قادة أجانب في الجيش السوري الجديد

أعلنت الإدارة السورية الجديدة حل الجيش السوري التابع لنظام بشار الأسد ودمج العديد من الجماعات المتمردة في جيش موحد تحت إشراف وزارة الدفاع. ويقود الوزارة الآن مرهف أبو قصرة، فيما يتولى علي النعسان منصب رئيس هيئة الأركان، وكلاهما خدم سابقاً في هيئة تحرير الشام، وهي الجماعة التي كانت تابعة لتنظيم القاعدة في سوريا.
وتشمل عملية الإدماج مجموعات مسلحة سورية مختلفة وافقت على حل نفسها والذوبان في وزارة الدفاع، بما في ذلك هيئة تحرير الشام، وأحرار الشام، وجيش العزة، وجيش النصر، وأنصار التوحيد، وفيلق الشام، وفرق الصالحية، وجيش الأحرار، وألوية صقور الشام، وجماعة أنصار الإسلام، والحزب الإسلامي التركستاني في سوريا، ولواء المهاجرين والأنصار، وحركة نور الدين الزنكي، والجبهة الشامية، والجيش السوري الحر، وفصائل من الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا. والجدير بالذكر أن فصائل الجيش الوطني السوري تشمل لواء سليمان شاه بقيادة محمد جاسم (أبو عمشة) الخاضع لعقوبات أمريكية، وفرقة الحمزة بقيادة سيف أبو بكر الخاضع أيضاً لعقوبات أمريكية.
ولم يتم الكشف حتى الآن عن أي تفاصيل رسمية بشأن هيكل الجيش السوري الجديد، بما في ذلك كيفية تقسيم المناطق، ومن سيقود فروعه، أو من سيقود المناطق العسكرية. ومع ذلك، تشير بعض التقارير إلى أن العديد من المتمردين الأجانب سيتولون أدواراً قيادية رئيسة.
ومن المهم أن نلاحظ أنه في ديسمبر/ كانون الأول 2024، وافق الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع على ترقية عدد من القادة العسكريين، كثير منهم من المقاتلين الأجانب الذين كانوا تابعين في السابق لهيئة تحرير الشام وفصائل أخرى شاركت في حملة “ردع العدوان” ضد بشار الأسد.
وقد حددت مجلة “لونغ وور جورنال” بعض القادة الأجانب في القيادة العسكرية السورية الجديدة:
عبد الرحمن حسين الخطيب (أبو حسين الأردني)
تم تعيين الخطيب، وهو مواطن أردني، لقيادة الحرس الجمهوري السوري الذي تم تشكيله حديثاً. في عهد الأسد، كان الحرس الجمهوري أحد أهم وحدات الجيش السوري، وكان دوره الأساسي حماية الرئيس والمؤسسات الحكومية الرئيسية، بما في ذلك القصور الرئاسية.
وتشير التقارير إلى أن المهمة الأولى للخطيب كانت تمشيط قرى القصير بمحافظة حمص خلال الأسابيع القليلة الماضية، وكان هدفه إلقاء القبض على أشخاص مطلوبين، والاستيلاء على أسلحة، وتفكيك مواقع إنتاج الكبتاغون على طول الحدود اللبنانية السورية.
انضم الخطيب، الذي يعمل تحت الاسم الحركي “أبو حسين الأردني”، إلى هيئة تحرير الشام في عام 2013، عندما كانت تُعرف باسم جبهة النصرة. وترقى في الرتب ليصبح أحد كبار القادة في الهيئة واكتسب ثقة كبيرة داخل المجموعة بعد وفاة أبو عمر سراقب في عام 2016.
وبحسب صحيفة إندبندنت عربية، درس الخطيب الطب في الأردن، واعتقلته السلطات الأردنية سابقاً بسبب أيديولوجيته السلفية الجهادية. وفي حين يظهر في صور متعددة مع أحمد الشرع يعود تاريخها إلى عام 2020 على الأقل، فإن وجهه لا يزال مخفياً في جميع الصور المتاحة.
عمر محمد جفتشي (مختار التركي)
عُيِّن جفتشي، وهو مواطن تركي، قائداً لـ”منطقة دمشق العسكرية”. وقبل سقوط نظام الأسد، كان يعمل تحت اسم حركي هو “مختار التركي”، وكان شخصية سرية داخل هيئة تحرير الشام. ولم يكن يُعرف الكثير عن تحركاته، باستثناء ولائه الثابت لأبو محمد الجولاني.
وتشير التقارير إلى أن جفتشي لعب دوراً رئيسياً في تنسيق الجهود بين هيئة تحرير الشام والاستخبارات التركية، التي حافظ على علاقات وثيقة معها، على الرغم من كونه مطلوباً في تركيا.
عبد الله شحادة
تم تعيين عبد الله شحادة، وهو مواطن لبناني، رئيساً للاستخبارات السورية في محافظة حمص والمناطق الساحلية، بما في ذلك طرطوس واللاذقية. ولد شحادة في عكار بلبنان، وانشق عن القوات المسلحة اللبنانية في عام 2014 وانضم إلى جبهة النصرة. ويقال إن تعيينه يرجع إلى علاقاته الوثيقة مع رئيس الاستخبارات السورية أنس خطاب، وهو رفيق قديم للجولاني.
في مقطع فيديو نشر عام 2014، اتهم شحادة حزب الله باختراق الجيش اللبناني والتمييز ضد أفراده السنة، مشيراً إلى أن ذلك من الأسباب التي دفعته إلى الانشقاق والانضمام إلى جبهة النصرة. كما زعم أن مضايقة النساء السنيات المحجبات عند نقاط التفتيش وسوء معاملة المواطنين السنة على نطاق أوسع من قبل الجيش ساهمت في حالات الفرار من الخدمة العسكرية.
وأضاف شحادة: “لقد أصبح معلوماً أن المسلم السني الذي يطلق لحيته يتم اعتقاله فوراً على الحواجز وإرساله إلى سجن رومية، في حين يُسمح لعناصر حزب الله بنقل الصواريخ بحرية”.
علاء محمد عبد الباقي (أبو محمد ضياء)
تمت ترقية علاء عبد الباقي، وهو مواطن مصري، إلى رتبة عقيد في الجيش السوري الجديد من قبل أحمد الشرع. وفي حين لا توجد تقارير رسمية تؤكد دوره المحدد في الجيش، فمن المرجح أن يتولى منصباً رفيعاً نظراً لخبرته كقائد عسكري في هيئة تحرير الشام.
دخل عبد الباقي، المعروف أيضاً بالاسم الحركي “أبو محمد ضياء”، سوريا في عام 2014 للانضمام إلى جبهة النصرة. وقد حُكم عليه سابقاً بالسجن مدى الحياة في مصر، وهو مصنف كإرهابي من قبل السلطات المصرية.
وتشير التقارير إلى أن عبد الباقي كان مسؤولاً عن بيع الممتلكات المسروقة وغنائم الحرب في المناطق التي استولت عليها جبهة النصرة، كما شغل منصباً في حكومة الإنقاذ التي شكلتها هيئة تحرير الشام، والتي سيطرت على أجزاء من شمال غرب سوريا منذ عام 2017 حتى سقوط الأسد في ديسمبر/ كانون الأول 2024.
