يتبنى الإخوان المسلمون مثلاً أعلى، ألا وهو هو الثيوقراطية. وبينما يترسخ هذا الموضوع لدى الرأي العام، يصبح من الضروري معرفة كيفية عمله وأهدافه. يُسلط التحقيق الذي أنجزته فلورنس بيرجو-بلاكلر، الضوء على أهمية هذه الظاهرة التي غالبا ما يُساء فهمها، وكذا على الروابط المترامية الأطراف التي تشكلت في أوروبا.
فلورنس بيرجو- بلاكلر عالمة أنثروبولوجيا، مكلفة بالأبحاث في المركز الوطني للبحث العلمي (HDR) في مجموعة أبحاث المجتمعات والأديان والعلمانية في المدرسة التطبيقية للدراسات العليا (باريس). وقد قامت بنشر كتاب: الإخوان وشبكاتهم، التحقيق، عن دار النشر أوديل جاكوب.
تم استقاء التصريحات من قبل: كوم دوبيشوب
أول إصدار للحوار: 20 أبريل 2023
صار تنظيم الإخوان المسلمين، الذي تم إنشاؤه عام 1928 في مصر، اليوم حاضراً على نطاق واسع في أوروبا؛ ما هو تنظيم “الإخوان”؟ هل هو لاهوت أم مذهب أم حركة أم هو انتقام من الحداثة؟
الإخوان في نظري، ليسوا تيارًا عقائديًا ولا مدرسة فقهية، بل حركة سياسية دينية منحت نفسها مهمة تنظيم بوصلة جميع المسلمين نحو نفس الهدف: إقامة الدولة الإسلامية العالمية.
ولعل تعريفي لجماعة الإخوان المسلمين سيقضي بأنها “نظام عمل” يحاول توجيه المكونات اللاهوتية والقانونية المختلفة للإسلام، من “الوسط”، من النسخ الأكثر ليبرالية إلى تلك الأكثر حرفية من خلال الصوفية، بغرض تحقيق النبوءة النهائية.
ما هي نبوءة الخلافة؟ في أي سياق ولدت جماعة الإخوان المسلمين؟ وماذا كانت أهدافها؟
“لن نتمكن من فهم ظواهر معقدة وواسعة النطاق مثل سوق الحلال المعولم أو تحجب النساء في جميع القارات إذا ما أغفلنا خطتها، ورؤيتها للعالم، وحقيقة أن جماعة الإخوان المسلمين مركزة على مهمتها.”
لا يتعلق الأمر بإقامة دولة إسلامية على صورة الرقة، بل بإقامة المجتمع الإسلامي الحديث والمعولم. لقد رأى مشروع الإخوان النور في أوروبا والولايات المتحدة منذ الستينيات من قبل الطلاب الإسلاميين المنفيين، الذين كانوا يتمتعون بالحرية الكاملة في ظل نظام ديمقراطي للتفكير في شكل معولم ومنافس من الإسلاموية يتكيف مع العالم غير الإسلامي.
إن الأبعاد الثلاثة للإخوان، التي تستخدم أساليبها الخداع والانحراف والتلاعب والتخريب بدلاً من الحرب المباشرة، هي ما أسميه ثلاثية الرؤية والهوية والخطة. فالإخوان يشتركون في رؤية عالمية وهوية عابرة للحدود الوطنية تتجاوز الحدود الثقافية والعرقية والعنصرية، ولكن البعد الأكثر أهمية الذي يجب تسليط الضوء عليه هو البعد الخاص بالخطة، وهو البعد الذي يراه المراقبون الأكثر غموضًا، على الرغم من أنه ضروري لفهم كيفية اندماج المعايير الإسلامية مع العالم الحديث، ووفقًا للمبادئ الأساسية التي تتطور وتتكيف باستمرار مع تطوره. والحقيقة أننا ارتكبنا خطأ في اختزال الحركة الإسلامية في أيديولوجية سياسية زمنية، بينما هي سياسية دينية، وبالتالي تشمل ما هو دُنيوي وما هو غيبي، وتتنبأ بالقيامة وباليوم الآخر ونظام لعد أعمال البشر، مثل صكوك الغفران الكاثوليكية، ولكنها فردية وجماعية.
