تأسس اتحاد المنظمات الإسلامية في هولندا، والذي يضم أكثر من 20 جماعة إسلامية، في لاهاي عام 1996؛ وذلك لإقامة تكتل إسلامي مؤسسي حقيقي وفاعل قادر على خدمة مسلمي هولندا ومساعدتهم على التعامل مع المشكلات التي يواجهونها في المجتمع الهولندي، وعلى رأسها أزمة المهاجرين / اللاجئين، والتهديد المستمر للإرهاب “الجهادي”، والإسلاموفوبيا، وتطرف الشباب.
يقدم الاتحاد نفسه على أنه الممثل الشرعي للمسلمين في لاهاي، وهو الهيكل المظلّي للإخوان المسلمين في هولندا، وعضو في اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا (مجلس مسلمي أوروبا حالياً): الذراع الأوروبية للتنظيم الدولي للإخوان.
ويعمل الاتحاد، وفقاً لبيانه التأسيسي، على المساهمة في بناء مجتمع آمن خالٍ من العنصرية والكراهية، يستطيع المسلمون العيش فيه كمواطنين كاملي المواطنة؛ وذلك من خلال رعاية مصالحهم الدينية والاجتماعية والقانونية، وتأطيرهم وفقاً للمبادئ والقيم الإسلامية التي تدعو إلى التعايش والحوار واحترام الآخر، كما يعمل على تحقيق الوحدة بين المنظمات الإسلامية في هولندا عبر تعزيز التعاون بينها وتشجيعها على تبادل المعرفة والخبرة مع بعضها البعض.
ويسعى الاتحاد بشكل عام، إلى تحقيق الأهداف التالية:
ـ تفعيل الوجود الإسلامي في هولندا؛
ـ الدفاع عن مصالح المسلمين في لاهاي وعلى مستوى هولندا؛
ـ العمل كمحطة اتصال بين الدولة والمسلمين في لاهاي؛
ـ تصحيح ما ينشر من أمور سلبية حول الإسلام في الإعلام الهولندي.
ـ إقامة جسور للتواصل والتفاهم بين المسلمين والمجتمع الهولندي/ الغربي.
ـ توحيد جهود المنظمات الإسلامية في هولندا، وجمعها في هيكل تنظيمي واحد.
يخصص الاتحاد جزءاً كبيراً من نشاطه للتصدي لكل أشكال الإساءة للإسلام والتعصب والعنصرية المعادية المسلمين في المجتمع الهولندي، كما يستقبل شكاوى المسلمين الذين يتعرضون لممارسات عنصرية أو يتلقون خطابات كراهية في الشارع أو في أماكن عملهم أو على منصات التواصل الاجتماعي على الإنترنت، ويضمّنها في تقارير تسلم إلى الشرطة ودائرة الادعاء العام للتحقيق فيها.
من جهة أخرى، يهتم الاتحاد بإقامة علاقات جيّدة مع قادة الرأي المحلّيين غير المسلمين من سياسيين وفاعلين في منظمات المجتمع المدني ورجال الدين وأكاديميين وصحفيين، لتصحيح صورة الإسلام في أذهانهم ومحاولة استمالتهم لتعزيز مصالح المسلمين في هولندا.
في عام 2019، قاد الاتحاد حملة واسعة النطاق ضد قانون “حظر النقاب” الذي أقرته بلدية لاهاي، كما نظم مسيرات في شوارع المدينة رفضاً للقانون الذي اعتبره جائراً و”يتعارض مع مبادئ الحرية”. وفي العام نفسه، نظم الاتحاد حملة إعلانية ضخمة لجمع التبرعات لصالح “مؤسسة المقابر الإسلامية في هولندا”، وهي مؤسسة تابعة له، لبناء وتجهيز ما اعتبره “أكبر مقبرة إسلامية في أوروبا”.
في عام 2021، كان الاتحاد واحداً من 150 منظمة إسلامية في أوروبا معظمها تابع لجماعة الإخوان أو مرتبط بها وقعت في لاهاي على “إعلان القدس”، الذي يدعو الحكومة الهولندية إلى استخدام الضغوط الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية لإجبار إسرائيل على الامتثال للقانون الدولي وإنهاء احتلالها لفلسطين.
في ديسمبر 2022، انتقد الاتحاد بشدة مشروع قرار قدمه وزير التعليم الهولندي يسمح بفرض رقابة على المؤسسات التعليمية غير التابعة لوزارته وغير الممولة منها، بما في ذلك معاهد تحفيظ القرآن الكريم في البلاد، بغرض مكافحة الأفكار غير الديمقراطية في هذه المعاهد، وتقدم الاتحاد بشكوى قضائية ضد الوزير بدعوى أن القرار يستهدف بالتحديد المؤسسات التعليمية الإسلامية، وأنه يتعارض بشكل سافر مع مبدأ حرية العقيدة والتعبير المنصوص عليه في الدستور الهولندي.
يمول الاتحاد أنشطته من خلال مساهمات المنظمات الأعضاء، وتبرعات الجالية المسلمة، والمنح التي يتلقاها من المنظمات الإخوانية في أوروبا، خاصة مجلس مسلمي أوروبا (اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا سابقاً)، إلى جانب الدعم الحكومي للمشاريع الاجتماعية والثقافية التي ينظمها بالتنسيق مع مصالح البلدية وغيرها من الهيئات الرسمية في لاهاي
يرأس الاتحاد المغربي يحيى بويافا الذي يشغل أيضاً منصب رئيس جمعية الإغاثة المغربية في هولندا، كما أنه مؤسس دار النشر “نور العالم” المختصة في ترجمة ونشر الكتب الإسلامية التراثية، وكتب مفكري الإخوان مثل حسن البنا وسيد قطب ويوسف القرضاوي.
الموقع الإلكتروني: