زعيم الحزب الإسلامي التركستاني يوجه المقاتلين السوريين من أفغانستان

أفاد فريق الأمم المتحدة للدعم التحليلي ومراقبة العقوبات أن عبد الحق التركستاني، أمير الحزب الإسلامي التركستاني الذي يشغل منصباً في المجلس القيادي التنفيذي لتنظيم القاعدة ويقيم في أفغانستان، يوجه حالياً مقاتلي المجموعة داخل سوريا. ويعمل مقاتلو الحزب الإسلامي التركستاني تحت رعاية هيئة تحرير الشام، الجماعة الجهادية المرتبطة بتنظيم القاعدة والتي سيطرت على دمشق في أواخر العام الماضي، وشكلت حكومة.
وكشف فريق الرصد في تقريره الأخير بشأن أفغانستان بموجب القرار 1267 الصادر في 13 فبراير/ شباط أن عبد الحق يعيش في كابول ويدير الفرع السوري للحزب الإسلامي التركستاني.
“وعلى الرغم من أن أميرها العام عبد الحق يقيم في كابول، فإنه ظل مسيطراً بقوة على فصيل سوريا التابع للحركة الإسلامية لتركستان الشرقية / الحزب الإسلامي التركستاني”، حسبما أفاد فريق الرصد. والحركة الإسلامية لتركستان الشرقية هي اختصار لحركة تركستان الشرقية الإسلامية، وهو اسم آخر للحزب الإسلامي التركستاني.
وذكرت إحدى الدول الأعضاء في الأمم المتحدة أن عبد الحق “كان يدير تحركات متكررة للمقاتلين بين أفغانستان والشرق الأوسط”. ومع ذلك، قالت دولة عضو أخرى إنه لا يوجد دليل يدعم هذا الادعاء.
ويشير تقرير فريق الرصد إلى أن قوات الحزب الإسلامي التركستاني السوري يقودها شخص يُعرف باسم كايوسير، في حين أشار تقرير فريق الرصد السابق الصادر في يوليو/ تموز 2024 إلى أن نائبي كايوسير، زاهد قاري والشيخ توبا، تم تعيينهما من قبل عبد حق في مارس/ آذار 2024.
“وقد احتفظ الحزب الإسلامي التركستاني بأغلب قواته في سوريا”. ويوجد هناك “ما بين 800 و3000 مقاتل”، “مع إمكانية زيادة هذا العدد نتيجة للهجوم العسكري الذي تشنه هيئة تحرير الشام وسيطرتها على دمشق”.
وبحسب تقرير فريق الرصد السابق الصادر في يوليو/ تموز 2024، فإن الحزب الإسلامي التركستاني “يتلقى الدعم المالي من هيئة تحرير الشام، ويدير أعمالاً تجارية في البلدان الإقليمية، بما في ذلك تركيا، لتوليد الأموال، ويدرب الإرهابيين الأجانب بمستويات متزايدة من التطور”.
الحزب الإسلامي التركستاني جزء من شبكة القاعدة العالمية
كان الحزب الإسلامي التركستاني حليفاً قوياً لتنظيم القاعدة وتعاون مع التنظيم في أفغانستان وسوريا لعقود من الزمن. داخل أفغانستان، قاتل إلى جانب القاعدة منذ ما قبل الغزو الأمريكي في عام 2001. انحاز الحزب إلى القاعدة عندما انفصلت حركة أوزبكستان الإسلامية، وانضم فصيل منها إلى تنظيم الدولة الإسلامية في عام 2016.
تدفق مقاتلو الحزب الإسلامي التركستاني إلى سوريا فور اندلاع الثورة السورية في أوائل عام 2011 وانضموا إلى جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة، والتي تحولت في نهاية المطاف إلى هيئة تحرير الشام. وخلال التقدم الأخير الذي أطاح بنظام الأسد، قاتل الحزب إلى جانب هيئة تحرير الشام وكان في طليعة معظم المعارك، وهو ما استعرضه بشكل كبير على قنوات الدعاية ووسائل التواصل الاجتماعي الخاصة به.
ويعد عبد الحق جهاديّاً مخضرماً، أصبح زعيماً للحزب الإسلامي التركستاني في أواخر عام 2003 بعد مقتل حسن محسوم، مؤسس المجموعة، خلال اشتباكات مع القوات الباكستانية في معسكر تدريب لتنظيم القاعدة في جنوب وزيرستان في أكتوبر / تشرن الأول 2003.
قبل الغزو الأمريكي لأفغانستان في أواخر عام 2001، أشرف عبد الحق على إدارة معسكر التدريب الرئيسي للحزب الإسلامي التركستاني في جبال تورا بورا. وكان المعسكر، الذي رعاه أسامة بن لادن، يوفر تدريباً أوليًّا على الأسلحة الخفيفة للمجندين الجدد. وقد حدد العديد من المعتقلين في خليج جوانتانامو عبد الحق بصفته المدرب الرئيس في المعسكر.
وبعد أن فقدت حركة طالبان السيطرة على أفغانستان في أواخر عام 2001، ساعد عبد الحق على إعادة إنشاء معسكرات الحزب الإسلامي التركستاني في المناطق القبلية الباكستانية على طول الحدود الخارجة عن المراقبة.
في عام 2005، وفقاً لوزارة الخزانة الأمريكية، مُنح عبد الحق مقعداً في مجلس شورى تنظيم القاعدة. وقال مسؤولان في الاستخبارات الأمريكية لصحيفة “لونغ وور جورنال” إن هذا الوضع لم يتغير، ولا يزال عبد حق عضواً في مجلس شورى التنظيم. وقد صنفت وزارة الخزانة عبد حق باعتباره إرهابياً تابعاً للقاعدة في عام 2009. وذكرت الوزارة أنه متورط في جمع الأموال، والتجنيد، وجهود الدعاية، والتخطيط وتنفيذ الهجمات الإرهابية، كما أضافته الأمم المتحدة إلى قائمة عقوبات تنظيم القاعدة.
وكان عبد الحق مؤثراً بما يكفي في دوائر قيادة القاعدة لدرجة أنه تم إرساله للتوسط بين الجماعات المتنافسة في طالبان وتمثيل مجلس شورى القاعدة في المسائل العسكرية المهمة.
واعتقدت الولايات المتحدة أنها قتلت عبد الحق في غارة بطائرة من دون طيار في باكستان عام 2010، لكنه ظهر مرة أخرى في مقطع فيديو دعائي للحزب الإسلامي التركستاني صدر عام 2014. ويُعتقد أنه أصيب في الغارة.
في مايو / أيار 2022، احتفل عبد حق بعيد الفطر وانتصار طالبان في أفغانستان. ويتناقض استمرار وجوده في أفغانستان بشكل مباشر مع ادعاء طالبان بعدم وجود مقاتلين أجانب يعملون أو يتمركزون في البلاد وأن أفغانستان ليست مقراً للجماعات الجهادية / الإرهابية.
المصدر: لونغ وور جورنال
