محمد إموازي
يُعرف باسم “الجهادي جون”، وهو جهادي بريطاني كويتي المولد انضم إلى داعش في سوريا عام 2013، وأصبح معروفاً كواحد من أكثر الجلادين وحشية في التنظيم. وقد ظهر في العديد من مقاطع الفيديو التي قام فيها بقطع رؤوس الأسرى، بما في ذلك الصحفيين الأمريكيين جيمس فولي وستيف سوتلوف، وعامل الإغاثة الأمريكي بيتر كاسيغ، وعمال الإغاثة البريطانيين ديفيد هاينز وألان هينينج، والصحفي الياباني كينجي جوتو. وهدد إموازي في مقاطع الفيديو الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وغيرهما من زعماء العالم. وكان ينتمي إلى وحدة داخل داعش مكونة من أربعة أعضاء تعرف باسم “البيتلز”، والتي ضمت المقاتلين الأجانب البريطانيين ألكسندرا أمون كوتي وآين ديفيس والشافعي الشيخ. تم استهداف إموازي وقتله في غارة جوية أمريكية بطائرة بدون طيار في نوفمبر / تشرين الثاني 2015 في الرقة، سوريا.
ولد إموازي عام 1988 ونشأ في حي كوينز بارك للطبقة المتوسطة في لندن. في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ورد أن إموازي وأعضاء البيتلز المستقبليين كوتي وديفيز حضروا دروساً متطرفة في مسجد المنار في لاندبروك جروف، لندن. انضم إموازي بعد ذلك إلى جماعة لندن بويز، وهي شبكة متطرفة مرتبطة بمؤامرات إرهابية في المملكة المتحدة بما في ذلك تفجيرات 7 يوليو / تموز. تم الإبلاغ أيضاً عن أن كوتي عضو في الجماعة. ووصفت السلطات البريطانية جماعة “لندن بويز” بأنها “شبكة من المتطرفين الإسلاميين المقيمين في المملكة المتحدة ولهم صلات بمتطرفين في شرق إفريقيا”.
في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، التحق إموازي بجامعة وستمنستر البريطانية، حيث تعرف على أيديولوجية التنظيم الإسلامي الدولي حزب التحرير من خلال الجمعية الإسلامية بالجامعة. خلال سنوات إموازي بالجامعة، نظمت الجمعية الإسلامية حلقات نقاش داخل الحرم الجامعي ضمت أعضاء حزب التحرير كمتحدثين. تخرج إموازي عام 2009 بدرجة علمية في علوم الكمبيوتر.
بحسب التقارير، قام جهاز المخابرات الداخلية في المملكة المتحدة وسكوتلانديارد بمراقبة إموازي بين عامي 2009 و2012. وقد صنفته المخابرات البريطانية على أنه “شخص محل اهتمام” في عام 2009 عندما تم اعتقاله ـ مستخدماً اسم محمد بن معظم ـ في تنزانيا أثناء محاولته السفر إلى الصومال للانضمام إلى حركة الشباب المجاهدين. وقال ضابط شرطة تنزاني لبي بي سي في وقت لاحق إن إموازي كان “خشناً وصاخباً” في المطار، على الأرجح بسبب تناول الكحول، وبالتالي مُنع من دخول البلاد. قامت قوات الأمن التنزانية بترحيل إموازي إلى أمستردام، حيث التقى به عملاء المخابرات البريطانية الذين استجوبوه ثم أعادوه إلى المملكة المتحدة. وبعد فترة وجيزة، انتقل إموازي إلى موطنه الكويت ليحصل على وظيفة في شركة كمبيوتر. وعاد إلى لندن صيف 2010، لكن الأمن البريطاني اعتقله ومنعه من العودة إلى الكويت بسبب انتهاء صلاحية التأشيرة.
اتصل إموازي بمنظمة “كيج” الحقوقية البريطانية غير الحكومية لمحاولة تحديد طريقة للخروج من البلاد، وأخبرهم أنه يريد المغادرة بشدة. وغير إموازي اسمه إلى محمد العيان وتقدم لوظائف تدريس في السعودية، إلا أن طلباته رُفضت. وفي غشت / آب 2013، ورد أن إموازي عبر ستة بلدان من أجل الوصول إلى داعش في سوريا. وقال مصدر جهادي يُزعم أنه رافق إموازي في الرحلة لوسائل إعلام بريطانية إن الثنائي غادرا إنجلترا على متن قارب، وسافرا إلى بلجيكا، ثم طارا إلى ألبانيا. ومن هناك دفعوا أموالاً للمهربين لنقلهم إلى اليونان، حيث تم احتجازهم ولكن تم إطلاق سراحهم بعد بضعة أيام. ثم استقل الاثنان قارباً إلى تركيا، حيث قام عناصر من داعش بتهريبهما إلى سوريا. وبحسب التقارير، كان إموازي يحرس الرهائن في إدلب بسوريا في وقت لاحق من ذلك العام. وبحلول أوائل عام 2014، أصبح إموازي وفرقة “البيتلز” مكلفين بحراسة الرهائن في الرقة، سوريا، العاصمة الفعلية لداعش.
