مختار بلمختار
يعرف أيضاً باسم خالد أبو العباس، أمير منطقة الصحراء في الجماعة الإسلامية المسلحة والجماعة السلفية للدعوة والقتال وأحد مؤسسي تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وأمير كتيبة الملثمين في القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، ومؤسس كتيبة الموقعون بالدماء والمؤسس المشارك لجماعة المرابطون. في أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني 2016، قال مسؤولون أمريكيون إن بلمختار توفي على الأرجح في وقت سابق من ذلك الشهر في غارة جوية فرنسية استهدفت ليبيا. ومع ذلك، في يونيو / حزيران 2018، أفيد أن بلمختار لا يزال على قيد الحياة ويعيش في منطقة الصحراء الكبرى.
وقد دفعت الهجمات التي أشرف عليها بلمختار المسؤولين الحكوميين الأمريكيين مثل إد رويس إلى وصفه بأنه “أحد الإرهابيين الأكثر مراوغة والأكثر فتكاً في شمال إفريقيا”. في 20 نوفمبر / تشرين الثاني 2015، أعلنت جماعة المرابطون التي يتزعمها بلمختار مسؤوليتها عن هجوم بالأسلحة النارية واحتجاز رهائن في فندق راديسون بلو في باماكو، مالي. وأدى الهجوم – الذي زعمت “المرابطون” أنها نفذته إلى جانب تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي- إلى مقتل 20 شخصاً. وفي 15 يناير / كانون الثاني 2016، يُعتقد أن الجماعتين نفذتا هجوماً مشتركاً آخر على فندق في بوركينا فاسو ومركز للشرطة خارج العاصمة، مما أسفر عن مقتل 30 شخصاً من 18 جنسية.
في أعقاب الغارة الجوية التي استهدفت بلمختار في نوفمبر / تشرين الثاني 2016، رفض المسؤولون الأمريكيون والفرنسيون تأكيد مقتله على الفور. تم الإبلاغ عن مقتل بلمختار في عدة مناسبات، وكان هدفاً لغارة جوية أمريكية في يونيو / حزيران 2015 في ليبيا. وقالت الحكومة الليبية في البداية إن بلمختار قُتل في الغارة، لكنها أبلغت وكالة أسوشيتد برس فيما بعد بأن هناك حاجة لإجراء مزيد من التحقيقات لتحديد وضعه. ولم تؤكد الحكومة الأمريكية وفاة بلمختار في غارة يونيو/ حزيران 2015، وعاد بلمختار إلى الظهور. وفي يوليو/ تموز 2015، عيّن مجلس شورى المرابطون بلمختار زعيماً للجماعة. وفي أكتوبر / تشرين الأول 2015، أصدر بلمختار بياناً مكتوباً يشيد فيه بزعيم الطوارق الشيخ آغ أوسا. وفي الشهر التالي، أعلن بلمختار تورطه في الهجوم على فندق راديسون بلو في مالي.
ولد بلمختار بمدينة غرداية الجزائرية عام 1972. بدأ تدريبه الجهادي العنيف في سن 19 عاماً عندما سافر إلى أفغانستان لمحاربة القوات الموالية للاتحاد السوفيتي. مكث هناك حوالي السنة والنصف، وتدرب في معسكر خلدن ومعسكر جهاد وال في ولاية خوست ومعسكرات المهاجرين العرب في جلال آباد، ويُزعم أنه فقد عينه اليسرى بشظية قذيفة في إحدى المعارك. عاد إلى الجزائر في أواخر عام 1992، وانضم إلى الجماعة الإسلامية المسلحة، وقاتل في الحرب الأهلية في الجزائر. وانضم في النهاية إلى جماعة منشقة عن الجماعة الإسلامية المسلحة، وهي الجماعة السلفية للدعوة والقتال.
وكان بلمختار أحد قادة الجماعة السلفية للدعوة والقتال في الوقت الذي أعلنت الجماعة الولاء لتنظيم القاعدة في عام 2007. وشارك بلمختار في تأسيس الجماعة تحت اسمها الجديد، تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. ثم تولى قيادة أحد اللواءين الرئيسيين في التنظيم، وكان مسؤولاً عن معظم عمليات احتجاز الرهائن التي نفذها التنظيم، والتي استهدفت الأجانب. وكان أيضاً، وفقاً لخبراء أمنيين، مهندس شبكة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في الصحراء الكبرى. وبسبب أنشطته مع تنظيم القاعدة، أصدر الإنتربول مذكرات اعتقال دولية بحق بلمختار بطلب من الحكومتين الجزائرية والكندية.
