تقارير ودراسات

الجيش الأمريكي يطلق عملية عسكرية واسعة النطاق ضد الحوثيين في اليمن

أعلنت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) يوم 15 مارس / آذار أن الجيش الأمريكي نفذ ضربات ليلية ضد البنية التحتية العسكرية للحوثيين في اليمن. وتُعدّ الضربات ضد الحوثيين، الذين يستهدفون الشحن الدولي في البحر الأحمر وخليج عدن، أول إجراء عسكري تتخذه إدارة ترامب ضد الميليشيا المدعومة من إيران منذ توليها السلطة.

وقالت القيادة المركزية الأمريكية في بيان لها على موقعها الإلكتروني إنها “بدأت سلسلة من العمليات تتكون من ضربات دقيقة ضد أهداف الحوثيين المدعومين من إيران في جميع أنحاء اليمن للدفاع عن المصالح الأمريكية، وردع الأعداء، واستعادة حرية الملاحة”.

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن أهداف الضربات الأولية شملت رادارات ودفاعات جوية وصواريخ وطائرات مسيّرة وقائداً حوثياً بارزاً، إلا أن القيادة المركزية الأمريكية أشارت إلى أن “العمليات ضد الحوثيين المدعومين من إيران مستمرة”.

وأعلن الرئيس دونالد ترامب أنه أمر بالهجوم لاستعادة حرية الملاحة في الممرات المائية الدولية، حيث سبق للحوثيين مهاجمة سفن تجارية وعسكرية. وكان ترامب قد أصدر إنذاراً نهائياً للجماعة لوقف هجماتها.

“إلى جميع الإرهابيين الحوثيين، انتهى وقتكم، ويجب أن تتوقف هجماتكم بدءاً من اليوم. إذا لم تفعلوا ذلك، فسينهمر عليكم الجحيم مثلما لم تروا من ذي قبل”، نشر ترامب على موقعي “تروث سوشيال” و”إكس”.

تأتي هذه العملية في أعقاب إعادة إدارة ترامب تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية في 4 مارس/ آذار، بعد أن قامت إدارة بايدن بإلغاء إدراج الجماعة في قائمة الإرهاب بعد توليها منصبها في عام 2021.

وردت إدارة بايدن على هجمات الحوثيين على السفن الأمريكية والدولية، والتي تصاعدت بشكل ملحوظ في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 بعد هجوم حماس على جنوب إسرائيل في الشهر السابق، بغارات جوية متقطعة استهدفت أنظمة الأسلحة الهجومية للجماعة.

ورفضت إدارة بايدن استهداف القادة العسكريين والسياسيين الحوثيين، وكذلك المستشارين الإيرانيين الذين ساعدوا الجماعة في هجماتها. وفي يوليو/ تموز 2024، أقر الجنرال إريك كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية، بفشل الجهود الأمريكية لإجبار الحوثيين على وقف هجماتهم على السفن.

الحوثيون يردون

ذكرت قناة المسيرة المملوكة للحوثيين أن المجلس السياسي الأعلى للجماعة – وهو الهيئة الحاكمة في اليمن- قال إنه سيعاقب “المعتدين” الذين نفذوا الضربات.

في الواقع، توقيت العملية العسكرية الأمريكية جدير بالملاحظة. ففي 3 مارس/ آذار، أوقفت إسرائيل دخول المساعدات والسلع الأخرى إلى قطاع غزة إثر رفض حماس قبول تمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار. كانت الخطة، التي اقترحها المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، تقضي بتمديد المرحلة الأولى من الاتفاق، والتي كانت حماس ستفرج خلالها عن نصف الأسرى الأحياء والأموات. وفي حال اتفاق إسرائيل وحماس على وقف إطلاق نار دائم، فسيتم إطلاق سراح الأسرى المتبقين.

حذر زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، في السابع من مارس/ آذار، إسرائيل من أن لديها أربعة أيام للسماح بدخول المساعدات إلى قطاع غزة قبل أن تستأنف جماعته عملياتها البحرية ضد إسرائيل.

في 11 مارس/ آذار، أعلن المتحدث باسم الحوثيين، يحيى سريع، استئناف العمليات البحرية بعد انتهاء مهلة الأيام الأربعة. وحذر سريع من أن الحوثيين فرضوا حصاراً عسكرياً على السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر والبحر العربي، بما في ذلك مضيق باب المندب وخليج عدن. وأضاف أن السفن الإسرائيلية المبحرة في هذه الممرات المائية ستُستهدف، وأن الحصار سيستمر حتى تسمح إسرائيل بدخول المساعدات إلى غزة.

وأصدرت التنظيمات المسلحة المتحالفة مع الحوثيين بيانات دعم عقب الهجمات. على سبيل المثال، أدانت حماس الولايات المتحدة وبريطانيا (مع عدم وجود دليل على ضلوع المملكة المتحدة في الهجوم) لتنفيذهما الهجوم.

الحوثيون ومحور المقاومة الإيراني

كان الحوثيون، كجزء من محور المقاومة الإيراني إلى جانب الميليشيات المدعومة من طهران في العراق وسوريا، يستهدفون القوات الأميركية لطرد أميركا من المنطقة، كما يدعمون الجماعات المسلحة الفلسطينية في غزة.

يمتلك الحوثيون صواريخ باليستية وصواريخ كروز وطائرات من دون طيار، وقد استخدموا أنظمة الأسلحة الثلاثة ضد السفن التجارية والسفن الحربية الأمريكية منذ أن شنّت حماس هجومها على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023. كما يتمتع الحوثيون بتاريخ طويل يمتد لعقد من الزمان في مضايقة ومهاجمة السفن التجارية العاملة في خليج عدن ومضيق باب المندب والبحر الأحمر.

سيطر الحوثيون، المعروفون أيضاً باسم أنصار الله، على مناطق واسعة في شمال اليمن، بما في ذلك العاصمة صنعاء، منذ انطلاق تمردهم عام 2014. وقد تزايد استقطاب الحرس الثوري الإيراني للجماعة منذ تأسيسها في التسعينيات. وزود الحرس الثوري الإيراني الحوثيين بالأسلحة والتدريب والدعم المالي. وتستخدم إيران شبكتها من الميليشيات والجماعات المسلحة في اليمن والعراق وسوريا ولبنان للضغط على إسرائيل والولايات المتحدة.

يقدر عدد مقاتلي الحوثيين بـ 100 ألف مقاتل. وشعارهم الرسمي هو: “الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى