تقارير ودراسات

حركة الشباب الصومالية تعلن عن إنشاء وحدة “القوات الخاصة”

في مقطع فيديو جديد، أعلنت حركة الشباب، فرع تنظيم القاعدة في شرق إفريقيا، عن إنشاء وحدة قتالية جديدة تسمى “القوات الخاصة” مع مركز تدريب خاص بها: أكاديمية أسامة بن لادن العسكرية.

ويمثل هذا الإصدار أول مرة تكشف فيها حركة الشباب عن وحدة “قوات خاصة” ضمن صفوفها. وكانت الحركة قد أعلنت في السابق عن فرق الاغتيالات التابعة لها، والتي تندرج جميعها ضمن “كتيبة محمد بن مسلمة”، ووحدة العمليات الخارجية في الحركة: “كتيبة صالح النبهان”.

ويظهر في الفيديو، الذي تبلغ مدته ساعة، عشرات المسلحين، وهم يتلقون تدريبات على استخدام الأسلحة الصغيرة الأوتوماتيكية، ومهارات القيادة، والتدريب على القوارب والسباحة، والانزلاق بالحبال، وتسلق الصخور، وقراءة الخرائط والتضاريس، وغيرها من التدريبات العسكرية.

كما يتضمن أحد المقاطع تدريبات لمسلحين على تكتيكات اغتيال أو اختطاف الأفراد والمناورات أثناء الفرار. كما تعرض مقاطع أخرى تدريبات لمسلحين على استخدام الأسلحة المشتركة، واستخدام المركبات التقنية بدلاً من المركبات الثقيلة والمدرعات التقليدية. كما يظهر مسلحون على متن دراجات نارية وعلى ظهور الخيل.

وعلى مدار الفيلم، تظهر حركة الشباب أيضاً ولاءها المستمر لتنظيم القاعدة؛ فبالإضافة إلى تسمية مركز التدريب باسم بن لادن، يمكن رؤية وسماع خطب من زعماء تاريخيين مختلفين لتنظيم القاعدة، بما في ذلك إبراهيم الربيش من القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وأبو مصعب الزرقاوي من القاعدة في العراق، والزعيم الشرعي البارز أبو يحيى الليبي، وأمير القاعدة السابق أيمن الظواهري.

في تبرير الحاجة إلى الجهاد المسلح ـ وبالتالي إنشاء مثل هذه الوحدة العسكرية الجديدة ـ تضع حركة الشباب قتالها في نفس سياق الدفاع عن الأمة والانتقام لها الذي تروج له فروع القاعدة الأخرى. وتولي حركة الشباب اهتماماً خاصّاً لفلسطين وغزة على وجه التحديد، حيث تسعى الحركة، بل وتنظيم القاعدة بوجه عام، إلى الاستفادة من الغضب الجماعي إزاء الحرب الحالية وقتل المدنيين لحشد المؤيدين.

في إطار التنديد بالجرائم ضد المسلمين من إسبانيا إلى تركستان الشرقية في الصين، يتم تشغيل مقاطع من فروع أخرى لتنظيم القاعدة، بما في ذلك القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين في مالي، وحراس الدين في سوريا، والقاعدة في شبه الجزيرة العربية في اليمن، والقاعدة في شبه القارة الهندية، للمشاهد لإثبات أن حركة الشباب هي جزء من العلامة التجارية للقاعدة.

في أحد أجزاء الفيلم، يُسمع أيضاً نشيد باللغة البشتونية أنتجته في الأصل حركة طالبان الأفغانية. وبالإضافة إلى النظر إلى طالبان بوصفها نموذجاً لما تأمل حركة الشباب تحقيقه في الصومال، فإن حركة الشباب تدين بالولاء أيضاً لزعيم طالبان، هبة الله أخوندزاده، من خلال بيعة تنظيم القاعدة له.

علاوة على ذلك، فإن الصور المعروضة في الفيلم تشبه بشكل واضح معسكرات تدريب القوات الخاصة التابعة لحركة طالبان والتي وثقتها الحركة في أوائل عام 2021، قبل أسابيع فقط من بدء هجومها لغزو أفغانستان.

وعلى غرار حركة طالبان، تحاول حركة الشباب تصوير رجالها على أنهم يتلقون التدريب والإعداد لشنّ هجوم خاص بهم للاستيلاء على الحكم في الصومال في الوقت الذي تستعد القوات الدولية لمغادرة البلاد.

زر الذهاب إلى الأعلى