تقارير ودراسات

الدور الإسباني في مأسسة جماعة الإخوان المسلمين في أوروبا

يقدم اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا نفسه على أنه “مؤسسة إسلامية أوروبية مستقلة وشاملة […] تعمل على مساعدة المسلمين على ممارسة شعائر الإيمان والحفاظ على هويتهم الدينية ومعالجة اهتماماتهم الاجتماعية والثقافية”. ولكن بعيدًا عن تعريفه الخاص، فإن الاتحاد ـ المعروف أيضاً باسم مجلس مسلمي أوروبا منذ عام 2020 ـ يعمل كمؤسسة مظلية تتحد تحتها المنظمات الأوروبية المختلفة التي لها علاقات مع جماعة الإخوان المسلمين بطريقة أو بأخرى. وهذا الانتساب إلى التنظيم الإسلامي العالمي ليس مجهولاً، وقد تمت دراسته بعمق خلال السنوات القليلة الماضية. وفي الواقع، صرح رئيس التنظيم الحالي، عبد الله بن منصور، في مقابلة أجريت معه مؤخراً، أن غالبية الأفراد الذين شاركوا في تأسيس الاتحاد كانوا أعضاء في جماعة الإخوان، وأن المدرسة الفكرية السائدة في التنظيم لا تزال هي “مدرسة الإخوان”.

يضم اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا حالياً شبكة كثيفة من المنظمات والمبادرات الوطنية في أكثر من 25 دولة تضم أكثر من 500 جمعية ومركز إسلامي. كما نجح الاتحاد في إنشاء هياكل أوروبية أخرى، مثل المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث، والمعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية، والمنتدى الأوروبي للمرأة المسلمة، والمجلس الأوروبي للأئمة، من أجل تطوير نفسه، بصفته منظمة جامعة شاملة تطمح إلى احتكار الإسلام الأوروبي.

تهدف هذه المقالة إلى تسليط الضوء على مسألتين: من ناحية، تسعى إلى تقديم معلومات جديدة فيما يتعلق بالمراحل التي أدت إلى إنشاء اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، ومن ناحية أخرى، تعتزم وضع إطار دقيق للدور الذي لا يحظى بالتقدير الذي لعبته إسبانيا وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين المتمركزون في إسبانيا خلال تلك المراحل. ولتحقيق هذه الغاية، يعتمد المقال على معلومات تم الحصول عليها بشكل رئيسي من مصادر أولية باللغة العربية، وعلى الشهادات التي أدلى بها أعضاء بارزون في اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا لوسائل الإعلام المختلفة على مرّ السنين.

ولكن قبل استكشاف هذه الديناميكيات بشكل أكبر، تجدر الإشارة إلى الحقيقة المتناقضة المتمثلة في أنه بينما تمت دراسة التطور التاريخي للإسلاموية في دول أوروبية أخرى مثل فرنسا أو المملكة المتحدة على نطاق واسع، وكان موقعها في المجتمع موضوعاً للنقاش، فإن إسبانيا بقيت على الهامش في هذا الصدد. لقد تم إيلاء الكثير من الاهتمام للجهادية في إسبانيا بالنظر إلى تاريخ البلاد مع الهجمات العنيفة، ولكن لم يكن هناك أي نقاش تقريباً حول المظاهر غير العنيفة للإسلاموية في البلاد. ومع ذلك، لم تتطور جماعة الإخوان المسلمين في إسبانيا بطريقة مماثلة لشبكات الإخوان المسلمين في بلدان أوروبية أخرى فحسب، بل لعبت أيضاً ـ كما سنرى ـ دوراً حاسماً في إرساء أسس الإسلاموية في أوروبا.

التطور المبكر للإخوان المسلمين في إسبانيا

لئن كان رسم وتحليل أهم معالم تطور جماعة الإخوان في إسبانيا مهمة تتجاوز حدود هذه المساهمة، فإنه لابد من تقديم بعض التوضيحات قبل التطرق إلى الموضوع الرئيس لهذه الدراسة. ومن أجل رسم جدول زمني بسيط للأحداث، يجب علينا أن نفهم فترة الخمسينيات والستينيات كنقطة انطلاق للإسلاموية في إسبانيا. خلال تلك العقود، بدأت إسبانيا الفرانكوية في إطلاق مبادرات التبادل الثقافي والتوقيع على معاهدات واتفاقيات مختلفة كانت بمثابة بداية لاتجاه ناشئ: وصول الطلاب من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى إسبانيا. وسعت مثل هذه المبادرات إلى كسر عزلة إسبانيا الدولية وعدم أهميتها بعد الحرب العالمية الثانية من خلال كسب دعم واعتراف تلك الدول العربية. وجاء معظم الطلاب الذين استفادوا من برامج التبادل الثقافي هذه من سوريا والأردن ومصر. بدأ بعض هؤلاء الطلاب في تنظيم أنفسهم في مجموعات، ثم بدأوا لاحقاً في تأسيس جمعيات بهدف بناء بيئة اجتماعية وثقافية مألوفة يمكنهم من خلالها إعادة إنتاج أنماط اجتماعية مشتركة والتعبير عن هوياتهم الجماعية.

وفي إعادة إنتاج النمط الذي لوحظ بالفعل في سيناريوهات أوروبية أخرى، كانت هذه بداية الترابط الإسلامي في إسبانيا. إن وصول الدفعة الأولى من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين إلى إسبانيا لم يتم بطريقة منظمة، بل على العكس تماماً. ولذلك، فمن الضروري في هذه المرحلة استبعاد المبادرات الأولى التي نفذتها المجموعة الإسلامية الصغيرة والناشئة في إسبانيا آنذاك، بوصفها جزءًا من مؤامرة منسقة وشريرة من قبل جماعة الإخوان المسلمين لأسلمة الغرب.

هناك إجماع بين الأكاديميين وممثلي الجالية الإسلامية على الإشارة إلى المواطن السوري نزار أحمد الصباغ كأول زعيم معروف لجماعة الإخوان المسلمين في إسبانيا. ومن بين العديد من المبادرات الأخرى، انتهى الصباغ بتأسيس الجمعية الإسلامية في إسبانيا، وهي حجر الزاوية الأولي الذي ظهرت منه الكيانات المختلفة المرتبطة بالإخوان لاحقاً. واغتيل الصباغ في برشلونة عام 1981 في ظروف غريبة وتولّى منصبه على رأس التنظيم الوليد بهيج ملا حويش، وهو طبيب من أصل سوري أيضاً.

ومع أنه شخصية غير معروفة إلى حد كبير، كان الراحل الدكتور ملا حويش جزءاً من النواة الأكثر انتقائية لجماعة الإخوان المسلمين في أوروبا: أفراد مؤهلون تأهيلاً عالياً ملتزمون بالقضية وغالباً ما ظلت انتماءاتهم سرية. وكانت هذه المجموعة صغيرة، ولكنها أساسية لتشغيل آلية أكبر وأكثر تعقيداً. كان الدكتور ملا حويش أحد مؤسسي المركز الإسلامي في إسبانيا، وهو الكيان الذي سيرأسه لعدة سنوات وأحد المنظمات الرئيسة لجماعة الإخوان المسلمين في إسبانيا، كما ساهم بنشاط في إنشاء وتوسيع أول حركة جمعوية طلابية إسلامية على المستوى الوطني في إسبانيا، والمعروفة باسم اتحاد الطلاب المسلمين في إسبانيا، والتي عكست مبادرات مماثلة للطلاب المسلمين في دول أوروبية أخرى مثل المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا التي كانت موجودة في ذلك الوقت. خلال هذه المرحلة الجنينية، أعطت جمعيات الطلاب المسلمين في أوروبا – والتي لم تكن الإسبانية استثناءً – الأولوية للتعبير عن ممارساتهم الدينية بطريقة منظمة وجماعية أثناء محاولتهم حماية هويتهم.

ومع ذلك، ليس الدور المهم الذي لا جدال فيه للدكتور ملا حويش على المستوى الوطني، ولكن انتماءاته ومسؤولياته في مختلف الهياكل الأوروبية هي التي تسمح لنا بوضع الدور الذي لعبته جماعة الإخوان الإسبانية على المستوى الأوروبي في سياقه. وهكذا، وبحسب المعلومات التي قدمتها المؤسسة التي تحمل اسمه، انتهى الأمر بالدكتور ملا حويش إلى شغل منصب الأمين العام للفرع الإسباني لمجلس المساجد الأوروبي القاري، وهي مبادرة روجت لها السعودية والكويت. علاوة على ذلك، كان أيضاً عضواً في المجلس الإسلامي العالمي للمساجد، وعضواً في رابطة العالم الإسلامي، وعضواً في هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية، وممثل الندوة العالمية للشباب الإسلامي في أوروبا.

مدريد 1984: من الإخوان إلى الإخوان الأوروبيين

بحلول أواخر السبعينيات، بدأت المجموعات المعزولة المختلفة من جماعة الإخوان المسلمين التي كانت تعمل في جميع أنحاء القارة تتفاعل بشكل أكبر مع بعضها البعض، وأنشأت شبكات رسمية وغير رسمية امتدت عبر أوروبا. ولم تكن إسبانيا استثناءً. وبفضل العمل الدؤوب الذي قام به مجتمع صغير من الأفراد من الشرق الأوسط – معظمهم من السوريين – في أوائل الثمانينيات، تم بالفعل تحديد مدريد وغرناطة كمنطقتين مهمتين للإسلاميين في أوروبا. في تلك اللحظة، بدأت تتشكل فكرة تأسيس حركة الإخوان المسلمين الأوسع في أوروبا.

كان معظم هؤلاء النشطاء الإسلاميين الأوائل في أوروبا من المنفيين العرب من بلدانهم الأصلية، التي كانت تحكمها أنظمة استبدادية معادية لهم. واقتناعاً منهم بأن المشهد السياسي في العالم العربي لن يتغير في أي وقت قريب، توصل مختلف رواد الإخوان المسلمين في أوروبا إلى استنتاج مفاده أن الوقت قد حان لقبول هذا الواقع وإعادة صياغة استراتيجيتهم من خلال إرساء قواعد الإسلام والدعوة في أوروبا. إن تأسيس اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا عام 1989، والذي تصفه المنظمة بأنه “تتويج لعقود من النشاط الإسلامي”، غالباً ما يتم اعتباره نقطة انطلاق للإسلاموية في أوروبا. ومع ذلك، كان هناك حدث سابق مثل بداية كل شيء.

يحدد أحمد الراوي، أحد أهم أعضاء جماعة الإخوان في أوروبا، بداية مأسسة نشاط الإخوان في القارة على النحو التالي: “انعقد مؤتمر لرؤساء وقادة المؤسسات الإسلامية في غشت 1984 في مدريد عاصمة إسبانيا. وشاركت في هذا الحدث جمعيات خيرية إسلامية من أكثر من 10 دول أوروبية، ليصبح الأساس الذي يقوم عليه العمل المؤسسي الأوروبي منذ ذلك الحين”.

ويقول الأكاديمي ألكسندر كاييرو، نقلاً عن مقابلة مع الراوي نفسه، عن مؤتمر مدريد: “تأسست رابطة الطلاب المسلمين في أوروبا في مدريد عام 1984، مما مهد الطريق لتأسيس اتحاد المنظمات الإسلامية في أوربا بعد خمس سنوات، وهو كوكبة من الهيئات المحلية في أوروبا الغربية والشرقية مستوحاة من جماعة الإخوان المسلمين.

وقبل ذلك، تم تنظيم العديد من الاجتماعات والمؤتمرات الصيفية في دول أوروبية مختلفة بين مختلف المنظمات والمبادرات والمراكز الإسلامية التي انتهت بالمشاركة في مؤتمر مدريد. وشارك العديد من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين في إسبانيا في المناقشات والاجتماعات التنسيقية التي انتهت إلى تبلورها في مؤتمر مدريد عام 1984 وما تلا ذلك من إنشاء رابطة الطلاب المسلمين في أوروبا. وفقًا لمختلف السير الذاتية التي نُشرت بعد وفاته، كان الدكتور ملا حويش أحد الآباء الروحيين لهذا النهج الجديد الذي تبناه الإسلاميون بشكل متزايد في أوروبا: الاستفادة من إطار الحريات السياسية والدينية المتوفرة في أوروبا للعمل على الحفاظ على الهوية والقيم والعادات الإسلامية دون المساس بها.

وأوضح الراوي لاحقاً أن مؤتمر مدريد تم تنظيمه “لأننا لم نتمكن من منع الطلاب من الارتباط والاختلاف مع المجتمعات الأوروبية؛ وذلك أساساً لأنهم كانوا مقتنعين بأنهم أوروبيون، وأن أوروبا هي وطنهم ومستقبلهم، وأنهم جزء لا يتجزأ من البلدان التي يقيمون فيها”. وتابع الراوي أن الحاجة إلى التنظيم والتحرر من القيود التي فرضها انتماؤهم المباشر إلى جماعة الإخوان في بلدانهم الأصلية هي التي أدت إلى تنظيم مؤتمر مدريد: “نسعى إلى وضع الأسس الرئيسة للعمل المؤسسي الإسلامي في أوروبا، خاصة وأن العمل الإسلامي في البلاد الإسلامية له رجاله وشخصياته، وعلى الرغم من أننا نستطيع التواصل معهم أو كسر قنوات الاتصال السابقة، فإن علاقتنا هي علاقة تواصل وتعاون، وليست علاقة تبعية وارتباط. نحن نركز على أجيالنا الجديدة”.

