مدرسة ابن رشد الثانوية
تأسست مدرسة ابن رشد الثانوية بمدينة ليل عام 2003 على يد عمار لصفر، وهي أول ثانوية إسلامية خاصة في فرنسا، والأكبر أيضاً. تستقبل سنوياً قرابة 800 طالب وطالبة في الصف الإعدادي والثانوي غالبيتهم من ذوي الدخل المنخفض أو من أصول مهاجرة، وتعمل وفق المنظومة التعليمية الفرنسية.
تتبع الثانوية اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا (مسلمو فرنسا حالياً): الفرع الفرنسي للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، وهو الذي يرسم سياستها التعليمية في الجانب الخاص بالمنهج الديني الإسلامي الذي يتم تدريسه للطلاب، وفي عام 2011، طالب نواب برلمانيون بتشكيل لجنة تحقيق خاصة حول التوجهات الإسلاموية للثانوية؛ وذلك بعد شهادات داخلية وتحقيقات صحفية أشارت إلى تورط كوادر تعليمية في الثانوية في الدعوة والتجنيد لإيديولوجيا الإخوان المسلمين. يقول مؤلفا كتاب “أوراق قطرية” كريستيان شيسنو وجورج مالبرونو، إن تلك اللجنة لم تر النور أبداً؛ لأن الثانوية لديها حلفاء أقوياء بين السياسيين الفرنسيين، من اليمين واليسار على حد سواء.
يتم تمويل الميزانية التسييرية للثانوية من تبرعات الجالية المسلمة في فرنسا ودول أوروبية أخرى، ومن الإعانات الحكومية التي تتلقاها منذ عام 2008، حيث تحصلت على تعاقد مع وزارة التربية الفرنسية يتم بموجبه دفع رواتب المدرسين من طرف الدولة.
وتعتمد الثانوية بشكل أساسي على تبرعات مؤسسة قطر الخيرية التي تغطي جزءاً كبيراً من نفقاتها، وبحسب الوثائق التي نشرها كتاب “أوراق قطرية” الصادر عام 2019، فقد تلقت الثانوية ما بين عامي 2011 ـ 2014 مبالغ تقدر بثلاثة ملايين يورو من المؤسسة القطرية.
ويذكر الكتاب أيضاً أن قطر عرضت عام 2016 على اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا شراء الثانوية وتأجيرها له، لكن عرضها قوبل بالرفض.
يرأس مجلس إدارة الثانوية عمار لصفر، ومن أهم كوادرها الإدارية مخلوف مامش: أحد الوجوه البارزة للإخوان المسلمين في فرنسا.