عبد المجيد الزنداني
هو عالم دين وداعية وسياسي يمني، مؤسس جامعة الإيمان بصنعاء، اليمن والهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة في مكة المكرمة، السعودية، وهو أيضاً رئيس مجلس شورى حزب التجمع اليمني للإصلاح، كما أنه أحد مؤسسي جماعة الإخوان المسلمين في اليمن، ويوصف في الإعلام العربي والدولي بـ “زعيم إخوان اليمن”. الزنداني أيضاً هو أحد المجندين وجامعي التبرعات لتنظيم القاعدة بحسب الولايات المتحدة والأمم المتحدة، ويُقال إنه “معلم سابق لأسامة بن لادن”. وتتهمه وزارة الخزانة الأمريكية بالقيام بتجنيد نشط لمعسكرات تدريب القاعدة ولعب “دور رئيسي” في شراء أسلحة للتنظيم. وتتهم الولايات المتحدة الزنداني أيضاً بدعم حماس مالياً. في السنوات الأخيرة، كان الزنداني يعيش خارج اليمن، في المملكة العربية السعودية. وبعد فترة من الإقامة الجبرية في السعودية، انتقل للإقامة في إسطنبول بتركيا، وتوفي هناك.
ولد الزنداني في محافظة إب عام 1942. تلقَى تعليمه الأوّلي في الكتاب خلال فترة الحكم الإمامي في اليمن، ثم في عدن، وأكمل الدراسة النظامية فيها. التحق بكلية الصيدلة في جامعة عين شمس، مصر، ودرس فيها سنتين ثم تركها، وتفرغ لدراسة العلوم الشرعية على يد بعض علماء الأزهر، واتصل هناك بجماعة الإخوان المسلمين وتأثر بهم، وشارك في بعض أنشطتهم، فاعتقلته السلطات المصرية، وفُصل من الجامعة. عاد إلى اليمن ودعم قيام النظام الجمهوري، وعينه الرئيس عبد الله السلال في أول حكومة بعد قيام الجمهورية نائباً لوزير الإرشاد القومي والإعلام. وفي عام 1968، ألف “كتاب التوحيد” لطلاب المدارس للمرحلتين الإعدادية والثانوية، وتولى إدارة الشؤون العلمية في وِزارة التربية والتعليم “المعارف”. وفي عام 1975، عين رئيساً لمكتب التوجيه والإرشاد في عهد الرئيس عبد الرحمن الأرياني، ثم نائباً لوزير المعارف.
في السبعينيات، كان الزنداني أحد رجال الدين الذين أسسوا عدداً كبيراً من المدارس التي أطلق عليها اسم “المعاهد العلمية”، في تقليد لنظام المدارس الدينية في أفغانستان وباكستان. ومن خلال المنهج الوهابي السلفي، كانت هذه المعاهد تهدف إلى مواجهة موجة العلمانية القادمة من جنوب اليمن الذي يديره الاشتراكيون. سافر العديد من الطلاب الذين تخرجوا من “المعاهد العلمية” إلى أفغانستان للقتال ضد القوات السوفيتية خلال الثمانينيات.
في عام 1978، رحل الزنداني إلى السعودية وعمل في التدريس وإلقاء المحاضرات في مدارس المملكة وجامعاتها. وأسس مع عدد من العلماء “الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة”. وفي الثمانينيات، شارك في الجهاد الأفغاني، ودعا الشباب اليمني للمشاركة في جهاد “الشيوعية السوفيتية”.
وكان للزنداني أيضاً علاقات قوية بالسياسة الإسلامية في اليمن. بعد اندماج شمال وجنوب اليمن عام 1990، شارك الزنداني في تأسيس حزب الإصلاح الإسلامي بدعم من الرئيس السابق علي عبد الله صالح. وبرنامج الحزب “يسعى إلى إصلاح كافة جوانب الحياة على أساس المبادئ والتعاليم الإسلامية”. على الرغم من أن الحزب ينفي علاقته بجماعة الإخوان المسلمين العالمية، فإن هناك تاريخاً من التواصل والارتباط. وعلى الرغم من اختلافهم حول بعض المبادئ، انضم الإخوان المسلمون إلى ائتلاف الإصلاح بعد وقت قصير من تأسيس الحزب. وفي عام 1996، سيطر الإخوان على الأمانة العامة لحزب الإصلاح، عندما تم انتخاب أربعة من أعضاء الجماعة لمناصب عليا.
