تقييم أمني في السويد يحذر من تزايد التهديد الإيراني

حذّر جهاز الأمن والاستخبارات السويدي (سابو)، الثلاثاء 11 مارس / آذار، من أن السويد تواجه تهديداً أمنيًّا متصاعداً من إيران التي كثفت أنشطتها الاستخباراتية واستخدامها للشبكات الإجرامية داخل البلاد.
وفي تقييمه السنوي للتهديدات، سلط “سابو” الضوء على جهود إيران لمراقبة وقمع الحركات المعارضة في الخارج، واستغلال نقاط الضعف داخل الشتات الإيراني، والحصول على تكنولوجيا حساسة للتحايل على العقوبات.
وجاء في بيان لـ “سابو”: “إن الهدف الأساسي لإيران هو تأمين وتعزيز نظامها، وهو ما يرتبط ارتباطاً وثيقاً بحماية البلاد من التهديدات الخارجية المتصورة والالتفاف على العقوبات”.
“هذه الأولويات تؤثر على الأنشطة الأمنية المهدِّدة التي تقوم بها أجهزة الأمن والاستخبارات الإيرانية ضد السويد”.
وذكر “سابو” أنه رصد تزايداً في الأنشطة الإيرانية في السويد خلال العام الماضي، بما في ذلك الجهود المبذولة للضغط على شخصيات المعارضة وعائلاتهم.
وتشير التقارير إلى أن أجهزة الاستخبارات الإيرانية استخدمت شبكات إجرامية لتنفيذ أعمال عنف تستهدف المصالح الإسرائيلية والمجموعات التي يُنظر إليها على أنها تشكل تهديداً.
وأضاف جهاز الأمن والاستخبارات السويدي أن “استخدام العناصر الإجرامية ليس أمراً جديداً أو فريداً من نوعه في إيران، لكنه حدث على نطاق أوسع خلال العام الماضي، مع تورط عناصر أصغر سناً بشكل ملحوظ خلال عام 2024”.
وكانت السويد أيضاً هدفاً لمحاولات إيران الحصول على تكنولوجيا ومعرفة متقدمة للالتفاف على العقوبات الدولية. وحذر “سابو” من أن إيران تسعى بنشاط للحصول على منتجات ذات استخدام مزدوج، بما في ذلك تلك التي قد تدعم برامجها التسلحية.
وذكر التقرير أن “إيران تُركز بشدة على اكتساب المعرفة والمنتجات اللازمة لتطوير أسلحة الدمار الشامل أو أنظمة إيصالها”. وأضاف: “تشمل هذه المعرفة عدة صناعات. على سبيل المثال، يمكن استغلال الآلات المخصصة للاستخدام المدني في تطوير هذه الأسلحة”.
يأتي هذا التحذير في ظل تصاعد التوترات بين السويد وإيران. ففي الشهر الماضي، اتهمت الحكومة السويدية طهران باستخدام مسجد شيعي في ستوكهولم للتجسس على السويد والجاليات الإيرانية هناك.
وقالت شارلوت فون إيسن، رئيسة جهاز الأمن والاستخبارات: “هناك خطر ملموس من أن يتدهور الوضع الأمني بشكل أكبر، وقد يحدث ذلك بطريقة يصعب التنبؤ بها”.
ويؤكد التقييم الأمني السويدي على الخطر المتزايد الذي تشكله أنشطة الاستخبارات الإيرانية وعمليات النفوذ الأجنبي في السويد، في الوقت الذي تعمل السلطات على مواجهة التهديدات الهجينة من الجهات الفاعلة في الدول المعادية والتي تشمل أيضاً روسيا والصين.
في العام الماضي، وصلت العلاقات بين البلدين إلى أزمة دبلوماسية أجبرت طهران على تبادل للسجناء بين الدبلوماسي السويدي يوهان فلوديروس والمواطن السويدي الثاني سعيد عزيزي مقابل إيراني أدين في ستوكهولم بارتكاب جرائم حرب بسبب دوره في عمليات إعدام جماعية وقعت في الجمهورية الإسلامية عام 1988.
