مقاتلون أجانب ينضمون إلى “محور المقاومة” الإيراني في لبنان
ظهرت تدريجياً أدلة على وجود مقاتلين أجانب يعملون في لبنان في إطار “محور المقاومة” الذي تقوده إيران في أعقاب الهجوم الإرهابي الذي قادته حماس في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، والذي أشعل فتيل الحرب في غزة وعلى الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
في 22 نوفمبر / تشرين الثاني 2023، أعلنت حماس أن إسرائيل قتلت مجموعة من المقاتلين في غارة جوية أثناء سفرهم في سيارة في جنوب لبنان. وكان هدف الهجوم خليل الخراز، قائد الصواريخ التابع للفرع اللبناني لحماس. والجدير بالذكر أن الضربة قتلت مواطنين تركيين من أعضاء حماس: يعقوب أردال وسيف الله بلال أوزتورك.
بالإضافة إلى ذلك، شارك مقاتلون سوريون بشكل نشط في المناوشات الحدودية مع إسرائيل. في 22 أكتوبر / تشرين الأول 2023، أعلنت حركة الجهاد الإسلامي أن إسرائيل قتلت مقاتلين سوريين في لبنان ينتميان إلى لواء الشهيد علي الأسود (سمي على اسم مهندس في حركة الجهاد الإسلامي قتلته إسرائيل عام 2023).
وكانت هناك عدة حالات أخرى قتلت فيها إسرائيل مقاتلين سوريين ينتمون إلى حركة الجهاد الإسلامي في جنوب لبنان، بما في ذلك اثنان في 26 فبراير/ شباط 2024.
وقال الجيش الإسرائيلي في 3 مارس / آذار إنه استهدف مركبة في جنوب لبنان تقل أعضاء من لواء الإمام الحسين، الذين أطلقوا صواريخ على شمال إسرائيل في وقت سابق من ذلك اليوم. هذا الحدث مهمّ؛ لأنه يمثل المرة الأولى خلال الحرب التي يهاجم فيها لواء الإمام الحسين إسرائيل من الأراضي اللبنانية. بالإضافة إلى ذلك، فإن حقيقة أن اللواء يعمل عادة في سوريا تشير إلى أن الجماعات التابعة لإيران حشدت مقاتلين إلى لبنان للمشاركة في هجمات على إسرائيل.
وربما تكون جماعات أخرى تنتمي إلى “محور المقاومة” الذي تقوده إيران تشن عمليات في لبنان سرّاً. ومن الأمثلة على ذلك المقاومة الإسلامية في العراق، التي تبنت الهجمات على الأراضي الإسرائيلية أثناء الصراع. وقد وقعت بعض هذه الهجمات على ما يبدو ضد منشآت عسكرية إسرائيلية في مرتفعات الجولان. ومع ذلك، ادعت بيانات أخرى شن هجمات على مدينة أشدود الساحلية وهدف مجهول في البحر الأبيض المتوسط.
من غير العملي أن تطلق المقاومة الإسلامية في العراق طائرات بدون طيار على أهداف في أسدود والبحر الأبيض المتوسط من مناطق في العراق أو سوريا؛ لأن من المرجح أن يتم إسقاطها قبل أن تصل إلى وجهتها. ولكن إذا تم إطلاقها من لبنان، فإن العملية ستكون أكثر فاعلية.
هناك أيضاً الحرس الثوري الإيراني الذي من المرجح أنه يعمل في لبنان ويساعد حزب الله. ومع ذلك، فإن جميع عمليات التصفية الإسرائيلية المعروفة لأفراد الحرس الثوري الإيراني المرتبطة بالحرب حدثت في سوريا.
قد يكون هناك المزيد من الجهات الأجنبية الفاعلة التي تعمل في لبنان ضد إسرائيل، والتي لم يتم الكشف عنها علناً بعد. كانت إيران حذرة في عدم توسيع الحرب الحالية مع إسرائيل. لقد منحت الجماعات المسلحة الفلسطينية، وحزب الله، والحوثيين، وإلى حد ما المقاومة الإسلامية في العراق، مجالاً أوسع لمواجهة إسرائيل مقارنة بشركاء المحور الآخرين. ومع ذلك، يمكن للمرء أن يزعم أن إيران وشبكة وكلائها فشلت حتى الآن في تقديم دعم فعلي للفلسطينيين في قطاع غزة.
المصدر: