يعرف مسجد السلام في نانت أيضاً، باسم المسجد الكبير في مدينة نانت الفرنسية، وهو تابع للرابطة الإسلامية في غرب فرنسا، الفرع الإقليمي لاتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا (مسلمو فرنسا حالياً): الفرع الفرنسي للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين.
تم الإعلان عن تأسيس الرابطة الإسلامية في غرب فرنسا عام 1980، وتعمل على المساعدة على تلبية الاحتياجات الدينية والثقافية والتعليمية والاجتماعية للمسلمين في نانت والمناطق القريبة، وتمثيل مصالح المسلمين في فرنسا والدفاع عنها، والترويج لفهم إيجابي للإسلام يراعي السياق الفرنسي والأوروبي، مما يسمح بالمشاركة الفعالة للمسلمين في المجتمع.
يتألف مسجد السلام من مبنيين منفصلين: المسجد، ويتسع بطابقيه لأكثر من 6000 مصلي، ومركز عبد الله الدرويش الثقافي (رجل أعمال قطري) الذي يتكون من قاعة للصلاة ومكتبة متعددة الوسائط ومرافق أخرى، وقد تم افتتاح المبنيين في وقت واحد: في نوفمبر 2012، وبلغت كلفة بنائهما قرابة 6 ملايين يورو دفعت الجزء الأكبر منها مؤسسة قطر الخيرية.
يضم المسجد معهداً ملحقاً لتدريس اللغة العربية والدين الإسلامي للأطفال والكبار، كما يقدم دورات تعليمية تشمل دروساً في العقيدة الإسلامية، والفقه الإسلامي، وعلوم القرآن، والسيرة النبوية. وتهدف هذه الدروس إلى ترسيخ المنهج الصحيح للتفكير في المسائل الدينية والشرعية للمسلمين، وتطوير فهم شامل للإسلام قائم على القرآن والسنة ويتلاءم مع الواقع الفرنسي.
ويولي المسجد اهتماماً خاصاً لظاهرة الإسلاموفوبيا والعنصرية المعادية للمسلمين، المنتشرة في المجتمع الفرنسي، حيث أنشأ للتصدي لها برنامجاً فكرياً واجتماعياً للحوار بين الأديان تتحدد أهدافه في رفع مستوى الوعي بتعقيد السياق العلماني الذي توجد فيه الأديان اليوم، وتعزيز التفاهم واحترام الاختلافات بين الأديان والاهتمام بالقواسم المشتركة بينها، وتحديد المبادئ والقيم الدينية والمعايير المشتركة بين الأديان المختلفة، والعمل على تأكيدها، وإنشاء منصة مشتركة للتعايش الديني بين المسلمين وغيرهم في المجتمع الفرنسي.
خلال السنوات الماضية، نظم المسجد العديد من المؤتمرات لمناقشة قضايا الإسلام والمسلمين في فرنسا وأوروبا بمشاركة قيادات فكرية إخوانية بارزة مثل المفكر السويسري المعروف طارق رمضان، وشقيقه هاني رمضان: مدير المركز الإسلامي في جنيف، والداعية المغربي حسن إكويسن الذي أصدر وزير الداخلية الفرنسي عام 2022 قراراً بترحيله إلى المغرب.
يعتمد المسجد في إصدار الفتاوى الدينية لمسلمي نانت وفرنسا على مقررات المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث التابع للتنظيم الدولي للإخوان، والمضمنة في “الدليل الفقهي للمسلم الأوروبي”.
إلى جانب التبرعات من الجالية المسلمة في نانت، يعتمد المسجد في تمويل أنشطته على المنح التي يتلقاها من مؤسسة قطر الخيرية بشكل منتظم.
ويرأس المسجد بلقاسم بن سعيد، وهو فرنسي من أصل تونسي، درس القانون والعلوم السياسية في جامعة نانت، ويحمل شهادة الماستر في الدراسات الإسلامية. في حين يرأس مركز عبد الله الدرويش الفرنسي من أصل جزائري بشير بوخزر.
الموقع الإلكتروني: www.mosquee-de-nantes.com