في الصحراء، اندمج بلمختار في المجتمعات المحلية، واكتسب الولاء من خلال الزواج من القبائل ذات النفوذ وشراء الزعماء المحليين من عمله في تهريب السجائر. أطلق المسلحون على بلمختار لقب “الدبلوماسي” بسبب قدرته على بناء التحالفات الإقليمية، حتى إنه ورد أنه أقام علاقات مع كبار المسؤولين الماليين. ووفقاً لأحد المتمردين الذين تحدثوا في عام 2010، اعتبرته القبائل المحلية في مالي والنيجر “أكثر شعبية من رؤسائهم”.
في أواخر عام 2012، انشق بلمختار عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وشكل جماعة الملثمون. وفي عام 2013، أعلن بلمختار وجماعته مسؤوليتهم عما يعتبر واحدة من أسوأ أزمات الرهائن الدولية منذ عقود، وهو الحصار الذي استمر أربعة أيام على محطة غاز عين أميناس الجزائرية، والذي أدى إلى مقتل 38 رهينة معظمهم من الأجانب. وشن بلمختار بعد ذلك هجمات عنيفة في الجزائر ومالي والنيجر وموريتانيا وغيرها.
في مايو/ أيار 2017، أقال مجلس أعيان المرابطون بلمختار من منصبه كزعيم للجماعة بعد غياب طويل عن اجتماعات القيادة. وتم اختيار نائبه عبد الرحمن الصنهاجي ليحل محله. في 15 نوفمبر/ تشرين الثاني من ذلك العام، حكمت محكمة جزائرية على بلمختار بالإعدام غيابياً بعد إدانته بتشكيل وقيادة منظمة إرهابية وكذلك الاتجار بالأسلحة. وفي يونيو / حزيران 2018، ظهرت تقارير تفيد بأن بلمختار لا يزال على قيد الحياة ويعيش حالياً في مكان ما بين حدود تشاد والنيجر ومالي.
تم إدراج بلمختار على قوائم الإرهاب الدولية منذ عام 2003. كما صدرت ضده في الجزائر عدة أحكام بالسجن المؤبد. في 24 أكتوبر / تشرين الأول 2003، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على بلمختار بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224. وفي 11 نوفمبر / تشرين الثاني 2003، أُدرج اسمه في القائمة الموحدة التي وضعتها لجنة مجلس الأمن بشأن تنظيم القاعدة وحركة طالبان بسبب “المشاركة في تمويل الأعمال أو الأنشطة الإرهابية أو التخطيط لها أو تسهيل القيام بها أو الإعداد لها أو ارتكابها”. في يونيو / حزيران 2004، أصدرت محكمة في إيليزي بالجزائر حكماً غيابياً بالمؤبد ضد بلمختار للقيام “بتشكيل جماعات إرهابية وارتكاب أعمال سطو وحيازة أسلحة غير مشروعة وإستخدامها”. وفي مارس / آذار 2007، أصدرت محكمة جنائية في الجزائر العاصمة حكماً غيابياً ضده بالسجن لمدة 20 عاماً لـ “تشكيل مجموعات إرهابية واختطاف أجانب واستيراد أسلحة غير مشروعة والاتجار بها”.
في مارس / آذار 2008، أصدرت محكمة غرداية في حق بلمختار حكماً غيابياً بالسجن مدى الحياة لارتكابه “جريمة قتل 13 موظفاً جمركياً”. وفي 3 يونيو / حزيران 2013، رصدت الولايات المتحدة خمسة ملايين دولار لمن يساهم في اعتقال بلمختار، حيث تعتبره واشنطن “أحد أخطر الإرهابيين في منطقة الساحل”. وفي 30 ديسمبر / كانون الأول 2014، أصدرت محكمة جنايات الجزائر، حكماً غيابياً بـ 20 سنة سجنا نافذاً في حق بلمختار بتهمة “الانخراط في جماعة إرهابية تنشط داخل وخارج الوطن، بالإضافة إلى خلق موقع انترنت بهدف تجنيد الشباب في الجماعات الإرهابية”.