تقارير ودراسات

جبهة المقاومة الإسلامية في سوريا: مجموعة مسلحة ناشئة مدعومة من إيران

أصدرت جماعة مسلحة تطلق على نفسها اسم جبهة المقاومة الإسلامية في سوريا (المعروفة سابقاً باسم جبهة تحرير الجنوب) بيانات تحذر فيها الجيش الإسرائيلي وتدعوه إلى الانسحاب من جنوب سوريا والمنطقة منزوعة السلاح في مرتفعات الجولان. كما أعلنت الجماعة مسؤوليتها عن عدة هجمات ضد القوات الإسرائيلية في جنوب سوريا.

في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الجيش الإسرائيلي استولى مؤقتاً على المنطقة العازلة منزوعة السلاح في مرتفعات الجولان. وقد تم إنشاء المنطقة التي تبلغ مساحتها 235 كيلومتراً مربعاً بموجب اتفاقية فك الارتباط لعام 1974 بين إسرائيل وسوريا، والتي أنهت حرب أكتوبر. وفي أعقاب سقوط نظام بشار الأسد في سوريا أمام هيئة تحرير الشام والجماعات الجهادية المتحالفة معها في ديسمبر/ كانون الأول، اعتبرت إسرائيل الاتفاقية باطلة.

منذ سقوط نظام الأسد، نفذت إسرائيل غارات جوية ضد الأصول العسكرية للحكومة السابقة وحققت تقدماً برياً محدوداً في جنوب سوريا. وأشارت إسرائيل أيضاً إلى سياستها تجاه الحكومة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع في 25 فبراير / شباط، عندما دعا نتنياهو إلى نزع السلاح في جنوب سوريا بسبب التهديد من قوات الحكومة السورية والمنظمات الجهادية.

ولكن التحركات الإسرائيلية لتأمين الحدود من الحكومة التي يقودها الشرع وحلفائه الجهاديين أدت إلى ظهور تحد أمني آخر. ويبدو أن مجموعات لم تكن معروفة من قبل قد تشكلت لمواجهة القوات الإسرائيلية في المنطقة العازلة وجنوب سوريا.

تأسيس جبهة المقاومة الإسلامية في سوريا

في السابع من يناير/ كانون الثاني، أعلنت جبهة تحرير الجنوب عن نفسها كحركة مقاومة، مؤكدة أنها تضم ​​مختلف شرائح الشعب السوري ولا تتبع أي تنظيمات سياسية. وأصدرت المجموعة إنذاراً نهائياً لإسرائيل مدته 48 ساعة تطالب فيها بانسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب سوريا، وهددت بمواجهة القوات الإسرائيلية عسكرياً باستخدام المعدات التي استولت عليها من نظام الأسد.

وبعد أربعة أيام، غيرت المجموعة اسمها إلى “أولي البأس ـ جبهة المقاومة الإسلامية في سوريا”. وتزعم المجموعة أن تغيير الاسم كان بسبب وجود مجموعات أخرى تحمل الاسم السابق في نفس المنطقة.

الشعار الذي تبنته المنظمة هو تعديل لشعار الحرس الثوري الإيراني مع ذراع طويلة تحمل بندقية اي.كيه-47، مما يشير إلى الانتماء إلى ما يسمى بمجموعات المقاومة الأخرى التي اختارت شعارات مماثلة. يُذكر أن “أولي البأس” كلمة مشتقة من الآية القرآنية، [فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عباداً لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعداً مفعولا]. أولي البأس أيضاً، هو الاسم الذي تبناه حزب الله لحملته ضد إسرائيل بعد غزو إسرائيل لجنوب لبنان في عام 2024.

كانت بيانات جبهة المقاومة الإسلامية في سوريا تدور في المقام الأول حول الإعلان عن عمليات استطلاع ضد القوات الإسرائيلية في جنوب سوريا. ومع ذلك، في 21 يناير / كانون الثاني، ادعت الجبهة أن إحدى الكتائب الخاضعة لقيادتها نجحت في إسقاط طائرة إسرائيلية من دون طيار بالقرب من التلال الحمر في ريف القنيطرة، لكن ثبت أن هذا الادعاء لا أساس له من الصحة.

وفي 31 يناير/ كانون الثاني، زعمت الجماعة أنها استهدفت قوات إسرائيلية في طرنجة بريف القنيطرة “بأسلحة مناسبة”. وفي وقت لاحق، أفاد الجيش الإسرائيلي بأنه “تم سماع إطلاق نار وتحديد مكانه في المنطقة التي تعمل فيها قوات جيش الدفاع الإسرائيلي في الأراضي السورية”.

أعلنت جبهة المقاومة الإسلامية في سوريا أنها جزء من محور المقاومة الذي تقوده إيران، وأنها الامتداد الديني لمعركة “وعد الآخرة”، في إشارة إلى آية قرآنية تم تفسيرها على أنها المعركة النهائية “لتحرير فلسطين”.

وفي 28 فبراير/ شباط، أي بعد يومين من الغارات الجوية الإسرائيلية في جنوب سوريا، أعلنت الجماعة أن فصائل عسكرية أخرى لم تحدد هويتها انضمت إليها للتحضير لمعركة “وعد الآخرة” ضد إسرائيل.

إن جبهة المقاومة الإسلامية في سوريا لا تزال في بداياتها، ومن غير الواضح كيف هي هيكلة الجماعة، وما هي المنظمات المسلحة الأخرى التي انضمت إليها، وما إذا كانت تشكل تهديداً فعلياً لحكومة أحمد الشرع، وعلى الجانب الآخر، للقوات الإسرائيلية العاملة على الحدود السورية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى