تقارير ودراسات

تنظيم الدولة الإسلامية في خراسان يهدد الشيعة في العدد الأخير من صحيفة “صوت خراسان”

يتناول هذا التقرير محتوى وتداعيات مقال في العدد الأخير من صحيفة “صوت خراسان” (العدد 38، غشت / آب 2024) بعنوان “لماذا يجعل مجاهدو الدولة الإسلامية الروافض هدفاً لعملياتهم ويحولون مدنهم إلى مقابر؟”.

يعدّ هذا المقال بمثابة بيان أيديولوجي يبرر حملة العنف المستمرة التي يشنها تنظيم الدولة الإسلامية ـ ولاية خراسان ضد الشيعة، الذين يطلق عليهم بشكل مهين اسم “الروافض”، وتمتد إدانته إلى مجموعة من الجهات الفاعلة، بما في ذلك طالبان وروسيا والولايات المتحدة.

يقوم التقرير بتحليل المواضيع الرئيسة التي تمت مناقشتها، وأسلوب الدعاية المستخدم، والدول المتورطة أو المتهمة في هذا السرد.

المواضيع الرئيسة التي تمت مناقشتها

يقدم المقال عدة مواضيع حاسمة، كل منها مصمم لتبرير الإجراءات العنيفة التي يرتكبها تنظيم الدولة الإسلامية في خراسان ضد أعدائه المفترضين:

ـ اتهام الشيعة بالردّة: يتهم المقال الشيعة بالكفر والردة، مؤكداً أن معتقداتهم وممارساتهم منحرفة عن الإسلام الحقيقي. ويبرر تنظيم الدولة الإسلامية في خراسان حملاته العنيفة ضد المجتمعات الشيعية بوجود آراء هرطوقية حول القرآن والنبي محمد وأصحابه.

ـ إدانة طالبان: يتهم المقال طالبان بخيانة الإسلام السني من خلال دعمها للمجتمع الشيعي في أفغانستان، وهو الخطاب الذي عبرت عنه أيضاً مقالات سابقة في “صوت خراسان”. يزعم تنظيم الدولة الإسلامية في خراسان أن استعداد طالبان للتسامح مع الشيعة ومفاوضاتها مع الولايات المتحدة يشكلان خيانة لمبادئ الجهاد ويبرران هجماته على الحركة وتصميمه على مواصلة القتال ضد حكومتها المؤقتة.

ـ الخطاب المعادي للغرب والروس: تمتد إدانة تنظيم الدولة الإسلامية في خراسان إلى القوى العالمية، وخاصة الولايات المتحدة وروسيا. ويزعم المقال أنه في حين تنخرط هذه الدول في صراع في أوكرانيا وتتهم بعضها البعض بإنشاء أو دعم تنظيم الدولة في خراسان، فإن كل منهما يقاتل ضد “مجاهدي” التنظيم. وبالتالي، يصور التنظيم هذا، بوصفه دليلاً على مؤامرة أوسع نطاقاً ضد الإسلام الحقيقي.

ـ المبررات التاريخية والدينية للعنف: يشير المقال إلى التاريخ الإسلامي والفتاوى العلمية لتعزيز شرعية تصرفات تنظيم الدولة الإسلامية في خراسان ضد الشيعة وغيرهم من الأعداء المفترضين. كما يقدم العنف بوصفه واجباً دينياً ويضع “نضال” تنظيم الدولة في خراسان كجزء من قضية أكبر وأكثر عدلاً.

ـ نداء إلى المسلمين السنة من أجل الوحدة والدعم: يُختتم المقال بحث المسلمين السنة على التوحد تحت لواء تنظيم الدولة الإسلامية في خراسان، محذراً من مخاطر العيش تحت الأنظمة الشيعية أو حكم طالبان. ويدعو إلى استمرار الجهاد ضد الأعداء الإقليميين والعالميين.

أسلوب الدعاية

يتسم أسلوب الدعاية في هذا المنشور بالتعقيد، فهو يمزج بين الخطاب الديني والإشارات التاريخية والمشاعر المناهضة للنظام العالمي. وتتضمن العناصر الرئيسة ما يلي:

ـ التبرير الديني: يستشهد المقال على نطاق واسع بالآيات القرآنية والأحاديث لإضفاء الشرعية الدينية على ادعاءاته، خاصة إدانته للشيعة، وطالبان، والقوى الغربية.

ـ الشيطنة ونزع الإنسانية: ينزع النص عن أعدائه إنسانيتهم ​​بشكل منهجي، فيشير إلى الشيعة، بصفتهم روافض، ويصور طالبان بصفتهم خونة للإسلام. وهو ما يبرر العنف الشديد ضد هذه الطوائف والجماعات.

ـ نظرية المؤامرة: يصور المقال الولايات المتحدة وروسيا كجزء من مؤامرة عالمية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في خراسان، على الرغم من التنافس الجيوسياسي بينهما في أوكرانيا. ويُفترض أن يحشد هذا السرد التآمري الدعم ضد هذه القوى من خلال تصويرها على أنها متحدة ضد الإسلام الحقيقي.

