تقارير ودراسات

ظهور حزب ديني متشدد جديد في إيران وسط غموض يحيط بقادته وأهدافه

إن حزباً جديداً غامضاً من المحافظين المتطرفين يطلق على نفسه اسم “جمعية رجال الدين الثوريين” قد حجز لنفسه مكاناً في السياسة الإيرانية على يمين سعيد جليلي، حامل لواء المعارضة الرئيس للحكومة الحالية المعتدلة نسبياً.

ويهدف الحزب إلى المشاركة في انتخابات مجلس الخبراء المقبلة، وهو الهيئة الدينية المسؤولة عن اختيار خليفة للمرشد الأعلى علي خامنئي البالغ من العمر 85 عاماً بحسب ما أورد معلقون إعلاميون.

ويبدو أن الحزب يتألف من رجال دين أصغر سناً ولدوا في سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين؛ إذ يقول كبار آيات الله في حوزة قم لوسائل الإعلام إنهم لا يعرفون أعضاء الحزب.

ويستحوذ المحافظون المتشددون بالفعل على نصيب الأسد من السلطة في الجمهورية الإسلامية، حيث يلقي العديد من السياسيين والمعلقين الإصلاحيين باللوم عليهم في توتر العلاقات مع الولايات المتحدة والغرب والأزمة الاقتصادية المستمرة في البلاد.

وقد استهدفت عدة تقارير في وسائل الإعلام المؤيدة للإصلاح سعيد جليلي، وصيف العام الماضي في السباق الرئاسي والشخصية الرئيسة المرتبطة بحزب بيداري الراديكالي، متهمة إياه بإعاقة تنمية البلاد وتقويض الجهود الرامية إلى رفع العقوبات الأمريكية والدولية.

واتهم تقرير نشره موقع “خبر أونلاين” المحافظ المعتدل جليلي بتخريب أربع مبادرات في مجال السياسة الخارجية كان من الممكن أن تحل المأزق الدبلوماسي الذي تواجهه طهران وتفتح الطريق أمام رفع العقوبات.

وشملت هذه المبادرات نسف عقد نفطي مربح استمر عقدين من الزمن مع كيانات أجنبية، ومعارضة اتفاق دولي بشأن البرنامج النووي الإيراني، ومنع المحادثات لإحيائه، وعرقلة مشاريع قوانين من شأنها تسهيل انضمام إيران إلى مجموعة العمل المالي (فاتف).

وذكر التقرير أن جليلي، الذي يدير حكومة ظل، أنشأ شبكته الخاصة إلى جانب حزب بيداري لتعزيز ما أسماه “حملة عرقلة”.

واتهم التقرير، الذي أعادت نشره وسائل إعلام إيرانية أخرى، حلفاء جليلي في البرلمان بعرقلة المبادرات الرامية إلى تحسين علاقات إيران مع الغرب.

على مدى السنوات الماضية، في عهد الرؤساء حسن روحاني، وإبراهيم رئيسي، ومؤخراً الرئيس مسعود بزشكيان، حاول السياسيون المعتدلون، بمن فيهم وزير النفط السابق بيجن زنغنه، دون جدوى إشراك جليلي في النقاشات حول “دوره غير البناء” ـ كما يرون ـ في السياسة الإيرانية.

إن الحزب الديني المحافظ المتشدد الجديد الذي بدأ يتشكل تقوده شخصيات كانت في السابق منخفضة المستوى ولكنها أكثر تشدداً من جليلي، وهو ما قد ينبئ بمقاومة أكثر تعنتاً للانفتاح على الغرب.

ومن بين أبرز هذه الشخصيات محمد أغاميري، عضو مجلس مدينة طهران والشريك المقرب من رئيس بلدية طهران المتشدد علي رضا زاكاني، إلى جانب مرتضى استقامت، عضو مجلس مدينة مشهد والمقرب من إمام الجمعة المثير للجدل في المدينة أحمد علم الهدى.

وتسمح الجمهورية الإسلامية حالياً بوجود حزبين سياسيين دينيين رئيسيين.

“جمعية رجال الدين المتشددين” اليسارية التي تضم شخصيات مثل الرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي، وعضو مجلس تشخيص مصلحة النظام مجيد أنصاري، ومحمد علي أبطحي.

“جمعية رجال الدين المتشددين” اليمينية التي تضم أحمد علم الهدى وغيره من المتشددين مثل سيد رضا أكرمي وسيد رضا تقوي.

على مدى العقود الأربعة الماضية، حافظ الحزب اليميني على هيمنته على المؤسسات غير المنتخبة في إيران. ومع ذلك، لعب الأعضاء القياديون في كلا الحزبين أدوار محورية في تشكيل كل حدث مهم تقريباً في إيران.

وفي حين أن معظم أعضاء الحزبين الدينيين القائمين هم من طلاب الحوزة العلمية، فإن مدرسي الحوزة العلمية في قم قالوا لوسائل الإعلام في طهران إنهم لا يعرفون أياً من أعضاء الحزب الناشئ.

وقال خمسة من كبار آيات الله في الحوزة العلمية، بمن فيهم حسيني بوشهري، إنهم لا يعرفون رجال الدين التسعة عشر من الرجال والنساء الذين يقودون الحزب الجديد بحسب وسائل إعلام إيرانية، مما يلقي بظلال من الغموض حول قادته وأهدافه.

المصدر: إيران انترناشيونال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى