العجمي الوريمي
هو أستاذ فلسفة وقيادي بارز في حركة النهضة التونسية، ينتمي إلى الجيل الثاني من القيادات التاريخية للحركة بعد الجيل المؤسس. يصنف ضمن “الحمائم” في تنظيم الإخوان في تونس بالنظر إلى ميله إلى التواصل والحوار مع مختلف التيارات السياسية، كما أنه من أنصار التفاوض مع السلطة وتجنب الصدام معها. انتخب في أكتوبر / تشرين الأول 2023 أميناً عاماً للحركة.
ولد عام 1962 بمنطقة شط مريم التابعة لمحافظة سوسة الساحلية. بدأ نشاطه الطلابي في صفوف حركة الاتجاه الإسلامي (النهضة حالياً) عام 1981 بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتونس، وفي أبريل / نيسان 1984، أسس، صحبة قيادات طلابية من الاتجاه الإسلامي، الاتحاد العام التونسي للطلبة، ليكون منافساً للاتحاد العام لطلبة تونس الذي سيطرت عليه مجموعات يسارية ومنعت الإسلاميين من دخوله، وعلى إثره طُرد من الجامعة، لينتقل إلى المغرب عام 1985 ويلتحق بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط التي تخرج فيها بشهادة الإجازة في الفلسفة.
عاد إلى تونس عام 1988، واستأنف نشاطه في قيادة الاتجاه الإسلامي بالجامعة، وتولى رئاسة تحرير جريدته الأسبوعية “الحدث الطلابي”، بعد ذلك، أصبح عضواً في المكتب السياسي لحركة النهضة خلال صراعها مع الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي (1987-2011)، وعند صدور جريدة الفجر الناطقة باسم الحركة، التحق بهيئة تحريرها مسؤولاً عن القسم الجامعي الشبابي والشؤون الدولية. وفي عام 1991، انتدب لعضوية المكتب التنفيذي لحركة النهضة ورئيساً لمكتبها السياسي.
اعتقل في مارس / آذار 1991، وحوكم مع قيادة النهضة أمام القضاء العسكري، وفي يوليو / تموز 1992، صدر في حقه حكم بالسجن المؤبد قضى منها في السجون التونسية 16 عاماً ونصف العام، وبعد الإفراج عنه في يوليو / تموز 2007، عاد إلى دراسة الفلسفة، وحصل على درجة الماجستير من كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بتونس العاصمة.
بعد الثورة التونسية في 2011، شغل مناصب قيادية متعددة في حركة النهضة: نائب رئيس الحركة ومسؤول الثقافة والتعليم والشباب، ثم عضو المكتب التنفيذي المسؤول عن الإعلام والاتصال، كما انتخب عام 2014 نائباً بمجلس النواب إلى حدود عام 2019. وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بعد سجن رئيس الحركة وزعيمها التاريخي راشد الغنوشي بتهم إرهابية، وسجن رئيسها المؤقت المنذر الونيسي في سبتمبر/ أيلول 2023 بتهمة التآمر على أمن الدولة، انتخب أميناً عاماً للحركة.
