خالد القدومي
هو ممثل حركة حماس في طهران، إيران، وهو المسؤول عن التواصل مع المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي وأعضاء الحكومة الإيرانية، كما يعمل ناطقا رسميا باسم حماس لدى وسائل الإعلام الإيرانية والدولية.
بصفته ضابط اتصال حماس في إيران، يضمن القدومي علاقة قوية بين الطرفين. وبينما يؤكد أن إيران “شريكة” و”صديقة” و”داعمة” لحماس، فإنه يصرّ على أن الحركة ليست وكيلاً لإيران. ومع ذلك، يعترف القدومي بشكل روتيني بالدعم الإيراني لحماس سياسياً وعسكرياً. في ذروة صراع حماس الذي استمر 11 يوماً في مايو / أيار 2021 مع إسرائيل، أشاد القدومي بإيران لتزويد حماس بالمعرفة والمعدات العسكرية لتسليح نفسها. كما وصف الصراع بأنه “تحول استراتيجي” لحماس “من الدفاع عن غزة ضد الهجمات الإسرائيلية إلى الدفاع عن جميع الفلسطينيين الذين يعيشون في فلسطين التاريخية”. خلال تجمع طلابي مناهض لإسرائيل في جامعة طهران في 13 مايو / أيار 2021، أعلن القدومي أن الفلسطينيين والإيرانيين سيسعون معاً إلى تدمير إسرائيل.
عمل القدومي على رفع مكانة حماس في إيران، حيث انضم إلى وفود حماس في لقاءاتهم مع خامنئي ومسؤولين إيرانيين رفيعي المستوى آخرين. بعد أن خفضت إيران دعمها لحماس ردّاً على دعم الحركة للمحتجين في بداية الحرب الأهلية السورية، شارك القدومي في اجتماعات متعددة شهدت في النهاية استعادة الدعم الإيراني. في يناير / كانون الثاني 2016، التقى القدومي بوزير الخارجية الإيراني آنذاك محمد جواد ظريف في طهران لمناقشة الدعم المالي الإيراني المحتمل لحماس. عرض ظريف استعادة الدعم الكامل مقابل إعلان حماس رسمياً عن ولائها لطهران. في ذلك الوقت، خشيت قيادة حماس أن يؤدي مثل هذا الإعلان إلى عزل الحركة عن الدول العربية السنية ورفضت الصفقة في النهاية. ومع ذلك، أعادت حماس وإيران علاقاتهما علناً في عام 2017.
منذ سيطرتها على قطاع غزة في عام 2007، سعت حماس إلى تعديل صورتها من خلال وصف نفسها بأنها حركة مقاومة مشروعة للاحتلال الإسرائيلي. وفي دوره كمتحدث دولي باسم حماس، تبنى القدومي هذه الرواية بينما دافع أيضاً عن استمرار حماس في استخدام العنف. في الأول من مايو / أيار2017، كشفت حماس عن وثيقة سياسية جديدة، هي الأولى منذ إصدار ميثاقها التنظيمي لعام 1988. حذفت الوثيقة إشارات الميثاق الأصلي إلى اليهود وأطرت النضال الفلسطيني بوصفه نضالاً قومياً وليس دينياً. وعلى الرغم من أن الوثيقة قبلت فكرة الدولة الفلسطينية على طول حدود ما قبل عام 1967، فإن الميثاق استمر في حجب الاعتراف بدولة إسرائيل. وكما توضح الوثيقة، تواصل حماس تبني “المقاومة المسلحة” ضد إسرائيل في سعيها إلى “تحرير” فلسطين “من النهر إلى البحر”. وفي اجتماع عقد في ذلك الشهر، مايو / أيار 2017، مع المستشار الخاص لرئيس مجلس النواب الإيراني للشؤون الدولية حسين أمير عبد اللهيان، أكد القدومي أن حماس لا تزال ملتزمة “بمبادئها السابقة” الواردة في ميثاقها التأسيسي.
كما سعى القدومي إلى تدويل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني من خلال وصف القضية الفلسطينية بأنها قضية مشتركة ومصدر وحدة لجميع المسلمين. وخلال مؤتمر الوحدة الإسلامية الثاني والثلاثين في طهران في نوفمبر / تشرين الثاني 2018، وصف القدومي القدس وفلسطين بأنها “مظلة كبيرة” يمكن لجميع الدول الإسلامية أن تتجمع تحتها. ودعا إلى “خطوات عملية” “لمواجهة الهيمنة الصهيونية الأمريكية في المنطقة”. وعلى هذا النحو، رفض القدومي كل أشكال التطبيع مع إسرائيل من قبل الدول الإسلامية. وبعد إدانة اتفاقية المصالحة في يونيو / حزيران 2016 بين إسرائيل وتركيا، وصف القدومي التطبيع مع إسرائيل بأنه “أمر سيئ”، كما أدان اتفاقية التطبيع في أغسطس / آب 2020 بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة بوصفها “خيانة للشعب الفلسطيني”.
ويواصل القدومي تمثيل أجندة حماس العنيفة من طهران. فبعد أن وقعت الإمارات العربية المتحدة اتفاقية التطبيع مع إسرائيل في عام 2020، أعاد القدومي التأكيد على موقف حماس الرافض لكل أشكال المفاوضات والحلول الدبلوماسية مع إسرائيل. وكرر ذلك وأكد دعم إيران لحماس خلال تجمع حاشد في أغسطس / آب 2022 في طهران، أشاد خلاله بإيران والشعب الإيراني لوقوفهما مع الفلسطينيين ضد إسرائيل. وبعد أن أعلنت المملكة العربية السعودية وإيران استئناف العلاقات في مارس/ آذار 2023، قال القدومي لوسائل الإعلام الإيرانية إن حماس تتوقع أن يجلب الاتفاق الكرامة والاستقرار للعالم الإسلامي. ووصف فلسطين بأنها الرابط بين أجزاء مختلفة من الأمة الإسلامية التي تواجه “عدوّاً مشتركاً” في إسرائيل.
بصفته ممثلاً لحماس في إيران، كان القدومي حاضراً في جميع تفاصيل الدعم الإيراني لحماس بعد هجوم السابع من أكتوبر / تشرين الأول 2023 والحرب الإسرائيلية على غزة. كما كان حاضراً طوال الوقت وحتى اللحظات الأخيرة مع رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية الذي اغتالته إسرائيل في مقر إقامته في طهران في 31 يوليو / تموز 2024، أثناء حضوره حفل تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزكشيان.