تقارير ودراسات

الجولاني / الشرع: من جهادي إلى رئيس مؤقت لسوريا

في أقل من شهرين، ارتقى أحمد الشرع من زعيم للمتمردين إلى رئيس مؤقت لسوريا، بعد أن قادت جماعته المسلحة هجوماً خاطفاً أطاح ببشار الأسد.

وتم تعيين الشرع يوم الأربعاء 29 يناير/ كانون الثاني لقيادة سوريا لفترة انتقالية غير محددة، وتم تكليفه بتشكيل هيئة تشريعية مؤقتة بعد حل البرلمان وتعليق دستور عام 2012.

وتخلى الجهادي السابق عن اسمه الحربي، أبو محمد الجولاني، وقص لحيته وارتدى بذلة وربطة عنق لاستقبال كبار الشخصيات الأجنبية منذ الإطاحة بالأسد من السلطة في 8 ديسمبر / كانون الأول.

وأجرى الشرع، طويل القامة وذو البصر الحاد، سلسلة من المقابلات مع صحافيين أجانب، حيث قدم نفسه كوطني يريد إعادة بناء وتوحيد سوريا المدمرة والمقسمة بعد ما يقرب من 14 عاماً من الحرب الأهلية.

وأعلنت السلطات السورية الجديدة حل الفصائل المسلحة، بما في ذلك هيئة تحرير الشام التابعة للشرع، والتي كانت فرعاً لتنظيم القاعدة في سوريا.

ومنذ قطع علاقاته مع تنظيم القاعدة في عام 2016، سعى الشرع إلى تصوير نفسه كزعيم أكثر اعتدالاً، وخففت هيئة تحرير الشام من خطابها، وتعهدت بحماية الأقليات الدينية والعرقية في سوريا.

ولكن الشرع لم ينجح بعد في تهدئة المخاوف بين بعض المحللين والحكومات الغربية التي لا تزال تصنف هيئة تحرير الشام منظمة إرهابية.

وقال توماس بييريه، المتخصص في الإسلام السياسي، لوكالة فرانس برس: “إنه متطرف براجماتي”.

وأضاف بييريه: “في عام 2014، كان في ذروة تطرفه”، في إشارة إلى فترة الحرب التي سعى فيها إلى التنافس مع تنظيم داعش الجهادي.

ولد الشرع في عام 1982 في المملكة العربية السعودية، وهو من عائلة سورية ثرية، ونشأ في المزة، أحد أحياء دمشق الراقية.

في عام 2021، قال لشبكة بي بي اس الأمريكية إن اسمه الحربي يشير إلى جذور عائلته في مرتفعات الجولان. وقال إن جده كان من بين الذين أجبروا على ترك المنطقة بعد احتلالها من قبل إسرائيل في عام 1967.

وبحسب موقع ميدل إيست آي الإخباري، فقد انجذب للمرة الأولى إلى الفكر الجهادي بعد هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001.

وجاء في الموقع الإخباري: “نتيجة لهذا الإعجاب بمنفذي هجمات 11 سبتمبر / أيلول، بدأت العلامات الأولى للجهادية تظهر في حياة الجولاني، حيث بدأ يحضر الخطب السرية والمناقشات الجماعية في ضواحي دمشق المهمشة”.

بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في عام 2003، غادر سوريا للمشاركة في القتال.

انضم إلى تنظيم القاعدة في العراق بقيادة أبو مصعب الزرقاوي، وتم اعتقاله بعد ذلك لمدة خمس سنوات في سجن بوكا الذي كان يديره الجيش الأمريكي، مما منعه من الصعود في صفوف التنظيم الجهادي.

في مارس/ آذار 2011، عندما اندلعت الثورة ضد حكم الأسد في سوريا، عاد إلى وطنه بتكليف من أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم دولة العراق الإسلامية، فرع تنظيم القاعدة في العراق آنذاك، وأسس جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة في سوريا.

في عام 2013، رفض مبايعة أبو بكر البغدادي، الذي أصبح فيما بعد أمير تنظيم داعش، وأعلن بدلاً من ذلك ولاءه لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري.

في مايو/ أيار 2015، قال الشرع، الذي يعدّ واقعياً في نظر أنصاره وانتهازياً في نظر خصومه، إنه على عكس داعش، ليست لديه أي نية لشن هجمات ضد الغرب.

كما أعلن أنه في حال الإطاحة بالأسد، لن تكون هناك هجمات انتقامية ضد الأقلية العلوية التي تنحدر منها عائلة الرئيس.

في عام 2016، قطع علاقاته بتنظيم القاعدة، مدعياً أنه فعل ذلك من أجل حرمان الغرب من المبررات التي يسوقها لمهاجمة تنظيمه.

وبحسب بييريه، فقد سعى منذ ذلك الحين إلى رسم مساره الخاص لأن يكون رجل دولة موثوقاً به.

في يناير/ كانون الثاني 2017، فرض على الجماعات الجهادية المنافسة في شمال غرب سوريا الاندماج في هيئة تحرير الشام، ما مكنه من السيطرة على مساحات شاسعة من محافظة إدلب التي تم تطهيرها من القوات الحكومية.

وفي المناطق الخاضعة لسيطرتها، والتي أصبحت تُعرف باسم “المناطق المحررة”، طورت هيئة تحرير الشام إدارة مدنية وأنشأت ما يشبه الدولة في محافظة إدلب، في حين سحقت منافسيها من المتمردين.

وخلال هذه الفترة، واجهت هيئة تحرير الشام اتهامات من السكان وجماعات حقوق الإنسان بارتكاب انتهاكات وحشية ضد أولئك الذين تجرأوا على معارضة الجولاني / الشرع، وهو ما صنفته الأمم المتحدة على أنه “جرائم حرب”.

المصدر: عرب نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى