تقارير ودراسات

حركة الشباب تعلن مقتل “والي الولايات الإسلامية في الصومال” محمد مري

أعلنت حركة الشباب المجاهدين في الصومال، فرع تنظيم القاعدة في شرق إفريقيا، مقتل محمد مري جامع، أحد كبار مسؤولي الحركة. وذكرت الجماعة الجهادية أن مري قُتل في غارة جوية أمريكية. ولم تعلن الولايات المتحدة بعد عن أي غارة جوية من هذا القبيل حتى وقت نشر هذا التقرير.

وجاء في البيان: “بفخر واعتزاز وامتنان ووفاء، نزف للأمة الإسلامية خبر ارتقاء الشيخ المجاهد محمد مري جامع، والي الولايات الإسلامية في الصومال، بعد سيرة حافلة بالدعوة والجهاد”.

وتشير حركة الشباب إلى المناطق المختلفة التي تحكمها في ظل سيطرتها على معظم جنوب ووسط الصومال باعتبارها “ولايات” لإمارتها الإسلامية الافتراضية. وبصفته “والياً”، عمل مري كأمير داخلي في الحركة، وهو ما يعادل منصب وزير الداخلية، ضمن هيكلها الظلي.

وتابع البيان: “لقد نال [مري] ما تمنى بعد أكثر من 40 عاماً مرابطاً يخدم دين الله عز وجل ويجاهد في سبيل إعلاء كلمته وتطبيق شريعته ونصرة المسلمين والمستضعفين”.

ويقدم البيان نظرة موجزة على خلفية مري، ويشير إلى أنه كان من بين “الجيل الأول” من المجاهدين الصوماليين، وأنه بذل “جهداً بارزاً في التصدي لحملات التنصير في التسعينيات، والتي كانت تستهدف الشعب الصومالي المسلم لتبث سمومها وتهدم عقيدته”.

وعلى الرغم من عدم ذكر ذلك بشكل مباشر ـ وبالتالي فهو غير مؤكد ـ فمن الممكن أن يكون مري في الأصل عضواً في حركة الاتحاد الإسلامي، أكبر جماعة جهادية في الصومال في تسعينيات القرن العشرين، والسلف المباشر لحركة الشباب.

بالإضافة إلى ذلك، يتضمن البيان معلومات عن كيفية وتوقيت مقتل مري. وتقول حركة الشباب إنه على الرغم من أن الزعيم الجهادي أفلت من الموت عدة مرات من قبل، فإنه لم يكن محظوظاً هذا الشهر عندما “قصفته الطائرات الأمريكية ليلة 24 ديسمبر / كانون الأول 2024”. ولم تذكر الحركة مكان مقتله. ومع ذلك، سارعت الحكومة الصومالية إلى إصدار بيان قالت فيه إن قواتها، بدعم من شركاء دوليين، “نجحت في تحييد محمد مري جامع، الملقب بأبو عبد الرحمن […]، وأن العملية تمت في كونيو بارو، شبيلي السفلى”.

ولم تؤكد القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا مشاركتها في هذه الضربة حتى وقت نشر هذا التقرير.

كان لمري تاريخ طويل في صفوف حركة الشباب. فقد كان في السابق حاكم الظل في منطقة هيران بوسط الصومال قبل أن يصبح أمير الزكاة ويشرف على جهود الحركة في تحصيل الضرائب في المناطق التي تسيطر عليها. وفي عام 2016، وردت أنباء عن مقتله في غارة بطائرة بدون طيار أمريكية، لكنه نجا على ما يبدو.

وكما ذكرنا آنفاً، كان مري يعمل مؤخراً وزيراً للداخلية في حركة الشباب بحكم الأمر الواقع. وقد تم تحديد هذا الدور أيضاً ضمن حيثيات تصنيفه إرهابياً عالمياً من قبل وزارة الخارجية الأمريكية في عام 2022. كما أشارت الخارجية إلى أن مري كان مشاركاً في “صنع القرار الاستراتيجي” للحركة، حيث كان عضواً في مجلس الشورى المركزي.

ويعد مري أول مسؤول كبير تؤكد حركة الشباب مقتله منذ مقتل عبد الله ياري، أمير الدعوة في الحركة، في غارة بطائرة بدون طيار أمريكية في أكتوبر/ تشرين الأول 2022. ومع ذلك، لم تعلن الحركة مقتل ياري كما فعلت مع مري.

وزعم مسؤولون صوماليون في وقت سابق أيضاً أن المعلم أيمن، القائد العسكري الكبير في حركة الشباب، الذي يشرف على الوحدة العسكرية التي تحمل نفس الاسم، جيش أيمن، في جنوب الصومال وشمال شرق كينيا، قُتل في ديسمبر/ كانون الأول 2023.

ومع ذلك، أشار أحدث تقرير لفريق الأمم المتحدة المعني بالعقوبات والمراقبة في يوليو/ تموز 2024 إلى أن معلم أيمن لا يزال على قيد الحياة. وكما حدث مع عبد الله ياري، لم نعلن حركة الشباب وفاة معلم أيمن المزعومة.

وعلى الرغم من أن حركة الشباب اعترفت بمقتل مري، فإنها تعهدت أيضاً بالثأر له. وذكرت أن دماءه “تحولت لنور ونار”: “نور يضيء مسيرة جنده من بعده، ونار ترتد ثأراً وقصاصاً على من قتله”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى