الشخصيات

سراج الدين حقاني

هو القائد العملياتي لشبكة حقاني، وابن مؤسسها في السبعينيات، جلال الدين حقاني، ونائب أمير حركة طالبان، وأحد أبرز حلفاء القاعدة. بعد الإعلان عن وفاة مؤسس طالبان الملا محمد عمر في يوليو / تموز 2015، تم ترقية سراج الدين، المولود عام 1973، والمعروف باسم “الخليفة”، إلى المركز الثاني في قيادة الحركة تحت سلطة أميرها الجديد الملا أختر محمد منصور. وفي 7 سبتمبر / أيلول 2021، تم تعيينه وزيراً للداخلية في حكومة “الإمارة الإسلامية” في أفغانستان.

في 20 فبراير / شباط 2020، نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالة افتتاحية بقلم سراج الدين يدافع فيها عن موقف طالبان في المفاوضات الجارية آنذاك مع الولايات المتحدة، والتي أدت إلى اتفاق بين طالبان والولايات المتحدة في وقت لاحق من ذلك الشهر في الدوحة. وفي مقالته الافتتاحية، زعم حقاني أن طالبان لم تختر الحرب واضطرت للدفاع عن نفسها. وكتب حقاني أن الجميع سئموا الحرب، وكان مقتنعاً بأن القتال يجب أن يتوقف. ووصفت الصحيفة حقاني بأنه “نائب زعيم طالبان” فقط، دون أن تذكر تزعمه لشبكة حقاني الجهادية وتورطه في الإرهاب الدولي، أو وضعه كمطلوب من قبل السلطات الأمريكية. أثار هذا الإغفال انتقادات شديدة اللهجة من المسؤولين الحكوميين ومحللي وسائل الإعلام ومراسلي نيويورك تايمز. وانتقد مجيب مشعل، كبير مراسلي نيويورك تايمز في أفغانستان، الصحيفة معتبراً أن حقاني “ليس صانع سلام من طالبان كما يصور نفسه”، وأنه “يقف وراء بعض الهجمات الأكثر وحشية في هذه الحرب والتي أدت إلى فقدان العديد من أرواح المدنيين”. وعلى تويتر، تساءل أندرو ستروهلاين، المدير الإعلامي الأوروبي لمنظمة هيومن رايتس ووتش، عن سبب قيام الصحيفة بنشر مقال حقاني بالنظر إلى تاريخه الإرهابي الحافل وتورطه في جرائم حرب. وقال الجنرال البحري المتقاعد جون آر ألين، الذي قاد القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان خلال إدارة أوباما، لصحيفة ديلي بيست إن المقال كان بمثابة “انقلاب اتصالات استراتيجي” غير مستحق لشبكة حقاني.

بموجب شروط اتفاق الدوحة المبرم في فبراير / شباط 2020، وافقت طالبان على إنهاء التعاون مع تنظيم القاعدة وعدم السماح باستخدام أفغانستان كقاعدة للمنظمات الإرهابية الأجنبية، غير أن تقريراً صدر في يونيو / حزيران 2021 عن فريق مراقبة تابع للأمم المتحدة، ذكر أن طالبان والقاعدة ما زالا متحالفين بشكل وثيق، ولم يظهرا أي مؤشر على قطع العلاقات. وزعم التقرير أيضا، أن حقاني عضو في قيادة تنظيم القاعدة.

في 6 غشت / آب 2021، بدأت حركة طالبان هجوماً على المدن الأفغانية الكبرى مع الاستيلاء على زرنج، عاصمة ولاية نمروز. وبحلول 13 غشت / آب، كانت طالبان قد سيطرت على 17 من عواصم مقاطعات أفغانستان البالغ عددها 34 عاصمة، وأكثر من ثلثي البلاد. بحلول 16 غشت / آب، فرضت طالبان حصاراً على القصر الرئاسي وسيطرت بالكامل على كابول، وبعد ذلك أعلنت انتهاء الحرب في أفغانستان. وبعد شهر من سيطرة طالبان على أفغانستان، في 7 سبتمبر / أيلول 2021، أعلنت الحركة التعيينات الرسمية داخل حكومتها المؤقتة. وعين حقاني وزيراً للداخلية بالوكالة، وهو منصب يمنحه سلطة واسعة على الأجهزة الشرطية والقانونية، فضلاً عن قنوات الوصول إلى الجهات الفاعلة الدولية. ومع أنه ما يزال على قائمة المطلوبين لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي ومدرج مع مكافأة قدرها 10 ملايين دولار مقابل معلومات تؤدي إلى القبض عليه، سعى إلى تغيير التصورات الدولية السلبية تجاه طالبان. وقد التقى بقادة دوليين مثل المبعوث الخاص للاتحاد الأوروبي لأفغانستان توماس نيكلاسون ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث. وفي عام 2022، وبعد إخفاء وجهه لفترة طويلة، سمح لنفسه بالتقاط صور علنية في الأماكن العامة. وفي مقابلة أجريت في مايو / أيار 2022 مع مذيعة شبكة سي إن إن كريستيان أمانبور، أعلن حقاني أن طالبان “ترغب في إقامة علاقات جيدة مع الولايات المتحدة”. وقال إن طالبان لا تنظر حالياً إلى الولايات المتحدة أو المجتمع الدولي كأعداء.

في 31 يوليو / تموز 2022، قتلت غارة جوية بطائرة من دون طيار تابعة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في منطقة شيربور في كابول. وبحسب الرئيس الأمريكي جو بايدن، كان الظواهري يقيم في المنزل الذي تم استهدافه. ووفقاً لتقارير المخابرات الأمريكية، كان المنزل مملوكاً لأحد كبار مساعدي حقاني. وخلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، ذكر مسؤول كبير في إدارة بايدن أن المسكن عبارة عن منزل آمن تديره شبكة حقاني، وكان كبار شخصيات الشبكة على علم بوجود الظواهري في كابول. وقال المسؤول إن أعضاء شبكة حقاني عملوا على إخفاء وجود الظواهري السابق في المنزل بعد الغارة، ونقلوا زوجته وابنته وأطفالها إلى مكان آخر. وبعد وفاة الظواهري، جددت صلات حقاني بالمخبأ الآمن الذي قتل فيه انتقادات التطبيع مع حقاني، وعلى وجه الخصوص افتتاحية نيويورك تايمز لعام 2020.

يُذكر أن سراج الدين حقاني مطلوب من قبل وزارة الخارجية الأمريكية ومكتب التحقيقات الفيدرالي لتخطيطه لهجوم عام 2008 على فندق في كابول أدى إلى مقتل ستة أشخاص من بينهم مواطن أمريكي. كما صنفت وزارة الخزانة الأمريكية سراج الدين على أنه إرهابي عالمي محدد بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224 في 11 مارس / آذار 2008.

زر الذهاب إلى الأعلى