تنظيم القاعدة يوسع شبكته من معسكرات التدريب في أفغانستان
أفاد فريق الدعم التحليلي ومراقبة العقوبات التابع للأمم المتحدة بأن تنظيم القاعدة يدير معسكرات تدريب جديدة في ولايتي قندهار وتخار في أفغانستان. وتضاف هذه المعسكرات إلى تلك الموجودة في عشر ولايات أخرى حددها فريق الرصد على مدى العام الماضي. وبالإضافة إلى ذلك، يلاحظ فريق الرصد أن تنظيم القاعدة “لا يزال يستخدم أفغانستان كملاذ آمن تحت حكم طالبان”.
وكشف فريق الرصد عن وجود معسكرات تدريب جديدة لتنظيم القاعدة في أحدث تقرير له بشأن أفغانستان في 10 يوليو/ تموز 2024.
وتدير القاعدة الآن معسكرات تدريب في 12 من محافظات أفغانستان البالغ عددها 34 محافظة. وفي تقريريه السابقين، أفاد فريق الرصد بأن القاعدة لديها معسكرات في غزنة، ولغمان، وبروان، وأوروزغان، وهلمند، وزابل، وننغرهار، ونورستان، وبادغيس، وكونار.
البنية التحتية المتنامية لتنظيم القاعدة تتناقض مع مزاعم أن طالبان تقيّد الجماعة الإرهابية
إن البنية الأساسية لتنظيم القاعدة في أفغانستان مستمرة في التوسع، على الرغم من ادعاء فريق الرصد بأن “طالبان بذلت جهوداً كبيرة لتقييد أنشطة القاعدة والجماعات التابعة لها”. ويبدو أن المنظمة التابعة للأمم المتحدة تتناقض مع نفسها عندما تشير إلى أن “أن أنشطة إعادة التنظيم والتدريب التي تقوم بها القاعدة تثبت أنها لا تزال تستخدم أفغانستان كملاذ آمن تحت حكم طالبان، الأمر الذي يثير تساؤلات حول نوايا التنظيم”.
ويشير تقريرا فريق الرصد السابقان إلى أن تنظيم القاعدة أنشأ منازل آمنة ومدارس دينية ومركزاً للعمليات الإعلامية ومنشأة لتخزين الأسلحة في أفغانستان.
تم تحديد منازل آمنة لطالبان في محافظات فرح وهلمند وهرات وكابول. قُتل أيمن الظواهري، المؤسس المشارك والأمير السابق لتنظيم القاعدة، في غارة بطائرة من دون طيار أمريكية على أحد هذه المنازل في كابول في يوليو / تموز 2022. كان يدير هذا المنزل الآمن أحد مساعدي سراج الدين حقاني، وهو أحد نائبي أمير طالبان ووزير داخليتها الحالي. وتدرج وزارة الخارجية الأميركية شبكة حقاني القوية التابعة لسراج الدين على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية بسبب علاقاتها الوثيقة بتنظيم القاعدة. كما تصنف وزارة الخزانة الأميركية سراج الدين والعديد من مساعديه على قائمة الإرهابيين العالميين المعينين بشكل خاص.
في يناير/ كانون الثاني 2024، أفاد فريق الرصد أن تنظيم القاعدة يستخدم بيوته الآمنة في فراه وهلمند وهرات “لتسهيل حركة [الأعضاء] بين أفغانستان والجمهورية الإسلامية الإيرانية”.
كما تدير القاعدة مدارس دينية في ولايات لغمان وكونار وننغرهار ونورستان وبروان. وفي ولاية بنجشير بوسط البلاد، المعقل السابق لجبهة المقاومة الوطنية المناهضة لطالبان، أنشأت القاعدة قاعدة “لتخزين الأسلحة”.
وبالإضافة إلى البنية التحتية المزدهرة لتنظيم القاعدة في أفغانستان، يخدم زعماء القاعدة في حكومة طالبان، وتصدر طالبان جوازات سفر وبطاقات هوية رسيمة لأعضاء القاعدة، وتستخدم وزارة دفاع طالبان كتيبات التدريب التي يصدرها تنظيم القاعدة كمراجع لبرامجها التدريبية.
تقرير الأمم المتحدة يتجاهل الإشارة إلى دعوة أمير القاعدة أنصاره للسفر إلى أفغانستان
في أوائل يونيو/ حزيران 2024، نشر سيف العدل، أمير القاعدة المفترض، مقالاً وزعته مؤسسة السحاب، الذراع الإعلامية الرسمية للقاعدة، بعنوان “هذه غزة: حرب وجود.. لا حرب حدود”. وفي المقال، يقول العدل إن “المسلمين المخلصين للأمة [المجتمع الإسلامي العالمي] المهتمين بالتغيير يجب أن يسافروا إلى أفغانستان، ويتعلموا من ظروفها، ويستفيدوا من تجربتها [تجربة طالبان]”.
ولم يرد ذكر دعوة سيف العدل أنصاره للسفر إلى أفغانستان لاكتساب التدريب والخبرة والمعرفة، قبل تنفيذ هجمات ضد أهداف “صهيونية” وغربية في مختلف أنحاء العالم، في أحدث تقرير صادر عن فريق الرصد. ولكن ربما يرجع هذا الإغفال إلى تزامن توقيت نشر مقال سيف العدل وإصدار التقرير.
ويشير فريق الرصد إلى وجود “تساؤلات حول نوايا تنظيم القاعدة” لدى الدول الأعضاء. كما يرى أن “قدرة تنظيم القاعدة على تنفيذ هجمات واسعة النطاق لا تزال محدودة، في حين تظل نواياه الإرهابية راسخة، مدعومة بقدرة فروعه على تنفيذ عمليات خارجية”.
ومع ذلك، من المرجح أكثر أن يوقف تنظيم القاعدة نيرانه ويحد من المؤامرات الصادرة من أفغانستان للحفاظ على علاقته مع طالبان وتأمين ملاذه الآمن، وليس لأن التنظيم لديه مشكلة مع قدراته “المحدودة”.
إن دعوة سيف العدل الجهاديين في جميع أنحاء العالم للتجمع في أفغانستان، إلى جانب قيام تنظيم القاعدة بتوسيع بنيته التحتية الإرهابية في “ملاذ متساهل تحت حكم طالبان”، من شأنها أن تزيل كل الشكوك حول نية القاعدة وقدرتها على التخطيط والتدريب ومحاولة شن هجمات ضد الدول الغربية تنطلق من الأراضي الأفغانية في الوقت الذي تختاره.
المصدر: