الشخصيات

أبو بكر با عشير

زعيم ديني إسلامي إندونيسي مدرج على قائمة الولايات المتحدة للإرهاب وقائمة عقوبات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للإرهاب، ومؤسس منظمتين جهاديتين مقرهما إندونيسيا. في عام 1993، أسس باعشير وعبد الله سونغكار الجماعة الإسلامية، التي لها صلات بتنظيم القاعدة ونفذت تفجيرات بالي في عامي 2002 و2005. وفي عام 2008، انفصل باعشير عن الجماعة الإسلامية وأنشأ جماعة منفصلة، ​​جماعة أنصار التوحيد، التي تورطت منذ ذلك الحين في العديد من الهجمات الإرهابية. حكم على باعشير في عام 2011 بالسجن لمدة 15 عاماً بتهمة الإرهاب. وفي يوليو/ تموز 2014، أعلن ولاءه لتنظيم داعش خلال لقاء مع أتباعه في السجن. ومع ذلك، أُطلق سراحه في 8 يناير/ كانون الثاني 2021 لدواع إنسانية.

ولد باعشير عام 1938 في مقاطعة جاوة الشرقية بإندونيسيا لأبوين من أصل يمني. التحق بمدرسة داخلية إسلامية معروفة، أو بيسنترين، من 1959 إلى 1963، وتخرج من جامعة الإرشاد في جاوة الوسطى. بدأ بالوعظ وانخرط في أنشطة “النضال” الإسلامي في سن مبكرة.

وأصبح باعشير أحد أبرز المتطرفين في آسيا، حيث اعتنق الأفكار الجهادية الصارمة في السبعينيات. لقد كان يدعو باستمرار إلى أن تكوين المجتمعات الإسلامية هو شرط مسبق ضروري لإقامة الخلافة. أسس باعشير مع عبد الله سونغكار مدرسة المكمين الإسلامية الداخلية في نغروكي، جاوة الوسطى في عام 1972. قامت المدرسة بتلقين الطلاب العقيدة الجهادية التي تدعو إلى الإطاحة بالحكومة الإندونيسية وتأسيس دولة إسلامية تحكم بالشريعة. ونتيجة للتصريحات التحريضية المستمرة ضد نظام الرئيس سوهارتو والترويج لإقامة دولة إسلامية بديلة لنظام الحكم القائم، اتُهم باعشير بالتخريب في أواخر السبعينيات، كما اتُهم سونغكار بتهديد أمن الدولة، وفرّ الاثنان إلى ماليزيا في عام 1985.

أثناء إقامتهما في ماليزيا، قام باعشير وسونجكار بتوسيع شبكة المدارس الدينية الخاصة بهما، حيث أرسلا الطلاب إلى معسكرات التدريب في أفغانستان ومينداناو في جنوب الفلبين. وخلال هذه الفترة من التواصل وبناء الشبكات، تم تطوير أساس تنظيم الجماعة الإسلامية. وبعد سقوط الرئيس سوهارتو في عام 1998، عاد كلاهما إلى إندونيسيا لمواصلة حملتهما من أجل إقامة دولة الشريعة.

ظل باعشير يدخل ويخرج من السجن منذ أكثر من أربعة عقود بتهم دعم الإرهاب، والتحريض على العنف، والدعوة إلى الإطاحة بالحكومة. ويمكن القول إن الحكومة الإندونيسية والنظام القضائي كانت حذرة ومترددة في محاكمة باعشير في أكثر من مناسبة. ووفقاً لعدة مصادر، ترددت السلطات الإندونيسية في محاكمة رجل الدين النافذ إلى أقصى حد يسمح به القانون خوفاً من إثارة غضب المتطرفين الإسلاميين داخل البلاد. على سبيل المثال، ألقي القبض على با عشير ثم وجهت إليه في عام 2003 اتهامات بتورطه في تفجيرات بالي عام 2002 التي أودت بحياة أكثر من 200 شخصاً، لكنه تلقى في نهاية المطاف حكماً بسيطاً يتعلق بانتهاكات قوانين الهجرة. وفي عام 2004، اتُهم باعشير بالتورط في تفجير فندق جي دبليو ماريوت في جاكرتا عام 2003، لكن المحكمة برأته. وفي مارس / آذار 2005، في محاكمة ثانية تتعلق بتفجيرات بالي عام 2002، أُدين باعشير بتهمة التآمر وحُكم عليه بالسجن لمدة تقل عن أربع سنوات، قضى منها ثلاثة أشهر فقط.

وأخيراً، في 9 غشت / آب 2010، ألقت السلطات الإندونيسية القبض على باعشير لتورطه في التخطيط لهجمات إرهابية ودعم معسكر تدريب للجهاديين في مقاطعة آتشيه في سومطرة. وفي ديسمبر/ كانون الأول من ذلك العام، قال ممثلو الادعاء الإندونيسيون إنهم يسعون إلى إنزال عقوبة الإعدام به. في 26 يونيو/ حزيران 2011، حُكم على باعشير بالسجن 15 عاماً لدعمه معسكراً تدريبياً تابعاً لمجموعة من المتشددين، والذي يبدو أنه لا علاقة له بالقيادة المركزية لتنظيم القاعدة.

وحتى عندما كان مسجوناً، استمر باعشير في الدعوة إلى تطبيق الشريعة والإطاحة العنيفة بالنظام الإندونيسي. وفي عام 2008، أسس جماعة جديدة، جماعة أنصار التوحيد، في أعقاب خطبة أشار فيها إلى السياح في بالي بأنهم “ديدان وثعابين”، ودعا الشباب إلى الاستشهاد. تورطت جماعة أنصار التوحيد منذ ذلك الحين في العديد من الهجمات الإرهابية. مع أن باعشير أسس جماعة أنصار التوحيد باعتبارها منظمة “مفتوحة تعمل فوق الأرض”، على عكس “السرية” التي تميزت بها جماعته السابقة، الجماعة الإسلامية. وتسبب تأسيس جماعة أنصار التوحيد في حدوث صدع داخل الجماعة الإسلامية، حيث اتبع بعض أعضائها باعشير وظل آخرون ملتزمين بالجماعة الأصلية. واختلفت الجماعة الإسلامية وجماعة أنصار التوحيد حول الإستراتيجية والتكتيكات. ووفقاً لمعهد تحليل سياسات الصراع، عندما تأسست جماعة أنصار التوحيد، انقطعت روابط باعشير بالجماعة الإسلامية، “والتي كانت قد اهتزت لبعض الوقت، ولم يعد له أي علاقة بالمنظمة”.

في يوليو / تموز 2014، أثناء وجوده في السجن، اجتمع باعشر مع مجموعة من قادة جماعة أنصار التوحيد رفيعي المستوى للتعبير عن دعمه لتنظيم داعش. واقترح أن يكون الدعم على شكل مساهمة مالية وتدريب مقاتلين لإرسالهم إلى الخطوط الأمامية في سوريا. في يونيو / حزيران 2020، أُدين زوجان إندونيسيان مرتبطان بتنظيم داعش بمحاولة اغتيال وزير الأمن الإندونيسي ويرانتو في أكتوبر / تشرين الأول 2019. وأثناء محاكمتهما، اعترف الزوجان بأنهما أصبحا متطرفين عبر الإنترنت واستمعا إلى خطابات باعشير المؤيدة لداعش.

في 18 يناير / كانون الثاني 2019، أعلن الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو أنه سيتم إطلاق سراح باعشير قبل انتهاء مدة سجنه لأسباب إنسانية، لكنه تراجع عن قراره بعد أيام. وبحسب محاميه، رفض باعشير الوفاء بشرط تعهد الولاء لجمهورية إندونيسيا والقوانين الرسمية للدولة. في أبريل / نيسان 2020، قدم المحامي خطاباً إلى الحكومة الإندونيسية يطلب فيه إطلاق سراحه بسبب كبر سنه واحتمال تفشي فيروس كورونا في السجن. وفي 8 يناير/ كانون الثاني 2021، أعلنت الحكومة الإندونيسية أنها أفرجت عن باعشير لدواع إنسانية.

زر الذهاب إلى الأعلى