لم يكن مؤتمر مدريد عام 1984 حدثاً بسيطاً. كانت تلك هي اللحظة التي بدأت فيها جماعة الإخوان المسلمين في تطوير استراتيجية تهدف إلى توسيع منطقة نفوذها في أوروبا. ولا يترك نص من اتحاد المنظمات الإسلامية نفسه، والذي تمت إزالته لاحقاً من موقعه على الإنترنت، مجالاً واسعاً للشك: “كانت مدريد نقطة الانطلاق لخلق عمل إسلامي أوروبي من يهدف إلى ترسيب الوجود الإسلامي في أوروبا”. وهكذا، فإن اتحاد المنظمات الإسلامية، المؤسسة التي تجمع اليوم كل المنظمات الأوروبية التي لها علاقات مع الإخوان بطريقة أو بأخرى، لم يتخذ خطواته الأولى في مدريد فحسب، لقد لعب المواطنون الإسبان أيضاً دوراً حاسماً في وضع فكرته.

ويشكل مؤتمر مدريد نقطة التحول التي من خلالها، دون ترك الأسباب الخاصة بكل إخواني أو مجموعة من الإخوان في بلدانهم الأصلية جانباً، تمت إعادة تحديد أهدافهم وإعادة تنظيم جهودهم لوضع أوروبا في مركز اهتمامهم. ولذلك، فإن مؤتمر مدريد يمثل لحظة ميلاد الوجود المنظم للإخوان المسلمين في أوروبا.

ومع ذلك، كما هو الحال مع كل ما يتعلق بجماعة الإخوان المسلمين تقريباً، هناك عدد قليل من المصادر الموثوقة التي توفر البيانات ذات الصلة فيما يتعلق بالحدث. وتؤكد “إخوان ويكي”، وهي بوابة إلكترونية تديرها جماعة الإخوان المسلمين المصرية، وتم تطويرها لتصبح موسوعة عن الجماعة، على أهمية الحدث. وفي نص يفصل المراحل المختلفة للنشاط الإخواني في أوربا، يقدم “إخوان ويكي” مؤتمر مدريد على أنه:

“اللحظة التي بدأ فيها الخطاب الداخلي يتغير من أجل التكيف مع الخصوصيات الأوروبية.. حيث تقرر توحيد العمل في أوروبا تحت مظلة اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا.. ومن هذا التاريخ حدث تغير ملحوظ في الخطاب الداخلي، وبدأ الحديث عن التوطين والعمل المؤسسي المعلن، وبدأت المناقشات الداخلية المتعلقة بهذه القضايا على كافة مستويات المنظمة”.

في مقابلة أجريت مع إحدى وسائل الإعلام التابعة لجماعة الإخوان المسلمين خلال الجمعية العامة لاتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا لعام 2012 في إسطنبول، افتخر اثنان من قادة الرابطة الإسلامية للحوار والتعايش في إسبانيا، وهي المنظمة الإسبانية العضو في الاتحاد، بالدور التاريخي الذي لعبته إسبانيا في تأسيس جماعة الإخوان المسلمين في أوروبا: “لا أستطيع أن أخفي عنكم إنه لشرف لنا أن تعود أصول اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا إلى إسبانيا، إلى عام 1984، عندما وقع الحدث الذي أضاء الشرارة التي ستنير العمل الإسلامي في أوروبا في مدريد”.

وقد ألقت بعض التعليقات التي أبديت خلال المقابلة المزيد من الضوء على أهمية الحدث: “كان من بين الحاضرين الشيخ الراحل فيصل المولوي”، كما أشار أحد الأشخاص الذين أجريت معهم المقابلة، في إشارة إلى رجل الدين الإخواني الراحل ذي الشهرة الكبيرة، ويواصل: “إن حقيقة انعقاد الاجتماع الأول لاتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا في مدريد تظهر أنه كان هناك عمل يتم إنجازه في إسبانيا، وأنه كان هناك بالفعل إخوان أود أن أذكر من بينهم مجموعة الطلاب السوريين والفلسطينيين الذين جاءوا في أواخر الخمسينيات”.

بالإضافة إلى تنظيم مؤتمر مدريد، فإن الأهمية المتزايدة لمدريد وغرناطة، باعتبارهما جيوباً رئيسة للإسلاميين في أوروبا خلال السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، تم التأكيد عليها من قبل بعض الإسلاميين البارزين الذين زاروا المدينتين في ذلك الوقت. عبد الله عزام، المعروف باسم “إمام الجهاد”، وهو منظّر إسلامي متشدد رئيس اشتهر بعمله مع المجاهدين العرب الذين حاربوا السوفييت في أفغانستان وعضو في جماعة الإخوان المسلمين طوال حياته، زار إسبانيا في عدة مناسبات. خلال زيارته الأولى إلى قرطبة وغرناطة، وثّق رجل الدين بالفعل وجود الإسلاميين في كلتا المدينتين، ثم زار مدريد لاحقاً في وقت ما في الثمانينيات. كما زار الجزائري عبد الله أنس، الذي كان زميلاً لعزام ثم أصبح فيما بعد أحد قادة الجبهة الإسلامية للإنقاذ الجزائرية، إسبانيا في منتصف الثمانينيات. وفي مدريد، عقد أنس اجتماعات مع مجموعات مختلفة من الإسلاميين، وأغلبهم من السوريين الذين وصلوا إلى إسبانيا بعد مذبحة حماة عام 1982. ومن بين هؤلاء الذين وصلوا مؤخراً، لفتت انتباهه مجموعة صغيرة مكونة من خمسة إسلاميين: وكان من بينهم أبو مصعب السوري، الذي أصبح لاحقاً المنظر الجهادي الرائد في القرن الحادي والعشرين وله تأثير رئيسي على الجيل الجهادي اليوم، والذي كان في ذلك الوقت مهتماً بالسفر إلى أفغانستان والانضمام إلى المقاومة العربية هناك.