لن نتمكن من فهم ظواهر معقدة وواسعة النطاق مثل سوق الحلال المعولم أو تحجب النساء في جميع القارات إذا ما أغفلنا خطتها، ورؤيتها للعالم، وحقيقة أن جماعة الإخوان المسلمين مركزة على مهمتها. على مدى فترة طويلة، يتحرك الإخوان المسلمون وفق خطط متتالية، ويخصصون لأفعالهم طاقة هائلة؛ لأنه ليس عليهم التشكيك في أسس الوجود ولا مسألة الخلاص، فالأمر محسوم. كل شيء موجود في القرآن والسنة ولا شيء غير ذلك. لقد أنزل الله كتابه من قبل، وكل ما علينا فعله هو اكتشاف ما تم الكشف عنه باستخدام وسائل العلوم الإنسانية لاستعادة القوة، وبالتالي هزيمة الغرب. وهذا ما يسميه الإخوان “أسلمة المعرفة” التي يمكن أن تتبع جميع المسارات العلمية ما دامت مقيدة بالحقيقة الإلهية السماوية. فيما يعتبر التفكير خارج هذا الإطار ممنوعاً وحراماً وبدعة. والتفكير في هذا الإطار هو مهمة، ومثل أي عمل مستحسن يوفر إمكانية العتق من لهيب الجحيم (الذي يبرز تهديده باستمرار) وتذوق نعيم الجنة ومباهجها، وهي المعتقدات التي تتعايش بشكل جيد جداً مع مستوى علمي وتكنولوجي جيد، وهو الأمر الذي حيرني كثيراً في البداية.
هل مطالب الإخوان المسلمين مكتوبة صراحة في القرآن؟ هل للإخوان نمط خاص لفهم النصوص القرآنية؟
يعتمد الإخوان المسلمون على السور القرآنية والسنة النبوية التي تضم أفعال النبي محمد وأقواله (الأحاديث) الصحيحة أو القليلة الصحة. هذه الأحاديث روتها سلسلة من الرواة تسمى الإسناد، تقاس بها قوة محتواها أو ضعفها. وكل تأويل للحديث هو نمط معين لفهم النص. لنفترض أن الإخوان المسلمين سلفيون أصوليون لديهم مقاربة حرفية للنص، لكن ما يهمهم والذي يوجه تأويلهم هو الغاية المتمثلة في الخلافة، والوسائل التي يجب تنزيلها لبلوغها. ويجب بالتالي أن يبرز الإسلام في كل مكان، فهو يهتدي بذلك.
يبدو أن الإخوان يعتزمون إنشاء حركة دينية عالمية كبيرة، هدفها إقامة الخلافة عن طريق الإسلام؛ كيف يتصرفون؟ وما هي هياكلهم وطرائق عملهم؟
إن العقيدة الأساسية للإخوان هي الوسطية (الإسلام الوسطي)، وهو مصطلح تناوله يوسف القرضاوي وطوره واستلهمه من حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين في عام 1928. القرضاوي، الذي تم اعتباره، بشكل مموه، شخصية فظة وغير متعلمة، هو المنظر الكبير لجماعة الإخوان المسلمين، التي يسميها “الحركة الإسلامية” في خطة مستشرفة للسنوات الثلاثين المقبلة نشرت عام 1990، وهي خطة قمت بتحليلها في كتابي وتحققت إلى حد كبير. ومن الشخصيات المؤثرة الأخرى في الإخوان هو أبو الأعلى المودودي، وهو مفكر هندي الأصل، ومهندس نظام الإسلام وأب “أسلمة المعرفة”، حيث يعد مؤلف حوالي مائة عمل حول هذه المسألة، أن كل شيء في الإسلام، في تآزر، ولا يمكن من غير ذلك البحث عن شيء آخر خارجه.
لقد اختارت جماعة الإخوان المسلمين أوروبا لتكون أرضها المختارة. وقد أتيتِ على ذكر مفهوم “الإسلام الأوروبي” الذي اقترحته جماعة الإخوان المسلمين؛ هل يتعلق الأمر بتكييف الإسلام مع أوروبا أو تكييف أوروبا مع الإسلام؟
“تعتبر مكافحة الإسلاموفوبيا البنيوية أداة دعائية هائلة: حيث نقدم أي إجراء يهدف إلى فرض عقوبات على الممارسات الإسلامية التي تعتبر غير متوافقة مع القيم (مثل الحجاب) على أنه إجراء تمييزي ومعادٍ للإسلام، إلى أن يصير المجتمع شيئاً فشيئاً متوافقاً مع الشريعة.”
الإسلام الأوروبي هو الصيغة التي اعتمدها الإخوان. كان الإسلام الأوروبي، الذي صاغه في البداية الأكاديمي الألماني من أصل سوري بسام الطيبي، قد أدى إلى إسلام تم إصلاحه ليتكيف مع السياق الأوروبي من خلال تجديد تفسير النصوص الماضية. وقد دعا إلى إزالة الشريعة والجهاد من المناهج الإسلامية في أوروبا لعدم التزامهما بالمبادئ الأساسية للديمقراطية وحرية التعبير وحقوق الإنسان. وعلى العكس من ذلك، فإن الإخوان لا يعتزمون إصلاح الإسلام، بل إصلاح النظرة الأوروبية للإسلام.
ولبلوغ ذلك، عمل الإخوان على تعميم مفهوم الإسلاموفوبيا البنيوية الذي اقترحته مؤسسة رونيميد تراست في تقرير نشر عام 1997. هذه المنظمة البريطانية التي تستلهم توجهاتها من حركة الحقوق المدنية الأمريكية، تأسست عام 1968 لمحاربة التمييز العنصري وتعزيز التعددية الثقافية، كانت قد نشرت أول تقرير لها عن الإسلاموفوبيا واقترحت حلولاً لتعويد المجتمع الأوروبي على وجود الإسلام.
تعد مكافحة الإسلاموفوبيا البنيوية أداة دعائية هائلة: حيث نقدم أي إجراء يهدف إلى فرض عقوبات على الممارسات الإسلامية التي تعتبر غير متوافقة مع القيم (مثل الحجاب) على أنه إجراء تمييزي ومعادٍ للإسلام. ويتم تقديم الاستهلاك والسلوك الحلال على أنهما التزامات لا مفر منها وغير قابلة للتفاوض، ثم يصبح المجتمع شيئاً فشيئاً متوافقاً مع الشريعة. وهذه في الأساس هي الطريقة التي ساعدت جماعة الإخوان المسلمين على الانتشار في القرن الحادي والعشرين.
لماذا تشكل القيم الأوروبية الركيزة المثالية لتأسيس جماعة الإخوان؟ هل يتم تمويل جماعة الإخوان المسلمين من قبل الاتحاد الأوروبي، وما هي حدود ذلك التمويل؟
تطورت جماعة الإخوان المسلمين على مرحلتين؛ حيث تقدم الجيل الأول من الإخوان لأول مرة أمام المؤسسات الأوروبية التي كانت تبحث عن محاورين لتسهيل الاندماج الأوروبي، كممثلين لمسلمي أوروبا بفضل شبكات المساجد والمراكز الإسلامية التي أنشأوها في كل دولة أوروبية.
