شبكة الإخوان المسلمين في الولايات المتحدة (5)
الجمعية الإسلامية الأمريكية
حتى محاكمة مؤسسة الأرض المقدسة، كان زعماء الجمعية الإسلامية الأمريكية يحترفون اللعب بالكلمات في ما يتصل بعلاقتهم بالإخوان المسلمين. في المحاكمة، تم الكشف عن دليل هاتف في منزل إسماعيل البراص ـ أحد المتآمرين غير المتهمين في القضية والمساعد السابق لزعيم حماس موسى أبو مرزوق ـ يضم أسماء وأرقام قيادات الإخوان المسلمين في الولايات المتحدة. وفي الصفحة الأولى من دليل الهاتف تحت عنوان “أعضاء مجلس الإدارة”، كان هناك خمسة عشر اسماً. ومن بين هذه الأسماء أحمد القاضي، وجمال بدوي، وعمر الصوباني: مؤسسو الجمعية الإسلامية الأمريكية.
في الواقع، وفي ضوء الوثائق السابقة التي أصبحت علنية في محاكمات أخرى، اعترف قادة الجمعية الإسلامية الأمريكية أخيراً بأن الجمعية تأسست على يد الإخوان المسلمين. ومع ذلك، سرعان ما أضافوا أن الجمعية تطورت منذ ذلك الحين إلى ما هو أبعد من الإخوان لتشمل تنوعاً أيديولوجياً أكبر، وظلوا يؤكدون أن ليس لها أي صلة رسمية بالإخوان المسلمين. وفي الوقت نفسه، لا تزال جماعة الإخوان المسلمين مترددة في الاعتراف بأي روابط مع الجمعية. وأوضح أحد كبار المسؤولين في الإخوان المسلمين أنه لا يريد أن يقول إن الجمعية الإسلامية الأمريكية هي “كيان” تابع للإخوان المسلمين لأن هذا “يسبب لهم بعض المضايقات الأمنية في عالم ما بعد الحادي عشر من سبتمبر / أيلول”.
وزعم عصام عميش، الرئيس السابق للجمعية الإسلامية الأمريكية، أن الوثائق التي قدمت في محاكمة مؤسسة الأرض المقدسة كانت “مليئة بالتصريحات البغيضة وتتعارض بشكل مباشر مع المبادئ الأساسية لإسلامنا”. وقال: “إن المجتمع الإسلامي في أمريكا يرغب في المساهمة بشكل إيجابي في استمرار نجاح وعظمة حضارتنا … إن أخلاقيات التسامح والشمول هي المبادئ الأساسية التي استندت إليها الجمعية الإسلامية الأمريكية منذ إنشائها”. كما أكد بحزم أن “الجمعية الإسلامية الأمريكية ليست جماعة الإخوان المسلمين”. وقال عميش إن الجمعية “نشأت من رحم النشاط الإسلامي في الولايات المتحدة عندما كانت جماعة الإخوان المسلمين موجودة ذات يوم، ولكنها تتميز بنموذج فكري مستقل ونظرة مختلفة”.
في أغسطس/ آب 2007، عين حاكم ولاية فرجينيا تيموثي كين عميش في لجنة حكومية معنية بالهجرة. ولكن عميش اضطر إلى الاستقالة بعد أقل من شهرين من نشر مقطع فيديو قديم يعود إلى ديسمبر/ كانون الأول 2000 أشاد فيه بالفلسطينيين لأنهم يدركون أن “طريق الجهاد هو الطريق لتحرير أرضهم”. وفي مقطع فيديو آخر هنأ الفلسطينيين على التضحية بحياتهم في سبيل الله. وعندما تمت مواجهته، انخرط عميش في رقصة خطابية حول المعنى المقصود من كلمة “الجهاد”. ولكن مذكرة أكرم لعام 1991 تشرح بوضوح ما يعنيه “الجهاد” بالنسبة إلى الإسلاميين. فضلاً عن ذلك، فإن تعليقات عميش جاءت في ذروة الانتفاضة الفلسطينية عام 2000. وفي هذا السياق، من الواضح أن نوع “الجهاد” الذي أشاد به عميش باعتباره الطريق إلى “تحرير” فلسطين كان هو “الجهاد العنيف”.
إن ما يثير القلق بشكل خاص في هذا المثال، مثل العديد من الأمثلة الأخرى التي سبقته، هو أن متهِمي عميش وُضِعوا تلقائياً في موقف دفاعي، في حين أيد العديد من المسؤولين، بما في ذلك الحاكم، عميش. ولابد أن يثير قلق الأمريكيين أن أولئك الذين يكشفون عن الطبيعة الحقيقية للإسلاميين يُوصمون بأنهم من كارهي الإسلام، أو المكارثيين، أو جزء من “مؤامرة يمينية واسعة النطاق”.
إن حالة عميش تكشف عن تكتيك واضح: فالخطوة الأولى التي اتخذها مسؤولو الجمعية الإسلامية الأمريكية هي التأكيد على عدم وجود أي صلة رسمية بينهم وبين جماعة الإخوان المسلمين. وعندما تظهر أدلة تثبت العكس، فإنهم ينخرطون في التلاعب بالألفاظ، فيزعمون أنهم “ابتعدوا” عن أيديولوجية الإخوان، مع أن من المعروف أنه لكي يصبح المرء واحداً من أعضاء النخبة “النشطين” في الجمعية الإسلامية الأمريكية، فإنه لابد أن يدرس ـ من بين أمور أخرى ـ كتابات البنا وقطب بالتفصيل.
الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية (إسنا)
على الرغم من توفر المعلومات منذ عدة سنوات، فإن محاكمة مؤسسة الأرض المقدسة أظهرت بوضوح الصلة بين الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية (إسنا) وحماس. فقد شكر أبو مرزوق، الزعيم السياسي لحماس في ذلك الوقت، إسنا على دعمها له أثناء وجوده في السجن. وهذا ليس مفاجئاً، نظراً لأن إسنا تأسست فعلياً على يد الإخوان المسلمين، وظل جميع مؤسسيها تقريباً نشطين منذ ذلك الحين إما في الجمعية أو في إحدى المنظمات التابعة لها. واللافت للنظر أن العديد من الأفراد الرئيسيين الذين كانوا نشطين للغاية في الجمعية منذ البداية ـ مثل سيد سعيد ـ قاموا بحذف خلفياتهم الإسلاموية المبكرة من سيرهم الذاتية “الرسمية”.
كما تربط إسنا علاقات عميقة بالإسلاميين المعروفين في أمريكا. ومن أبرز هؤلاء سامي العريان، الذي ساعد على تأسيس الجمعية في عام 1981، وأسس اللجنة الإسلامية لفلسطين (وهي منظمة تابعة رسمية لـ إسنا) بعد ذلك بفترة وجيزة. وقضى العريان مدة 57 شهراً في السجن بتهمة دعم حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية. وحتى اعتقاله في عام 2003، كان يعتبر واحداً من أبرز نشطاء الحقوق المدنية في البلاد، وكثيراً ما كان يُدعى للقاء كبار المسؤولين الحكوميين الأمريكيين، بما في ذلك الرئيسان كلينتون وبوش. هذا على الرغم من حقيقة أن العريان كان موضوع تحقيق من قِبَل مكتب التحقيقات الفيدرالي في صلاته بحركة الجهاد الإسلامي منذ عام 1996. وبعد ظهور أشرطة فيديو في عام 2001 للعريان، وهو يتحدث في تجمعات تدعو إلى “الجهاد” في فلسطين، تم تعليق عمله كأستاذ لهندسة الكمبيوتر في جامعة جنوب فلوريدا. ولقد سارع العريان ومجموعة من المنظمات الإسلاموية ـ بما في ذلك الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية ـ إلى الدفاع عن أنفسهم، فأعلنوا بصوت عال أن هذه الاتهامات ليست أكثر من “حملة تشويه سمعة” ومثال على “التعصب ضد العرب والمسلمين”. وفي فبراير/ شباط 2003، قدمت هيئة محلفين كبرى فيدرالية لائحة اتهام مكونة من خمسين تهمة ضد العريان.
وحتى موعد المحاكمة، ظل العريان ينكر أي صلة له بحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، بل إنه تظاهر في مقابلة أجريت معه عام 1994 بأنه لا يعرف ما تعنيه الأحرف الأولى من اسم الحركة. وفي المحاكمة، كان أحد الأدلة شريط فيديو يظهر العريان وهو يعلن لأنصاره: “دعونا نلعن أمريكا، دعونا نلعن إسرائيل، دعونا نلعنهم وحلفاءهم حتى الموت” و”القرآن دستورنا… الجهاد طريقنا… النصر للإسلام… الموت لإسرائيل… الثورة حتى النصر”. وانتهت القضية في نهاية المطاف بتبرئة جزئية وإلغاء المحاكمة، ولكن العريان أقر بالذنب في عام 2006 بتهمة “التآمر لتقديم أو تلقي مساهمات من أموال أو سلع أو خدمات لصالح حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، وهي منظمة إرهابية محددة بشكل خاص”. علاوة على ذلك، لم يكن لدى القاضي الذي ترأس المحاكمة أي شكوك بشأن الطبيعة الحقيقية للعريان. وخلال النطق بالحكم، وصفه القاضي بأنه “متلاعب ماهر”، وخاطبه: “لقد نظرت في عيون جيرانك وقلت إنك لا علاقة لك بحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية. وقد كشفت هذه المحاكمة عن كذب هذا الادعاء… وكانت الأدلة واضحة في هذه القضية بأنك كنت زعيماً في هذه الحركة”.
صدر الحكم على العريان في الأول من مايو/ أيار 2006 بالسجن لمدة 57 شهراً (منها 38 شهراً قضاها في السجن)، ووافق على ترحيله بعد قضاء مدة السجن. وقد جُمِّد رصيده من العقوبة بسبب اتهامه بالازدراء نتيجة لرفضه الإدلاء بشهادته أمام هيئة محلفين كبرى في فرجينيا تحقق في المعهد العالمي للفكر الإسلامي، الذي دعم عمله في تامبا مالياً وأيديولوجياً. ولكن في ديسمبر/ كانون الأول 2007، أسقط قاضٍ فيدرالي تهمة الازدراء، ومع ذلك، احتُجز العريان في الإقامة الجبرية في شمال فيرجينيا من عام 2008 حتى عام 2014، وتم ترحيله في نهاية المطاف إلى تركيا في 4 فبراير / شباط 2015.
مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير)
أثبتت وثائق محاكمة مؤسسة الأرض المقدسة أن مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) كان جزءاً من شبكة مرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين أنشئت لمساعدة حماس في الولايات المتحدة. وعلى الرغم من أن المجلس صور نفسه على أنه منظمة حقوق مدنية، وكثيراً ما تصفه الصحافة المحلية بهذا الوصف، فإن قيادته العليا تتألف من قادة الجمعية الإسلامية الفلسطينية والرابطة المتحدة للدراسات والبحوث المذكورين آنفاً. وعلى الرغم من الإنكار المستمر، فقد سُمع قادة المجلس وهم يعبرون عن دعمهم لحماس علناً وعلى أشرطة مراقبة مكتب التحقيقات الفيدرالي. وتلقى المجلس الدعم من قنوات تمويل حماس في الولايات المتحدة، وقدم بدوره الدعم لحماس. وقد وُجهت إلى العديد من قادته وموظفيه اتهامات تتعلق بالإرهاب.
إن إلقاء نظرة سريعة على الأشخاص الذين أسسوا كير، وأهدافهم، وأساليبهم الخادعة، يوضح لنا أن المجلس ليس مجرد منظمة حقوق مدنية. وكما ذكرنا من قبل، فقد تأسست كير في أعقاب اجتماع عقد في فيلادلفيا عام 1993 بين زعماء ونشطاء حماس، حيث ناقش المجتمعون الحاجة إلى الانخراط في جهود الدعاية للحركة داخل الولايات المتحدة. وقد اتهم المدعون العامون الأمريكيون نهاد عوض، المدير التنفيذي لمنظمة كير، وعمر أحمد، مؤسس المنظمة ـ وكلاهما من أصل فلسطيني ـ بالتآمر في قضية في قضية الأرض المقدسة.
ومن بين مؤسسي مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية ثلاثة من القادة المهمين في الجمعية الإسلامية الفلسطينية: عمر أحمد (رئيس الجمعية من1991إلى 1994)؛ ونهاد عوض (مدير العلاقات العامة في الجمعية من 1991إلى 1994)؛ ورفيق جابر (رئيس الجمعية من 1994 إلى 2005، وهو العام الذي أغلقت فيه الجمعية أبوابها). ومن المثير للاهتمام، ولكن ربما ليس من المستغرب، أن الملف الشخصي لعوض في كير يتجاهل ذكر صلته بالجمعية الإسلامية الفلسطينية. ولم يعد موقع كير على الإنترنت يحتوي على سيرة ذاتية لأحمد أو جابر، ولكن حتى عندما تم نشرها لم تتضمن صلاتهما بالجمعية الإسلامية الأمريكية. وعلى نحو مماثل، فإن السير الذاتية التي نشرها مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية لكل من محمد نمر المدني (مدير الأبحاث في كير وعضو مجلس إدارة سابق في الرابطة المتحدة للدراسات والبحوث)، ونبيل سعدون (عضو مجلس إدارة كير والمؤسس المشارك للرابطة المتحدة للدراسات والبحوث)، لا تذكر علاقتهما بالرابطة المتحدة للدراسات والبحوث.
إن الإخوان المسلمين عندما يواجَهون بتصريحات متطرفة يزعمون عادة أنها قد أسيء فهمها، ولكن في كثير من الحالات، فإن صراحة خطابهم لا تترك مجالاً كبيراً للتفسير. على سبيل المثال، في الرابع من يوليو/ تموز 1998، نشرت صحيفة “سان رامون فالي هيرالد” المحلية في كاليفورنيا تقريراً عن جلسة دراسية في مدرسة إسلامية بعنوان “كيف ينبغي لنا أن نعيش كمسلمين في أميركا؟”. وذكر التقرير أن رئيس مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية عمر أحمد حث المسلمين في هذا الاجتماع على عدم الاندماج في المجتمع الأمريكي بل على إيصال رسالة الإسلام. وأكد أن الإسلام لم يوجد في أمريكا ليكون مساوياً لأي ديانات أخرى، بل ليكون مهيمناً، وأن القرآن ينبغي أن يكون أعلى سلطة في أمريكا وأن الإسلام هو الدين الوحيد المقبول على وجه الأرض. وعندما تم تسليط الضوء على تصريحات أحمد في عام 2003، نفى مؤسس كير بشكل قاطع الإدلاء بهذه التصريحات وقال إنه سعى إلى الحصول على تراجع من الصحف التي نشرت التقرير. ومن المثير للاهتمام أنه اعتباراً من ديسمبر/ كانون الأول 2006، لم تتلق أي من الصحف التي نشرت التقرير طلباً بالتراجع من أحمد، وقد تمسكت المراسلة التي كتبت التقرير بشدة بروايتها للأحداث.
كما أعرب إبراهيم هوبر، مدير الاتصالات في كير، عن رغبته في قلب نظام الحكم في الولايات المتحدة لصالح دولة “إسلامية”. وفي مقابلة أجريت معه عام 1993 لصالح صحيفة “مينيابوليس ستار تريبيون”، قال هوبر: “لا أريد أن أخلق انطباعاً بأنني لا أريد أن تكون حكومة الولايات المتحدة إسلامية بالكامل في وقت ما في المستقبل، لكنني لن أفعل أي شيء عنيف لتعزيز ذلك. سنصل إلى هذه الهدف من خلال التعليم”. ومن المرجح أن ما يقصده هوبر بـ “التعليم” هو “الدعوة”، وهو ما يتماشى مع ما تحرض جماعة الإخوان المسلمين أعضاءها على تنفيذه.
وكما هو الحال مع جوانب أخرى من هيكلها التنظيمي، فإن تمويل مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية كان مخادعاً أيضاً. ففي بيان صحفي صدر في نوفمبر/ تشرين الثاني 2001، صرح المجلس بأنه لا يدعم أو يتلقى دعماً من أي مجموعة أو حكومة في الخارج. ولكن هناك أدلة تشير إلى أن هذا البيان لم يكن صحيحاً: ففي أغسطس/ آب 1999، أعلن رئيس البنك الإسلامي للتنمية الذي يتخذ من السعودية مقراً له عن مساهمة قدرها 250 ألف دولار لشراء أرض في واشنطن العاصمة لمقر المجلس. كما أعلنت الندوة العالمية للشباب الإسلامي عن تمويل بناء المقر. وفي ديسمبر/ كانون الأول 1999، ذكرت صحيفة “عرب نيوز” أن المجموعة التي تتخذ من الرياض مقراً لها [الندوة العالمية للشباب الإسلامي] “تقدم الدعم المعنوي والمالي لكير في جهوده لبناء مقره الخاص بتكلفة تصل إلى 3.5 مليون دولار في واشنطن العاصمة”. وفي وقت لاحق، قدمت الندوة العالمية للشباب الإسلامي أكثر من 1.4 مليون دولار لإحدى الحملات الإعلانية لمنظمة كير.
في ضوء كل الحقائق التي تكشفت، وخاصة مع محاكمة مؤسسة الأرض المقدسة، فإن الموقف الذي تتخذه منظمة كير مثير للقلق الشديد. ففي أغسطس/ آب 2007، وفي مأدبة عشاء أقيمت في دالاس، صرح رئيس المنظمة عمر أحمد: “ليست مؤسسة الأرض المقدسة وحدها هي التي تتعرض للهجوم، بل إن المجتمع الإسلامي الأمريكي بأكمله يتعرض للهجوم”. وبهذا يلمح أحمد إلى المسلمين الأمريكيين بأن منظمات مثل كير تتعرض للاضطهاد لمجرد أنها إسلامية وليس بسبب ارتباطها بحركات الإسلام السياسي، الأمر الذي يخلق شعوراً عاماً لدى مسلمي أمريكا بأنهم في حاجة إلى التوحد من أجل القضية الإسلامية. ومن المعروف أن الإسلاميين يستخدمون مثل هذا الخطاب على نحو متزايد لدق إسفين بين المسلمين وغير المسلمين في أمريكا، فضلاً عن أوربا وأماكن أخرى.