بالخوف ثم عرفتني به قائلة: هذا هو الدكتور صالح سرية بجامعة الدول العربية، وكنت أعلم عنها أنه لا يملأ عينها أحد من الرجال لا فكراً ولا ثقافة ولا تاريخاً بعد انبهارها بشخصية عبد الفتاح إسماعيل الذي نفذ فيه حكم الإعدام في محنة 1966 بعدما ساهم في تنظيم الإخوان عام 1965، ولكني وجدتها منبهرة أيضاً بصالح سرية، وأدركت هي أيضاً تخوفي من ضيفها، فطمأنتني وطلبت مني أن أحكي لسرية كل التفاصيل عن التنظيم الخاص بنا وما وصلنا إليه وعدد أفرادنا وبرنامجنا.

وأنا أعتبر هذا اللقاء هو لقاء تسليم التشكيل التنظيمي الذي كنت أقوده لقيادة صالح سرية، والذي أجابني عن كل تساؤلاتي السابقة في عبارات محددة وسلسة قائلاً: لا سبيل للحركة الإسلامية في مصر إلا الوصول للحكم لقيام الدولة الإسلامية وتطبيق شرع الله، وكانت هذه هي المرة الأولى التي أسمع فيها هذا الكلام بوضوح شديد.

تحدث معي صالح سرية بالتفصيل عن أساليب وطرائق الوصول للسلطة وحصرها في ثلاث طرائق.. إما بأسلوب برلماني ديمقراطي، وإما بأسلوب شعبي، وإما عن طريق الانقلاب، والأخير هو الأقرب لمصر، وحكى لي عن تجارب عديدة في المنطقة حولنا… وأكد أن السيطرة على الجيش هي المعيار الحقيقي الوصول للسلطة في مصر، واستبعد سرية قيام ثورة شعبية في مصر لطرد نظام السادات؛ لأن الأمة مستضعفة، ولا تقوى على القيام بذلك.. واستشهد بما قام به القذافي في ليبيا وكيفية وصوله للحكم وما حدث في زائير، عندما استطاع شاويش في الجيش أن يقود انقلاباً ويحكم البلاد…

حدث كل ذلك في تلك الجلسة وفي وجود زينب الغزالي، وهي تبتسم في رضا تام لما تشهده وتسمعه من حوار بيني وبين سرية.

وقد فهمت بعد ذلك، أن حسن الهضيبي قد توصل إلى صيغة جديدة لاستمرار تنظيمنا وبقائه في يده، ولكن من خلال قيادة أخرى هو صالح سرية، وأنا أسمي ذلك مرحلة تسليم وتسلم…

فور انتقالنا إلى قيادة صالح سرية طرحت مسألتين اثنتين: الأولى البيعة التي بايعناها لحسن الهضيبي، والثانية علاقتنا الحالية ـ وقتها ـ بالإخوان كجماعة إسلامية، وقال لنا صالح إن البيعة السابقة للهضيبي مستمرة، وقرر أن علاقتنا بالإخوان لن تكون إلا من خلاله فقط.. وبعدها لم أقابل لا حسن الهضيبي ولا زينب الغزالي.

وهنا بدأت مرحلة جديدة في حياتنا مع صالح سرية، باعتباره القائد الجديد لهذه المجموعة التنظيمية الإخوانية..”.

 

زر الذهاب إلى الأعلى