المؤسسات والمنظمات

فيلق القدس

يعرف أيضا باسم “قوة القدس”، وهو إحدى الوحدات الخمس التي تشكل الحرس الثوري الإيراني، إلى جانب القوات البرية والجوية والبحرية والباسيج. مهمته الأساسية هي الدفاع عن الثورة الإسلامية الإيرانية وإنشاء / أو رعاية وتدريب التنظيمات المسلحة التابعة أو الموالية لإيران في الشرق الأوسط، والإشراف على العمليات الأمنية والعسكرية في الخارج.

يقدر عدد أفراده ما بين 5000 و 15000 فرداً، تم اختيارهم بعناية من الحرس الثوري الأوسع لكفاءتهم وولائهم للنظام، ويخضع المجندون الشباب لتدريب يتراوح ما بين تسعة إلى 12 شهراً في مركز مشهد في شمال شرق إيران، والمعروف بالاسم الرمزي 4000، أو في ثكنة بن علي (الاسم الرمزي 320). يتم توفير التدريب الأيديولوجي واللاهوتي في جامعة الإمام الحسين في طهران (طريق منطقة بابائي السريع).

تشير السجلات التاريخية إلى أنه قبل إنشاء فيلق القدس ضمن الحرس الثوري، كانت أربعة تنظيمات إيرانية حكومية تنفّذ العمليات العسكرية في الخارج، وهي: “وحدة حركات التحرير الإسلامية” التابعة للحرس الثوري، “وحدة قوات الحرب غير النظامية” (مستقلة عن الحرس الثوري)، “حرس لبنان” التابع للحرس الثوري، “مقر رمضان” التابع للحرس الثوري. وبحلول عام 1989، بعد نهاية الحرب الإيرانية العراقية وإعادة تنظيم القوات المسلحة في البلاد، تم دمج الأعضاء الناجين من هذه التنظيمات الأربعة وشبكاتها الدولية في فيلق القدس من أجل حصر العمليات الخارجية في وحدة مركزية واحدة. وبالفعل، احتكر التنظيم الجديد عمليات إيران خارج الحدود الإقليمية منذ ذلك الوقت وحتى الحرب الإسرائيلية الحالية على غزة.

لعب فيلق القدس منذ إنشائه دوراً نشطاً في توفير التدريب والأسلحة للجماعات الإسلامية المتطرفة في الشرق الأوسط، بما في ذلك المتمردين العراقيين، وحزب الله اللبناني، وحركتي حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين، وآخرين. كان قائد الفيلق هو اللواء قاسم سليماني، الذي أصبح أحد أقوى اللاعبين في العراق بعد الغزو الأمريكي عام 2003. ولعب سليماني دوراً فعالاً في توجيه تدخل إيران في سوريا بعد احتجاجات 2011 للدفاع عن الرئيس بشار الأسد بأي ثمن. وفي 3 يناير / كانون الثاني 2020، قُتل سليماني في غارة جوية أمريكية بطائرة من دون طيار بعد وقت قصير من هبوطه في مطار بغداد الدولي. وخلفه اللواء إسماعيل قاآني، نائبه السابق.

من خلال فيلق القدس، تقود إيران حركة مسلحة شيعية عابرة للحدود تتألف من آلاف المقاتلين من جميع أنحاء العالم العربي والإسلامي. وخلال السنوات الأخيرة، زادت الميليشيات التابعة لإيران في جميع أنحاء المنطقة من تعاونها وتنسيقها مع بعضها البعض وأظهرت استعدادها للقتال خارج نطاق جغرافيتها الوطنية. ويعمل وكلاء إيران بمثابة فيلق أجنبي حقيقي يعمل بشكل متضافر لتعزيز النفوذ الإيراني وتنفيذ أهداف السياسة الخارجية الإيرانية في جميع أنحاء المنطقة.

ويصف مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس بأنهما “آلية إيران الأساسية لزراعة ودعم الإرهابيين في الخارج”. ووفقاً لتقرير البنتاغون لعام 2010، فإن قوة القدس “تحتفظ بقدرات تشغيلية في جميع أنحاء العالم”، وإنها “راسخة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وقد شهدت السنوات الأخيرة وجوداً متزايداً لها في أمريكا اللاتينية، وخاصة فنزويلا”.

وتم اتهام الحرس الثوري وفيلق القدس بدعم المسلحين وتنفيذ الإرهاب في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك أفغانستان والأرجنتين والنمسا والبحرين وألمانيا والهند والعراق وإسرائيل والمكسيك والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة. وفقاً لمشروع قانون تم تقديمه في عام 2013 في مجلس النواب الأمريكي لتسميته منظمة إرهابية، فإن فيلق القدس “ينشر عملاء في السفارات الأجنبية والجمعيات الخيرية والمؤسسات الدينية والثقافية الإيرانية في مختلف دول العالم لتجنيد الشيعة المقيمين في الشتات”.

وفيلق القدس هو الأداة الرئيسة لإيران لنقل الدعم إلى حزب الله، بعضه على شكل أموال نقدية، والباقي على شكل أسلحة، وسوريا هي طريق الإمداد الرئيس. وباعتراف قائد كبير متقاعد في الحرس الثوري، فإن هناك ما لا يقل عن 60 إلى 70 قائداً لفيلق القدس في سوريا يتولون الإشراف على المهمة، أبرزهم رضي الموسوي الذي قتل في 25 ديسمبر / كانون الأول 2023 في غارة جوية إسرائيلية على منزله في حي السيدة زينب بريف دمشق. وخدم موسوي ضمن فيلق القدس في سوريا منذ الثمانينيات، وكان يشغل منصب رئيس القسم اللوجستي الإيراني في سوريا، المعروف باسم الوحدة 2250، وهي الوحدة المسؤولة عن نقل الأسلحة والتمويل إلى حزب الله، كما قام فيلق القدس بتمويل وتدريب الميليشيات الشيعية العراقية، ولا سيما عصائب أهل الحق التي تأسست عام 2006، بعد مرور ثلاث سنوات على التدخل الأمريكي في العراق. وتُظهر عصائب أهل الحق بشكل علني ولاءها لقادة إيران، بما في ذلك المرشد الأعلى الحالي علي خامنئي، وسلفه الراحل الخميني.

في أبريل / نيسان 2019، صنفت وزارة الخارجية الأمريكية الحرس الثوري الإيراني، ومعه فيلق القدس، كمنظمة إرهابية أجنبية بموجب المادة 219 من قانون الهجرة والجنسية، وكانت هذه المرة الأولى التي تصنف فيها الولايات المتحدة مؤسسة حكومية أجنبية كمنظمة إرهابية.

وفي 4 سبتمبر / أيلول 2019، أصدرت الولايات المتحدة مكافأة تصل إلى 15 مليون دولار مقابل أي معلومات تؤدي إلى تعطيل الآليات المالية للحرس الثوري الإسلامي وفروعه، بما في ذلك فيلق القدس.

زر الذهاب إلى الأعلى