ابتداءً من عام 1986، وربما بفضل الاتصالات التي أجراها عبد الله عزام وعبد الله أنس خلال زياراتهما المختلفة لإسبانيا، بدأت مجلة الجهاد في التوزيع في إسبانيا. تم نشر هذه المجلة الشهرية باللغة العربية من قبل مكتب خدمات المجاهدين العرب: مركز التنسيق الرئيس لـ “العرب الأفغان”، وكانت تهدف إلى إيصال الجهاد الأفغاني للجمهور العالمي. وتم توزيعها في إسبانيا من خلال مقر المركز الإسلامي التابع للكيان الإخواني الذي كان يرأسه آنذاك الدكتور ملا حويش.

المساهمة الإسبانية: الأسس الأيديولوجية والدبلوماسية الخارجية وقنوات التمويل للإخوان المسلمين في أوربا

على الرغم من أن ما سبق لا يترك مجالاً للشك حول دور مدريد ـ وخاصة الدكتور بهيج ملا حويش ـ في مأسسة إسلاموية الإخوان المسلمين في أوروبا، فإن شهادة صلاح الدين الجعفراوي تسمح لنا بتوضيح الأمر بشكل كامل. بالإضافة إلى كونه الأمين العام الأول لاتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، شغل الجعفراوي العديد من المناصب المسؤولة في منظمات مختلفة قريبة من جماعة الإخوان المسلمين في ألمانيا وأماكن أخرى منذ أوائل الثمانينيات حتى عام 2009، عندما استقر مرة أخرى في موطنه مصر. بحسب الجعفراوي:

“كان بهيج ملا حويش شخصاً غير عادي. لقد تعلمت منه كل ما أعرفه. كان عضواً في جماعة الإخوان السورية… [عندما التقينا عام 1981]. كان لديه منصب أهم من منصبي. لقد كان في الأساس قدوتي، والمرآة التي أنظر فيها إلى نفسي، تماماً مثل نزار الصباغ… لقد كان شخصاً مختلفاً، وكان بالتأكيد عضواً في جماعة الإخوان المسلمين، لكنه كان يدعو إلى الانفتاح، وكانت تربطه علاقة جيدة جداً بالسلطات الإسبانية ومع ممثلي الجالية الإسلامية، سواء المنتمين إلى جماعة الإخوان المسلمين أو غير المنتمين إليها”.

وفيما يتعلق بالأحداث التي أدت إلى تعيينه كأول أمين عام لاتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، يشرح الجعفراوي:

كان من المفترض أن يتم انتخاب بهيج ملا حويش أول أمين عام لاتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا. كان إلى جانب أحمد الراوي و[فيصل] المولوي من أكثر الأفراد التزاماً بالمشروع… كان ملا حويش هو الذي نظم كل شيء، وهو الذي طور الأفكار. وحتى قبل أحمد الراوي، كان هو الشخص المسؤول بالكامل عن إنشاء الاتحاد”.

ومع ذلك، يتابع الجعفراوي: “قبل أن يتم اختيار اسم اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا رسمياً، وبسبب الصراعات التي كانت قائمة داخل جماعة الإخوان السورية، لم يتم اختياره للمنصب”.

ومن خلال الاستفادة من رؤية الملا حويش وخبرته واتصالاته، أصبح الجعفراوي في نهاية المطاف شخصية رئيسة في تطوير الهياكل المستخدمة لتوجيه الأموال من شبه الجزيرة العربية لتمويل المشاريع الإسلامية في أوروبا، وهو الأمر الذي، كما سنرى، ساعد أيضاً على زيادة نطاق اتحاد المنظمات الإسلامية وتأثيره. تحصل شبكات الإخوان المسلمين في أوروبا على التمويل من خلال وسائل مختلفة، بما في ذلك جمع الصدقات المجتمعية وإدارة الأعمال الخاصة. ومع ذلك، مما لا شك فيه أن مصدر دخلهم الأكبر تاريخياً – وما مكنهم من العمل على نطاق أوسع بكثير من معظم المنظمات الإسلامية الأخرى – كان التمويل الذي يتلقونه من الجهات المانحة العامة والخاصة من الخليج.

وفقاً لرواية الجعفراوي، كان ملا حويش شخصاً موهوباً بشكل غير عادي عندما يتعلق الأمر بالمهارات الناعمة والدبلوماسية: “لقد كان يحظى باحترام المؤسسات الأوروبية […]. وكان معروفاً أيضاً في الخليج، وهو أمر مهم للغاية”. في الواقع، من خلال كلمات الجعفراوي، يمكن الاستدلال على أن اتصالات ملا حويش هي التي سمحت بتطوير القنوات المالية من الخليج، والتي تم من خلالها رعاية اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا حتى يومنا هذا: “كانت لديه علاقة جيدة بشكل غير عادي مع المملكة العربية السعودية، وخاصة مع عبد الله التركي. وكانت علاقته بالسلطات الكويتية ممتازة أيضاً… لقد طور ملا حويش العلاقات مع جميع سفارات دول الخليج. […]. لقد تعلمت منه واتبعت خطاه”. يصرح الجعفراوي بفخر.

وادعى الجعفراوي أن إرثه بصفته الأمين العام الأول لاتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا كان يتمثل في تحويل قنوات التمويل التي تم فتحها في البداية من خلال الجهود الدبلوماسية التي بذلها بهيج ملا حويش إلى نظام تمويل يعتمد على إصدار خطابات التوصية:

“الدول التي تمول المشاريع الإسلامية تريد أن يتم تنفيذها بطريقة منظمة […]. بعض الدول مثل المملكة العربية السعودية أو الكويت أو الإمارات كان لها مبعوثون بين أعضاء مجلس إدارة اتحاد المنظمات الإسلامية في أوربا… أنا، على سبيل المثال، عملت كمبعوث لوزارة الأوقاف الكويتية، وكان هناك الكثير منا يشغلون مناصب مماثلة مثل أحمد الراوي”.

كما وصف الجعفراوي دوره بأنه لا غنى عنه لحسن سير العمل في النظام المالي:

“منذ عام 1984 وحتى مغادرتي ألمانيا [في عام 2009]، كان على أي شخص يسافر إلى هذه البلدان طلباً للمساعدة في بناء مسجد أن يأخذ مني خطاب توصية […]. إذا ظهرت منظمة غير معروفة، فعليها القيام برحلات مختلفة إلى دول الخليج للحصول على التمويل. ومع ذلك، إذا كانت تنتمي إلى مؤسسة مثل اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا أو لديها تزكية من الاتحاد، فإن ذلك يمنحها الثقة اللازمة”.

وقد أدى ذلك أيضاً إلى توسيع شبكة المراكز الخاضعة لتأثير الإخوان. يتابع الجعفراوي: “عندما تم إنشاء اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، أصبحت الأمور أكثر بساطة منذ أن أصبحت التوصيات المتعلقة بتمويل المشاريع مركزية… حيث كان الاتحاد يعمل كجسر لاعتماد المؤسسات الأخرى من أجل الحصول على الأموال اللازمة لتطوير المشاريع والمبادرات”. وهكذا، تم دفع المراكز والمنظمات الإسلامية التي تبحث عن أموال من دول الخليج المختلفة لمشاريعها إلى إقامة علاقات مع الاتحاد:

“عندما كنت أميناً عاماً لاتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، كانت هناك اتحادات ومنظمات تأتي إلينا؛ لأنه كانت لدينا الأموال وإمكانية تقديم خطابات توصية لطلب الأموال من أماكن أخرى. ولهذا السبب، سعت بعض المبادرات الصغيرة إلى الانضمام إلى الاتحاد. عندما جاءوا لطلب الدعم المالي، أخبرناهم أنه يمكننا مساعدتهم، ولكن يجب أن يكون هناك مستوى معين من التعاون بيننا، وأنهم يجب أن يصبحوا جزءًا من الاتحاد”.

جماعة الإخوان المسلمين الإسبانية من التسعينيات إلى الوقت الحاضر

على الرغم من أن جماعة الإخوان المسلمين في إسبانيا لم تستمر في الحفاظ على أهميتها على المستوى الأوروبي، فإن بعض جوانب طبيعتها وتطورها تستحق تسليط الضوء عليها. اليوم، أصبحت جماعة الإخوان المسلمين في إسبانيا بعيدة كل البعد عن كونها حركة متجانسة. في الواقع، تعمل سلالاتها المختلفة على تجسيد تنافر الأساليب المستخدمة حالياً من قبل أولئك الموجودين في فلكها الأيديولوجي في أوروبا.

خلال السنوات الأولى من الثمانينيات، نجح أعضاء المركز الإسلامي في إسبانيا، ومعظمهم من المشرقيين، في فتح فروع في برشلونة وغرناطة وقرطبة وإشبيلية ومالقة وفالنسيا. ومع ذلك، انخفض نفوذهم في هذه المدن منذ التسعينيات فصاعداً، واقتصرت أنشطتهم في المقام الأول على مجتمع بلنسية، حيث تعاونوا لسنوات مع النواة الكبيرة للمتشددين الإسلاميين المغاربيين المنفيين الذين استقروا في المدينة. ومع ذلك، كانت ملامح المجموعتين مختلفة بوضوح منذ البداية: كان أعضاء المركز الإسلامي في إسبانيا يتمتعون بالاتصالات والبنية التحتية، في حين كان المقاتلون المغاربيون في الغالب أصغر سناً وأكثر ديناميكية، وكانوا منخرطين على نطاق واسع في الأنشطة المجتمعية الشعبية. وبعد معركة داخلية من أجل السيطرة الكاملة على المسجد الكبير في فالنسيا، انفصلت المجموعتان عام 2005 في خلاف مثير للجدل وثقته الصحافة على نطاق واسع.

وعلى الرغم من أن أعضاء المركز الإسلامي في إسبانيا، استمروا في شغل مناصب المسؤولية في مختلف هياكل جماعة الإخوان المسلمين في أوروبا، فإن نفوذهم على المستوى الوطني قد تبدد إلى حد كبير مع مرور الوقت. ومن جانبهم، فإن زملاءهم المغاربيين السابقين يتجمعون الآن في الرابطة الإسلامية للحوار والتعايش في إسبانيا، وقد أثبتوا أنفسهم كممثلين محليين لاتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، وأصبحوا مثالاً نموذجياً للتغلغل على مستوى المجتمع المحلي بدعم من الروابط الأيديولوجية والمالية الدولية. منذ إنشائها، ركزت الرابطة الإسلامية للحوار والتعايش على جهدين متكاملين: فمن ناحية، سعت إلى توسيع هيكلها تدريجياً من أجل اكتساب النفوذ داخل اللجنة الإسلامية في إسبانيا، وهي الهيئة التمثيلية الإسلامية الرسمية التي تتعامل مع الحكومة الإسبانية. ومن ناحية أخرى، سعت إلى بسط نفوذها في جميع أنحاء البلاد على المستوى المحلي من خلال إنشاء اتحادات إقليمية وبناء المساجد والمراكز الثقافية الإسلامية، وتسعى جاهدة اليوم إلى إضافة مجموعات أخرى إلى مشروعها.

ولإتمام رسم خريطة الهياكل الرئيسية المنحازة إيديولوجياً لجماعة الإخوان المسلمين في إسبانيا، لا بد من العودة إلى مدريد وتحليل خصوصياتها. في أبريل / نيسان 1992، تم إنشاء اللجنة الإسلامية في إسبانيا لتكون بمثابة المحاور الوحيد مع الدولة ولمراقبة اتفاقية التعاون الرسمية التي سيتم توقيعها قريباً لتسهيل ممارسة الإسلام في إسبانيا. إن شرح مأسسة الإسلام في إسبانيا والدور الفعال الذي لعبته مختلف فروع جماعة الإخوان في هذه العملية يتجاوز نطاق هذه المساهمة. ومع ذلك، وبإيجاز، قامت مجموعة من الإسلاميين السوريين بقيادة رياج ططري، والتي لها علاقات مع أحد رموز الإخوان المسلمين البارزين المقيم في ألمانيا، عصام العطار، بتطوير هيكل واسع من المراكز المنظمة حول اتحاد الجاليات الإسلامية في إسبانيا. في التسعينيات، أصبح اتحاد الجاليات الاتحاد الذي يضم أكبر عدد من المساجد في البلاد، وبالتالي أصبح أكبر منظمة تأسيسية داخل اللجنة الإسلامية في إسبانيا وصوتاً رئيسياً للمجتمع الإسلامي أمام الحكومة الإسبانية.

هناك خصوصيتان لهذا الفرع، الذي يديره بشكل رئيس أفراد من أصل سوري يقيمون في المسجد المركزي في مدريد، يستحقان اهتماماً خاصاً. أولاً، هناك غياب تام للمعلومات المتعلقة بأيديولوجية وانتماء هؤلاء الممثلين الرسميين للجالية الإسلامية في إسبانيا. فالهيئات التمثيلية للمجتمع الإسلامي متجانسة تماماً، وتفتقر الدولة الإسبانية إلى الاهتمام بتيسير الانتقال نحو مؤسسة أكثر ديمقراطية وشفافية وتمثيلاً للمسلمين. ومع ذلك، فإن الميزة الأكثر إثارة للقلق في الفرع الأكثر مؤسسية لجماعة الإخوان المسلمين في إسبانيا هي التورط في أنشطة إرهابية من قبل عدد لا يستهان به من الأفراد – وأحياناً أعضاء رئيسيين في هيكلها – وهو أمر استثنائي في السياق الأوروبي. ولا شك في أن المجموعة المعروفة باسم شبكة أبو الدحداح التي تشكلت في التسعينيات، والتي كان جوهرها يتكون من أعضاء من جماعة الإخوان المسلمين السورية، والتي سينتهي بها الأمر لتصبح واحدة من أكثر شبكات القاعدة تطوراً في أوروبا، هي بلا شك المثال الأكثر شهرة لهذه الديناميكية.

لكن هذه ليست الحالة الوحيدة التي يشارك فيها أعضاء قياديون من ممثلي المؤسسات الإسلامية الإسبانية في تحقيق يتعلق بالإرهاب. منذ عام 2019، اتُهم الأعضاء الرئيسيون في اللجنة الإسلامية في إسبانيا، بما في ذلك رئيسها، بالانتماء إلى منظمة إجرامية، والتعاون مع منظمة إرهابية، وتمويل الإرهاب، وغسل الأموال، والاحتيال الضريبي، وتزوير الوثائق. وأدت “عملية وامور” التي نفذتها الشرطة الوطنية في يونيو / حزيران 2019 إلى تفكيك ما وُصف بأكبر هيكل تمويل للإرهاب الجهادي تم اكتشافه على الإطلاق في إسبانيا. ووفقاً للمعلومات التي تسربت من التحقيق إلى الصحافة، فإن شبكة من المواطنين الإسبان ـ معظمهم من أصل سوري ـ الذين لهم علاقات وثيقة مع جماعة الإخوان المسلمين، ولديهم مقر عمليات في مكاتب اللجنة الإسلامية في إسبانيا، يُزعم أنهم أساءوا استخدام نفوذهم في المؤسسات الرسمية لتطوير هياكل وقنوات لتمويل الإرهاب.

خاتمة

في ضوء ما سبق، تتضح عدة أمور؛ المؤسسة التي تجمع مختلف المنظمات الأوروبية التي لها، بطريقة أو بأخرى، علاقات مع جماعة الإخوان المسلمين، ولدت في مدريد. وفي منتصف الثمانينات، سمح وضع جماعة الإخوان في إسبانيا والعلاقات رفيعة المستوى لبعض أبرز أعضائها باختيار مدريد لتكون المكان الذي يحتضن الحدث التأسيسي لأول منظمة إخوانية أوروبية. في الواقع، يشكل مؤتمر مدريد عام 1984 نقطة التحول التي قررت منها مجموعات الإخوان المسلمين المختلفة التي تأسست في أوروبا منذ الخمسينيات إعادة ضبط أولوياتها وأجنداتها لتصبح إخواناً أوروبيين ـ بدلاً من الإخوان العرب في المنفى ـ والبدء في التصرف وفقاً لذلك. من هنا يمكن الجزم بأن مؤتمر مدريد كان بمثابة ميلاد الوجود المنظم لجماعة الإخوان المسلمين في أوروبا.

ليس هذا فحسب، كما يتضح من خلال هذا المقال، كان بهيج ملا حويش، أحد قادة جماعة الإخوان المسلمين في إسبانيا، مسؤولاً عن تصميم اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا بأكمله، وبالتالي كان شخصية رئيسة في إضفاء الطابع المؤسسي على أنشطة الإخوان المسلمين في أوروبا. وعلى الرغم من أن نفوذه سرعان ما تضاءل بسبب الاقتتال داخل جماعة الإخوان المسلمين السورية، فإن الشهادات التي تم جمعها لغرض هذا المقال تثبت أن ملا حويش كان أيضاً وراء إقامة العلاقات الدبلوماسية وفتح قنوات التمويل مع مختلف دول شبه الجزيرة العربية. وقد مكّن هذا جماعة الإخوان المسلمين وفروعها في أوروبا من العمل على نطاق أوسع بكثير من أي منظمة إسلامية أخرى، وسهل الوضع البارز الذي تتمتع به الجماعة في أوروبا اليوم.

سيرجيو التونا غالان

باحث إسباني متخصص في الحركات الإسلامية والدراسات الأمنية.

الرابط:

https://www.hudson.org/spanish-role-institutionalization-muslim-brotherhood-europe

زر الذهاب إلى الأعلى