كتائب عز الدين القسام
هي الجناح العسكري لحركة حماس؛ يعود تاريخ تشكيلها إلى عام 1984، عندما قام أحمد ياسين، مؤسس حماس، بإنشاء مجموعة قتالية صغيرة تسمى “المجاهدون الفلسطينيون”. تم الكشف عن أنشطة المجموعة من قبل إسرائيل، ما أدى إلى اعتقال ياسين والحكم عليه بالسجن لمدة 15 عاماً. وبعد 11 شهراً فقط، أطلق سراحه في عملية تبادل للأسرى، فأسس مجموعة مسلحة أخرى. وفي 16 فبراير/ شباط 1989، اختطف مقاتلون من حماس جندياً إسرائيلياً، ما أدى إلى اعتقال ياسين وعودته إلى السجن. وفي عام 1990، أثناء وجود ياسين في السجن، تم تشكيل كتائب عز الدين القسام بصورتها الحالية، وظهرت الخلية الأولى في رفح بقطاع غزة، وكان قائدها الأول هو صلاح شحادة الذي اغتالته إسرائيل في غزة في يوليو / تموز عام 2002.
واشتقت الكتائب اسمها من عز الدين القسام، وهو رجل دين ومدرس سوري من مواليد عام 1883. بعد احتلال الفرنسيين للساحل السوري في نهاية الحرب العالمية الأولى عام 1918، انتقل للإقامة في حيفا بفلسطين، وأسس هناك مجموعة مسلحة عرفت باسم “العصبة القسامية”، وأعلن الجهاد ضد القوات البريطانية. وكان مؤمناً بأن الطريقة الوحيدة لطرد القوى الاستعمارية الأوروبية من الشرق الأوسط هي القوة والسلاح، وقد قُتل في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة البريطانية عام 1935.
خاضت كتائب القسام عدة حروب ضد إسرائيل. وفي السنوات الأخيرة، قامت بتعزيز قدراتها الصاروخية بشكل كبير، وأجرت تجارب على طائرات من دون طيار، ولكن بنجاح محدود. وقد أعلنت مسؤوليتها عن العديد من الهجمات ضد إسرائيل، بما في ذلك خطف وأسر الجنود الإسرائيليين، والتفجيرات الانتحارية.
وفي حين يظل مركز قيادتها في غزة، تتواجد القسام أيضاً في الضفة الغربية، ويعود تأسيس الوجود العسكري للكتائب في الضفة الغربية إلى صالح العاروري: نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، والمقيم حالياً في لبنان، وتتعاون الكتائب اليوم مع العديد من الفصائل الإسلامية في الضفة أبرزها سرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي.
على المستوى الهيكلي، تنقسم كتائب القسام إلى مركز للقيادة (المجلس العسكري) وخمسة ألوية إقليمية:
ـ لواء الشمال (7 كتائب).
ـ لواء غزة (7 كتائب).
ـ لواء الوسطى (5 كتائب).
ـ لواء خان يونس (6 كتائب).
ـ لواء رفح (5 كتائب).
وتضم كل كتيبة مجموعة من الوحدات المتخصصة التي تقوم بتنفيذ مهام محددة ودقيقة، وهي بالتحديد 16 وحدة في معظم الكتائب: وحدة الهندسة، وحدة الدفاع الجوي، وحدة المدفعية، وحدة القناصة، وحدة الإسناد، وحدة الاستشهاديين، وحدة الاستخبارات، وحدة الإشارة، وحدة التعبئة والتوجيه، وحدة التصنيع، وحدة الكمائن، وحدة الصواريخ، وحدة السايبر (الحرب الالكترونية)، وحدة المسيّرات، وحدة الضفادع البشرية.
كما تضم كل كتيبة وحدة كوماندوز خاصة (قوات النخبة)، وهي الوحدة الأكثر جاهزية وخبرة، ويتم اختيار عناصرها بعناية فائقة، وإخضاعهم لتدريبات نوعية ومكثفة لتنفيذ المهمات الصعبة والمعقدة، وهي مجهزة بمعدات قتالية متطورة ودقيقة، وغالباً ما تحاط عملياتها بهالة كبيرة من السرية.
ووفقاً لتقرير صادر عن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، فإن عدد مقاتلي كتائب القسام يتراوح بين 20.000 و25.000 مقاتل، إلا أنه من المستحيل التحقق من هذه الأرقام بشكل مستقل، حيث لا تكشف الكتائب بشكل عام عن عدد قواتها.
وباعتبارها جزءاً من حماس، تحظى كتائب القسام بدعم إيراني مالي وعسكري وفي مجال التدريب أيضاً، وتعد إيران الداعم العسكري الرئيس لها. وقد زاد هذا الدعم خلال العقد الماضي. وتشير كمية وتنوع الأسلحة المستخدمة في هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول، بالإضافة إلى القصف المستمر لإسرائيل منذ ذلك الحين، إلى أن القسام تمتلك مخزوناً ضخماً من الأسلحة والموارد، ولا يزال العدد الدقيق للصواريخ غير معروف. وعلاوة على الأسلحة محلية الصنع، يتم تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة غالباً بمساعدة حزب الله في لبنان المجاور أو عبر سوريا.
وتعتمد كتائب القسام على شبكة أنفاق واسعة ومعقدة تحت قطاع غزة، قامت بحفرها وتجهيزها على مدار سنوات، تضم 1300 نفق يصل مجموع طولها إلى حوالي 500 كيلومتر، وقد تم استخدامها لشن هجمات على إسرائيل في الماضي. وفي عام 2006، استخدم مقاتلو حماس الأنفاق لاختطاف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط بالقرب من حدود غزة، كما تم استخدامها أيضاً في هجوم 7 أكتوبر / تشرين الأول الماضي.
يرأس كتائب القسام محمد الضيف (القائد العام)، ومن أبرز قادتها: مروان عيسى (نائب القائد العام)، وأبو عبيدة (المتحدث الرسمي). وخلال الحرب الجارية، أعلنت القسام عن مقتل أربعة على الأقل من كبار قادتها منهم أحمد الغندور (أبو أنس): عضو المجلس العسكري وقائد لواء الشمال، وأيمن نوفل (أبو أحمد): عضو المجلس العسكري وقائد لواء الوسطى العامل في غزة.