ثانياً، كان الجيل الذي أعيدت أسلمته هو الذي تولى القيادة من خلال تقديم نفسه بالألوان الزرقاء المرصعة بالنجوم لما يسمى بالسياسات الأوروبية الشاملة والمناهضة للعنصرية، وبالتالي حصل على التمويل من مؤسسات الاتحاد الأوروبي في بروكسل ومن مجلس أوروبا. ولعل الجميع يتذكر حملة مجلس أوروبا هذه التي مولها الاتحاد الأوروبي، والتي أشادت بمزايا الحجاب الإسلامي. وقد أظهرت هذه الحملة، التي أطلقها قسم مناهضة التمييز والإدماج في مجلس أوروبا، وجوه نساء نصفهن محجبات والنصف الآخر غير محجبات، حيث ارتبطت كلمة “الحجاب” بكلمات مثل “الجمال”، “الحرية”، “الفرح”. كان مصدر هذه الرسائل هو هؤلاء الشباب المؤثرين في جماعة الإخوان المسلمين الذين استفادوا من التمويل والتسهيلات الممنوحة للشباب الأوروبيين لمحاربة التمييز والعنصرية. وقد استخدمت العديد من جمعيات الإخوان المسلمين مجموعة الأدوات التي أتاحها مجلس أوروبا والمصممة لمساعدة الشباب الأوروبيين على مكافحة “خطاب الكراهية” من خلال تزويدهم باللوجستيات والوسائل اللازمة لممارسة الضغط من خلال الندوات الموضوعاتية أو من خلال تنظيم حملات تواصل. جدير بالذكر أن الإخوان نظام تمييزي وعنصري وتبشيري، لكن عندما يتعلق الأمر بالبحث عن المال والشرعية فهو يعرف كيف يخفي ذلك؛ إذ أن ذلك مباح.
يمكن لأي رسالة أن تجد صداها إذا كانت مصحوبة بصور أو كلمات إيجابية. ولا يخطئن أحد، فلا الاتحاد الأوروبي ولا مجلس أوروبا يقومان بالدعاية المباشرة لجماعة الإخوان المسلمين، ولكنهما يمنحانها لمن يريد الوسائل، باسم الأيديولوجية الشاملة. إن مناخ بروكسل المحلي الذي نعيش فيه محاطين بـ 25000 من جماعات الضغط في منطقة (عاصمة بروكسل)، وحيث لا تستطيع الأحزاب السياسية المحلية الاحتفاظ بالسلطة دون موافقة السكان المسلمين الذين يسيطر عليهم الإخوان، يعد مناسبًا لانسلال الإخوان.
هل الإخوان نتاج الهجرة أم العولمة؟
جماعة الإخوان المسلمين هي نتاج للعولمة، حيث تعود جذورها “الإحيائية” إلى الفترة الاستعمارية، وخاصة إلى القرن التاسع عشر، عندما كانت الخلافة التركية مهددة. وقد جاءت حركة الإخوان المسلمين كرد فعل على الاستعمار الذي ولد من رحم العولمة، وهذه الأخيرة هي التي عززت تحركات السكان وشجعت بالتالي الهجرة. وبطبيعة الحال، فإن الزيادة الأخيرة في تدفقات المهاجرين من أصول مسلمة نحو أوروبا تضفي قوة معينة على جماعة الإخوان المسلمين التي يمكنها الاعتماد على التركيبة السكانية المواتية.
هل يتوافق مشروع الإخوان المسلمين مع الجمهورية؟ وكيف ازدهروا داخل الديمقراطيات العلمانية؟
إنها جمهورية إسلامية وليست جمهورية علمانية! فجماعة الإخوان المسلمين حركة ثيوقراطية يتعين عليها في نهاية المطاف أن تتخلص من الديمقراطية، وهي تتعامل في الوقت الحالي مع الأمر تكتيكياً ما دامت أوروبا أرض الخلافة، ولكن في نهاية المطاف يجب أن تصبح أرض الخلافة هذه إسلامية، بأغلبيتها المسلمة وأقلياتها الدينية المرخصة التي يطلق عليها أهل الذمة.
ما هي منظمة التعاون الإسلامي؟ ولماذا تتعارض مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان؟
إن إعلان حقوق الإنسان في الإسلام، المعروف بإعلان القاهرة (1990) والصادر عن منظمة التعاون الإسلامي، يؤكد تفوق الرجل على المرأة، ويعلن أن المساواة بين المرأة والرجل لا تكون إلا في الكرامة وفي الواجب والمسؤولية، ولكن ليس في “القانون”، وهو الإعلان الذي يحد من حرية التعبير: جميع الحقوق والحريات المنصوص عليها في هذا الإعلان تخضع لأحكام الشريعة الإسلامية، وتؤكد ديباجته العنصرية على الدور الحضاري للأمة الموحدة ودورها كمرشد للإنسانية:
“الدور الحضاري والتاريخي للأمة الإسلامية التي جعلها الله خير أمة، الذي أورث للإنسانية حضارة عالمية ومتوازنة، التوفيق بين الحياة هنا وما وراءها، والعلم والإيمان؛ مجتمع يُتوقع منه اليوم أن يضيء الطريق للبشرية، الممزقة بين العديد من التيارات الفكرية والأيديولوجيات المتعارضة، وأن يقدم حلولاً للمشاكل المزمنة للحضارة المادية.”
“تأكيدا للدور الحضاري والتاريخي للأمة الإسلامية التي جعلها الله خير أمة أورثت البشرية حضارة عالمية متوازنة ربطت الدنيا بالآخرة وجمعت بين العلم والإيمان، وما يرجى أن تقوم به هذه الأمة اليوم لهداية البشرية الحائرة بين التيارات والمذاهب المتناقضة وتقديم الحلول لمشكلات الحضارة المادية المزمنة.”
لماذا ترى بعض الأحزاب السياسية في فرنسا وأوروبا في «الإخوان» نموذجاً للتحرر من الرأسمالية؟
لأنهم يجهلون الديناميكيات المعيارية لسوق الحلال، والتي كرست لها إصداري السابق؛ فقد أوضحت أن الأصولية الإسلامية الجديدة تتحد بشكل جيد مع النيوليبرالية لتعميم قاعدة إسلامية حديثة وانفصالية.
أنت محقة في استنتاجك أن السياق الأوروبي للقرن العشرين ساهم في “التقليل من شأن الشر”، وإثارة الرغبة في عودة الأديان الأخلاقية، التي تقدم تمييزًا واضحًا بين الخير والشر، بالإضافة إلى تفسير لوجودها. لماذا أدى هذا التركيز على الأديان الكتابية إلى نهضة الإسلام وحده وليس المسيحية؟
أعتقد أن الإسلام، تحت تأثير الإخوان، يفتح الطريق أمام تعبيرات تكاملية ومسيحية ويهودية أخرى ستطالب قريباً بحقها في حكم المدينة. إن مسألة العالم المسيحي تختلف عن مسألة المسيحية. فالعالم المسيحي هو الحضارة التي تم دمجها على مر القرون مع التعبيرات الثقافية. فأوروبا تنحدر من المسيحية، وجذورها يهودية مسيحية، وسيكون من الكارثي أن نمحو هذا التاريخ، ليس لأنه سيترك مجالًا للإسلام أو الشذوذ، ولكن لأنه سيكون في صالح أديان الجاهلية المقدسة، هذه الديانات الأخلاقية والأصولية والسطحية والعقائدية التكاملية التي تنمو في الصحاري الفكرية، صحاري الكتاب ولكن أيضًا الصحوة.
هل بالإمكان التصدي لنفوذ الإخوان في أوروبا؟
الخطوة الأولى هي فهم آليات تنظيمهم، تاريخهم، عملهم، وهو ما حاولت تسليط الضوء عليه في كتابي.