بدأ إموازي ـ يلقبه الأسرى السابقون بالجهادي جون ـ بالظهور ملثماً في مقاطع فيديو إعدام داعش في غشت / آب 2014. وقد حدد الرهائن الذين أطلق سراحهم داعش الجهادي جون كواحد من أربعة جهاديين بريطانيين معروفين باسم “البيتلز”. وقد لقبوا بهذا الاسم من قبل رهائنهم بسبب تحدثهم باللغة الانجليزية. ووصف هؤلاء الرهائن السابقون الجهادي جون لصحيفة واشنطن بوست بأنه هادئ وذكي و”الأكثر سيطرة” في المجموعة. كما وصفوا فرقة “البيتلز” بأنها من بين حراس داعش الأكثر وحشية. قال ديدييه فرانسوا، وهو صحفي فرنسي احتجزته فرقة “البيتلز” لمدة 10 أشهر لشبكة سي ان ان، إن فرقة “البيتلز” كانت تخبر الأسرى بانتظام أنه سيتم قطع رؤوسهم. كما أبلغ الأسرى الهاربون عن تعرضهم للإيهام بالغرق وعمليات إعدام وهمية وغيرها من أشكال التعذيب. تم احتجاز فرانسوا إلى جانب الصحفي الأمريكي جيمس فولي، الذي أعدمه إموازي في مقطع فيديو لداعش في غشت / آب 2014.
وهدد إموازي مراراً وتكراراً القادة الغربيين في مقاطع الفيديو الدعائية لتنظيم داعش. وفي رسالة فيديو أرسلها في سبتمبر/ أيلول 2014 إلى الرئيس باراك أوباما، تعهد بأن داعش “سيبدأ في ذبح شعبك في الشوارع”. وفي رسالة وجهها إلى الحكومة اليابانية في يناير/ كانون الثاني 2015، هدد إموازي بـ “جيش كامل متعطش لدمائكم” والذي “سيرتكب مذبحة أينما وجد شعبكم. لذا، فليبدأ الكابوس بالنسبة لليابان”.
في فبراير / شباط 2015، كشف مسؤولون في المخابرات الأمريكية والبريطانية أن إموازي هو عضو فريق “البيتلز” المعروف باسم الجهادي جون. ووفقاً لمقابلة أجرتها صحيفة إندبندنت عام 2015 مع عمر، شقيق إموازي الأصغر، ألقى عمر باللوم على أجهزة الأمن البريطانية في تدمير فرصته في الزواج والحياة الطبيعية في الكويت.
في يونيو/ حزيران 2015 أو نحو ذلك، ورد أن إموازي فر من سوريا إلى ليبيا خوفاً من استهدافه من قبل الحكومتين الأمريكية والبريطانية في سوريا. وعلى الرغم من ذلك، أفادت التقارير أن غارة جوية أمريكية قتلت إموازي في سوريا في نوفمبر / تشرين الثاني من ذلك العام. وبعد شهرين، أكد داعش وفاة الجهادي جون وكشف هويته الحقيقية في نعيه في مجلته الصادرة باللغة الإنجليزية دابق. تم القبض على ديفيس في تركيا في نوفمبر / تشرين الثاني 2015، بينما تم القبض على كوتي والشيخ في سوريا في فبراير / شباط 2017. وتم نقل كوتي والشيخ إلى الولايات المتحدة لمحاكمتهما في أكتوبر / تشرين الأول 2020. وفي سبتمبر / أيلول 2021، أقر كوتي بالذنب في ثماني تهم تتعلق بالاختطاف وقتل الرهائن. وفي 14 أبريل / نيسان 2022، أُدين الشيخ بثماني تهم، بما في ذلك أربع تهم تتعلق باحتجاز رهائن مما أدى إلى الوفاة والتآمر للقتل والتآمر لتقديم دعم مادي لمنظمة إرهابية. في 29 أبريل / نيسان 2022، حُكم على كوتي بالسجن مدى الحياة، وحُكم على الشيخ بالسجن المؤبد في 19 غشت / آب من العام نفسه.