تركيا تخطط للسيطرة على قواعد جوية في سوريا
أفادت تقارير إعلامية أن تركيا تخطط لنشر قواتها في قاعدة التياس الجوية، المعروفة أيضاً باسم مطار التيفور “تي4″، ومطار تدمر العسكري في محافظة حمص السورية، وهما موقعان استُهدفا مؤخراً بغارات جوية إسرائيلية مكثفة. ووفقاً لمصادر متعددة، تخطط تركيا لنصب منظومتي دفاع جوي “حصار-أو” و”حصار-يو”، وربما نظام “سيبر” بعيد المدى، في هذه المواقع. كما يتم تدارس نشر منظومة “إس-400” روسية الصنع، بانتظار موافقة موسكو.
يبدو أن هذه الخطوة تهدف إلى ردع العمليات الجوية الإسرائيلية، والتصدي لنشاط تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وتأكيد النفوذ التركي في ظل تراجع الحضور الإيراني والروسي في سوريا. في حال الموافقة، قد يمثل نشر منظومة إس-400 تحولاً استراتيجياً ذا تداعيات واسعة، وقد يكون أهم ورقة ضغط لتركيا في سوريا.
وتوجه وفد عسكري تركي إلى قاعدة التياس الجوية قادماً من القواعد التركية في إدلب، وأجرى عمليات استطلاع، لكنه لم يحضر أي آليات أو تعزيزات عسكرية حتى الآن.
وبدأت القوات التركية ببناء قاعدة عسكرية جديدة داخل مطار منغ العسكري، الواقع على بُعد 6 كيلومترات جنوب مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي. وأكدت مصادر عسكرية لصحيفة “العربي الجديد” أن الجيش التركي يجهز المطار، بما في ذلك نشر عربات مدرعة ومواد لوجستية ومعدات بناء. وتشير هذه التطورات إلى أن القاعدة قد تصبح مركزاً رئيساً للقوات التركية في شمال حلب قريباً.
تقع قاعدة التياس الجوية قرب قرية التياس، على بُعد 60 كيلومتراً شرق تدمر في محافظة حمص، وهي أكبر قاعدة جوية في سوريا، وتضم مدرجاً رئيساً ومدرجين ثانويين، يبلغ طول كل منهما 3 كيلومترات. خلال الحرب الأهلية السورية، استخدم الجيش السوري التابع لنظام بشار الأسد، وفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، القاعدة لشن هجمات على المناطق التي يسيطر عليها المتمردون. في ديسمبر/ كانون الأول 2016، وبعد أن استولى تنظيم داعش على تدمر من قوات الأسد، هاجم التنظيم قاعدة التياس الجوية وزعم أنه دمر أربع طائرات تابعة لسلاح الجو السوري.
في عام 2018، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الجيش الإسرائيلي قصف القاعدة، مما أدى إلى تدمير برج المراقبة الجوية الرئيس. في وقت لاحق، في أبريل/ نيسان 2018، دمر هجوم آخر حظيرة طائرات تُستخدم لتخزين الطائرات المسيرة ومنظومة صواريخ تور الإيرانية قبل أن تصبح جاهزة للعمل بكامل طاقتها. كما استُخدمت القاعدة الجوية كنقطة انطلاق لهجمات الطائرات المسيرة التي شنتها الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران، والتي استهدفت قواعد أمريكية في شمال سوريا.
في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، استهدفت طائرات حربية إسرائيلية مجدداً قاعدة التياس بالصواريخ حوالي الساعة التاسعة والنصف مساءً، مما أسفر عن إصابة ستة جنود سوريين وفقاً لوسائل إعلام محلية. وأكدت إسرائيل أن القوات الإيرانية ما زالت تستخدم القاعدة. وفي أوائل ديسمبر/ كانون الأول 2024، سيطر الجيش السوري الحر المدعوم من الولايات المتحدة على قاعدة التياس.
خلال الأسبوعين الماضيين، استهدفت إسرائيل قواعد جوية عسكرية رئيسية في سوريا، بما فيها قاعدة التياس. وتهدف الغارات الإسرائيلية على المطارات السورية إلى تعقيد اللوجستيات العسكرية التركية وقدرة أنقرة على العمل في المنطقة. وتؤكد صور الأقمار الصناعية الحديثة أن الغارات ألحقت بعض الأضرار بقاعدة التياس، حيث أحدثت حفراً على المدرج يمكن أن تمنع طائرات النقل الثقيلة من الهبوط. ومع ذلك، من غير المرجح أن تكون هذه الغارات الأخيرة.
المصدر: مجلة الحرب الطويلة
