تقارير ودراسات

من هو صالح العاروري

القيادي في حركة حماس الذي اغتالته إسرائيل في لبنان بطائرة مسيّرة؟

ملخص

كان صالح العاروري قائداً عسكرياً وممولاً لحركة حماس، تم تصنيفه كإرهابي من قبل الولايات المتحدة، ويُقال إنه طُرد من قطر في يونيو/ حزيران 2017. وانتخبت حماس العاروري نائباً لرئيس مكتبها السياسي في أكتوبر/ تشرين الأول 2017. وقد سهّل العاروري عمليات نقل الأموال والأسلحة لحركة حماس منذ الثمانينيات. وساعد في تأسيس فرع الضفة الغربية للجناح العسكري لحركة حماس. يُزعم أن العاروري قام بتنسيق عملية اختطاف وقتل ثلاثة مراهقين إسرائيليين في الضفة الغربية في يونيو / حزيران 2014، الأمر الذي أثار الصراع في ذلك الصيف بين إسرائيل وحماس. وبحسب ما ورد، قام أيضاً بإنشاء وإدارة مكتب حماس في تركيا حتى تم طرده من البلاد في عام 2015. واتهمت وزارة الخزانة الأمريكية العاروري بالعمل “كممول رئيس لخلايا حماس العسكرية التي تخطط للقيام بهجمات وإثارة الاضطرابات”. في نوفمبر 2018، عرض برنامج “المكافآت من أجل العدالة” التابع لوزارة الخارجية الأمريكية مكافأة قدرها 5 ملايين دولار مقابل معلومات تؤدي إلى اعتقال العاروري. وكان العاروري أيضاً زعيماً لحركة حماس في الضفة الغربية. توفي العاروري في غارة إسرائيلية بطائرة بدون طيار في لبنان في 2 يناير / كانون الثاني 2024.

معلومات شخصية

الاسم الكامل: صالح محمد سليمان خصيب العاروري.

الاسم الحركي: أبو محمد.

تاريخ الولادة: 19 غشت 1966

مكان الولادة: رام الله، الضفة الغربية.

التعليم: بكالوريوس في الشريعة الإسلامية، جامعة الخليل.

الجنسية: فلسطيني.

الاعتقال: 1990، 1992، 1993

الحالة الاجتماعية: متزوج وأب لبنتين.

مكان الإقامة: لبنان.

التقرير

أصبح العاروري نشطاً مع حماس خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى ضد إسرائيل في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات، وأصبح أحد الأعضاء المؤسسين للجناح العسكري لحركة حماس، كتائب عز الدين القسام، في عام 1991، وساعد في تأسيسه في الضفة الغربية. انخرط العاروري في الجماعات الإسلامية عندما كان طالباً في جامعة الخليل بالضفة الغربية عام 1985، وانضم إلى حماس بعد تأسيسها عام 1987، وبدأ في تجنيد طلاب جامعيين آخرين. اعتقلت السلطات الإسرائيلية العاروري لأول مرة في عام 1990، وأطلق سراحه بعد خمسة أشهر، وعاد للعمل مع حماس. وفي عام 1992، اعترف بأنه تلقى 96 ألف دولار من أحد أعضاء حماس لشراء أسلحة. اعتقلته السلطات الإسرائيلية في وقت لاحق من ذلك العام، وأدانته محكمة عسكرية إسرائيلية بسبب “دوره القيادي” في حماس.

وسيقضي العاروري الخمسة عشر عاماً التالية في سجن إسرائيلي. في عام 1997، أصدرت السلطات تمديدين لعقوبة العاروري لمدة ستة أشهر بعد اتهامه بـ “القيام بأنشطة غير قانونية” من داخل السجن، بما في ذلك الحفاظ على “اتصالات غير قانونية” مع نشطاء حماس. وفي عام 1998، أدين العاروري بتهمة جديدة هي العضوية في حركة حماس. في غشت / آب 2004، وجهت هيئة محلفين اتحادية كبرى في شيكاغو الاتهام إلى العاروري، باعتباره مشاركاً في مؤامرة ابتزاز أمريكية لتوفير التمويل لحماس.

بعد إطلاق سراح العاروري في مارس/ آذار 2007، نبذ الإرهاب في مقابلة مع صحيفة التلغراف اللندنية. لقد أعلن أنه لا يمكن أن يكون هناك سوى حلّ سياسي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وأعادت السلطات الإسرائيلية اعتقال العاروري بعد ثلاثة أشهر بناء على أمر اعتقال إداري. وتم إطلاق سراحه بعد ثلاث سنوات، في مارس / آذار 2010، بشرط مغادرة إسرائيل والأراضي الفلسطينية. وبحسب ما ورد، تم إيقاف زوجته وطفله على الحدود الأردنية أثناء محاولتهما مغادرة الضفة الغربية، وقبل العاروري الشرط من أجل لمّ شمله مع عائلته، وانضم إلى قادة حماس الآخرين في سوريا، التي كانت تستضيف آنذاك المكتب السياسي لحماس.

في عام 2012، فرت قيادة حماس من سوريا بعد اندلاع الحرب الأهلية في ذلك البلد. انتقل العاروري أولاً إلى تركيا. ويُشتبه في أن العاروري قام بإنشاء مكتب لحماس في إسطنبول، ومن خلاله قام بتوجيه وتمويل خلايا حماس العسكرية في الضفة الغربية والأردن وفقاً لوزارة الخزانة الأمريكية. وتتهم وزارة الخزانة العاروري بتسهيل تحويل مئات الآلاف من الدولارات إلى أنشطة حماس المسلحة. ونفى العاروري قيامه بتنسيق العمليات العسكرية لحماس من تركيا، لكنه مع ذلك متهم بالتخطيط لشن هجمات ضد إسرائيل والسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية.

في يونيو/ حزيران 2014، اختطفت خلية تابعة لحماس في الضفة الغربية وقتلت المراهقين الإسرائيليين إيال يفراح، وجلعاد شاعر، ونفتالي فرانكل، واشتبهت السلطات الإسرائيلية في قيام العاروري بتنسيق عمليات الاختطاف من تركيا. ونفت حماس في البداية مسؤوليتها. وفي غشت / آب من ذلك العام، أشاد العاروري علناً بعملية الاختطاف ووصفها بأنها “عملية بطولية” وأعلن مسؤوليته عنها نيابة عن حماس.

كما وجه العاروري خلايا حماس في الضفة الغربية لمهاجمة السلطة الفلسطينية، المنافس السياسي لحماس. في غشت / آب 2014، نبهت أجهزة الأمن الإسرائيلية مسؤولي السلطة الفلسطينية إلى أن العاروري كان يخطط لانقلاب حماس ضد الحكومة. وفي يوليو/ تموز 2015، قامت قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية بتفكيك عدة خلايا تابعة لحماس في الضفة الغربية، واعتقلت 250 شخصاً. ويُزعم أن العاروري كان ينسق الخلايا لمهاجمة أهداف إسرائيلية وأهداف تابعة للسلطة الفلسطينية.

في سبتمبر / أيلول 2015، صنفت الحكومة الأمريكية العاروري على أنه إرهابي عالمي محدد بشكل خاص لدوره في توجيه الدعم المالي لحماس وأنشطتها العسكرية. في ديسمبر/ كانون الأول من ذلك العام، قامت الحكومة التركية بطرد العاروري بناء على طلب إسرائيلي كجزء من اتفاق المصالحة بين البلدين. وانتقل العاروري إلى قطر، التي كانت تستضيف الوفد السياسي لحماس، بما في ذلك زعيم الحركة آنذاك خالد مشعل.

في أوائل يونيو/ حزيران 2017، أفادت وسائل إعلام دولية أن الحكومة القطرية طردت العاروري وغيره من قادة حماس رفيعي المستوى. ونفت حماس هذه التقارير، مدعية أن العاروري وقادة آخرين في حماس غادروا البلاد طوعاً. وبحسب ما ورد، انتقل العاروري إلى ماليزيا، لكن المفتش العام للشرطة الماليزية تان سري خالد أبو بكر قال إنه لا يوجد دليل على وجود العاروري في البلاد، وأضاف أن قادة حماس سيكونون موضع ترحيب في ماليزيا إذا “جاءوا بسلام”.

