المؤسسات والمنظمات

المرابطون

هي جماعة جهادية تنشط في شمال مالي والصحراء الكبرى، وتهدف إلى تطبيق الشريعة الإسلامية في المنطقة. تم تشكيل الجماعة عام 2013 من اندماج بين كتيبة الملثمون وحركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا. وكانت كلتا الجماعتين من فروع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وفي ديسمبر/ كانون الأول 2015، اندمجت جماعة “المرابطون” مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بعد هجوم مشترك على فندق راديسون بلو في باماكو، عاصمة مالي. وكان هذا الهجوم بمثابة إعلان الوحدة بين المجموعتين. ومنذ ذلك الحين، تولّت “المرابطون” زمام المبادرة في عمليات تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، بما في ذلك الهجوم الكبير الذي استهدف قاعدة للأمم المتحدة في شمال مالي.

ووفقاً للأمم المتحدة، أقامت “المرابطون” علاقات مع القبائل المحلية والمجموعات الجهادية الليبية في أوائل عام 2017 من أجل توسيع عملياتها في ليبيا. في 2 مارس / آذار 2017، اندمجت “المرابطون” مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي والجماعات الجهادية المحلية أنصار الدين وجبهة تحرير ماسينا لتشكيل جماعة نصرة الإسلام والمسلمين. ويمثل تشكيل جماعة نصرة الإسلام والمسلمين تأكيداً لسعي القاعدة إلى “الوحدة” من أجل تعزيز الجماعات الجهادية وتطبيق الشريعة بنجاح في منطقة المغرب العربي.

وكان مختار بلمختار قد انفصل في السابق عن كتيبة الملثمون عام 2012. وقام بتنظيم هجوم في يناير / كانون الثاني 2013 على منشأة للغاز بالقرب من عين أميناس بالجزائر، مما أسفر عن مقتل 38 مدنياً. وفي مايو / أيار 2013، نفذت كتائب أنصار الشريعة وحركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا تفجيرين انتحاريين مزدوجين في النيجر أسفرا عن مقتل ما لا يقل عن 20 شخصاً.

وبعد اندماج كتيبة الملثمون في 23 غشت / آب 2013 مع حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا، التي تتخذ من مالي مقراً لها، لتشكيل “المرابطون”، زعمت الجماعة المشكَّلة حديثاً أن الحركة الجهادية في المنطقة أصبحت “أقوى من أي وقت مضى”، وأعلنت عن نيتها “هزيمة” فرنسا وحلفائها في المنطقة. ونفذت الجماعة هجمات ضد المصالح الفرنسية في المنطقة، والوحدات العسكرية الإفريقية التي تنسق ضد القوى الإسلامية، والمدنيين الأفارقة.

وأُعلن عن وفاة بلمختار في مناسبات عديدة. في عام 2013، أعلنت حكومة تشاد مقتله في عملية لمكافحة الإرهاب في مالي. وفي أوائل أكتوبر/ تشرين الأول 2015، أفادت قناة إخبارية جزائرية أن المتحدث باسم تنظيم القاعدة أعلن عن وفاة بلمختار في رسالة صوتية مسجلة، كما أفادت التقارير أن غارة جوية أمريكية في ليبيا أدت إلى مقتل بلمختار في 14 يونيو / حزيران 2015، على الرغم من أن الولايات المتحدة لم تؤكد وفاته. ونفت “المرابطون” لاحقاً مقتل بلمختار وأعلنته زعيماً رسمياً لها في يوليو/ تموز 2015.

وتعتقد “المرابطون” أن عليها “واجباً شرعياً” لتوحيد مسلمي إفريقيا والحركات الإسلامية ضد التأثيرات العلمانية وغير الإسلامية. وتستهدف الجماعة على وجه الخصوص المصالح الفرنسية في المنطقة. والهدف المعلن للجماعة هو “هزيمة” فرنسا وحلفائها الإقليميين. واتهمت “المرابطون” فرنسا بقتل “أطفال ونساء وشيوخ مسالمين” خلال تدخلها في مالي عام 2013.

نشأت كل من حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا و”المرابطون” كمجموعات منشقة عن فرع تنظيم القاعدة في المنطقة، تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. كان الهدف المعلن لحركة التوحيد والجهاد هو نشر الجهاد في جميع أنحاء غرب أفريقيا، ووفقاً للتقارير، اعترضت الحركة على الهيمنة الجزائرية على قيادة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وتحالفت جماعة “المرابطون” في البداية مع تنظيم القاعدة، لكنها ظلت مستقلة من الناحية العملياتية. وحين أعلن عدنان الصحراوي، المؤسس المشارك للجماعة، ولاءها لداعش في مايو/ أيار 2015، رفض المؤسس المشارك أيضاً مختار بلمختار هذه الخطوة، وذكر أن مجلس شورى الجماعة لم يصدر بعد قراراً بشأن التحالف مع داعش. أعادت “المرابطون” تنظيم نفسها رسمياً مع تنظيم القاعدة عام 2015، وأعادت تسمية نفسها باسم “المرابطون ـ تنظيم القاعدة في غرب إفريقيا”.

في 2 مارس / آذار 2017، اندمجت “المرابطون” مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وأنصار الدين وجبهة تحرير ماسينا لتشكيل جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، وأعلنت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين أمير أنصار الدين السابق إياد آغ غالي زعيماً لها. وزعم غالي أن الفصائل اتحدت “في مجموعة واحدة” تعمل تحت “أمير واحد” بعد أن “سعى تنظيم القاعدة إلى توحيد جهود المجاهدين وفق الشريعة الإسلامية”. وبينما تعمل جماعة نصرة الإسلام والمسلمين تحت اسم جديد وأمير جديد، يبدو أن الجماعة تظل تحت رعاية تنظيم القاعدة. وقد دفع غالي البيعة لمركز القاعدة وأمير القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي السابق عبد المالك دروكدال المعروف باسم أبو مصعب عبد الودود.

إن الهيكل القيادي لجماعة “المرابطون” غير معروف، على الرغم من أن قادة الجماعة تم تصنيفهم تحت فرع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في أواخر عام 2015. ويبدو أن الجماعة يحكمها أمير ومجلس شورى يحدد جدول أعمالها. لم تُسمِّ “المرابطون” معظم قادتها علناً، على الرغم من أن المؤسس المشارك عدنان أبو الوليد الصحراوي وصف نفسه بأنه أمير الجماعة في إعلان مبايعة “المرابطون” لتنظيم داعش في مايو/ أيار 2015. ورفض المؤسس المشارك الآخر مختار بلمختار البيعة بعد أسبوع، مما أثار تساؤلات حول ما إذا كان الصحراوي أو بلمختار أعلى مرتبة في التسلسل القيادي. ومع ذلك، انشق الصحراوي عن “المرابطون” بعد تعهده بالولاء لتنظيم داعش. وكشف بلمختار أن لـ “المرابطون” مجلس شورى حاكم، وقال إنه لم يوافق بعد على البيعة لداعش. وتوفي الصحراوي في غارة فرنسية بطائرة بدون طيار في غشت / آب 2021.

في يوليو / تموز 2015، أصدرت “المرابطون” بياناً على الإنترنت مفاده أن مجلس الشورى التابع لها انتخب بلمختار زعيماً جديداً للجماعة. وفي مارس/ آذار 2017، تم الكشف عن اثنين آخرين من قادة “المرابطون”: عبد الرحمن الصنهاجي، كبير قضاة الجماعة، والحسن الأنصاري، نائب زعيمها.

وبعد اندماج “المرابطون” في مارس / آذار 2017 مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وأنصار الدين وجبهة تحرير ماسينا في جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، تحولت العلاقة بين الجماعات من علاقة تعاون إلى تسلسل هرمي منظم مع وجود تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في أعلى الهرم. ويقود أمير أنصار الدين إياد غالي جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، لكنه أكد ولاءه للأمير السابق لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أبو مصعب عبد الودود. وبحسب مصادر أمنية مالية وموريتانية، فقد حل كبير قضاة “المرابطون”، عبد الرحمن الصنهاجي، محل مختار بلمختار على رأس الجماعة بعد اندماجها في جماعة نصرة الإسلام والمسلمين. ولم تؤكد “المرابطون” وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين هذا التغيير في القيادة.

ومن المرجح أن تمويل “المرابطون” يتم من خلال عمليات الاختطاف والفدية والأنشطة الإجرامية وفقاً لوزارة الخارجية الأمريكية. ومن المرجح أيضاً أن المجموعة تتلقى التمويل من خلال علاقاتها بمنظمات إرهابية أخرى. وكانت حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا تمول عملياتها في السابق من خلال تهريب المخدرات على المستوى الإقليمي. وكانت الحركة متورطة أيضاً في اختطاف ثلاثة عمال إغاثة في الجزائر عام 2011، وتم إطلاق سراحهم لاحقاً مقابل دفع فدية.

وتتألف “المرابطون” إلى حد كبير من أعضاء سابقين في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذين غادروا مع تحالف كتيبة الملثمون وحركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا. تشمل منطقة التجنيد الأساسية للجماعة شمال وغرب إفريقيا، وخاصة الجزائر وموريتانيا ومالي والنيجر، وتعتمد بشكل كبير على التجنيد محلياً، حيث يشكل الماليون الآن أكبر مجموعة عرقية في الجماعة.

ووفقاً للأمم المتحدة، أقامت “المرابطون” علاقات مع القبائل المحلية والمجموعات الجهادية الليبية في أوائل عام 2017 من أجل توسيع عملياتها في ليبيا. لكن هذه ليست المرة الأولى التي تحاول فيها الجماعة التوسع في ليبيا. في يونيو / حزيران 2015، استهدفت غارة جوية أمريكية مختار بلمختار بالقرب من طبرق، ليبيا. وفي عام 2011، زار بلمختار معسكر تدريب للقاعدة في ليبيا، حيث قام بتجنيد أمير “المرابطون” السابق أبو بكر النصري.

وقد تدرب كل من أميري “المرابطون”، مختار بلمختار وسلفه أبو بكر النصري، لأول مرة وقاتلا ضد الاتحاد السوفييتي في أفغانستان في الثمانينيات، ثم تدرب الرجلان في معسكرات القاعدة في التسعينيات، والتقى بلمختار بالنصري وجنده من أحد هذه المعسكرات في ليبيا عام 2011. وقتلت القوات الفرنسية النصري في أبريل / نيسان 2014.

وكان تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي يدير في السابق معسكر تدريب في تمبكتو، مالي، وقد تم تدمير المعسكر في غارة جوية. ويستخدم تنظيم القاعدة أيضاً مرافق التدريب بالوكالة التي توفرها الجماعات الجهادية في المنطقة.

وحافظت قيادة “المرابطون” على اتصالاتها مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وخاصة من خلال جمال عكاشة (يحيى أبو الهمام)، زعيم القاعدة في منطقة الصحراء. وأعلنت القوات الفرنسية الموجودة في منطقة الساحل الإفريقي أنها قتلت عكاشة في 22 فبراير / شباط 2019.

زر الذهاب إلى الأعلى