المؤسسات والمنظمات

تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي

هو الفرع الرسمي لتنظيم القاعدة في المغرب العربي وشمال إفريقيا، يهدف إلى تفكيك الحكومات الإقليمية وتطبيق الشريعة الإسلامية في المناطق التي ينشط فيها، خاصة في الجزائر ومالي وموريتانيا وليبيا وتونس والنيجر. في ديسمبر/ كانون الأول 2015، شارك التنظيم فرعه السابق، “المرابطون”، في تنفيذ هجمات في جميع أنحاء منطقة الساحل. ونفذت الجماعات الجهادية سلسلة من الهجمات الإرهابية القاتلة، بما في ذلك هجمات نوفمبر / تشرين الثاني 2015 في مالي، وهجمات يناير / كانون الثاني 2016 في بوركينا فاسو، وهجمات مارس / آذار 2016 في كوت ديفوار.

في 2 مارس / آذار 2017، اندمج تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي مع الجماعات السلفية المحلية أنصار الدين وجبهة ماسينا و”المرابطون” لتشكيل جماعة نصرة الإسلام والمسلمين بقيادة إياد أغ غالي، الأمير السابق لأنصار الدين. وتعمل الجماعة الجديدة تحت توجيهات تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ومركز تنظيم القاعدة. وتعهد غالي بالولاء لكل من القاعدة المركزية والأمير السابق للقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أبو مصعب عبد الودود. وفي عام 2017، كانت الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة مسؤولة عن 276 هجوماً في مالي وغرب إفريقيا، وهو ما يقارب عدد الهجمات التي شنتها الجماعات التابعة للقاعدة في عام 2016.

وترجع جذور تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي إلى الجماعة الإسلامية المسلحة، وهي حركة جهادية تأسست في الجزائر في أوائل التسعينيات. وانشق أحد أمراء المناطق، حسن حطاب، عن الجماعة الإسلامية المسلحة بسبب خلافات أيديولوجية، وأسس فيما بعد الجماعة السلفية للدعوة والقتال. وفي سبتمبر / أيلول 2006، اندمجت الجماعة السلفية للدعوة والقتال مع تنظيم القاعدة، وأعادت تسمية نفسها رسمياً باسم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وفي مالي، يُعرف تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بحربه الفعلية ضد الحكومة الفرنسية ابتداءً من عام 2013، فضلاً عن تاريخه الطويل في الاختطاف والابتزاز.

ويربط تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي حركته مع الأهداف الأوسع لتنظيم القاعدة المتمثلة في تطبيق الشريعة في جميع مناطق عملياته. وقال زعيمه آنذاك عبد المالك دروكدال لصحيفة نيويورك تايمز في عام 2008 إن “هدفنا الأول هو تحكيم شريعة رب العالمين، وتحقيق العبودية لله. أهدافنا العامة هي نفس أهداف القاعدة الأم، وأنتم تعرفونها”.

ويرى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أن جميع حكومات المنطقة غير شرعية، لذلك يسعى إلى استبدالها في البلدان التي يعمل فيها. وبحسب دروكدال، فإن هذه الحكومات “كلها إفرازات للاستعمار الذي اجتاح بلادنا في القرنين الماضيين، ومكَّن تلك الأنظمة من الحكم. ولذلك بدأوا يحكمون لحسابه ونيابة عنه، وينفذون برامجه ويحمون مصالحه ويحاربون الإسلام نيابة عنه”. علاوة على ذلك، تستهدف الجماعة على وجه التحديد ما تعتبره النفوذ الغربي المستمر في المنطقة. وبحسب دروكدال “إننا نسعى لتحرير المغرب الإسلامي من أبناء فرنسا وإسبانيا ومن كل رموز الخيانة والعمالة للخارج، وحمايته من الأطماع الأجنبية والهيمنة الصليبية”. وفيما يتعلق بالهجمات على المصالح الأمريكية، قال دروكدال: “سنسعى جاهدين لضربها كلما استطعنا ذلك”.

ومثل كل الفروع التابعة للقاعدة، يتمتع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بتسلسل هرمي صارم، حيث يرأسه زعيم أو أمير. وكان الأمير السابق هو عبد المالك دروكدال المعروف باسم ابو مصعب عبد الودود، والأمير الحالي هو أبو عبيدة يوسف العنابي. لدى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أيضاً هيئة مركزية لصنع القرار، وهي مجلس الأعيان، وجناحه الإعلامي الخاص، شركة الأندلس للإنتاج الإعلامي، واللجنة الشرعية التي تفصل في المسائل القانونية الإسلامية. قتلت القوات الفرنسية دروكدال في مالي في 4 يونيو / حزيران 2020. وفي 21 نوفمبر / تشرين الثاني من ذلك العام، أصدر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي مقطع فيديو يظهر جثة زعيمه السابق وأعلن أيضاً أن أبو عبيدة يوسف العنابي – الزعيم السابق لمجلس الأعيان – هو الزعيم الجديد.

وبعد انضمام “المرابطون” مرة أخرى إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في عام 2015، زُعم أن زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري أمر بتقسيم إقليمي بين قادته. وتم تعيين دروكدال مسؤولاً عن الجزائر، وزعيم المرابطون مختار بلمختار عن ليبيا، وجمال عكاشة (المعروف أيضاً باسم يحيى أبو الهمام) عن غرب إفريقيا. ونفذ الفرع التونسي لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي سلسلة من الهجمات في السنوات الأخيرة، لا سيما في منطقة القصرين بتونس.

ودعم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي عدداً كبيراً من الجماعات الجهادية في جميع أنحاء المنطقة. وأصدر مسؤولو التنظيم بيانات واضحة حول محاولاتهم تعزيز العلاقات مع الجماعات الفرعية لتنظيم القاعدة في اليمن وسوريا وشرق إفريقيا، كما تعاونوا أيضاً مع جماعات متطرفة أخرى في شمال إفريقيا، أو دربوها أو جهزوها، بما في ذلك “المرابطون” والجماعة السنية للدعوة والجهاد المعروفة أيضاً باسم “بوكو حرام”.

في مارس / آذار 2017، أعلن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي عن تشكيل جماعة نصرة الإسلام والمسلمين في اندماج ضم أنصار الدين وجبهة ماسينا و”المرابطون”. وأعلنت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين أمير أنصار الدين السابق إياد آغ غالي زعيماً لها. وزعم غالي أن الفصائل اتحدت “في مجموعة واحدة” تعمل تحت “أمير واحد” بعد أن “سعى تنظيم القاعدة إلى هذه الوحدة”. ويبدو أن جماعة نصرة الإسلام والمسلمين تعمل تحت رعاية تنظيم القاعدة. وأعلن غالي البيعة لمركز القاعدة والأمير السابق للقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أبو مصعب عبد الودود. وهكذا، تحولت العلاقة بين تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وأنصار الدين و”المرابطون” من علاقة تعاون إلى تسلسل هرمي منظم مع تولي القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي القيادة والتوجيه.

ويحصل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي على جزء كبير من تمويله من خلال الاختطاف والابتزاز. وتشير تقارير وزارة الخارجية الأمريكية حول الإرهاب إلى أنه بالإضافة إلى الاختطاف للحصول على فدية، يشارك التنظيم في أنشطة إجرامية لتمويل عملياته. وعلى وجه التحديد، تفيد التقارير أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي يجمع الأموال من خلال “الابتزازات المتعلقة بالحماية، والسرقة، والاتجار بالأشخاص والأسلحة، وغسل الأموال والتهريب، وعلى نحو متزايد، تسهيل تهريب المخدرات من أمريكا الجنوبية إلى أوروبا”. وأخيراً، نجح تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أيضاً في جمع التبرعات على مستوى العالم. ويشمل ذلك المؤيدين المقيمين في أوربا، مع أنهم “يقدمون دعماً مالياً ولوجستياً محدوداً”.

ويُزعم أيضاً أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي يحظى بدعم حكومات أجنبية. وبحسب التقارير، اتهمت الحكومة الجزائرية إيران والسودان بتمويل التنظيم. كما يقدم تنظيم القاعدة المركزي الدعم المادي والمالي لفرعه في بلاد المغرب الإسلامي. بالإضافة إلى ذلك، لدى القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي العديد من الأعضاء في الخارج، معظمهم موجود في أوربا، والذين يقدمون الدعم المالي واللوجستي.

وأشار تقرير صدر في أبريل / نيسان 2007 من قبل مركز مكافحة الإرهاب في ويست بوينت إلى أن اندماج الجماعة السلفية للدعوة والقتال مع تنظيم القاعدة يرجع جزئياً إلى انخفاض مستوى التجنيد. إن تغيير اسمه إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وتوسيع نطاق عملياته خارج الجزائر سهّل عليه تجنيد المقاتلين. وكجزء من هذه الخطة، قامت الجماعة السلفية للدعوة والقتال بتدريب وإرسال مقاتلين للانضمام إلى أبي مصعب الزرقاوي – زعيم تنظيم القاعدة في العراق آنذاك – في عام 2005. ويشير النطاق المتزايد وحجم الهجمات بعد عام 2007 إلى أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي نجح في تجنيد بعض هؤلاء المقاتلين العراقيين بعد وفاة الزرقاوي.

ومع تحويل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي تركيزه بعيداً عن الجزائر، نحو دول غرب إفريقيا الأكثر ضعفاً مثل مالي والنيجر وكوت ديفوار، زاد من جهود التجنيد داخل هذه البلدان. وبحلول عام 2016، أفادت التقارير أن الماليين حلوا محل الجزائريين بوصفهم الجنسية الأبرز داخل التنظيم. ويتجلى هذا التغيير في الهجوم على المنتجع الشاطئي في كوت ديفوار في مارس/ آذار 2016، والذي كان جميع المتورطين فيه من الأفارقة من جنوب الصحراء.

وتدرب معظم قادة وكوادر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي لأول مرة إلى جانب أسامة بن لادن أثناء الغزو السوفييتي لأفغانستان. وفي منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، قامت الجماعة السلفية للدعوة والقتال بتدريب المجندين في الصحراء في أماكن مؤقتة انتقلوا إليها. ولكن في عام 2006، ظهرت تقارير تشير إلى أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أرسل مقاتليه للتدريب مع حزب الله في لبنان. وبحلول أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، بدأ تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بتدريب مقاتلي “بوكو حرام” على صناعة العبوات الناسفة. ووفقاً للوثائق الداخلية التي تم الاستيلاء عليها من مجمع بن لادن في باكستان، يقسم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي تدريباته إلى قسمين: “التدريب العملي و[…] التدريب النظري، وهو أقل فائدة”.

ويعد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أنجح فرع لتنظيم القاعدة عندما يتعلق الأمر باختطاف الأجانب وطلب فدية، حيث جمع أكثر من 90 مليون دولار بحلول نهاية عام 2012. كما يشن التنظيم مئات من الهجمات الصغيرة النطاق كل عام ضد قوات الأمن التابعة للأمم المتحدة وفرنسا وأجهزة الأمن المحلية، مما أسفر عن مقتل مئات الأشخاص.

وصنفت وزارة الخزانة الأمريكية الجماعة السلفية للدعوة والقتال على أنها جماعة إرهابية عالمية محددة بشكل خاص في 24 سبتمبر / أيلول 2001، كما صنفتها كمنظمة إرهابية أجنبية في 27 مارس / آذار 2002. وأدرجت الأمم المتحدة الجماعة السلفية للدعوة والقتال كمنظمة إرهابية في 6 أكتوبر / تشرين الأول 2001. كما أدرجت تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي كمنظمة إرهابية في 26 أبريل / نيسان 2007.

زر الذهاب إلى الأعلى