ـ تشجيع العنف الطائفي والاستشهاد: يمجد تنظيم الدولة الإسلامية في خراسان العنف والاستشهاد، خاصة ضد الشيعة، وحركة طالبان، والقوات الغربية. ويُتوقع من هذا التمجيد أن يلهم أتباعه والمجندين المحتملين من خلال تقديم “نضالهم” على أنه “نضال” نبيل ومبارك من الله.

الدول المعنية والمتهمة

يورط المقال عدة دول وكيانات في روايته، ويصورهم على أنهم أعداء لتنظيم الدولة الإسلامية في خراسان وأعداء للإسلام الحقيقي:

ـ إيران: يصور تنظيم الدولة الإسلامية في خراسان إيران بصفتها عدوه الرئيس، نظراً لأنها الدولة ذات الأغلبية الشيعية، وينتقد نفوذها ودعمها للمجتمعات الشيعية في مختلف أنحاء المنطقة.

ـ العراق: العراق، بسكانه الشيعة وحكومته، هو هدف رئيسي آخر. يعتبر تنظيم الدولة الإسلامية في خراسان الدولة العراقية غير شرعية بسبب قيادتها الشيعية، ويؤيد الهجمات المتكررة على المجتمعات الشيعية ورموز الحكومة العراقية.

ـ سوريا: أدان تنظيم الدولة الإسلامية في خراسان نظام الأسد الذي يهيمن عليه العلويون. ويصور التنظيم الحكومة السورية على أنها نظام غير شرعي مدعوم من حلفاء شيعة وقوى أجنبية مثل روسيا.

ـ لبنان: إن وجود حزب الله، الجماعة الشيعية المسلحة القوية، يجعل لبنان هدفاً آخر. ويدين المقال ضمناً نفوذ حزب الله ودوره في الصراع الإقليمي.

ـ أفغانستان (طالبان): تُتهم حركة طالبان بخيانة الإسلام السُنّي من خلال التسامح مع الشيعة والتعامل مع الولايات المتحدة. وينتقد تنظيم الدولة الإسلامية في خراسان طالبان بسبب ما يعتبره تخلّياً عن المبادئ الجهادية، ويضع نفسه في موقع المدافع الحقيقي عن الإسلام السُنّي. ويبرر المقال هجمات داعش المستمرة على طالبان وحكومتها المؤقتة باعتبارها ضرورية لمعارضة هذه الخيانة المزعومة.

ـ روسيا والولايات المتحدة: وفقاً للمقال، فإن روسيا والولايات المتحدة، على الرغم من التنافس بينهما، والذي كان واضحاً بشكل خاص في الصراع الأوكراني، تتحدان في معارضة تنظيم الدولة الإسلامية في خراسان. يتهم التنظيم هذه القوى العالمية بالتآمر ضده ومحاربته باعتباره عدواً مشتركاً، ومن ثم يصور نفسه كمدافع عن الإسلام ضد الإمبريالية الغربية والشرقية.

تقييم المخاطر

يؤكد مقال “صوت خراسان” على الخطر المتزايد الذي يشكله تنظيم الدولة الإسلامية في خراسان، وخاصة تجاه المجتمعات الشيعية وحكومات الدول التي يعتبرها أعداء. ويوضح تقييم المخاطر التالي العواقب المحتملة للدعاية والأولويات العملياتية للتنظيم:

ـ إيران وأفغانستان كأهداف رئيسة: توضح الدعاية أن إيران وأفغانستان معرضتان لخطر متزايد من الهجمات العنيفة. في إيران، من المرجح أن تكون الأماكن المقدسة والمساجد والتجمعات الشيعية أهدافاً رئيسية، حيث يهدف تنظيم الدولة الإسلامية في خراسان إلى التحريض على العنف الطائفي وزعزعة استقرار المنطقة. وبالمثل، في أفغانستان، قد يكثف التنظيم هجماته على المجتمعات الشيعية وقوات طالبان، مستغلاً سردية خيانة طالبان المزعومة لمبادئ الجهاد السني.

ـ التوسع في الشرق الأوسط: بعيداً عن إيران وأفغانستان، يتمتع تنظيم الدولة الإسلامية في خراسان بالقدرة على توسيع عملياته في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، وخاصة في العراق وسوريا ولبنان. وقد يستهدف التنظيم السكان الشيعة والهياكل الحكومية، سعياً إلى تقويض الاستقرار وتأكيد نفوذه في هذه المناطق. إن وجود حزب الله في لبنان والحكومات التي يقودها الشيعة في العراق وسوريا يجعل هذه البلدان عرضة للحملات العنيفة التي يشنها التنظيم.

ـ استغلال الأزمة الإسرائيلية الإيرانية والوضع في غزة: إن الأزمة الإسرائيلية الإيرانية المستمرة والوضع المتقلب في غزة يمثلان فرصاً أخرى لتنظيم الدولة الإسلامية في خراسان لنشر دعايته الجهادية. وقد يستغل التنظيم هذه الصراعات لتبرير وتنظيم هجمات ضد الأهداف المدنية والعسكرية، سواء في المنطقة أو في سياقات دولية أوسع. ومن خلال تأطير أفعاله كجزء من الجهاد الأوسع ضد أعداء الإسلام المفترضين، قد يسعى التنظيم إلى تجنيد أتباع جدد وتمديد نفوذه.

 

الرابط:

https://www.specialeurasia.com/2024/08/21/iskp-shia-voice-of-khurasan/

زر الذهاب إلى الأعلى