تقارير ودراسات

الإخوان المسلمون في اليمن

ظهرت جماعة الإخوان المسلمين لأول مرة في اليمن في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، عندما قاد عبد المجيد الزنداني، مؤسس فرع جماعة الإخوان المسلمين في اليمن، والمصنف كإرهابي من قبل الأمم المتحدة، مجموعة من رجال الدين لإنشاء نظام تعليم ديني أصولي في شمال اليمن. بعد اندماج شمال وجنوب اليمن عام 1990، شارك الزنداني في تأسيس حزب الإصلاح الإسلامي بدعم من الرئيس السابق علي عبد الله صالح. منذ تأسيسه في التسعينيات، ظل حزب الإصلاح أحد الأحزاب السياسية الرائدة في اليمن، حيث كان يتأرجح في بعض الأحيان بين حزب معارض وحليف للحكومة. وقد صنفت المملكة العربية السعودية حزب الإصلاح كمنظمة إرهابية في عام 2014. ولكن في عام 2015، أفادت التقارير أن المملكة العربية السعودية بدأت في تزويد الحزب بالدعم المالي لمحاربة المتمردين الحوثيين. ولحزب الإصلاح علاقات طويلة الأمد مع جماعة الإخوان المسلمين، لكنه أعلن في عام 2013 ومرة أخرى في عام 2016 أنه غير مرتبط بالتنظيم الدولي للإخوان. وبحسب ما ورد، أعلن حزب الإصلاح مرة أخرى في عام 2018 أنه لا علاقة له بجماعة الإخوان.

ويرتبط تاريخ جماعة الإخوان المسلمين في اليمن بشكل معقد بمؤسسيها، وبشكل خاص بعبد المجيد الزنداني. في الستينيات، أنشأ الزنداني عدداً من المدارس الدينية أطلق عليها اسم “المعاهد العلمية” مقلداً نظام المدارس الدينية في أفغانستان وباكستان. من خلال المنهج الوهابي السلفي، كانت المدرسة تهدف إلى مواجهة موجة العلمانية القادمة من جنوب اليمن الذي يديره الاشتراكيون. وفي الثمانينيات، ذهب الزنداني وعدد من طلابه إلى أفغانستان للانضمام إلى المجاهدين في قتالهم ضد القوات السوفيتية. بالإضافة إلى عمله كمستشار لأسامة بن لادن وغيره من قادة تنظيم القاعدة في التسعينيات، تحدث الزنداني أيضاً في فعاليات حماس، بما في ذلك مؤتمر جمع التبرعات لحماس في عام 2006. وقد تم إدراج الزنداني على قائمة العقوبات من قبل الولايات المتحدة والأمم المتحدة في عام 2004.

واليوم، يدير حزب الإصلاح عدداً من الأجنحة المختلفة: السياسية والخيرية وشبه العسكرية. ويتركز مقاتلو الحزب والجماعات شبه العسكرية التابعة له بشكل خاص في شمال البلاد، حيث تولت الجماعة ـ المدعومة من المملكة العربية السعودية ـ القتال ضد المتمردين الحوثيين. واتهمت الإمارات حزب الإصلاح بالاستيلاء على 75 بالمائة من المعدات العسكرية التي قدمها التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن.

في يونيو/ حزيران 2017، قطعت الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ودول خليجية أخرى علاقاتها الدبلوماسية مع قطر بسبب دعمها لجماعة الإخوان المسلمين وغيرها من الجماعات المتطرفة والإرهابية. على الرغم من أن حزب الإصلاح يدعم حرب اليمن ضد المتمردين الحوثيين، إلا أن الحزب بدأ يواجه معارضة كبيرة من الدولة اليمنية وحلفائها الخليجيين، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية بسبب علاقاته مع جماعة الإخوان المسلمين. وبحسب ما ورد، بدأت الإمارات العربية المتحدة ووكلاؤها العسكريون في اليمن في الانخراط في اشتباكات مع حزب الإصلاح، وفي أكتوبر/ تشرين الأول، داهمت قوات الأمن اليمنية مقر حزب الإصلاح واعتقلت 11 من قادته.

وفي ديسمبر/ كانون الأول 2017، انخرط حزب الإصلاح في محادثات دبلوماسية مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وظهرت تقارير تفيد بأن الحزب قطع علاقاته مع جماعة الإخوان المسلمين. وقد تأكد ذلك في يناير/ كانون الثاني 2018 عندما صرح زعيم حزب الإصلاح محمد اليدومي أن الحزب “ليس لديه علاقات تنظيمية أو سياسية مع جماعة الإخوان المسلمين”، وأن أولويته هي دعم الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً في حربها ضد المتمردين الحوثيين.

