الإسلام السياسي

ردًّا على رسالة مجلس الأئمة الفدرالي الأسترالي

بالنسبة إلى الرسالة التي وصلت من مجلس الأئمة الفدرالي الأسترالي، والتي يحتج فيها على تصنيف المجلس واثنين من قادته على أنهم من “الإخوان المسلمين”، في ما يلي ردّ على النقاط التي أثارتها الرسالة:

1 ـ في ما يخص المجلس نفسه، جاء في التقرير بالحرف:

“يعد مجلس الأئمة الفدرالي الأسترالي التنظيم المركزي للإخوان المسلمين في أستراليا بالنظر إلى الروابط الأيديولوجية القوية التي تربطه بالجماعة، في ما لا تزال العلاقات العملياتية بينهما غير واضحة حتى الآن”.

العبارة محددة وواضحة، نحن ندرك أنه من الصعب إثبات وجود علاقة تنظيمية بين المجلس والإخوان، وهي الصعوبة التي يواجهها ويشكو منها كل المشتغلين في هذا المجال من باحثين وإعلاميين وحتى الأجهزة الأمنية الحكومية، وفي الوقت نفسه هي النقطة التي يراهن عليها الإخوان في أوروبا بالخصوص، للإفلات من أي إجراءات قانونية ضدهم عندما تثار مسألة التمويل الأجنبي لهياكلهم التنظيمية هناك. الجمعيات والمراكز والمساجد الإخوانية المنتشرة بالمئات في أوروبا هي في الظاهر، وقانونياً، مجرد هيئات دينية وخدمية وتعليمية عادية، وهي بالفعل تعمل في هذا المجال، لكن في الحقيقة، في العمق، هي وحدات ضمن شبكة دولية منظمة تتحكم فيها جماعة الإخوان المسلمين ومظلاتها الخارجية، وأبرزها على سبيل المثال اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا الذي غير اسمه إلى “مجلس مسلمي أوروبا” كنوع من التمويه بعد أن انكشفت صلته بالإخوان، وبدأ يواجه مشاكل في العديد من دول أوروبا لهذا السبب، خاصة بعد إسقاط حكمهم في مصر عام 2013، مع العلم أن الاتحاد لا يعترف أبداً بأنه من الإخوان، وقادته ينكرون هذا تماماً، ويعتبرونه افتراء وكذباً عليهم، مع أن هذه الحقيقة أصبحت معلومة بالضرورة للعالم أجمع، وبسببها غيروا اسم تنظيمهم القاري.

2 ـ في ما يخص الشخصين المذكورين في التقرير؛ فالمعلومات الواردة عنهما صحيحة وموثقة، وتم تداولها إعلامياً على نطاق واسع، ونحن بدورنا استقيناها من التقارير والمتابعات الإعلامية.

بالنسبة إلى شادي السليمان، فهو معروف في أوروبا كلها بأنه من رجال الدين المتطرفين، والإعلام الأوروبي كتب عنه هذا أكثر من مرة، ويقال عنه أيضاً إنه داعم للجهاديين، ومع ذلك، نحن لم نتهمه بهذا في التقرير. في عام 2014، استدعي لإلقاء محاضرة بإحدى الثانويات في برمنغهام في المملكة المتحدة، ويبدو أن الحماس جرفه، فوقع في المحظور، وذكر شيئاً عن نصرة الجهاد والمجاهدين، ما دفع وزارة التعليم البريطانية إلى الاعتراف لاحقاً، وتحت ضغط سياسي وإعلامي كبير، بأن الثانوية ارتكبت خطأ فادحاً، وخرقت القوانين التعليمية بالسماح لداعية أصولي معروف بآرائه المتشددة بمخاطبة الطلاب.

وفي ما يلي رابط تقرير وزارة التعليم البريطانية:

https://www.gov.uk/government/speeches/birmingham-schools-secretary-of-state-for-educations-statement

وهذا تقرير لـ “الميرور” البريطانية عن الموضوع:

https://www.mirror.co.uk/news/uk-news/preacher-who-called-god-destroy-6681078

مع الإشارة إلى أن تقرير “الميرور”، يصف السليمان بكلمات واضحة بأنه “الداعية الإسلامي الذي يدعو علناً إلى الجهاد”.

وهذا تقرير آخر لـ “الديلي ميل”:

https://www.dailymail.co.uk/news/article-2660092/Trojan-horse-claims-against-Birmingham-schools-plain-old-Islamaphobia-senior-teacher-tells-MPs.html

وجاء في التقرير، نقلاً عن أحد المسؤولين البريطانيين، أن الثانوية كان عليها فعل المزيد لفحص سيرة “داعية الكراهية الشيخ شادي السليمان قبل دعوته للتحدث في الثانوية”.

إذن، في الإعلام البريطاني، السليمان هو “داعية للجهاد” و”داعية للكراهية”، وهذان نموذجان فقط، يمكن الرجوع إلى جوجل للمزيد من الأوصاف المرتبطة بالشيخ، وكلها من هذه النوعية.

في عام 2018، منع السليمان من دخول الدنمارك بعد أن وضعته وزارة الهجرة والاندماج الدنماركية على قائمة رجال الدين الأجانب الممنوعين من دخول البلاد.

وفي ما يلي تقرير “الديلي ميل” عن الموضوع:

https://www.dailymail.co.uk/news/article-6136639/Australian-National-Imams-Council-president-Sheik-Shady-Alsuleiman-banned-entering-Denmark.html

وهذا تقرير آخر من “الديلي ميل”، وفيه منعٌ من دخول نيوزيلندا أيضاً:

https://www.dailymail.co.uk/news/article-6826229/Sheikh-Shady-Alsuleiman-barred-New-Zealand-Denmark-ban.html

بالنسبة إلى إبراهيم أبو محمد، جاء في التقرير بالحرف:

“ويرتبط أبو محمد بعلاقات خاصة مع حركة حماس وقادتها، خاصة رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية الذي خصه باستقبال رسمي في إحدى زياراته لغزة عام 2012”.

وهذه المعلومة أشارت إليها تقارير إعلامية متعددة؛ منها تقرير للتلغراف البريطانية، وهو موجود هنا:

https://www.theaustralian.com.au/subscribe/news/1/?sourceCode=TAWEB_WRE170_a_GGL&dest=https%3A%2F%2Fwww.theaustralian.com.au%2Fnational-affairs%2Fforeign-affairs%2Fgrand-muftis-links-to-banned-egyptian-sheik-stir-uptensions%2Fnewsstory%2F30dcb1f1fac4f128f9441ffe809be3b7&memtype=anonymous&mode=premium&v21=dynamic-groupa-test-noscore&V21spcbehaviour=append

للأسف، الموقع يشترط التسجيل والدفع لقراءة المقالات المؤرشفة.

ومع ذلك، هذا تقرير آخر للتلغراف يوثق لزيارته لحماس عام 2012:

https://www.dailytelegraph.com.au/news/nsw/ibrahim-abu-mohammed-how-an-egyptianborn-scholar-became-grand-mufti/news-story/ce1589ab17d0580a238765ee7de1365e

وفيه أيضاً أن له مواقف سابقة في دعم بعض الهجمات الجهادية في أوروبا، منها هجمات باريس، بطرق ملتوية، ثم التراجع بعد التعرض للهجوم اللفظي في التعليقات، وهو ما لم نذكره في تقريرنا، حيث ركزنا على قربه من الإخوان وفرعهم الفلسطيني: حركة حماس.

في ما يلي أيضاً أحد التقارير العربية التي ربطت عام 2020؛ أي قبل تقريرنا بـ 3 سنوات، ما بين المجلس والإخوان، واعتبرت أن المجلس يقع تحت السيطرة الكاملة للإخوان، وأن السليمان من الشخصيات الرئيسة في أستراليا، وهو ما ذكرناه نحن أيضاً؛ لأنها الحقيقة:

https://www.almarjie-paris.com/14492

وهو نموذج لتقارير أخرى منشورة يبدو أن المجلس لم يطلع عليها، واكتفى بتقريرنا الذي أورد وقائع محددة وموثقة تدخلت فيها حكومات وتناولتها كبريات المؤسسات والصحف العالمية في حينه. فإذا كان هناك افتراءات وكذب، فهو من المصادر الحكومية الرسمية والإعلامية وليس منا، وعلى مسؤولي المجلس متابعة وزارة التعليم البريطانية ووزارة الهجرة والاندماج الدنماركية والديلي ميل والتلغراف وكبريات الصحف في أستراليا وأوروبا التي تناولت مراراً التوجه الإسلاموي المتطرف لشادي السليمان وإبراهيم أبو محمد بعبارات صريحة وبناء على معطيات ووقائع مثبتة لا يمكن إنكارها هناك، لكن يمكن التحايل والتعمية عليها هنا برسائل وتهديدات فارغة.

نص الرسالة التي وردت من مجلس الأئمة الفدرالي الأسترالي:

زر الذهاب إلى الأعلى