علي القره داغي
هو داعية ومفكر إسلامي مختص في الاقتصاد. الأمين العام السابق والرئيس الحالي للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ومقره قطر، وهي منظمة كان يترأسها في السابق يوسف القرضاوي وترتبط بجماعة الإخوان المسلمين. ويُزعم أن القرضاوي هو من اختار القره داغي أميناً عامّاً للاتحاد عام 2010. وقد دافع القره داغي عن القرضاوي ضد الاتهامات الموجهة إليه بدعم الإرهاب، على الرغم من أن كليهما كانا مناصرين صريحين لجماعة الإخوان المسلمين.
القره داغي، المولود عام 1949 في قضاء قره داغ في محافظة السليمانية في العراق، حاصل على الماجستير في الفقه المقارن والدكتوراه في مجال العقود والمعاملات المالية من كلية الشريعة والقانون ـ جامعة الأزهر، وله عشرات الكتب في التمويل الإسلامي، ويقيم في قطر التي يحمل جنسيتها، حيث كان عضواً في هيئة التدريس بكلية الشريعة في جامعة قطر لسنوات طويلة، وهو حالياً رئيس المجلس الاستشاري الأعلى للتقارب بين الطوائف في منظمة التعاون الإسلامي، وعضو في المجالس الشرعية لعدد من البنوك الإسلامية وشركات التأمين الإسلامي في قطر ودول الخليج، بالإضافة إلى ذلك، يشغل القره داغي مناصب مهمة في مؤسسات إسلامية وخيرية مختلفة: عضو مؤسس في مؤسسة الشيخ عيد بن محمد آل ثاني الخيرية القطرية، خبير بمجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي بجدة، خبير بالمجمع الفقهي الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة، نائب رئيس المجلس الأوروبي للإفتاء التابع لاتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا (مجلس مسلمي أوروبا حالياً): الذراع الأوروبي لجماعة لإخوان المسلمين.
يتضمن موقع القره داغي على الإنترنت خطباً ومحاضرات وروابط لحساباته على منصات التواصل الاجتماعي، وهو نشط على العديد من منصات التواصل الاجتماعي، ويصرح بأنها تلعب دوراً مهمّاً في نشر الإسلام، على الرغم من أن “الجهاد هو أعظم وسيلة لنشر الإسلام”.
وينتقد القره داغي باستمرار الولايات المتحدة، والغرب بشكل عام، بسبب السياسة الخارجية المعادية للمسلمين. وكان قد دعا إلى “انتفاضة فلسطينية وعربية وإسلامية” ضد الولايات المتحدة بعد إعلان الرئيس دونالد ترامب عام 2017 عن نوايا الولايات المتحدة نقل سفارتها في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس. واتهم القره داغي إسرائيل بارتكاب “جرائم مستمرة ضد الإنسانية”، ووصف الولايات المتحدة وإسرائيل بأنهما “شريكان في الجريمة”. ودعا العالم الإسلامي إلى الاتحاد ضد إسرائيل لاستعادة فلسطين ما قبل عام 1948. كما دافع عن حركة حماس الفلسطينية، باعتبارها “تدافع عن حقوق الأمة…”. وبعد محاولة الانقلاب في تركيا عام 2016، انتقد القوى الغربية لفشلها في الوقوف إلى جانب الحكومة التركية، التي دافع عنها بوصفها حامية “الضعفاء والمضطهدين”. وفي يونيو/ حزيران 2021، حين أجرت الجزائر أول انتخابات برلمانية لها منذ رحيل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في أبريل/ نيسان 2019 بعد احتجاجات حاشدة ضد حكمه الذي استمر 20 عاماً، انتقد القره داغي “المعايير المزدوجة” التي تستخدمها وسائل الإعلام الدولية أثناء تغطية الانتخابات في الجزائر. وأشار إلى أن نسبة المشاركة في التصويت لم تتجاوز 30 بالمائة، مضيفا أنه “لو فاز الإسلاميون في الانتخابات، فإن معظم الأصوات في وسائل الإعلام ستقول إن الناخبين قاطعوا”.
في 9 يناير / كانون الثاني 2024، انتُخب القره داغي رئيساً للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بأغلبية ساحقة بلغت 91.51% من الأصوات. وتم التصويت في أحد فنادق الدوحة بحضور 651 عالماً من مختلف دول العالم. تأسس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عام 2004 على يد رجال دين مرتبطين بجماعة الإخوان المسلمين، وقد تلقى الاتحاد انتقادات دولية لعلاقاته بالإرهاب. الرئيس السابق للاتحاد القرضاوي هو الزعيم الروحي غير الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين. وقد وصف القره داغي القرضاوي بأنه معتدل معارض للتطرف، على الرغم من أن القرضاوي كان صريحاً في دعمه للتفجيرات الانتحارية. وفي عام 2012، انضم زعيم حركة حماس إسماعيل هنية إلى الاتحاد في محاولة لرفع مكانة حماس الدولية. وفي أواخر عام 2017، صنفت المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة والبحرين الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين منظمة إرهابية. ودافع القره داغي عن الاتحاد؛ لأنه يركز على السلام ومستقلاً عن أي دولة أو منظمة غير حكومية. وبحسب كلامه، فإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين انبثق من الأمة الإسلامية ويرفض “الأيديولوجيات المتطرفة التي تحاول اختطاف وتشويه ديننا المسالم”. وأعلن القره داغي في وقت لاحق عن نية الاتحاد اتخاذ إجراءات قانونية لإلغاء تصنيفه منظمة إرهابية.
للقره داغي أكثر من 30 كتاباً ومئات الأبحاث والأوراق العلمية معظمها في الاقتصاد والمعاملات المالية الإسلامية والفقه الإسلامي. من كتبه: فقه البنوك الإسلامية: دراسة فقهية واقتصادية، بحوث في قضايا الزكاة المعاصرة، التأمين التكافلي الإسلامي: دراسة فقهية تأصيلية مقارنة بالتأمين التجاري مع التطبيقات العملية، فقه الميزان معياراً لفهم القرآن والسنة ورفعاً لمواطن الخلل والفرقة، نحن والآخر: دراسة فقهية تأصيلية لبيان علاقة المسلم بغيره في حالة السلم والحرب والأقلية والأكثرية على ضوء الكتاب والسنة وفقه الميزان.