يحيى السنوار (أبو إبراهيم)
هو قيادي بارز في حركة حماس ورئيس مكتبها السياسي في غزة، وأحد مؤسسي النواة الأولى للجهاز الأمني للحركة الذي كان معروفاً باسم “جهاز الأمن والدعوة” (مجد)، كما تولى مهمة التنسيق بين المكتب السياسي للحركة وقيادة كتائب عز الدين القسام: جناحها العسكري، وهو شقيق القيادي في كتائب القسام محمد السنوار.
ولد في مخيم خان يونس للاجئين الفلسطينيين عام 1962، وأتم دراسته الثانوية هناك. وخلال تلك الفترة، انضم إلى جماعة الإخوان المسلمين الفلسطينية، بعدها التحق بالجامعة الإسلامية في غزة، وحصل على شهادة البكالوريوس في اللغة العربية، وعرف عنه نشاطه “الإسلامي” في مجلس الطلاب بالجامعة الذي شغل فيه عدة مواقع قيادية قبل أن يتولى رئاسته.
انضم إلى حركة حماس عند تأسيسها عام 1987، وانخرط مباشرة في أنشطتها الأمنية والعسكرية، وظل لسنوات المسؤول عن ملاحقة المتهمين بالتجسس لصالح إسرائيل واعتقالهم وأحياناً إعدامهم، وهو ما جعله هدفاً استراتيجياً لإسرائيل منذ وقت مبكر.
اعتقلته إسرائيل لأول مرة عام 1982، وظل رهن الاعتقال الاحتياطي لمدة أربعة أشهر. اعتقل مرة ثانية عام 1985 لمدة ثمانية أشهر. وفي عام 1988، اعتقل مجدداً لقتله جنديين إسرائيليين وأربعة فلسطينيين كانوا عملاء لإسرائيل، وصدر ضده أربعة أحكام بالمؤبد، وكان من بين التهم الموجهة إليه أيضاً إنشاء جهاز أمني لحماس (جهاز الأمن والدعوة ـ مجد)، والمشاركة في تأسيس الجناح العسكري الأول للحركة (المجاهدون الفلسطينيون) الذي سيتحول لاحقاً إلى كتائب عز الدين القسام. أمضى 23 عاماً في السجون الإسرائيلية، وأفرج عنه عام 2011 مع أكثر من ألف أسير فلسطيني في مقابل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي أسرته حماس عام 2006.
عقب الإفراج عنه، فاز بعضوية المكتب السياسي لحركة حماس، كما تولى بعض الأدوار القيادية في كتائب القسام، فعمل على إعادة هيكلة وتطوير جهازها الأمني، وفي عام 2017، انتخب رئيساً للمكتب السياسي للحركة في غزة، الأمر الذي منحه نفوذاً كبيراً داخل غزة، باعتباره المسؤول الأعلى رتبة في حماس والحاكم الفعلي للقطاع. وفي مارس / آذار 2021، أعيد انتخابه لولاية ثانية في انتخابات أجريت سراً.
السنوار مدرج منذ عام 2015 على القائمة الأمريكية للإرهابيين الدوليين، وهو أحد المشاركين في التخطيط لعملية “طوفان الأقصى” ضد إسرائيل في 7 أكتوبر / تشرين الأول الماضي، وتذهب بعض التقارير الإسرائيلية والأمريكية إلى اعتباره “مهندس” الهجوم مع محمد الضيف: قائد الجناح العسكري للحركة.
إلى جانب أنشطته المتعددة والمعقدة في حماس، يعرف عن السنوار اهتمامه الشديد بالأدب. وفي عام 2004، صدرت له في خان يونس رواية / سيرة ذاتية كتبها في السجن بعنوان “الشوك والقرنفل”.