سمير أبو اللبن والإخوان المسلمون في النمسا
انضم سمير أبو اللبن إلى جماعة الإخوان المسلمين، عندما كان طالباً في وطنه سوريا، ثم حصل على اللجوء في النمسا عام 1981. وقد شغل مناصب قيادية في العديد من المنظمات القريبة من خط تفكير الإخوان المسلمين في النمسا وفي عموم أوروبا. ويتحدث في هذا التقرير عن دور اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، والفرق بين الانتماء إلى جماعة الإخوان في الشرق الأوسط وفي أوروبا، والسرية المتعلقة بعضوية الإخوان، وعملية الأقصر، وينتهي التقرير بتأملات أبو اللبن حول الوضع في سوريا.
ولد سمير أبو اللبن في حمص، سوريا، وكان “أول اتصال له مع جماعة الإخوان المسلمين في عامي 1976 و1977″، عندما كان “لا يزال في المدرسة الثانوية”. ويروي أنه بايع التنظيم حينها “في عام 1978 كنت في السنة الثانية من الدراسة في كلية الهندسة بحلب”.
يرى أبو اللبن أن البيعة لجماعة الإخوان المسلمين تستلزم أكثر من مجرد الانضمام إلى منظمة ما، وهو يميز بعناية بين أولئك الذين هم جزء من الحركة الأوسع وأولئك المشاركين بشكل مباشر في قيادتها التنظيمية. وبناء على هذا التمييز، يؤكد أنه تعهد بالولاء العام لجماعة الإخوان أثناء دراسته في سوريا، لكنه جدد مبايعته عندما انضم إلى قيادة جماعة الإخوان السورية بعد حوالي ثلاثين عاماً، في أعقاب الربيع العربي. “إن البيعة مع الإخوان هي نوع من البيعة لخدمة الإسلام وليست مجرد جانب تنظيمي، وهناك عدة خطوات. البيعة الأولى هي لخدمة الإسلام، وقد فعلت ذلك بالفعل في سوريا، أما البيعة الحقيقية، وهي الانضمام إلى جماعة الإخوان المسلمين تنظيمياً، فقد فعلت ذلك في السنوات العشر الماضية”.
في أواخر السبعينيات، بدأ أبو اللبن في الانخراط في المظاهرات ضد حكم حافظ الأسد، وهو السلوك الذي وضعه على رادار النظام وأجبره على مغادرة وطنه والفرار إلى النمسا. “في ذلك الوقت، كنا نخرج إلى الشوارع ونتظاهر ضد الأسد ونظام الأسد، وتعرضت للاضطهاد نتيجة لذلك. لذا، اضطررت لمغادرة البلاد بين عشية وضحاها وذهبت إلى النمسا. [بعد ذلك] لم أتواصل مع جماعة الإخوان المسلمين في سوريا منذ أكثر من ثلاثين عاماً”.
بعد مجيئه إلى النمسا، يقول إنه على مدى السنوات الثلاثين الأولى كان الوضع هادئاً تماماً؛ أي من عام 1981 إلى عام 2010. في أيامه الأولى في النمسا، لعب أبو اللبن، مع نشطاء آخرين من جماعة الإخوان المسلمين من مختلف الدول العربية مثل محمود الأبياري، دوراً نشطاً في الأوساط ذات الميول الإسلامية في فيينا. في الواقع، كان أبو اللبن نشطاً منذ الأيام الأولى لمنظمتين نمساويتين بارزتين؛ هما الجمعية الإسلامية بالنمسا والرابطة الإسلامية للثقافة. تعمل كل من الجمعية والرابطة على نشر أيديولوجية الإخوان المسلمين بشكل نشط، وترتبط الأخيرة أيضاً ارتباطاً وثيقاً بالهياكل الدولية للإخوان المسلمين. “نحن [يعني أبو اللبن والأبياري] كنا نشطين هنا حتى عام 1988، ثم اضطر الأباري إلى مغادرة البلاد والانتقال إلى بريطانيا، لكن خلال السنوات الست أو السبعة الأولى، كنا معاً داخل الجمعة الإسلامية بالنمسا، وقبل ذلك، كانت هناك منظمة أخرى هي الاتحاد الإسلامي، ثم [جاءت] الجمعية الإسلامية، ثم الرابطة الإسلامية للثقافة”. تجدر الإشارة إلى أن الأبياري، وهو مواطن نمساوي، يحتل حالياً دوراً بارزاً في محيط جماعة الإخوان المصرية في لندن، أحد المحاور الرئيسة للجماعة منذ سقوط نظام مرسي.
