تقارير ودراسات

موجات الصدمة الناجمة عن انفجار بندر عباس في إيران قد تضعف النظام نفسه

بينما كانت الولايات المتحدة والنظام الإيراني يجتمعان في الجولة الثالثة من المفاوضات في عُمان، هزّ انفجار ميناء شهيد رجائي قرب بندر عباس في إيران في 26 أبريل/ نيسان. أسفر الانفجار عن إصابة أكثر من 700 شخص ومقتل أربعة عشر شخصاً على الأقل وفقاً لتقارير النظام. بالنظر إلى حجم الدمار، فمن المرجح أن ترتفع هذه الأعداد. وبغض النظر عن سببه، سيُلحق هذا الانفجار الضرر بالنظام نفسه وقد يقصّر عمره.

يعد ميناء الشهيد رجائي مركزاً لشحنات الحرس الثوري الإيراني إلى وكلائه مثل حزب الله والحوثيين. يقع الميناء بالقرب من مضيق هرمز، وهو ميناء استراتيجي، وقربه من القواعد البحرية للحرس الثوري يزيد من أهميته. ربما يكون الانفجار قد دمر إمدادات عسكرية. وقد حامت الشكوك بالفعل حول جهات خارجية. في عام 2020، على سبيل المثال، استهدف هجوم إلكتروني إسرائيلي أنظمة حاسوب ميناء الشهيد رجائي، مما أدى إلى تعطيل العمليات من خلال إغلاق الممرات والطرق المائية.

إلى جانب الإضرار بالقدرات العسكرية للنظام، يعد ميناء شهيد رجائي مركزاً تجاريًّا رئيساً؛ إذ يدير 85% من إجمالي عمليات تحميل وتفريغ البضائع في البلاد، بما في ذلك الإلكترونيات والمنتجات الزراعية والمواد الخام الدوائية. يسهم الميناء بشكل كبير في الناتج المحلي الإجمالي لإيران، وقد أصاب الانفجار التجار ورجال الأعمال المرتبطين بالنظام بالذهول، وعطل تجارتهم في الاستيراد والتصدير. وسيشكك هؤلاء التجار الآن في موثوقية النظام وقدرته على خلق بيئة اقتصادية مستقرة للموالين له. وقد يقوض إحباطهم مصداقيته الاقتصادية، ويشجع الكثيرين في القطاع الصناعي على الانقلاب عليه.

سيزداد الاستياء من النظام. أصيب العديد من العمال وخسروا ممتلكاتهم. قد يكون هذا الإحباط كافياً لإشعال جولة أخرى من الاحتجاجات المطالبة بتغيير النظام. حتى لو لم تندلع مثل هذه الاحتجاجات، فإن الانفجار قرب بندر عباس سيعزز الاعتقاد بأن النظام غير مستقر وأن نهايته وشيكة. تدرك قيادة الجمهورية الإسلامية الخطر الذي يواجهها الآن. وتوجه وسائل الإعلام التابعة للنظام المواطنين إلى تجنب إثارة “الشائعات” التي قد “تتيح للأعداء استغلال هذا الوضع”.

وسواء  أكان الانفجار عرضياً أم لا، فإنه يكشف عن نقاط ضعف عسكرية واقتصادية واجتماعية. ويعزز تزامن الانفجار مع المحادثات بين طهران والولايات المتحدة الاعتقاد بأن النظام محكوم عليه بالزوال. قبل يوم من الانفجار، صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مقابلة مع مجلة تايم بأن إسرائيل لن تجرّ الولايات المتحدة إلى حرب مع إيران، لكنها ستقود الهجوم إذا فشل المفاوضون في التوصل إلى اتفاق. وبالنظر إلى قرارات ترامب الصارمة تجاه إيران وموقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من إنهاء التهديدات الإيرانية ضد إسرائيل، قد يشعر الإيرانيون بأن الفوضى في بندر عباس إشارة إلى أن الوقت قد حان للضغط من أجل تغيير النظام.

الكاتب: فائزة علوي

https://www.meforum.org/mef-observer/shockwaves-from-explosion-in-bandar-abbas-could-weaken-the-regime-itself

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى