الولايات المتحدة تؤكد أن إيران تواصل توفير الملاذ الآمن لتنظيم القاعدة
تواصل إيران السماح لتنظيم القاعدة بتسهيل أنشطته الإرهابية، وهي قناة اتصال رئيسة لنقل الأموال والمقاتلين إلى جنوب آسيا وسوريا وأماكن أخرى، حسبما صرحت وزارة الخارجية الأمريكية لموقع إيران إنترناشيونال.
وقالت وزارة الخارجية إن “إيران تواصل إنكار وجود تنظيم القاعدة في البلاد، على الرغم من علمها بأنشطة قادة القاعدة هناك”، وهي العلاقة التي يعود تاريخها إلى أوائل عام 2009.
وأكدت وزارة الخارجية أيضاً تصريحات جيمس روبين، المنسق الأمريكي الخاص لمركز المشاركة العالمية التابع لوزارة الخارجية، والذي تحدث مؤخراً عن “شراكة جديدة بين إيران وتنظيم القاعدة” في مؤتمر صحفي في لندن، قائلاً إن إيران تؤوي قادة القاعدة داخل أراضيها.
وشددت الوزارة أيضاً على أن “إيران هي الدولة الرائدة في رعاية الإرهاب، حيث تسهل مجموعة واسعة من الأنشطة الإرهابية وغيرها من الأنشطة غير المشروعة حول العالم، في البحرين والعراق ولبنان وسوريا واليمن، من خلال الجماعات المسلحة مثل حزب الله وحماس”.
ووصفوت إيران بأنها “المحرك الرئيس لعدم الاستقرار في جميع أنحاء الشرق الأوسط” منذ تأسيس النظام الإسلامي في عام 1979.
وفي أواخر يناير/ كانون الثاني، أصدرت الأمم المتحدة تقريراً يكشف عن ثمانية معسكرات تدريب جديدة لتنظيم القاعدة داخل أفغانستان، فضلاً عن خمس مدارس دينية لتعليم الأيديولوجية الجهادية. أحد قادة القاعدة المعروف باسم حكيم المصري “مسؤول عن معسكرات التدريب وإجراء تدريبات على العمليات الانتحارية لحركة طالبان باكستان”. كما أنشأت القاعدة قاعدة جديدة “لتخزين الأسلحة” في إقليم بنجشير بوسط البلاد.
ونقل التقرير عن عدة دول أعضاء في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قولها إن الشخصيات الرئيسة في تنظيم القاعدة تسافر لتوفير الاتصال بين الزعيم الفعلي للتنظيم، سيف العدل، الذي يقيم في إيران، وكبار أعضاء القاعدة في أفغانستان. ومنهم عبد الرحمن الغامدي. والغامدي هو أحد المشتبه بهم في هجمات 11 سبتمبر / أيلول، ولم يتمكن من المشاركة لأسباب غير معروفة.
أصبح سيف العدل، وهو ضابط سابق في القوات الخاصة المصرية وعضو رفيع المستوى في تنظيم القاعدة مع مكافأة أمريكية قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه، الزعيم “بلا منازع” للقاعدة بعد وفاة أيمن الظواهري في يوليو / تموز 2022 في ضربة صاروخية أمريكية في كابول.
ولم تعلن طالبان سيف العدل “أميراً” بشكل رسمي بسبب مخاوفها من الاعتراف بمقتل الظواهري بصاروخ أمريكي في منزل في كابول؛ أي على أراضيها، وهي ضربة كبيرة أخرى للقاعدة منذ مقتل مؤسسها أسامة بن لادن في عام 2011. وقال تقرير للأمم المتحدة إن تنظيم القاعدة السني حساس إلى حد كبير لإقامة سيف العدل في إيران الشيعية.
وشدد أحدث تقرير للأمم المتحدة على أن “القاعدة تحتفظ بمنازل آمنة لتسهيل الحركة بين أفغانستان وجمهورية إيران الإسلامية في مقاطعات هرات وفرح وهلمند، مع مواقع آمنة إضافية في كابول”.
في فبراير/ شباط 2023، قال نيد برايس، المتحدث باسم وزارة الخارجية آنذاك: “تقييمنا يتوافق مع تقييم الأمم المتحدة… توفير ملاذ آمن لتنظيم القاعدة هو مثال آخر على دعم إيران واسع النطاق للإرهاب، وعلى أنشطتها المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط وخارجه”.
وبعد يوم من انضمام واشنطن إلى بيان الأمم المتحدة الذي حدد مكان سيف العدل في إيران، نفى وزير خارجية النظام، حسين أمير عبد اللهيان، وجوده في البلاد. وأضاف: “أنصح المسؤولين في البيت الأبيض بالكف عن لعبة فوبيا إيران الفاشلة، فخلق الأخبار عن زعيم القاعدة وربطه بإيران أمر مضحك”.
ووفقاً لبرنامج مكافآت من أجل العدالة التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، انتقل سيف العدل إلى جنوب شرق إيران بعد الهجمات بالقنابل على سفارتي الولايات المتحدة في تنزانيا وكينيا، والتي أسفرت عن مقتل 224 مدنياً وإصابة أكثر من 5000 آخرين في عام 1998. وبحسب التقارير، كان سيف العدل يعيش تحت حماية الحرس الثوري الإيراني، ولكن في أبريل / نيسان 2003، وضعته إيران وغيره من قادة القاعدة تحت الإقامة الجبرية. وفي سبتمبر/ أيلول 2015، تم إطلاق سراح سيف العدل وأربعة آخرين من كبار قادة تنظيم القاعدة من السجون الإيرانية مقابل إطلاق سراح دبلوماسي إيراني اختطفه تنظيم القاعدة في اليمن. وظلوا في إيران بعد إطلاق سراحهم.
كما أكد تقرير الأمم المتحدة أن “العلاقة بين طالبان والقاعدة لا تزال وثيقة”. وأعرب فريق الأمم المتحدة عن مخاوفه بشأن وجود شخصيات بارزة في تنظيم القاعدة في أفغانستان، وقال إن “الجماعة لا تزال تشكل تهديداً في المنطقة، وربما خارجها”. وأشار التقرير إلى أن طالبان تحاول “تقليل ظهور” علاقاتها مع تنظيم القاعدة.
وبالإضافة إلى إيواء قادة تنظيم القاعدة، تعمل طهران أيضاً على تعزيز علاقاتها مع حركة طالبان، التي وافقت على عدم السماح لتنظيم القاعدة بالعمل في المناطق الخاضعة لسيطرتها بعد أيام من الاستيلاء على كابول في غشت / آب 2021. ويرتبط تنظيم القاعدة بطالبان من خلال بيعة قدمها أسامة بن لادن لأول مرة في التسعينيات لنظيره من طالبان الملا عمر. وتم تجديد البيعة عدة مرات منذ ذلك الحين، على الرغم من أن طالبان لم تعترف بها علناً.
الرابط:
https://www.iranintl.com/en/202402273383