يشرح أبو اللبن قائلاً: “خلال السنوات الثلاثين الأولى [في النمسا]، كنت ناشطاً إسلامياً داخل الرابطة الإسلامية للثقافة كمنظمة جامعة”. في الواقع، أصبح أبو اللبن واحداً من الشخصيات البارزة في بيئة الإخوان المسلمين النمساوية وشغل منصب رئيس الرابطة الإسلامية للثقافة. ويؤكد أن الرابطة لم تكن مرتبطة تنظيمياً بأي فرع محدد لجماعة الإخوان المسلمين في الشرق الأوسط ولكنها تعمل “بشكل مستقل، إنها نمساوية”. ويوضح أبو اللبن أن هذا الاستقلال الذاتي ضروري لرابطة الثقافة كمنظمة: “على مدى السنوات الثلاثين الأولى، لم يكن هناك جماعة الإخوان المسلمين السورية، أو جماعة الإخوان المسلمين المصرية، أو جماعة الإخوان المسلمين اللبنانية، ولا شيء من هذا القبيل. كان هناك [فقط] الرابطة الإسلامية للثقافة، لقد تم الترحيب بكل من أراد الانضمام”.
يؤكد أبو اللبن أن العلاقة بين فروع الإخوان المختلفة يمكن مقارنتها بالمنظمات الاشتراكية التي تشكل جزءاً من نفس الحركة الأيديولوجية، وغالباً ما تتعاون، ولكن كتنظيمات تعمل بشكل مستقل: “إن جماعة الإخوان المسلمين السورية في أوروبا لديها اتصالات جيدة مع جماعة الإخوان المسلمين الأردنية كاشتراكي ألماني مع اشتراكي إيطالي. في بعض الأحيان، يكون لديهم نفس الاهتمام تماماً، وأحياناً يتصادمون تماماً. لدينا هذه المشاكل. ولهذا قلنا منذ البداية إننا [نشطاء الإخوان في أوروبا] مستقلون، ولا نحتاج إلى تنظيم كهذا بالنسبة إلى أوروبا. إن جماعات الإخوان المسلمين في الدول العربية مستقلة على أي حال، هناك تعاون معها، وهذا كل شيء، لكن ليس هناك مصلحة في خلق جماعة للإخوان المسلمين في أوروبا”.
خلال الفترة التي قضاها رئيسا للرابطة الإسلامية للثقافة، شارك أبو اللبن أيضاً بنشاط في اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، يوضح قائلاً: “على سبيل المثال، كرئيس للرابطة الإسلامية للثقافة، كنت تلقائياً عضواً في مجلس الشورى، أي برلمان اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا. لدى الاتحاد مؤسسات ومنظمات مختلفة للقيام بمهام محددة في جميع أنحاء أوروبا، والتي يمكن الانضمام إليها وفقاً لشروط معينة. ويصف أبو اللبن الهدف من إنشاء الاتحاد في أوروبا على النحو التالي: “كانت فكرة اتحاد المنظمات الإسلامية هي أنه إذا لم ينظم المسلمون في القارة أنفسهم، فلن يكون لهم أي تأثير في أوروبا”.
وفقاً لأبي اللبن، كانت العلاقة بين اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا والرابطة الإسلامية للثقافة علاقة استقلالية تعاونية، مشدداً على أن اتحاد المنظمات الإسلامية لعموم أوروبا سوف يستجيب للاحتياجات المحددة للمنظمات الشريكة على المستوى المحلي/ الوطني: “تتصرف كل دولة بشكل مستقل، نحن نفكر في ما هو مناسب لنا كمسلمين في النمسا ونتصرف وفقاً لمصالحنا. يجب أن يكون لاتحاد المنظمات الإسلامية الدور الذي يقوم به. عندما يحتاج المسلمون في النمسا إلى المعرفة النظرية، كيف يمكننا تقديم ذلك؟ فإذا كان المسلمون في إيطاليا مثلاً يحتاجون إلى علماء، فكيف يمكن أن نوفر لهم ذلك؟ حتى لا نستورد علماء من الدول العربية يخطئ الواحد منهم لمدة 3 أو 4 أو 5 أو 6 سنوات، ثم يقول: حسناً، أنا آسف. لقد أخفقت. علينا أن نعيد النظر في هذا [الجانب]. أردنا أن ننقذنا من هذا الاختبار. منذ البداية كنا نفكر في ما يحتاجه المسلمون، كيف يمكننا الاندماج في المجتمع دون إنشاء أحياء معزولة”.
وعلى الرغم من تأكيده على فكرة الاستقلالية، إلا أنه يوضح أن هناك تبادلاً أيديولوجياً بين أوساط الإخوان الأوروبية وفروع الإخوان في الشرق الأوسط، موضحاً أنه، على سبيل المثال، “كلما قمنا [الرابطة الإسلامية للثقافة] بدعوة ضيوف إلى النمسا، كنا ندعو أشخاصاً من جماعة الإخوان المسلمين، كلما كنا بحاجة إلى الأدب أو الكتب أو أي شيء، كان يجب أن يكون له علاقة بالإخوان”. علاوة على ذلك، يؤكد أنه “من غير الوارد أن تقوم الرابطة بدعوة شيخ سلفي أو شخص من حزب التحرير”.
ويقول أبو اللبن إن أعضاء جماعة الإخوان المسلمين في أوروبا لا يرغبون في بعض الأحيان في التحدث علناً عن علاقتهم بالحركة خوفاً من التداعيات. ويشير في هذا الصدد إلى القانون السوري رقم 49 الذي فرض عقوبة الإعدام على الانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين، ويوضح قائلاً: “في سوريا، على سبيل المثال، إذا قال شخص ما إنه ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، هناك القانون رقم 49 لعام 1980 الذي ينص على السجن وعقوبة الإعدام والمصادرة على الفور. من يريد حصول ذلك؟ ولهذا السبب يفضل الناس القول إننا لا نريد أن نفعل أي شيء بهذا الشأن. وإلى أن يثق شخص ما بالنظام في أوروبا، فإن الأمر يستغرق 10 أو 20 أو 30 سنة. لقد خرجت [علناً] من جماعة الإخوان المسلمين بعد 30 عاماً، قبل ذلك، كان عليّ أن أحمي عائلتي حتى يتمكن أطفالي عندما يسافرون إلى سوريا من العودة دون أن يُسجنوا. المشكلة هي أنني عندما أقول لشخص ما إنني إخواني هل يبقى ذلك مع هذا الشخص؟ أم إنه ينتقل من هنا في النمسا إلى أجهزة المخابرات في بلادنا الجميلة؟ هذه هي المشكلة”.
ويحدد أبو اللبن الانقسام الأيديولوجي بين الجيل الأكبر سناً من أعضاء الإخوان والجيل الأصغر سناً، الذين ولدوا ونشأوا في أوروبا. فمن ناحية، يشيد أبو اللبن بالنموذج التعليمي لجماعة الإخوان المسلمين، ويقول إنه كان فعالاً في نقل أيديولوجية التنظيم إلى أوروبا: “لقد قمنا بدعوة الكثيرين [للانضمام] إلى الأسرة وبقوا معنا لمدة 5 أو 7 سنوات […] ثم غادروا وتزوجوا وأنجبوا أطفالاً. ثم بعد 10 أو 20 عاماً، يعودون مع أطفالهم ويريدون منا أن نواصل [تعليم الأطفال] بنفس الطريقة التي فعلناها معهم؛ بمعنى آخر، إنهم يثقون بعقلية الإخوان المسلمين، ويريدون أن تنتقل طريقة التفكير هذه إلى أطفالهم”.
وفي الوقت نفسه، ينتقد أبو اللبن جيل الشباب لعدم فهمه الكامل والصحيح لتعاليم الإخوان. “الهدف هو التوصل إلى فهم موحد للإسلام. وبعد ذلك [عندما يتم تحقيقه]، ستحل المشاكل من تلقاء نفسها. إن جيل الشباب هنا في أوروبا لا يعمل وفق هذا النمط. إنهم يعتبرون أنفسهم أوروبيين ولا يستطيعون فهم مدى اتساع هذه التعاليم. نحن [جيل الإخوان المسلمين الأقدم] صارمون جداً، وبطيئون جداً، والجيل الأصغر يريد أن يفعل أشياء كثيرة بشكل أسرع […]، لكن الحل الأفضل سيكون دائماً مع الإخوان المسلمين بسبب مرونتهم وأفقهم الواسع وتفهمهم واندماجهم في الحياة هنا في أوروبا”.
وعلى الرغم من أن أبا اللبن ينتقد رغبة الشباب في التحرك السريع، إلا أنه يؤكد أنهم كانوا على حق في عدم الاعتراف علناً بعلاقاتهم مع جماعة الإخوان المسلمين. ويشير في هذا الصدد إلى عملية الأقصر، وهي سلسلة مداهمات نفذتها السلطات النمساوية في نوفمبر / تشرين الثاني 2020 ضد أكثر من ثلاثين شخصاً متهمين بالارتباط بجماعة الإخوان المسلمين. ينتقد أبو اللبن بشدة عملية الأقصر بحجة أنها كانت عملاً غير عادل وقد غير بشكل عميق نظرته إلى النمسا. وبالنسبة إليه، كان ذلك أيضاً دليلاً على أن الجيل الشاب كان على حق في توخي الحذر بشأن إظهار علاقاته الإخوانية، يقول بابتسامة حزينة: “لقد تشاجرنا معهم دائماً [حول هذا]، لكنهم كانوا على حق”.
