تقارير ودراسات

إطلاق سراح داعية متطرف بارز ينعش شبكات داعش الكردية في تركيا وجورجيا

استأنف رجل دين كردي متطرف، اتهم في السابق بمساعدة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على إعادة تنظيم خلاياه في تركيا وجورجيا، أنشطته في الدعوة والترويج للجهاد العنيف بعد إطلاق سراحه مؤخراً من السجن.

عثمان أكين، وهو مواطن تركي من محافظة ديار بكر ذات الأغلبية الكردية، والمعروف باسم عثمان الكردي، تعهد علناً بالبقاء ملتزماً بقضيته في أول خطاب له بعد إطلاق سراحه، والذي تم بثه على قناته على يوتيوب في 4 نوفمبر / تشرين الثاني 2024.

تم إطلاق سراح رجل الدين من الاحتجاز السابق للمحاكمة في 5 مايو / أيار 2024، وظل نشاطه هادئاً حتى ظهوره العلني الأخير. تم القبض عليه في الأصل في العام السابق مع 94 مشتبهاً آخرين في عملية على مستوى البلاد روجت لها الحكومة بوصفها حملة اعتقال كبيرة لشبكات داعش داخل تركيا.

لكن هذه الحملة لم تدم طويلاً؛ إذ لم يتم إطلاق سراح أكين فحسب، بل إن معظم المشتبه بهم الذين تم اعتقالهم في ذلك الوقت تم إطلاق سراحهم لاحقاً من قبل السلطات التركية.

وبحسب المديرية العامة للأمن (أمنيت)، كان أكين يساعد عميل داعش عامر أوناي، وهو مواطن تركي كردي أيضاً، ويُعرف باسم الملا أنصار الله، على تجنيد المسلحين للجماعة الجهادية. ويبدو أن جهود التجنيد هذه تتوافق مع محاولات داعش لإعادة هيكلة نفسها في تركيا والمناطق المجاورة.

وقد نقل أوناي، الذي أدت خطبه المتطرفة إلى حظر قناته على موقع يوتيوب، بثه إلى تيليجرام، حيث ينشر مقاطع فيديو مؤيدة لتنظيم داعش وتدعو إلى الجهاد المسلح. وبزعم أوناي أنه يمثل داعش في تركيا، وقد قام بتجنيد مقاتلين سابقين من التنظيم، ويبحث بنشاط عن متطوعين جدد، ويرتب لتوريد الأسلحة والذخيرة. وفي الواقع، خلال عمليات البحث والمصادرة التي أجريت العام الماضي، اكتشفت السلطات أسلحة نارية متعددة في مساكن المشتبه بهم التابعين له.

وقد ساهمت الضغوط التي مارستها الدوائر الإسلاموية التي تشن حملة للإفراج عن معتقلي داعش في إطلاق سراح أكين، ما سمح له باستئناف نشاطه الدعوي وتنظيم الفعاليات.

وتتمثل المنصة الإعلامية الأساسية لمجموعة أكين في مجلة بعنوان “الأخلاق والسنة” باللغة التركية. كما تنتج المجموعة كتباً ومواد دعائية أخرى تروج للجهاد المسلح. وبينما تتخذ المجموعة من ديار بكر مقراً لها، فإنها تدير مكاتب إضافية في العديد من المحافظات التركية، بما في ذلك موش، وشرناق، وأضنة، ويالوفا، وأنقرة، وآغري.

وتدير المجموعة أيضاً مسجداً في جورجيا المجاورة حيث تروج لحملتها الجهادية. وقد عبر أوناي، الذي كان يقيم سابقاً في فان، إلى جورجيا بشكل غير قانوني في يونيو / حزيران 2022 للإشراف على عمليات المجموعة هناك.

وتدير المجموعة قناة نشطة على موقع يوتيوب تضم أكثر من 24 ألف مشترك وقناة على تيليجرام تضم أكثر من 1500 متابع. كما تدير عدة حسابات على منصة التواصل الاجتماعي إكس (تويتر سابقاً). وتجتذب الفعاليات التي تنظمها مئات المتعاطفين.

في مايو/ أيار 2023، أطلقت المجموعة حملة للإفراج عن نساء داعش المحتجزات في سجن الرصافة ببغداد. ويضم هذا السجن مئات النساء المتطرفات، بما في ذلك مواطنات أجنبيات من روسيا وتركيا وأذربيجان وأوكرانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة.

كما تعمل المجموعة على تسهيل العمليات اللوجستية لداعش في سوريا، من خلال توفير الغذاء وغيره من الضروريات للمناطق في شمال سوريا، حيث ما تزال خلايا داعش السرية نشطة. كما تجمع الأموال في تركيا وتمول شراء وتأجير العقارات في العديد من المحافظات لاستيعاب العدد المتزايد من أتباعها، وخاصة بين الجالية الكردية.

ولم تتخذ الحكومة الإسلاموية بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان أي إجراءات ملموسة ضد المجموعة، بل اختارت بدلاً من ذلك تنفيذ تدابير بسيطة للتضييق على أنشطتها. ويبدو أن هذا التساهل ناتج عن سياسة “الباب الدوار” غير المعلنة التي تنتهجها الحكومة، والتي سمحت منذ فترة طويلة لمختلف الجماعات الإسلاموية المتشددة بالعمل بحرية داخل نظام العدالة الجنائية في تركيا، الأمر الذي أدى إلى تعزيز بيئة متساهلة مع التطرف مع عواقب ضئيلة أو معدومة.

المصدر: موقع نورديك مونيتور

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى