ممولو حزب الله: 1- قاسم حجيج
قاسم حجيج هو عضو بارز في الذراع الاقتصادية لحزب الله، وقد أدرجته وزارة الخزانة الأمريكية على لائحة العقوبات في عام 2015. استخدم حجيج علاقاته التجارية الواسعة في إفريقيا والشرق الأوسط لتحويل الأموال إلى حزب الله من أنشطته المصرفية والسياحية والعقارية. وفي أوائل التسعينيات، أصبح المساهم الأكبر ورئيس مجلس إدارة بنك الشرق الأوسط وإفريقيا في لبنان.
جمع حجيج ثروته قبل بضعة عقود من خلال شركات البناء التابعة له في غرب إفريقيا. وحتى يومنا هذا، لا يزال شخصية تحظى بشعبية كبيرة هناك وله علاقات مع النخبة الحاكمة بما في ذلك الرؤساء السابقون والسياسيون البارزون وجنرالات الجيش. هذا الوصول إلى أعلى المستويات في البلاد يسمح له بتسهيل صفقات الأسلحة لحزب الله وشراء الصمت الذي يسمح للحزب بغرب إفريقيا بتنفيذ أنشطته غير المشروعة مثل الاتجار في المخدرات وتهريبها.
وحتى تصنيفه من قبل وزارة الخزانة الأمريكية، كان حجيج يقدم شخصياً لحزب الله خدماته المصرفية. وباستخدام بنكه، بنك الشرق الأوسط وإفريقيا، تمكنت الشركات التابعة لحزب الله في لبنان من فتح حسابات واستخدام المنصة المالية للبنك لشراء معدات قتالية ميدانية مثل الطائرات من دون طيار ومناظير الرؤية الليلية البصرية.
منذ أن تم إدراجه على أنه “إرهابي دولي مصنف بشكل خاص”، تمادى حجيج في تعميق تورطه مع حزب الله. ويشمل ذلك الاجتماع مع شخصيات بارزة من وحدة النخبة 910 (وحدة العمليات الخارجية) التابعة للحزب والمعروفة بأنها نشطة للغاية في منطقة غرب إفريقيا. ووفقاً لتقارير مختلفة، فإن اجتماعات حجيج مع كبار مسؤولي الوحدة 910، بما في ذلك طلال حمية، قائد الوحدة، والرجل الذي يعتبره الكثيرون خليفة عماد مغنية، كانت تتم عادة في مواقع مثل ليبرفيل (الجابون) ومالابو (غينيا الاستوائية). وهي الأمكنة التي يعلم حجيج أنها آمنة بالنسبة إليه.
كما شارك حجيج أيضاً في الجهود المشتركة بين حزب الله وفيلق القدس الإيراني في العراق لاستخدام الاقتصاد العراقي الفوضوي لتعزيز وجودهما في البلاد. وتشمل مشاركة حجيج تأمين بنية تحتية مالية تسمح لحزب الله وفيلق القدس بتنفيذ معاملاتهما المالية عبر شركات وهمية وحسابات مصرفية سرية، والتي تستخدم بشكل أساسي لشراء الأسلحة والتقنيات والمعدات القتالية.
كما ذكرنا سابقاً، قامت وزارة الخزانة الأمريكية في عام 2015 بوضع حجيج على قائمة “الإرهابيين الدوليين المصنفين بشكل خاص”. ردّاً على ذلك، ومن أجل إنقاذ بنكه وشركاته الأخرى من الضرر، تراجع حجيج ظاهرياً خطوة إلى الوراء وتخلى على ما يبدو عن منصبه كمساهم الأغلبية ورئيس مجلس الإدارة لابنه علي.
وقد تم التخطيط لهذه الخطوة لنقل علي، الذي يبلغ من العمر 39 عاماً فقط، إلى المقدمة ليرأس جميع أعمال العائلة، مما يسمح لوالده قاسم بالبقاء نشطاً في الخلفية وإبقاء شركاته ومصرفه بعيداً عن الملاحقة.
علاوة على ذلك، على الرغم من ادعاءات علي قاسم حجيج بأن بنك الشرق الأوسط وإفريقيا ليس له علاقات مع حزب الله بعد أن تخلى والده عن منصبه في البنك، فإن هناك أدلة على أن عليًّا نفسه يواصل عمل والده أو إن والده لا يزال يحرك الخيوط من الكواليس.
حتى منتصف عام 2019، احتفظ البنك بحسابات مصرفية مملوكة لشركات أدهم طباجة (مثل “الإنماء للهندسة والمقاولات”). وطباجة هو عضو بارز آخر في شبكة تمويل حزب الله، وهو أيضاً شريك تجاري قديم لقاسم حجيج. تعاون الاثنان في العراق على بناء سلسلة من الشركات لتسهيل نشاط طباجة الذي يخدم مصالح حزب الله.
وبما أن بنك الشرق الأوسط وإفريقيا هو أداة في خدمة حزب الله، فمن الضروري التحقق من قائمة البنوك المماثلة، وهو أمر مثير للقلق بشكل خاص. تتضمن القائمة أسماء مثل المصرف الليبي الخارجي في إيطاليا، وهو بنك ليبي في روما مرتبط بالنشاط الإيراني، وفرانس بنك (باريس) الذي صنفته الولايات المتحدة إلى جانب 11 بنكاً آخر لتعاونه مع حزب الله. بنك بي بي إم (إيطاليا) هو أيضاً أحد البنوك المعروفة المرتبطة بالنشاط الإيراني. بنك آخر هو سي بي دبليو، وهو في الغالب بنك للتكنولوجيا المالية يقع في مدينة مهجورة تسمى وير، كانساس، بمبيعات سنوية تبلغ 2.5 مليون دولار، له علاقة أيضاً بالنشاط المالي لإيران وحزب الله. وفي هذا السياق، يعمل بنك الشرق الأوسط وإفريقيا بشكل مزدوج، فهو بمثابة القناة المالية لإمبراطورية حجيج الاقتصادية وقناة لتحويل الأموال إلى حزب الله من إيران.
وهذا يسمح لآل حجيج، قاسم وعلي، باستغلال مجتمع الأعمال الدولي لتمويل النشاط الإرهابي المستقل لحزب الله.