الشخصيات

عمر بكري محمد

هو داعية إسلامي بارز وله سجل طويل في دعم الأنشطة الجهادية في أوروبا. كان زعيم المنظمة الإسلامية التي تتخذ من المملكة المتحدة مقرّاً لها، حزب التحرير، وجماعة “المهاجرون” المحظورة الآن. وتحت قيادة بكري محمد، احتفل “المهاجرون” بالهجمات الإرهابية وأشادوا بمنفذي هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 ووصفوهم بـ “التسعة عشر الرائعين”. في أكتوبر/ تشرين الأول 2015، حكمت محكمة لبنانية على بكري محمد بالسجن ست سنوات مع الأشغال الشاقة بتهم الإرهاب، وأطلق سراحه في مارس / آذار 2023.

وقد أثر بكري محمد أثناء إقامته في بريطانيا على العديد من الجهاديين بما في ذلك مايكل أديبولاجو ومايكل أديبولاي اللذين قتلا الجندي البريطاني فوسيلير ريجبي في مايو / أيار 2013 في لندن. وبحسب التقارير، ساعد بكري محمد على تحويل أديبولاجو إلى متطرف. وبعد اعتقال أديبولاجو وأديبولاوي، برر بكري محمد جريمة القتل لوسائل الإعلام البريطانية، ويشاع أيضاً أن بكري محمد له علاقات بتنظيم القاعدة ودعا إلى رفع علم التنظيم فوق القصر الرئاسي في لبنان.

سجن بكري محمد في لبنان في مايو/ أيار 2014. ومن داخل السجن اللبناني، احتفظ بحساب تحريضي على فيسبوك يؤيد فيه قتل النساء والأطفال “الكفار”، ويؤكد أن المسيحيين واليهود هم أعداء الإسلام والمسلمين. وحذفت فيسبوك الصفحة في نوفمبر / تشرين الثاني 2014 بعد أن نبهت صحيفة التلغراف البريطانية شركة التواصل الاجتماعي إلى وجودها. ومع ذلك، ظلت الصفحة مفتوحة لمدة عام قبل حذفها.

ولد بكري محمد في حلب، سوريا عام 1958، وانضم إلى جماعة الإخوان المسلمين هناك في أوائل السبعينيات، عندما كان عمره 15 عاماً. وفي سن 17، انضم إلى حزب التحرير في لبنان. وفي مقابلة أجراها عام 2005 مع مؤسسة جيمس تاون، قال إنه شعر بالاشمئزاز من تحول جماعة الإخوان المسلمين إلى حزب سياسي حكومي في سوريا ودول أخرى. ومن لبنان، سافر بكري محمد إلى مصر، ومن ثم إلى المملكة العربية السعودية، حيث أنشأ خلايا متعددة لحزب التحرير. وبحلول عام 1983، ادعى أنه قام بتجنيد 38 شخصاً في حزب التحرير في المملكة العربية السعودية. نظراً لأن حزب التحرير كان محظوراً رسمياً في المملكة العربية السعودية، فقد عمل مع فرع الحزب في الكويت المجاورة. لكن قادة حزب التحرير هناك لم يوافقوا على أنشطة بكري محمد وطردوه من التنظيم عام 1983. ردّاً على ذلك، قام بكري محمد، مع 38 من أعضاء حزب التحرير الذين جندهم في المملكة العربية السعودية، بإنشاء جماعة “المهاجرون” في 3 مارس / آذار 1983، في الذكرى التاسعة والخمسين لحل الخلافة العثمانية.

وصل بكري محمد إلى المملكة المتحدة في 14 يناير / كانون الثاني 1986. وبالتنسيق مع قيادة حزب التحرير في ألمانيا، بدأ بكري محمد في بناء فرع للحزب في المملكة المتحدة وفي الوقت نفسه عمل على بناء منظمة “المهاجرون” التابعة له. في التسعينيات، التقى بكري محمد بأنجم شودري في مسجد في وولريتش بإنجلترا. وتعاون الاثنان على بناء شبكة “المهاجرون”. في 16 يناير / كانون الثاني 1996، استقال بكري محمد من حزب التحرير ردّاً على ما أسماه “انتهاك القواعد الإسلامية” من قبل الزعيم العالمي للحزب. بعد استقالته، كرّس بكري محمد نفسه لبناء جماعة “المهاجرون” بشكل مستقل عن حزب التحرير. بحسب بكري محمد، تهدف “المهاجرون” إلى إقامة خلافة إسلامية عالمية وتؤمن بأن الدعوة والجهاد ضروريان لتحقيق هذا الهدف. وربط محلل الإرهاب البريطاني رافايلو بانتوتشي جماعة “المهاجرون” بنصف المؤامرات الإرهابية في المملكة المتحدة بين عامي 1995 و2015.

ونفى بكري محمد قيامه أو جماعة “المهاجرون” بتجنيد أي شخص للقتال في الخارج. وادعى أنه شجع الناس على السفر إلى الخارج لمساعدة إخوانهم المسلمين وليس للمشاركة في أنشطة عنيفة. ومع ذلك، فقد تم ربطه بالعديد من الجهاديين العنيفين في أوروبا، بما في ذلك عبد الحميد أباعود، العقل المدبر لهجمات باريس في يناير / كانون الثاني 2015. وكان أباعود على صلة بجماعة الشريعة من أجل بلجيكا المحظورة، والتي ساعد بكري محمد على نقل المقاتلين منها إلى سوريا. ويقال إن محمد بلال، الذي فجر نفسه في كشمير في 25 ديسمبر/ كانون الأول 2000، كان أيضاً أحد طلاب بكري محمد. وفي عام 2016، كشفت بيانات مسربة لداعش عن أسماء ومعلومات 22000 من مجندي التنظيم. وبحسب التسريب، فإن بكري محمد عمل كراعي للعديد من الجهاديين البريطانيين الذين انضموا إلى التنظيم. خرام شازاد بات، أحد المهاجمين في هجمات جسر لندن في 3 يونيو / حزيران 2017، يُزعم أنه ينتمي أيضاً إلى جماعة “المهاجرون”.

قام بكري محمد وتشودري بحل جماعة “المهاجرون” عام 2004 قبل الحظر الحكومي الوشيك. وأعادوا تنظيم الجماعة تحت أسماء مستعارة مختلفة، بما في ذلك “إسلام من أجل المملكة المتحدة”، و”مسلمون ضد الحروب الصليبية”، و”الطريق الإسلامي”، و”مدرسة لندن للشريعة”، و”أهل السنة والجماعة”، و”الغرباء”. وفي عام 2010، حظرت حكومة المملكة المتحدة جماعة “المهاجرون” وجميع نسخها الأخرى.

غادر بكري محمد المملكة المتحدة متوجهاً إلى لبنان عام 2005، وبعد ذلك منعته وزارة الداخلية البريطانية بشكل دائم من العودة. وفي عام 2010، اعتقل بكري محمد في شمال لبنان بتهمة الإرهاب، وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة، لكن أُطلق سراحه بكفالة بعد أن تراجع العديد من الشهود عن إدانته. واعتقلت السلطات اللبنانية بكري محمد مرة أخرى عام 2014 بتهمة تأسيس تنظيم تابع لجبهة النصرة وبناء معسكرات تدريب في لبنان. وحُكم عليه في العام التالي بالسجن ست سنوات مع الأشغال الشاقة. أُطلق سراحه في 30 مارس/ آذار 2023. وأكدت السلطات اللبنانية إطلاق سراحه في 2 أبريل/ نيسان بعد ظهور صور له على وسائل التواصل الاجتماعي وهو جالس على أريكة مع عائلته. وأشادت قناة مؤيدة لداعش على تلجرام والعديد من الحسابات التي يديرها أنصار داعش على تويتر بالإفراج عنه.

زر الذهاب إلى الأعلى