وواصل مقاتلو حزب الإصلاح الاشتباك مع المسلحين في اليمن. كما حاول المسلحون اغتيال قادة سياسيين في حزب الإصلاح. في غشت / آب 2018، نجا زعيم حزب الإصلاح المحلي، عرفات حزام، بعد أن قام مسلحون مجهولون بوضع قنبلة أسفل سيارته. واتهم حزب الإصلاح وزارة الداخلية ومدير أمن عدن بالفشل في وقف محاولات الاغتيال التي يتعرض لها قادة الحزب.

بالإضافة إلى العمل ككتلة سياسية، يحتفظ حزب الإصلاح أيضاً بجناح خيري هو الجمعية الخيرية للرعاية الاجتماعية. ارتبطت الجمعية بعلاقات مع كل من الزنداني ـ الذي يقال إنه أسسها ـ وعضو تنظيم القاعدة المتوفى أنور العولقي الذي شغل منصب نائب رئيس الجمعية من عام 1998 إلى عام 1999. وفي عام 2004، اتهم المدعون الفيدراليون في نيويورك الفرع الأمريكي للجمعية الخيرية للرعاية الاجتماعية بالعمل كواجهة لتنظيم القاعدة. وتفتخر الجمعية بالشراكة مع عدد من المنظمات الدولية المختلفة، بما في ذلك اليونيسف، ومنظمة الصحة العالمية، والبنك الدولي، وغيرها. أصدرت الجمعية رسالة إخبارية في عام 2009 تظهر أن الزنداني كان متحدثاً مميزاً في إحدى فعالياتها الخيرية.

كرونولوجيا

ـ 13 سبتمبر / أيلول 1990: الزنداني يشارك في تأسيس حزب الإصلاح.

ـ 1993: في أول انتخابات برلمانية لحزب الإصلاح، الحزب يفوز بـ 62 مقعداً من أصل 301 في البرلمان. الزنداني يؤسس جامعة الإيمان في صنعاء.

ـ 1997: حزب الإصلاح ينأى بنفسه عن حكومة صالح وينضم رسمياً إلى المعارضة.

ـ 1993 ـ 1998: عمل الزنداني كمستشار لأسامة بن لادن وغيره من قادة تنظيم القاعدة.

ـ 1999: حزب الإصلاح يشارك في أول انتخابات رئاسية مباشرة في اليمن.

ـ ديسمبر / كانون الأول 2011: حزب الإصلاح ينضم إلى الحكومة الائتلافية في اليمن.

ـ 2013: حزب الإصلاح يعلن عدم ارتباطه بجماعة الإخوان المسلمين.

ـ 2013 ـ 2014: حزب الإصلاح يشارك في الحوار الوطني اليمني.

ـ سبتمبر / أيلول 2016: حزب الإصلاح يعلن عن فك ارتباطه بجماعة الإخوان المسلمين، ومراقبون يمنيون يشككون في هذا الإعلان، حيث سبق للحزب أن أعلن في عام 2013 أنه لا علاقة له بجماعة الإخوان.

ـ أكتوبر / تشرين الأول 2017: قوات الأمن اليمنية تداهم مقر حزب الإصلاح وتعتقل 11 من قادته.

ـ ديسمبر/ كانون الأول 2017: انخرط قادة حزب الإصلاح في محادثات دبلوماسية مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وظهرت تقارير تفيد بأن الحزب أعلن مرة أخرى أنه قطع علاقاته مع جماعة الإخوان المسلمين.

ـ يناير / كانون الثاني 2018: في مقابلة مع صحيفة سعودية، رئيس المجلس الأعلى لحزب الإصلاح محمد اليدومي يصرح بأن الحزب “ليس لديه علاقات تنظيمية أو سياسية مع جماعة الإخوان المسلمين”، وأن أولويته هي “دعم الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً في حربها ضد المتمردين الحوثيين”.

ـ يوليو / تموز 2018: السفير الأمريكي لدى اليمن ماثيو تولر يلتقي برئيس حزب الإصلاح محمد عبد الله اليدومي في الرياض. تولر يشيد بدور الحزب في تعزيز العملية السياسية في اليمن.

ـ نوفمبر / تشرين الثاني 2018: ولي العهد الإماراتي محمد بن زايد يلتقي رئيس المجلس الأعلى لحزب الإصلاح محمد عبد الله اليدومي والأمين العام للحزب عبد الوهاب الآنسي لبحث تطورات الحرب في اليمن.

الأنشطة العنيفة

ترتبط العديد من الميليشيات التي تقاتل الحوثيين في شمال اليمن بحزب الإصلاح. كما تورط حزب الإصلاح في سلسلة من الهجمات الإرهابية العنيفة من خلال مؤسسه عبد المجيد الزنداني. ومن بين الهجمات المرتبطة بالزنداني وجماعة الإخوان المسلمين الهجوم الذي وقع في أكتوبر/ تشرين الأول 2000 على المدمرة الأمريكية “يو إس إس كول”، والذي أسفر عن مقتل 17 أمريكياً.

ـ 12 أكتوبر / تشرن الأول 2000: هاجم انتحاريون من تنظيم القاعدة السفينة “يو إس إس كول” في ميناء عدن اليمني، مما أسفر عن مقتل 17 أمريكياً. ويُزعم أن الزنداني أصدر فتوى دينية يأمر فيها بالهجوم.

ـ مارس/ آذار 2006: الزنداني يدفع لفريق قانوني لمقاضاة رئيس تحرير صحيفة يمن أوبزرفر محمد الأسدي بسبب إعادة نشر الرسوم الكاريكاتورية الدنمركية للنبي محمد. فريق الزنداني القانوني يطالب بإعدام الأسدي.

ـ 14 يناير / كانون الثاني 2010: الزنداني يهدد بالدعوة إلى الجهاد العنيف، إذا دخلت القوات الأمريكية اليمن لمحاربة تنظيم القاعدة.

ـ 13 سبتمبر / أيلول 2013: الزنداني يطلب من اليمنيين محاكاة الاحتجاجات المصرية والليبية ردًّا على نشر الفلم المعادي للإسلام “براءة المسلمين” على الإنترنت. واندلعت الاحتجاجات في اليمن بعد ساعات من إعلان الزنداني.

ـ يونيو / حزيران 2017: الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ودول خليجية أخرى تقطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر بسبب دعمها لجماعة الإخوان المسلمين وغيرها من الجماعات المتطرفة والإرهابية. وبدأ حزب الإصلاح يواجه معارضة كبيرة من الدولة اليمنية وحلفائها الخليجيين، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، بسبب علاقاته مع جماعة الإخوان المسلمين. على سبيل المثال، أفادت التقارير أن الإمارات العربية المتحدة ووكلاءها العسكريين في اليمن بدأوا في الانخراط في اشتباكات مع حزب الإصلاح.

ـ 16 يونيو / حزيران 2018: حزب الإصلاح يدعو أتباعه إلى إطلاق انتفاضة ضد المسلحين الحوثيين في محافظة الحديدة اليمنية حيث يتقاتل الجيش اليمني والمسلحون.

ـ أبريل / نيسان 2019: اشتباكات بين مليشيا الإصلاح وأعضاء من التيار السلفي في تعز، مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل وإصابة 91 آخرين.

العلاقات مع الجماعات المتطرفة

ـ القاعدة: ترتبط جماعة الإخوان في اليمن بتنظيم القاعدة من خلال زعيم حزب الإصلاح عبد المجيد الزنداني. في الثمانينيات، حارب الزنداني إلى جانب أسامة بن لادن ضد السوفييت في أفغانستان. ومضى الزنداني لتقديم المشورة لأسامة بن لادن وغيره من قادة تنظيم القاعدة.

ـ تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وتنظيم داعش: قاتل حزب الإصلاح في بعض الأحيان إلى جانب تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية وتنظيم داعش في اليمن وفقاً للتقارير التي توصلت إليها المملكة العربية السعودية. ومنذ اعترافها بالتحالف بين الجماعات الثلاث في مارس/ آذار 2016، أعلنت السعودية أنها أعادت النظر في استراتيجيتها في اليمن ودعمها للحزب المرتبط بالإخوان.

ـ حماس: ترتبط جماعة الإخوان المسلمين في اليمن بحركة حماس الفلسطينية من خلال الزعيم المؤسس لحزب الإصلاح عبد المجيد الزنداني. وفي عام 2006، ألقى الزنداني كلمة في مؤتمر لجمع التبرعات لحماس في اليمن. وخلال المؤتمر، تعهد الحشد بجمع “ملايين الريالات” لحماس وفقاً لوزارة الخزانة الأمريكية.

تصنيف الحكومات والمنظمات

ـ الولايات المتحدة 24 فبراير / شباط 2004

وزارة الخزانة تصنف عبد المجيد الزنداني على أنه إرهابي عالمي محدد بشكل خاص.

ـ الأمم المتحدة 27 فبراير / شباط 2004

مجلس الأمن الدولي يصنف عبد المجيد الزنداني شخصاً مرتبطاً بتنظيم القاعدة.

ـ المملكة العربية السعودية 7 مارس / آذار 2014

السعودية تصنف حزب الإصلاح منظمة إرهابية.

زر الذهاب إلى الأعلى