الجولاني يجتمع مع قادة فصائل مسلحة لمناقشة دمجهم في وزارة الدفاع الجديدة
منذ الإطاحة بنظام الأسد في الثامن من ديسمبر / كانون الأول، عقد أبو محمد الجولاني، المعروف حالياً باسم أحمد الشرع، اجتماعين (في 11 و20 ديسمبر/ كانون الأول) مع قادة الفصائل المتمردة في جميع أنحاء سوريا، مع التركيز على أولئك القادمين من جنوب البلاد. وشملت قائمة المشاركين أفراداً كانوا حتى وقت قريب متورطين بشكل مباشر في العمل مع نظام الأسد والاتجار في المخدرات: أحد مصادر الدخل الرئيسة للنظام. وأثارت مشاركة هؤلاء الأفراد بالفعل استياءً واسع النطاق على وسائل التواصل الاجتماعي بين السوريين، وخاصة في جنوب سوريا، الذين يتذكرون بوضوح جرائمهم ضد السكان المحليين.
ويبدو أن أحد التحدّيات الرئيسة التي تواجه النظام الجديد في سوريا يتمثل في مدى قدرته على “نزع الأسدية” من المشهد السوري. والواقع أن الرغبة في الانتقام من عناصر النظام السابق واضحة ومفهومة. وسوف يكون من الصعب العثور على قادة ومسؤولين كبار من نظام الأسد لم تتلطخ أيديهم بدماء السوريين ويتمتعون في الوقت نفسه بالخبرة والنفوذ على الأرض، وخاصة في جنوب سوريا، حيث تأرجح العديد من الأفراد بين النظام والمعارضة، وفقاً لموازين القوى، وخاصة في السنوات الأخيرة.
في ما يلي معلومات عن بعض المشاركين في الاجتماعين المذكورين أعلاه، وخاصة اجتماع 20 كانون الأول/ ديسمبر، الذي ضم قيادات من مجموعتين رئيستين: “غرفة عمليات فتح دمشق” و”غرفة عمليات الجنوب”، وكان من المفترض أن يكون مخصصاً لمناقشة وضع وزارة الدفاع السورية وكيفية دمج الفصائل المختلفة التي شاركت في الإطاحة بالأسد في هياكلها (من أجل تفكيكها):
ـ أحمد العودة (أبو حمزة): من بلدة بصرى الشام بمحافظة درعا، حضر اجتماع يوم 11 ديسمبر / كانون الأول. شارك في العمل المسلح ضد النظام ضمن الجيش السوري الحر، وتولى قيادة “كتيبة شباب السنة”، وبعد اتفاق التسوية في يوليو / تموز 2018، أصبح قائد اللواء الثامن في محافظة درعا الذي كان مرتبطاً بشعبة المخابرات العسكرية في نظام الأسد ويعمل برعاية روسية. انضم العودة مؤخراً إلى قوات المعارضة، وشارك في عدة هجمات على حواجز النظام في ريف درعا الشرقي، ومن بين أمور أخرى، تم تصويره وهو يطلق النار في الهواء وسط بلدته ابتهاجاً بمقتل زعيم حزب الله حسن نصر الله.
ـ علي الصباح المقداد (علي باش): من بلدة بصرى الشام أيضاً، حضر اجتماع 11 ديسمبر / كانون الأول. وهو من المقربين من أحمد العودة. ويُزعم أنه متورط بشكل كبير في تجارة المخدرات.
ـ مؤيد الأقرع (أبو حيان حيط): ينحدر من بلدة حيط في منطقة حوض اليرموك. كان حاضراً أيضاً في اجتماع 11 ديسمبر / كانون الأول، وهو مقرب من أحمد العودة، ومتهم بدوره بالتورط في تجارة المخدرات، وقد شوهد خلال الأيام الماضية، بعد سقوط الأسد، في مدينة نوى في الجولان السوري.
ـ عماد أبو زريق: ينحدر من بلدة نصيب في الريف الشرقي لمحافظة درعا، حضر اجتماع 20 ديسمبر/ كانون الأول. وقد أثيرت اعتراضات شديدة على وسائل التواصل الاجتماعي على مشاركته في الاجتماع بسبب تورطه [الموثق] في تجارة الكبتاغون أثناء إشرافه على معبر نصيب الحدودي مع الأردن، والذي فرضت عليه الولايات المتحدة عقوبات بسببه. ابتداءً من عام 2018، بعد فترة قصيرة قضاها في الأردن، عمل أبو زريق مع الميليشيا المحلية التي كان يقودها لصالح نظام الأسد. وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، كان موضوعاً لعدة محاولات اغتيال، قُتل فيها أطفال من عائلته. الآن يُزعم أنه لا يزال على تواصل مع مسؤولين من النظام السوري السابق ويساعدهم على الإفلات من غضب السكان. على سبيل المثال، يُقال إنه هو من ساعد العميد لؤي العلي، رئيس فرع الأمن العسكري في درعا، على الهروب عند سقوط الأسد.
ـ محمد الدهني: المعروف باسمه الحركي “أبو منذر الدهني”. ينحدر من مدينة درعا، حضر اجتماع في 20 ديسمبر / كانون الأول. كان في السابق ناشطاً معارضاً لعب دوراً محورياً في الحملة ضد نظام الأسد ضمن “غرفة عمليات الجنوب”. بعد استعادة النظام لجنوب سوريا، انضم إلى القوات المؤيدة للأسد. يُتهم بأنه كان عضواً في فريق العميد لؤي العلي، رئيس فرع الأمن العسكري في درعا، والذي فر عند الإطاحة بالنظام مع كامل جنوده.
ـ أبو شريف المحاميد: ينحدر من مدينة درعا، وهو القائد السابق لـ “لواء التوحيد”، حضر اجتماع 20 ديسمبر/ كانون الأول. كان معروفاً بأنه متعاون بارز مع الأجهزة الأمنية لنظام الأسد، وكان متورطاً في تجارة المخدرات.
ـ أبو حسن مسالمة: ينحدر من مدينة درعا، حضر اجتماع 20 ديسمبر / كانون الأول. قاتل ضد النظام السوري حتى اتفاق التسوية في يوليو / تموز 2018، وهو أحد أفراد عائلة مسالمة النافذة في درعا، والتي عُرفت بارتباطها الوثيق بالمحور الشيعي المتطرف بقيادة إيران.
ـ أبو عمر الزغلول: محمد المحاميد، ينحدر من بلدة أم الميادين بمحافظة درعا، حضر اجتماع 20 ديسمبر / كانون الأول. وهو قائد ميليشيا “أسود السنة”، ويقال أنه انفصل عنها في السنوات الأخيرة وهرب إلى الأردن، ثم عاد إلى جنوب سوريا قبل أيام قليلة فقط من سقوط نظام الأسد
ـ أنس الصلخدي (أنس الزعيم): ينحدر من بلدة النعيمة يمحافظة درعا، حضر اجتماع 20 ديسمبر / كانون الأول، وهو قائد كبير في “غرفة عمليات الجنوب”. في 6 ديسمبر / كانون الأول، أعلن عن نية الفصائل المتمردة في جنوب سوريا التقدم نحو العاصمة دمشق والإطاحة بالنظام، ووفقاً لمصادر ميدانية، أصبح قائداً لـ “غرفة عمليات فتح دمشق” (يبدو أن هذا حدث مع تقدم الحملة). كان أول من دخل العاصمة واستولى على مواقعها الرئيسة. عند اقتحام سجن صيدنايا، شوهد هناك، وهو يحاول فرض النظام بعد الهجوم الجماعي للناس على السجن في محاولة للوصول إلى أقاربهم المسجونين وتحريرهم.