الشخصيات

عبد المالك دروكدال (أبو مصعب عبد الودود)

هو الزعيم السابق لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وفقاً لوزارة الخزانة الأمريكية، شجع دروكدال، المولود عام 1970، الجماعات الجهادية الأخرى على الانضمام إلى تنظيم القاعدة. وقد تم تدريبه على تصنيع المتفجرات، ويُعتقد أنه هو من أدخل التفجيرات الانتحارية إلى الجزائر. صنف مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ووزارة الخزانة الأمريكية دروكدال على أنه إرهابي عام 2007. وقتل على يد جنود فرنسيين في مالي في يونيو / حزيران 2020.

ما بين 1989 و1993، درس دروكدال الرياضيات في جامعة البليدة في الجزائر. وفي عام 1993، بدأ العمل مع حركة الدولة الإسلامية، ثم ترقى في صفوف الجماعة الإسلامية المسلحة والجماعة السلفية للدعوة والقتال. وتولى قيادة الجماعة السلفية للدعوة والقتال في يونيو/ حزيران 2004، وبدأ الاندماج مع تنظيم القاعدة عام 2006 لتشكيل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، ثم تولى منصب أمير التنظيم منذ ذلك الحين وحتى وفاته في يونيو / حزيران 2020.

وُصِف دروكدال بأنه يتمتع بشخصية كاريزمية وبقدرات ممتازة في التحدث أمام الجمهور. تم تصويره أيضاً على أنه عديم الرحمة وطموح، حيث زُعم أنه قضى على أعضاء في صفوف تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذين انحرفوا عن تعليماته أو مواقفه الأيديولوجية. وعلى النقيض من قادة القاعدة الآخرين، لم يتدرب دروكدال في معسكرات التنظيم في اليمن أو أفغانستان. ومع ذلك، اكتسب مهارات متقدمة في تصنيع المتفجرات. وفي عام 2007، أنشأ وحدة متخصصة في التفجيرات الانتحارية وأدخل هذا التكتيك إلى الجزائر.

نظم دروكدال عشرات التفجيرات في جميع أنحاء الجزائر ضد أهداف أمنية ومدنية على السواء، بما في ذلك تفجير المكاتب الحكومية في الجزائر العاصمة في 11 أبريل/ نيسان 2007 والذي أودى بحياة 33 شخصاً، والهجوم على مكتب الأمم المتحدة في الجزائر العاصمة في 11 ديسمبر/ كانون الأول 2007 والذي أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 26 شخصاً من بينهم 11 من أفراد المنظمة الدولية. كان هجوم أبريل / نيسان 2007 أول تفجير انتحاري في تاريخ الجزائر. وبحسب خبير الإرهاب الجزائري فيصل عوكاجي، فإن “استراتيجية دروكدال تركز على نقطتين رئيسيتين: الهجمات بالمتفجرات والاهتمام الكبير بالعمليات الانتحارية”.

في 27 مارس/ آذار 2007، أصدرت محكمة تيزي وزو شمال الجزائر حكماً غيابياً بالسجن المؤبد على دروكدال لتورطه في أنشطة إرهابية. وبعد خمس سنوات، حكمت عليه محكمة في الجزائر العاصمة بالإعدام غيابياً بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والانتماء إلى جماعة إرهابية وتنفيذ هجمات باستخدام المتفجرات.

ابتداءً من أكتوبر / تشرين الأول 2011، قدم دروكدال الدعم العسكري والمالي واللوجستي لأنصار الدين ـ وهي جماعة إسلامية مسلحة في مالي ـ لزيادة النفوذ الإقليمي لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في شمال مالي. وتحت قيادة دروكدال، شكل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي تحالفاً مع أنصار الدين وحركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا (حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا) في نوفمبر / تشرين الثاني 2015 للقتال ضد الجيشين الفرنسي والمالي.

في أكتوبر / تشرين الأول 2016، ذكرت صحيفة ليكسبريسيون الجزائرية أن أجهزة الأمن الجزائرية أكدت أن دروكدال تمكن من التسلل إلى تونس بمساعدة أفراد مجهولين. قبل هروبه المزعوم إلى تونس، زُعم أنه كان مختبئاً في ولاية سكيكدة، شمال شرق الجزائر. وفي يناير / كانون الثاني 2018، أكدت نفس الصحيفة إقامة دروكدال في تونس، وذكرت أن أجهزة الأمن الجزائرية منعت اجتماعاً بين كبار قادة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي كان يهدف إلى إعادة هيكلة صفوف التنظيم والتحضير لعودة دروكدال إلى الجزائر. وكانت القوات المسلحة الجزائرية قد دمرت بشكل متزايد صفوف تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي خلال السنوات الأخيرة، ففقد دروكدال أعضاء مهمين من دائرته الداخلية.

أصدر دروكدال بانتظام رسائل دعائية صوتية ومرئية. في يوليو / تموز 2017، نشر تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية مقابلة حصرية معه في العدد السابع عشر من مجلة إنسباير، حيث حث المسلمين على شن الجهاد في الدول الغربية والدول الناطقة بالفرنسية. كما برر هجمات تنظيم القاعدة ضد الولايات المتحدة بشكل عام.

وفي 4 يونيو / حزيران 2020، قتلت القوات الفرنسية دروكدال في تلهندك بمالي بالقرب من الحدود الجزائرية. وقدمت الولايات المتحدة معلومات استخباراتية ساعدت الجنود الفرنسيين على تحديد موقعه.

زر الذهاب إلى الأعلى