ويضيف: “على سبيل المثال، درس فريد حافظ [ناشط نمساوي وأحد أهداف عملية الأقصر] جميع التيارات الإسلامية. لبعض الوقت، درس أيديولوجية جماعة الإخوان المسلمين وكذلك أيديولوجية السلفيين وحزب التحرير وغيرهم. أن يأتي شخص الآن ويقول له: أنت إخوان مسلمون. هذا كثير جداً، لكن فيما يتعلق بمدرسة الإخوان المسلمين، نعم، أود أن أقول إن هذا هو المكان الذي يشعر فيه براحة أكبر. [لماذا؟] لا يقول [فريد حافظ] أي شيء عن هذا الأمر. لقد أظهرت المداهمات التي جرت عام 2020 أن الشباب كان على حق وأن جيلنا كان على خطأ […]، وأن استخدامهم [السلطات النمساوية] للكوبرا [وحدة تكتيكية تابعة للشرطة النمساوية] لاقتحام المنازل يثبت أن الشباب كانوا أكثر يقظة منا”.
على أي حال، منذ بداية الثورة في سوريا، تركزت طاقة أبو اللبن بشكل شبه حصري على بلده الأصلي. ويؤكد أبو اللبن أنه لم يُسمح له بأن يكون جزءاً من القيادة التنظيمية لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا أثناء توليه مناصب قيادية في المؤسسات الأوروبية ذات التوجه الإخواني، ولهذا السبب “تركت اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا للتركيز على سوريا، وأعدت تنشيط اتصالاتي مع جماعة الإخوان المسلمين [السورية]”.
ويصف دوره الحالي على النحو التالي:
“أنا عضو في الدائرة السياسية لجماعة الإخوان المسلمين السورية […]. لقد دمرت الحياة السياسية في سوريا تدميراً كاملاً. لمدة 40 أو 50 عاماً، كان الوضع مضطرباً، ونسينا كيف يمكننا أن نعيش حياة سياسية طبيعية داخل البلاد. لا توجد أحزاب حقيقية ولا يوجد أي اتصال مع المعارضة. ليس لدينا أي فكرة عن كيفية إعادة بناء مثل هذا البلد. لدينا حالياً 300 حزب في سوريا، ولا أحد منها يتحدث مع بعضه البعض. بالنسبة لنا [الإخوان المسلمين]، كانت المهمة الأكبر هي كيفية العمل بشكل منسق والعودة إلى الحياة الديمقراطية في سوريا […]. لقد حققنا نجاحاً كبيراً في البداية، حتى ظهرت جبهة النصرة والقاعدة. في تلك المرحلة، لم تعد ثورة شعبية، بل تم تسليحها من بلدان مختلفة. انتهت فرصنا عند تلك النقطة، عندما تم دفع السوريين إلى حافة الهاوية. وبعد ذلك، لم يعد يُسمع إلا صوت السلاح”.
ويضيف: “بدون الحوار، لا يمكن حل مثل هذه المشاكل، ولهذا السبب يعد الحوار في غاية الأهمية. نحن [الإخوان المسلمون] لم ننفتح بعد، كما أن وسائل الإعلام لدينا ليست الأفضل. إعلامياً، نحن ضعفاء. ولمدة 8 سنوات كنا نأمل في المساعدة من الغرب… نحن بحاجة إلى ديمقراطيات قوية تساعدنا والوقت ضيق”. “لقد انتظرنا، على سبيل المثال، الثورة لمدة 30 عاماً. لقد قلنا [الإخوان المسلمون] دائما ًإنه ليس من الضروري أن يستمر الأمر على هذا النحو. في مرحلة ما، سوف يصبح الناس نشطين. وبعد 30 عاماً، استغرق الأمر 30 يوماً حتى تحرك الناس. نحن نعيش في منطقة صعبة. هناك مشاكل كثيرة والحياة السياسية غريبة علينا”.
مع أخذ هذه التطورات السياسية في سوريا في الاعتبار، يرى أبو اللبن أن إقامة علاقة أوثق بين الإخوان والحكومة النمساوية سيكون أمراً مرغوباً فيه، حتى تتمكن النمسا والدول الأوروبية الأخرى من لعب دور في دعم دور الإخوان في سوريا ما بعد الثورة. ويصف العلاقة مع الحكومة النمساوية على النحو التالي: “لقد تمت دعوتنا دائماً للاحتفال بشهر رمضان من قبل الرئيس ورؤساء البلديات ووزير الخارجية […]. سيكون من المرغوب فيه توثيق العلاقة بين الإخوان المسلمين والنمسا […]. من دون مساعدة الغرب، لا يمكن لسوريا أن تكون دولة ديمقراطية”.