تقارير ودراسات

مسؤول سابق في حزب أردوغان، يحمل رأساً مقطوعاً، بين المقاتلين الذين استولوا على مدينة سورية

شوهد مؤخراً متشدد إسلامي تركي، كان مسؤولاً سابقاً في فرع الشباب بحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، وهو يدخل مدينة اللاذقية السورية في التاسع من ديسمبر/ كانون الأول كجزء من مجموعة جهادية. وكان امره تشيليك (من مواليد 5 أبريل/ نيسان 1987)، الذي ظهر سابقاً في مقطع فيديو، وهو يحمل رأساً مقطوعاً، قد انضم في وقت سابق إلى القضية الجهادية في سوريا.

وقد أظهرت لقطات مصورة لتشيليك، تم نشرها على حساب على الفيسبوك، وهو يقود زملاءه المسلحين إلى اللاذقية. وتضمن المنشور، المصحوب بمقطع فيديو صوره تشيليك بنفسه، تعليقاً يقول: “لقد قوبل دخول مجاهدي جبال التركمان إلى اللاذقية بحماس من قبل الجمهور”. وكان تشيليك عضواً سابقاً في فرع شباب حزب العدالة والتنمية في منطقة كاباكلي بمحافظة تكيرطاغ في شمال غرب تركيا.

في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني، شنّت جماعات المعارضة السورية، بقيادة هيئة تحرير الشام، هجوماً من إدلب في الشمال الغربي، واستولوا على عدة مدن سورية، وفي النهاية سيطروا على العاصمة دمشق في 8 ديسمبر/ كانون الأول، مما أجبر الرئيس بشار الأسد على الفرار من البلاد. وأكد مقطع فيديو صوره تشيليك أن الجماعات التركمانية الجهادية شاركت أيضاً في الهجوم.

وكان موقع “نورديك مونيتور” قد كشف في وقت سابق عن هوية تشيليك بصفته أحد عناصر تنظيم القاعدة. وقد ظهر في مقطع فيديو وفي لقطات ثابتة، وهو يحمل رأساً مقطوعاً. ويُظهر التسجيل تشيليك وهو يقول إن النصر سيكون للجهاديين الإسلاميين، وإن كل من يقاتل جنود الإسلام سوف يلقى نفس مصير صاحب الرأس المقطوع، وهو جندي في قوات النظام السوري وفقاً له. وفي النهاية يقول، إن النصر سيكون للإسلام وهو يرفع إصبع السبابة، وهي إشارة مماثلة للإشارة التي يستخدمها مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

شغل تشيليك منصب نائب رئيس فرع الشباب لحزب العدالة والتنمية في منطقة تقع على الجانب الأوروبي من تركيا قبل الانضمام إلى الجماعات الجهادية التي تقاتل في منطقة التركمان في شمال سوريا في 10 أكتوبر / تشرين الأول 2015، وهو في الأصل من مقاطعة أرزينجان الشرقية، ولكنه يحتفظ بمكان إقامة في تكيرطاغ. وتظهر سجلات مكتب المدعي العام لمحكمة الاستئناف العليا أنه لا يزال عضواً في حزب العدالة والتنمية.

وبحسب تصريحاته، خدم تشيليك في الفرقة الساحلية الثانية المتمركزة في جبال التركمان، وكان تحت قيادة بشار ملا. الفرقة هي المجموعة التركمانية المتمردة الرئيسة العاملة في محافظة اللاذقية، واكتسبت شهرة عندما قتلت طيار مقاتلة روسية من طراز سو-24 تم إخراجه من طائرته عندما أسقطتها تركيا على الحدود السورية في 24 نوفمبر / تشرين الثاني 2015. وفي بيانه، قال تشيليك إن روسيا نشرت مروحيتين في غضون 10 دقائق من إسقاط الطائرة لإنقاذ الطياريْن، لكن الأمر كان متأخراً جدّاً، حيث كانت الفرقة قد أسرتهما بالفعل.

ويبدو أنه كان يسافر طوال الوقت إلى سوريا دون مشاكل على الحدود منذ أن تم تسليح الفرقة التركمانية وتدريبها ودعمها من قبل الحكومة التركية. وخلال إحدى زياراته إلى تركيا، أجرى مقابلة مع صحيفة محلية في مسقط رأسه في 18 نوفمبر / تشرين الثاني 2018، ووصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنه زعيم يقاتل من أجل القضية الإسلامية، وقال: “كل من كان صديقاً لرئيسنا أردوغان، فهو صديق لنا، وكل من كان عدوّاً له، فهو أيضاً عدوٌّ لنا”، في إشارة غير مباشرة إلى حركة غولن. وقال تشيليك: “نحن مستعدون للموت من أجل قضية رئيسنا”، مضيفاً أنه يؤمن بأنه كان يقاتل في سوريا ضد جميع الدول الكافرة.

وقد تم تصوير تشيليك، وهو يقف بجانب وزير الداخلية التركي آنذاك سليمان صويلو، وكذلك رئيس البرلمان السابق مصطفى شنطوب. وعندما انتشرت الصور على وسائل التواصل الاجتماعي، اعترف بأنه الرجل الموجود في الصورة الذي يقف بجانب صويلو، وقال إنه فخور جدّاً بذلك. وفي بعض الصور، شوهد تشيليك أيضاً، وهو يرفع علامة رابعة، وهي رمز حملة للرئيس أردوغان، الذي استعار هذه الإشارة من جماعة الإخوان المسلمين في مصر. وزعم تشيليك أيضاً أنه ينتمي إلى جبهة النصرة (سلف هيئة تحرير الشام)، على الرغم من عدم التحقق من هذا الادعاء.

كان تشيليك أحد الجهاديين المتورطين في العمليات التي سهلتها وكالة الاستخبارات التركية، والتي شملت نقل الأسلحة والمقاتلين من وإلى سوريا. ويُزعم أن هذه العمليات دعمت محاولة انقلاب زائفة في عام 2016 بهدف تعزيز حكم أردوغان وتمكينه من ترسيخ حكم أكثر استبداداً في تركيا.

وفي مقابلة معه، أقر تشيليك صراحة بأنه ورفاقه الجهاديين كانوا يتحركون خلال أحداث عام 2016. وقال: “في ليلة 15 يوليو/ تموز، انضممنا نحن ومنظمتنا بأكملها إلى الحملة المسلحة”، معترفاً بدخول مجموعات تابعة لتنظيم القاعدة من سوريا إلى تركيا لدعم حكومة أردوغان في تلك الليلة الحاسمة.

وفي سوريا، كان برفقة وحدة يقودها ألب أرسلان تشيليك، وهو مسلح تركي آخر وقاتل مزعوم لأحد طياري الطائرة الروسية من طراز سو-24 التي أُسقطت على الحدود السورية، والذي توفي بنيران مدفع رشاش بعد أن قفز من طائرته. ودافع ألب أرسلان عن مقتل الطيار في مقطع فيديو، قائلاً إنه أسقط قنابل على التركمان، وأن الانتقام هو الشيء الصحيح الذي يجب القيام به. وُجِّهت إلى ألب أرسلان تهمة انتهاك قانون الأسلحة النارية في جريمة مرتبطة بالعصابات في تركيا، وحُكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات في مايو/ أيار 2017.

علاوة على ذلك، تصدر تشيليك عناوين الأخبار مؤخراً، في 10 أغسطس / آب 2021، بسبب تهديده للصحفي القومي المتطرف مراد أغيريل. وفي رسائل مباشرة أرسلها إلى أغيريل على موقع اكس، حذر تشيليك من أنه سيحاسبه عندما يحين الوقت، مؤكداً أن أغيريل لا ينبغي أن يخطئ ويتعامل معه بوصفه شخصاً يطلق تهديدات فارغة.

المصدر: موقع “نورديك مونيتور”

زر الذهاب إلى الأعلى