وبعد أقل من أسبوع من مغادرة العاروري قطر، قال مسؤولون إسرائيليون إنه انتقل إلى لبنان وكان يعمل مع قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي الإيراني. واتهمت وزارة الدفاع الإسرائيلية العاروري بمحاولة تعزيز العلاقات بين حزب الله وحماس والتخطيط لشن هجمات ضد إسرائيل من لبنان. انتخبت حماس العاروري نائباً لزعيمها السياسي في 5 أكتوبر / تشرين الأول 2017. وعلى الرغم من صعوده، لم تكشف حماس عن مكان وجود العاروري. وفقاً للحكومة الأمريكية في نوفمبر 2018، استمر العاروري في العيش بحرية في لبنان اعتباراً من عام 2018. وبحسب بعض التقارير، عاد العاروري إلى تركيا في عام 2020.

في سبتمبر / أيلول 2020، كان العاروري جزءاً من وفد التقى بأعضاء من عدة فصائل مسلحة في بيروت، بما في ذلك زعيم الجهاد الإسلامي الفلسطيني زياد النخالة والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله. وفي وقت لاحق من ذلك الشهر، ورد أن العاروري سافر إلى تركيا للقاء مسؤولين من حركة فتح، المنافس السياسي لحماس. في 1 أكتوبر / تشرين الأول 2020، أعلنت حماس أن العاروري أصيب بفيروس كورونا المستجد، وأنه “اتخذ كافة الإجراءات الصحية اللازمة، وسيبقى في العزل حتى شفائه”.

في فبراير/ شباط 2021، قاد العاروري حركة حماس في اجتماع لعدة فصائل فلسطينية بالقاهرة لمناقشة تحقيق “حوار وطني” بشأن الانتخابات العامة الفلسطينية المقبلة، واختُتم الاجتماع بالتزام الفصائل الفلسطينية بإجراء أول انتخابات تشريعية فلسطينية منذ وصول حماس إلى السلطة في عام 2006، وكان من المقرر إجراء الانتخابات في 22 مايو/ أيار، لكن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قرر تأجيل الانتخابات إلى أجل غير مسمى في 29 أبريل/ نيسان، وقد أشار إلى رفض إسرائيل السماح بذلك، لكن محللين محليين يشتبهون في أن التأخير يرجع إلى خوف عباس من انتصار حماس السياسي.

في عام 2021، انتخبت حماس العاروري ليكون زعيمها في الضفة الغربية لمدة أربع سنوات خلال انتخابات داخلية سرية. وفي نوفمبر/ تشرين الثاني من ذاك العام، انتقل العاروري إلى تركيا. بعدها، في 22 من الشهر نفسه، فككت القوات الإسرائيلية خلية تابعة لحماس في الضفة الغربية، واتهم جهاز الأمن الإسرائيلي “الشين بيت” العاروري وزكريا نجيب، الناشط في حركة حماس المقيم في تركيا، والذي أُطلق سراحه عام 2011 في صفقة لتبادل الأسرى، بتوجيه الخلية من تركيا.

وبحسب ما ورد، كان العاروري يقسم وقته بين لبنان وتركيا وقطر. وفي ديسمبر/ كانون الأول 2021، انتشرت تقارير في وسائل الإعلام الإسرائيلية تفيد أن حماس أنشأت فرعاً رسمياً في لبنان بقيادة العاروري. ويُزعم أن فرع لبنان مسؤول عن إطلاق أربعة صواريخ باتجاه إسرائيل من لبنان خلال حرب مايو / أيار 2021 بين إسرائيل وحماس. ووفقاً لتقارير إخبارية، قررت حماس إنشاء فرع لبنان بعد صراعها مع إسرائيل عام 2014؛ لأن حزب الله رفض التدخل نيابة عن حماس. ويقال إن هذا الفرع، الذي يقع مقره في مدينة صور بلبنان، يقوم بتجنيد الفلسطينيين الذين يعيشون في لبنان. ويُزعم أن حزب الله وافق على السماح للفرع بالعمل.

