خليل الحية
هو أحد كبار القادة السياسيين في حركة حماس منذ عام 2006 على الأقل، مع أنه غير معروف كثيراً على المستوى الإعلامي. عضو المكتب السياسي لحماس، ورئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية في الحركة، ونائب رئيس الحركة في قطاع غزة ورئيس مكتبها الإعلامي، كما شغل منصب رئيس كتلة حماس البرلمانية في المجلس التشريعي الفلسطيني. تم انتخابه نائباً لرئيس المكتب السياسي لحماس في غزة في الانتخابات الداخلية في فبراير / شباط 2017. وفي تلك الانتخابات، انتخب يحيى السنوار رئيساً للمكتب ليحل محل إسماعيل هنية. وفي عام 2021، أُعيد انتخاب الحية نائباً للسنوار.
ولد في قطاع غزة عام 1960. بدأ نشاطه الإسلامي في أوائل الثمانينيات بالجامعة الإسلامية في غزة. حصل على البكالوريوس من كلية أصول الدين في الجامعة الإسلامية عام 1983، وعُيّن معيداً في الكلية عام 1984. بعد ذلك، حصل على درجة الماجستير في السنة وعلوم الحديث من الجامعة الأردنية عام 1989، وعلى درجة الدكتوراه في التخصص نفسه من جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية في الخرطوم، السودان، عام 1997.
شارك خليل الحية في تأسيس حماس عام 1987، ويصنف ضمن التيار “المحافظ / المتشدد” في الحركة، وكان من المقربين من الشيخ أحمد ياسين، مؤسس الحركة وزعيمها حتى وفاته، وسجن في إسرائيل لمدة ثلاث سنوات في بداية التسعينيات من القرن الماضي.
تعرض لعدة محاولات اغتيال ما بين 2007 و2014، وقتل على إثر هذه المحاولات 19 شخصاً من عائلته، منهم اثنان من أبنائه: أسامة وحمزة.
في مقابلة أجريت معه عام 2010، قال الحية للموقع الإلكتروني للجناح العسكري لحركة حماس ـ كتائب عز الدين القسام ـ إن “إيران تدعم [حماس] مالياً وسياسياً ومعنوياً دون أن تضطر حماس إلى دفع “ثمن سياسي”. لكن في مقابلة مع “المونيتور” عام 2013، أشار إلى التمويل الإيراني لحماس يقابله بالفعل “ثمن سياسي”، وأشار أيضاً إلى أن “[حماس] تحاول إيجاد بدائل جديدة من شأنها التعويض عن أي نقص في الأموال”.
في عام 2021، أجرت حماس انتخابات داخلية سرية لاختيار قادة مكتبها السياسي. وأعيد انتخاب الحية نائباً لزعيم حماس في غزة لولاية أخرى مدتها أربع سنوات، ومن غير الواضح متى تم انتخابه بالضبط، لكن حماس أعلنت نتائج انتخاباتها في شهر مارس/ آذار من ذلك العام.
في 7 أكتوبر / تشرين الأول 2023، شنت حماس هجوماً جماعياً على إسرائيل، وأرسلت مئات المقاتلين إلى البلدات والقواعد العسكرية الإسرائيلية على بعد 15 ميلاً من حدود غزة، بينما أطلقت في الوقت نفسه وابلاً من الصواريخ باتجاه إسرائيل. أطلقت حماس على الهجوم اسم “طوفان الأقصى”. وفي أعقاب الهجوم، شنت إسرائيل حرباً على غزة وتعهدت بالقضاء على حركة حماس. وفي تبرير هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول، قال الحية لصحيفة نيويورك تايمز، إن حماس سعت إلى “تغيير معادلة الصراع بأكملها وليس مجرد الصدام مع إسرائيل”. واعترف للصحيفة بأن “هدف حماس ليس إدارة غزة وتزويدها بالمياه والكهرباء وما إلى ذلك. حماس والقسام والمقاومة أيقظت العالم من سباته العميق وأظهرت أن هذه القضية يجب أن تبقى على الطاولة. لم تكن هذه المعركة لأننا نريد الوقود أو العمل، ولا لأننا نسعى إلى تحسين الوضع في غزة. هذه المعركة تهدف إلى قلب الوضع بالكامل”. وفي مقابلات أخرى، رفض الحية الاتهامات الإسرائيلية بأن حماس قامت بوضع منشآت عسكرية داخل مستشفيات غزة أو بالقرب منها. واتهم إسرائيل بـ”الكذب” لتهجير المدنيين الفلسطينيين من القطاع.
يعد الحية أحد أبرز المفاوضين في حماس، وهو تقريباً متخصص في هذا المجال، وحاضر في مختلف الملفات التي فاوضت فيها الحركة مثل ملف الأسرى وملف وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل. على سبيل المثال، شارك في المفاوضات التي نظمت عامي 2012 و2014 مع الجانب الإسرائيلي في القاهرة، وكان له دور مهم فيها. وفي عام 2022، قاد وفداً من حماس إلى جانب وفود فلسطينية أخرى ذهبت إلى دمشق لمقابلة الرئيس بشار الأسد بهدف إحياء العلاقة مع سوريا. وبعد هجوم حماس الذي استهدف إسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، كان دوره أساسياً في المفاوضات مع إسرائيل. وفي شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، ترأس وفداً إلى لبنان، حيث التقى بزعيم حزب الله حسن نصر الله، وبحث معه مسألة الرهائن. وفي فبراير / شباط 2024، ترأس وفداً جديداً إلى القاهرة لمحاولة التوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة.