تقارير ودراسات

الإخوان المسلمون في قطر

تم حل الفرع القطري الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين عام 1999، ومع ذلك، واصلت قطر تزويد الجماعة بالدعم المالي والإعلامي والدبلوماسي، بما في ذلك شبكة الجزيرة الفضائية، والتي اتُهمت بالتحيز الدائم للإخوان، كما أن قطر موطن لقيادات بارزة في الإخوان مثل المرشد الروحي الراحل للجماعة يوسف القرضاوي، وخالد مشعل، الزعيم السابق لحماس، الذي يقيم في قطر منذ فترة طويلة، وإسماعيل هنية، الزعيم الحالي لحماس، والذي انتقل للإقامة في قطر عام 2020.

ولقطر تاريخ طويل في دعم جماعة الإخوان المسلمين وفروعها. خلال العام الذي قضاه الإخوان في السلطة في مصر، أقرضت قطر حكومة الرئيس محمد مرسي ما يقرب من 7.5 مليار دولار. ووفقاً لرويترز، ساعدت قطر أيضاً نظام مرسي بالمنح وإمدادات الطاقة، وخلال رئاسته، ورد أن أموال تصل إلى 850 ألف دولار تم تحويلها سرّاً إلى جماعة الإخوان من رئيس وزراء قطر السابق الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني. وتتناول وثيقة مؤرخة في 28 مارس/ آذار 2013 تفاصيل تخصيص الأموال من حمد بن جاسم إلى “قائمة طويلة” من قادة الإخوان المسلمين المصريين، واتهمت المحاكم المصرية مرسي ومساعديه بتسريب أسرار الدولة إلى قطر.

وقدمت قطر الدعم السياسي والاقتصادي لحركة حماس، الفرع الفلسطيني الأكثر شهرة لجماعة الإخوان المسلمين. في عام 2008، ورد أن الدوحة تعهدت بتقديم 250 مليون دولار لحماس بعد عام من سيطرتها بالعنف على قطاع غزة. وفي عام 2012، أصبح الأمير القطري حمد بن خليفة آل ثاني أول رئيس دولة يزور غزة، وتعهد بتقديم 400 مليون دولار لحماس. ومنذ ذلك الحين، واصلت الحكومة القطرية إرسال الأموال إلى الحركة. وفي يوليو/ تموز 2016، أعلنت قطر عن دفع 30 مليون دولار لموظفي حماس في غزة، كما استضافت قطر منذ فترة طويلة وفداً من حماس، مما مكن الحركة من إنشاء مكتبها السياسي في الدوحة، حيث عقد خالد مشعل، الزعيم السابق لحماس، مؤتمرات صحفية نيابة عن الحركة في فنادق دولية في قطر، بما في ذلك فندق فور سيزونز وفندق شيراتون الدوحة (المملوك لشركة ماريوت). وكان مشعل قد أقام في السابق “في أفخم فندق في أجمل منطقة [في قطر]” وفقاً لأحد مذيعي التلفزيون المصري. ويقال أيضاً إن مشعل يمتلك أربعة أبراج ومركزاً تجارياً على قطعة أرض مساحتها سبعة أفدنة في قطر قامت بتطويرها وكالة عقارية محلية. ونفت قطر مراراً شائعات تفيد بطرد مشعل من البلاد، ووصفته في عام 2015 بأنه “ضيف عزيز على قطر”.

واستضافت قطر مسؤولين آخرين من حركة حماس الخاضعين لعقوبات دولية، لكن في يونيو/ حزيران 2017، وبعد ضغوط من دول خليجية مجاورة، قامت قطر أخيراً بطرد صالح العاروري الخاضع لعقوبات أمريكية، وهو قائد عسكري كبير وممول لحركة حماس، والذي كان يدير عمليات حماس العسكرية من كل من تركيا وقطر. بالإضافة إلى ذلك، بعد فوز إسماعيل هنية في الانتخابات الداخلية لحماس في مايو / أيار 2017، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن هنية سينتقل إلى قطر. وذكرت صحيفة هآرتس في وقت لاحق أن هنية كان ينوي التنقل بين غزة وقطر، وأن الأمر سيعتمد إلى حد كبير على ما إذا كانت مصر ستسمح له بالخروج من غزة، وفي النهاية، استقر هنة بالفعل في قطر عام 2020

وبالإضافة إلى دعم جماعة الإخوان المسلمين وحماس من خلال الوسائل السياسية والاقتصادية، تُتهم قطر أيضاً بدعم الجماعة من خلال قناة الجزيرة الإخبارية. وحظر العراق القناة في أبريل/ نيسان 2016، واعتقلت مصر عدداً من مراسلي الجزيرة بتهمة دعم جماعة الإخوان المسلمين. ولطالما بثت قناة الجزيرة برنامجاً يستضيف يوسف القرضاوي، منظّر جماعة الإخوان المسلمين الراحل الذي كان مقيماً في قطر، والمشهور بتحريضه ضد الأميركيين والمثليين واليهود. كما أعرب القرضاوي عن دعمه للعنف المنزلي ضد المرأة. وقال يجال كارمون، رئيس معهد أبحاث وسائل الإعلام في الشرق الأوسط (ممري)، ومقره واشنطن، لصحيفة الواشنطن بوست إن الجزيرة تهاجم الجيش المصري وتدافع عن جماعة الإخوان المسلمين “بكل الطرق الممكنة”.

ورفضت قطر الانضمام إلى جيرانها الخليجيين، عندما صنفوا جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية في عامي 2013 و2014. ومع ذلك، في منتصف سبتمبر/ أيلول 2014، ادعى كبار أعضاء الجماعة أنه “طُلب منهم مغادرة قطر”. وتعرضت قطر لضغوط من جيرانها لقطع الدعم عن الجماعة. وقال دبلوماسي قطري لم يذكر اسمه لصحيفة نيويورك تايمز إن قطر لم تجبر أعضاء الإخوان على الخروج وإنهم مرحب بهم للعودة.

في يونيو/ حزيران 2017، قطعت عدة دول عربية علاقاتها الدبلوماسية مع قطر ردًّا على دعمها المستمر لجماعة الإخوان المسلمين وغيرها من الجماعات المتطرفة والمحظورة دولياً. وردّاً على ذلك، قال وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني لوكالة أسوشيتد برس إن بلاده لها الحق في دعم جماعات مثل الإخوان المسلمين. وفي معرض حديثه عن حماس ـ الفرع الأكثر شهرة لجماعة الإخوان ـ وصفها آل ثاني بأنها “حركة مقاومة مشروعة”. ودأبت الولايات المتحدة على انتقاد قطر لدعمها حركة حماس.

في يونيو/ حزيران 2018، استقال مستشاران أمريكيان عينتهما الحكومة القطرية لتحسين صورتها في الولايات المتحدة بسبب الدعم القطري المستمر للإخوان المسلمين. في أبريل / نيسان 2019، نشر الصحفيان الفرنسيان كريستيان تشيسنو وجورج مالبرونو كتابهما “أوراق قطر: كيف تمول الإمارة الإسلام في فرنسا وأوروبا”. ويقدم الكتاب تفاصيل الدعم المالي القطري لـ 140 مسجداً ومركزاً إسلامياً في جميع أنحاء أوروبا يديرها أفراد ومجموعات مرتبطون بالإخوان. ومن بين المجموعات والأفراد الذين ذكرهم المؤلفان في الكتاب متحف حضارات الإسلام في جنيف، والذي يُزعم أنه يقدم دعاية للإخوان المسلمين، وأنه تلقى 1.4 مليون فرنك سويسري من قطر. ويزعم المؤلفان كذلك أنهما عثرا على كتب متعددة للقرضاوي عندما زارا المساجد والمدارس التي تمولها قطر في جميع أنحاء أوروبا.

في 14 سبتمبر / أيلول 2022، نفى أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، في حوار مع صحيفة لوبوان الفرنسية، أن تكون لبلاده أي علاقة مع جماعة الإخوان المسلمين، وأكد أن الدوحة “تتعامل مع الدول والحكومات وليس مع الأحزاب السياسية”. وقال: “نحن بلد منفتح، شخصيات عديدة تحمل آراء مختلفة، تأتي إلينا وتذهب، لكننا دولة لا نتعامل مع الأحزاب”.

في مايو / أيار 2024، نقلت وكالة رويترز عن مسؤول مطلع أن الدوحة قد تغلق المكتب السياسي لحركة حماس كجزء من مراجعة أوسع لدورها كوسيط في الحرب بين إسرائيل والحركة الجارية منذ أكتوبر / تشرين الأول 2023. وقبل ذلك، نشرت صحيفة تايمز أوف إسرائيل أن قطر أبدت استعدادها لقبول طلب من الولايات المتحدة لطرد قادة حركة حماس من الدوحة ويُتوقع أن يتم ذلك قريباً.

كرونولوجيا

ـ 1999: تم حل فرع الإخوان المسلمين في قطر.

ـ 2008: الدوحة تتعهد بمبلغ 250 مليون دولار لحركة حماس بعد مرور عام على سيطرة الحركة بالعنف على قطاع غزة.

ـ يناير/ كانون الثاني 2012: مع احتدام الحرب الأهلية في سوريا، فر قادة حماس المتمركزون هناك إلى مصر وقطر، حيث سُمح لهم بإنشاء مكتب سياسي في الدوحة. وفي عام 2012 أيضاً، أصبح الأمير القطري حمد بن خليفة آل ثاني أول رئيس دولة يزور غزة التي تديرها حماس، وتعهد بتقديم 400 مليون دولار للحركة.

ـ 5 مارس / آذار 2012: قناة الجزيرة تيث تصريحات للمنظر الإخواني يوسف القرضاوي يقول إن قادة الإمارات العربية المتحدة “سيواجهون غضب الله” بعد أن قاموا بترحيل مجموعة من السوريين إلى مصر.

ـ نوفمبر / تشرين الثاني 2013: قطر توافق على طرد قيادات الإخوان المسلمين من أجل إصلاح علاقاتها مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ودول الخليج الأخرى. وتوافق أيضاً على وقف مهاجمة مصر عبر قناة الجزيرة.

ـ 4 مارس / آذار 2014: المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين تسحب سفراءها من قطر احتجاجاً على تدخلات الدوحة في الشؤون الإقليمية، وتستشهد بالدعم القطري للإخوان المسلمين كمثال على هذه التدخلات.

ـ 13 ـ 14 سبتمبر / أيلول 2014: قطر تطلب من سبعة من قادة الإخوان المسلمين مغادرة البلاد كجزء من اتفاقها لعام 2013 مع دول الخليج المجاورة. ووفقاً لدبلوماسي قطري، غادر أعضاء الإخوان من تلقاء أنفسهم وهم موضع ترحيب للعودة. وفي بيان على موقع الإخوان الإلكتروني، قال القيادي الإخواني البارز عمرو دراج إنه طُلب من أعضاء الجماعة مغادرة قطر، وأنهم سيفعلون ذلك “لتجنب التسبب في أي إحراج لدولة قطر”.

ـ أواخر سبتمبر / أيلول 2014: ظهرت شائعات مفادها أن تركيا قد تقبل أعضاء الإخوان المطرودين من قطر. وقال الرئيس التركي أردوغان لوسائل الإعلام: “إذا طلبوا [قيادات الإخوان المسلمين] القدوم إلى تركيا، فسنراجع هذه الطلبات كل حالة على حدة. إذا لم تكن هناك أسباب تمنعهم من القدوم إلى تركيا، يمكننا تسهيل طلباتهم. يمكنهم القدوم إلى تركيا كأي ضيف أجنبي”. وبعد فترة وجيزة، ذكرت وسائل الإعلام أن القيادي الإخواني عمرو دراج ووجدي غنيم قد وصلا بالفعل إلى تركيا.

ـ 28 نوفمبر / تشرين الثاني 2014: في أعقاب احتجاجات للإخوان المسلمين في مصر، قناة الجزيرة تشير في تقرير لها إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي باعتباره “انقلابياً” و”مغتصباً للسلطة”.

ـ 2015: قطر تنفي شائعات تفيد بطرد زعيم حماس آنذاك خالد مشعل من البلاد. ووزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية يصف مشعل بأنه “ضيف عزيز على قطر”.

ـ 25 يناير / كانون الثاني 2015: المنظر والمرشد الروحي لجماعة الإخوان المسلمين المقيم في قطر، يوسف القرضاوي، يدعو إلى احتجاجات في مصر في ذكرى الانتفاضة التي شهدتها البلاد ضد الرئيس السابق حسني مبارك، ويعلن أن مرسي هو الزعيم “الشرعي” لمصر.

ـ فبراير / شباط 2015: وزير الخارجية القطري خالد العطية ينفي الدعم القطري لجماعة الإخوان المسلمين. ويضيف أن قطر تواصل استضافة عائلات أعضاء الإخوان الذين غادروا البلاد مؤخراً بعد “الشعور بضغوط من بعض الإخوة العرب”. وقال إن عائلاتهم ستظل “ضيوفنا”.

ـ 15 فبراير / شباط 2015: محكمة مدنية مصرية تتهم مرسي بإفشاء أسرار الدولة لقطر وتعريض الأمن القومي للخطر. وبعد يومين، المحكمة تعلن أن مرسي سيحاكم أمام محكمة عسكرية إلى جانب القياديين البارزين في جماعة الإخوان محمد بديع (مرشد الجماعة) وخيرت الشاطر (نائبه).

ـ 16 مايو / أيار 2015: محكمة مصرية تحكم بالإعدام على مرسي، وغيابياً على المنظر الإيديولوجي للإخوان المقيم في قطر يوسف القرضاوي، بالإضافة إلى أكثر من 100 من أنصار الجماعة لدورهم في عملية اقتحام جماعي للسجن عام 2011.

ـ 17 مايو / أيار 2015: القرضاوي يدين أحكام الإعدام الصادرة ضده وضد مرسي وأكثر من 100 من أعضاء جماعة الإخوان، ويصف الأحكام بأنها “هراء”. وفي رسالة بثتها قناة الجزيرة في قطر، أعلن القرضاوي أن “هذه الأحكام ليس لها قيمة ولا يمكن تنفيذها لأنها ضد شرع الله، وضد إرادة الشعب […] ولن يقبلها أحد”.

ـ 7 مايو / أيار 2016: محكمة مصرية تحكم غيابياً بالإعدام على ثلاثة صحفيين بتهمة تسريب أسرار الدولة إلى قطر. ويعمل اثنان من الصحفيين، علاء سبلان وإبراهيم هلال، في قناة الجزيرة. أما الثالثة، أسماء الخطيب، فتعمل في شبكة رصد الموالية للإخوان. وزعم الادعاء أيضاً أن مساعدي مرسي سربوا معلومات إلى قطر حول القوات المسلحة المصرية.

ـ يوليو / تموز 2016: قطر تعلن عن دفع 30 مليون دولار لموظفي حماس في غزة.

ـ يونيو / حزيران 2017: عدة دول عربية تقطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر رداً على دعمها المستمر لجماعة الإخوان المسلمين وغيرها من الجماعات المتطرفة. ووزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني يصرح لوكالة أسوشيتد برس أن بلاده لها الحق في دعم جماعات مثل الإخوان المسلمين. وفي حديثه عن حركة حماس، وصفها آل ثاني بأنها “حركة مقاومة مشروعة”.

ـ نوفمبر / تشرين الثاني 2017: الكونجرس الأمريكي ينتقد قطر لدعمها حركة حماس، ويهدد بسن تشريعات خاصة لمعاقبة مؤيدي الحركة.

ـ يونيو / حزيران 2018: استقالة مستشارين أمريكيين عينتهما الحكومة القطرية لتحسين صورتها في الولايات المتحدة بسبب دعم الدوحة المستمر للإخوان.

ـ أبريل / نيسان 2019: الصحفيان الفرنسيان كريستيان تشيسنو وجورج مالبرونو ينشران كتابهما “أوراق قطر: كيف تمول الإمارة الإسلام في فرنسا وأوروبا”. ويتناول الكتاب بالتفصيل الدعم المالي القطري لـ 140 مسجداً ومركزاً إسلامياً في مختلف أنحاء أوروبا، والتي ترتبط جميعها بجماعة الإخوان المسلمين. ومن بين المجموعات والأفراد الذين ذكرهم المؤلفان متحف حضارات الإسلام في جنيف، والذي يُزعم أنه يقدم دعاية للإخوان المسلمين، وأنه تلقى 1.4 مليون فرنك سويسري من قطر.

ـ 14 سبتمبر / أيلول 2022: أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، ينفي في حوار مع صحيفة لوبوان الفرنسية أن تكون لبلاده أي علاقة مع جماعة الإخوان المسلمين، ويؤكد أن الدوحة “تتعامل مع الدول والحكومات وليس مع الأحزاب السياسية”.

ـ مايو / أيار 2024: وكالة رويترز تنقل عن مسؤول مطلع أن الدوحة قد تغلق المكتب السياسي لحركة حماس كجزء من مراجعة أوسع لدورها كوسيط في الحرب الحالية بين الحركة وإسرائيل.

زر الذهاب إلى الأعلى