بعد اجتماع مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي في 22 غشت / آب 2023 لمناقشة الهجمات الأخيرة التي شنتها حماس ضد إسرائيل، أعلن نتنياهو أن مجلس الوزراء وافق على “سلسلة من القرارات لاستهداف قادة حماس وأذن لرئيس الوزراء ووزير الدفاع بالتصرف في هذا الشأن”. ولم تقدم الحكومة المزيد من التفاصيل، ولكن في 27 غشت / آب، حذر العاروري إسرائيل من استئناف الاغتيالات التي تستهدف قادة الحركة. وقال العاروري إن استئناف الاغتيالات قد يشعل حرباً إقليمية. وقال أيضاً إن حماس تستعد لحرب إقليمية إلى جانب أطراف أخرى، مشيراً إلى التهديدات الأخيرة التي أطلقها قادة حزب الله ضد إسرائيل. في 28 غشت / آب 2023، انتشرت تقارير في وسائل الإعلام اللبنانية تفيد أن إسرائيل تعتزم استهداف قادة حماس ـ العاروري على وجه التحديد ـ داخل لبنان. وحذر زعيم حزب الله حسن نصر الله من رد قوي من الحزب، إذا استُهدف أي فرد فلسطيني أو لبناني أو سوري أو إيراني في لبنان. وذكرت صحيفة نداء الوطن اللبنانية في 28 غشت / آب أن وفداً استخباراتياً من “دولة عربية صديقة”، يعتزم تقديم المشورة لحماس بمغادرة العاروري لبنان. وفي ذلك الشهر، قال العاروري لقناة الميادين الإخبارية اللبنانية إن حماس تستعد للحرب. ونفى التهديدات الموجهة ضده وحذر من أن إسرائيل ستواجه هزيمة غير مسبوقة على يد محور المقاومة.

تجلت توقعات العاروري في الحرب الإقليمية التي اندلعت في 7 أكتوبر / تشرين الأول 2023، عندما شنت حماس هجوماً جماعياً مفاجئاً على إسرائيل. أرسلت حماس مئات المقاتلين إلى البلدات والقواعد العسكرية الإسرائيلية على بعد 15 ميلاً من حدود غزة، بينما أطلقت في الوقت نفسه وابلاً من الصواريخ باتجاه إسرائيل. ووصفت حماس الهجوم بأنه عملية “طوفان الأقصى”. ومع استمرار قوات حماس في مهاجمة إسرائيل في ذلك اليوم، قال العاروري للجزيرة إن حماس قتلت وأسرت العديد من الجنود. وادعى أن عدد الأسرى من الجنود كافٍ لتأمين إطلاق سراح جميع السجناء الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.

وقتلت حماس أكثر من 1200 إسرائيلي في الهجوم، واحتجزت حوالي 240 مدنياً وجندياً إسرائيلياً كرهائن في غزة. وفي حديثه لقناة الجزيرة في 12 أكتوبر / تشرين الأول، أصر العاروري على أن حماس قامت بضرب إسرائيل بشكل استباقي لمنع هجوم إسرائيلي أكبر ضد غزة، ونفى أن تكون حماس قد استهدفت المدنيين، وذكر أن حماس لا ترى بديلاً عن النصر.

في أعقاب هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول، ظل العاروري أحد الأهداف الرئيسة لإسرائيل، على الرغم من وجوده في لبنان. في 30 أكتوبر/ تشرين الأول، هدمت إسرائيل منزلاً يملكه العاروري في بلدة عارورة (مسقط رأسه) بالضفة الغربية. وبحسب ما ورد، ترك الجيش الإسرائيلي لافتة تقارن حماس بتنظيم داعش. في 25 تشرين الأول/ أكتوبر، التقى العاروري وقادة آخرون من حماس في لبنان بقادة من حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية وحزب الله، وناقشوا كيفية تحقيق النصر على إسرائيل. وبحسب بيان صادر عن وسائل الإعلام التابعة لحزب الله ووسائل الإعلام الحكومية اللبنانية، سعت الجماعات الثلاث إلى تحقيق “انتصار حقيقي للمقاومة في غزة وفلسطين” ووقف “العدوان الغادر والوحشي الإسرائيلي على شعبنا المظلوم والصامد في غزة والضفة الغربية”.

خلال مؤتمر صحفي عُقد في 22 نوفمبر / تشرين الثاني 2023، كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه أصدر تعليماته لجهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) بالعمل ضد جميع قادة حماس في الخارج. في 2 يناير / كانون الثاني 2024، أفادت قناة الميادين المرتبطة بحزب الله أن العاروري قُتل في غارة إسرائيلية بطائرة بدون طيار في الضاحية الجنوبية لبيروت في لبنان.

الرابط:

https://www.counterextremism.com/extremists/saleh-al-arouri

زر الذهاب إلى الأعلى