في أوائل التسعينيات أيضاً، أسس الزنداني جامعة الإيمان في صنعاء. وتورط طلاب الجامعة مراراً وتكراراً في أعمال إرهابية، بما في ذلك مقتل ثلاثة مبشرين أمريكيين واغتيال نائب زعيم الحزب الاشتراكي اليمني جار الله عمر. كما درس الجهادي الأمريكي جون ووكر ليند في الإيمان قبل انضمامه إلى طالبان.
ووفقاً للأمم المتحدة، قدم الزنداني “دعما مباشراً للإرهاب” وكان له تأثير مباشر على قادة تنظيم القاعدة. كان الزنداني ذو اللحية الحمراء في وقت ما المستشار الروحي لأسامة بن لادن وكان “أحد الأشخاص الأقرب” إلى بن لادن وفقاً لما ذكره كاتب سيرة بن لادن يوسف بودانسكي. أثناء محاكمة مرتكبي تفجير المدمرة الأمريكية يو إس إس كول عام 2000، ذكر العديد منهم أنهم “تصرفوا بموجب فتوى من الزنداني”. وفي عام 2010، صرح الزنداني أنه سيدعو إلى الجهاد ضد الولايات المتحدة إذا تم إرسال قوات أمريكية لمحاربة تنظيم القاعدة في اليمن.
وينتمي الزنداني إلى نوع محافظ من السلفية يرفض التأثيرات الغربية والممارسات الإسلامية الحديثة، وهو منتقد صريح للولايات المتحدة وألقى باللوم في هجمات 11 سبتمبر / أيلول على مؤامرة يهودية دبرها الرئيس جورج دبليو بوش. ويزعم الزنداني أنه طور علاجات لمرض الإيدز وأمراض القلب، ويعتقد أن الولايات المتحدة صنفته إرهابياً؛ لأن علاجه للإيدز سيضر بأرباح شركات الأدوية.
بعد أن استولى المتمردون الحوثيون المتحالفون مع إيران على جزء كبير من اليمن في أواخر عام 2014 وأوائل عام 2015، استهدفوا أعضاء ومؤسسات حزب الإصلاح. وفي سبتمبر/ أيلول 2015، أفادت التقارير أن الزنداني فر من الحوثيين وغادر اليمن إلى المملكة العربية السعودية بعد أن اقتحموا منزله للبحث عنه. ورفضت السلطات السعودية “منحه شروط إقامة تليق بوضعه”، ووضعته قيد الإقامة الجبرية فور وصوله. وسمحت له بالتنقل بين مكة والرياض فقط، ومنعته من زيارة مدن أخرى أو مغادرة البلاد. كما مُنع من عقد لقاءات إعلامية أو استقبال ضيوف.
في نوفمبر / تشرين الثاني 2020، انتقل الزنداني للإقامة في تركيا، واستقر بمدينة إسطنبول. وفي أكتوبر / تشرين الأول 2022، عقد اجتماعاً في مر إقامته مع المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد.
وفي 22 أبريل / نيسان 2024، توفي الزنداني في أحد مستشفيات إسطنبول بعد معاناة مع المرض، ودفن في إسطنبول بعد الصلاة عليه في مسجد السلطان محمد الفاتح بحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ونعت الحسابات التابعة للجهاديين على مواقع التواصل الاجتماعي الزنداني، كما نعاه تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في بيان جاء فيه “فجعنا بخبر وفاة الشيخ عبد المجيد بن عزيز الزنداني […] الذي قضى عمراً حافلاً بالدعوة والتعليم، والصدع بالحق ومواجهة الطغاة، ونصرة الجهاد والمجاهدين، وإننا من ثغرنا في جزيرة العرب نتقدم لأمتنا المسلمة بالعزاء بفقد هذا العالم الجليل، ونسأل الله تعالى أن يخلف الله علينا وعلى المسلمين خيراً، وإنا لله وإنا لله راجعون”.
وللزنداني مؤلفات كثيرة منشورة منها: كتاب توحيد الخالق، علم الإيمان، طريق الإيمان، نحو الإيمان، بالإضافة إلى العديد من المقالات والأبحاث حول “الإعجاز العلمي في القرآن الكريم”.