يوسف ندا
مهندس ورجل أعمال ومصرفي مصري/ إيطالي، ويحمل أيضاً جنسيات عدد من الدول الإسلامية منها الجنسية التونسية، قيادي بارز في جماعة الإخوان المسلمين، وأحد الواجهات المالية الرئيسة للإخوان، والمفوض السابق للعلاقات الدولية في الجماعة. وصفته صحيفة “لوطون” السويسرية عام 2002 بـ “سفير الظل للإخوان المسلمين”.
ولد في مدينة الإسكندرية عام 1931، وتخرج من كلية الزراعة بجامعة الإسكندرية، ثم انضم إلى الإخوان عام 1947، وهو في سن الـ 16. سجن عامين في قضية محاولة اغتيال عبدالناصر في المنشية عام 1954. كان أيضاً أحد المتهمين في قضية تنظيم سيد قطب عام 1965، وحكم عليه غيابياً بالسجن 10 سنوات. غادر مصر عام 1960، وتنقل ما بين ليبيا وتونس واليونان والنمسا وألمانيا وإيطاليا وسويسرا التي استقر بها في آخر المطاف.
بدأ نشاطه التجاري في الستينيات، وتخصص في تجارة الإسمنت، بعدها أصبحت شركاته ومشروعاته واستثماراته التي تقدر قيمتها بمئات الملايين من الدولارات منتشرة في أكثر من 25 بلداً، كما نجح في بناء علاقات وثيقة مع رؤساء دول وحكومات ومسؤولين رفيعي المستوى في مختلف أنحاء العالم.
شارك في السبعينيات في تأسيس بنك فيصل الإسلامي: أول بنك في مصر يعمل وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية، وكان مساهماً في بنك ثان يحمل الاسم نفسه (بنك فيصل الإسلامي) في السودان.
أنشأ عام 1988 في لوغانو بسويسرا شركته الخاصة “التقوى للإدارة” التي تخصصت في الاستشارات والخدمات الائتمانية وتنفيذ المشروعات وإدارة الممتلكات والوساطة العقارية، كما أنشأ في جزر البهاما “بنك التقوى”: أهم هيكل مالي للإخوان في أوروبا خلال سنوات التسعينيات، وكان من بين المساهمين فيه يوسف القرضاوي وخيرت الشاطر وغالب همت وغيرهم من قيادات الصف الأول في الإخوان. بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، تمت تصفية البنك والشركة على إثر اتهام الإدارة الأمريكية لندا بتمويل تنظيم القاعدة وزعيمه أسامة بن لادن.
شارك ندا مع رجل الأعمال الإخواني أحمد إدريس نصر الله في تأسيس بنك أكيدا الدولي في جزر البهاما، والذي اشتهر في التسعينيات بدعم التنظيمات الأصولية في فلسطين ومصر والجزائر وتونس إلى جانب جمعيات ومراكز الإخوان في أوروبا، وفي عام 1994 أسس شركة للاستثمار الأوروبي وسجلها في بريطانيا لتوفير تغطية مالية مستقرة للتنظيم المظلي للإخوان في أوروبا المعروف باسم “اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا”.
ساهم ندا في تأسيس عدد كبير من الجمعيات / المراكز الثقافية الإسلامية في أوروبا، خاصة في إيطاليا وسويسرا وألمانيا منها المركز الإسلامي في ميلانو والمركز الإسلامي في ميونخ.
في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001 اتهمه الرئيس الأمريكي بوش الابن بالضلوع في تمويل الهجمات. تم توقيفه واستجوابه في ميلانو من قبل عملاء فدراليين أمريكيين. بعدها استجوب لأيام من قبل محققين من سويسرا وإيطاليا حول رحلة قام بها إلى أفغانستان عام 1989 لدعم الأفغان في حربهم ضد السوفيت واجتمع خلالها ببن لادن ومعاونيه.
في نوفمبر 2001 أدرجت لجنة العقوبات الخاصة بطالبان وتنظيم القاعدة التابعة للأمم المتحدة اسمه على قائمتها الخاصة بالأشخاص الداعمين للإرهاب، وتم الحجز على أمواله وممتلكاته ووضع رهن الإقامة الجبرية في منزله.
في نوفمبر 2001 أيضاً، ورد اسمه ضمن تحقيق نشرته مجلة “كاش” الأسبوعية السويسرية حول “مصرفيي الحرب المقدسة” (= الجهاد).
كان ندا عضواً في معهد “بينمنزو” التابع للأمم المتحدة، والذي يضم كبار الشخصيات السياسية والاقتصادية والفكرية العالمية، وتم تجميد عضويته بعد الاتهامات التي وجهت إليه بتمويل الإرهاب.
حكم على ندا غيابياً في مصر بالسجن 10 سنوات عام 2008 في ما يعرف بقضية “ميليشيا الأزهر”، وأصدر الرئيس السابق محمد مرسي عفواً عاماً عنه بعد توليه الحكم عام 2012. وبعد عزل مرسي، ألغى الرئيس المؤقت عدلي منصور قرار العفو في مايو 2014.
في عام 2009 أعلنت الخارجية السويسرية أن مجلس الأمن شطب اسمه من قائمة الداعمين للإرهاب؛ وذلك بعد إخفاق الادعاء العام السويسري والشرطة الاتحادية السويسرية في العثور على أي دليل لإدانته.
يقيم ندا منذ أوائل السبعينيات في فيلا منعزلة ببلدة كومانو في كانتون/ مقاطعة كامبيوني التابعة لإيطاليا على الأراضي السويسرية.
نشر سيرته الذاتية باللغة الإنجليزية عام 2012 في كتاب بعنوان:
– “من داخل الإخوان المسلمين”.