إدراج ماجد الزير على قائمة العقوبات الأمريكية بسبب ارتباطه بحماس
في 7 أكتوبر / تشرين الأول 2024، أدرج مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية ماجد الزير على قائمة الإرهابيين العالميين المعينين بشكل خاص. وقد فُرضت عقوبات على الزير، المقيم الألماني الذي يحمل الجنسيتين البريطانية والأردنية، بسبب صلاته بحركة حماس. واتهمت وزارة الخزانة الزير بتقديم المساعدة المادية أو الرعاية أو الدعم التكنولوجي لحماس. ونتيجة لهذا التصنيف، تم حظر جميع ممتلكاته ومصالحه الخاضعة للولاية القضائية الأمريكية، ويُحظر على الأشخاص الأمريكيين عموماً إجراء أي معاملات معه.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها تصنيف الزير على هذا النحو. ففي ديسمبر/ كانون الأول 2023، أعلن مسؤولون في أجهزة الأمن الألمانية أن الزير هو “الممثل المركزي لحماس في ألمانيا”. كما ألقت السلطات القبض على أربعة أفراد مرتبطين به ضمن شبكة يُزعم أنها كانت تخطط لمهاجمة مواقع يهودية في جميع أنحاء البلاد.
ولكن الحكومات الأوروبية سمحت للزير وشبكته بالعمل والإفلات من العقاب. وتنشط هذه الشبكة في مختلف أنحاء أوروبا، وهي تعمل بشكل علني، على الرغم من بروزها داخل الدوائر الإسلاموية وعلاقاتها غير السرية مع حماس.
ويعد الزير أقدم ممثل لحماس في ألمانيا، وأحد كبار أعضاء حماس في أوروبا، وتقول وزارة الخزانة الأمريكية إنه لعب دوراً محوريّاً في جمع التبرعات للحركة في أوروبا. وقد تم نشر صور له مع زعيم حماس الراحل إسماعيل هنية ورئيسها السابق خالد مشعل. وفي عام 2014، أفادت مصادر حماس أن الزير توسط في “اتفاقية سرية” نيابة عنها مع الحكومة التركية، مما سمح للحركة بنقل بعض قياداتها إلى إسطنبول.
ويمارس الزير نفوذاً كبيراً على المنظمات غير الحكومية في المملكة المتحدة التي تعمل كواجهات لحماس. ومنذ عام 1996، عمل الزير مديراً ثم رئيساً لمركز العودة الفلسطيني في لندن، والذي تم الكشف مراراً وتكراراً عن ارتباطاته بحماس. ففي عام 2010، نشرت تقارير إعلامية أوروبية أن مركز العودة الفلسطيني”منظمة تابعة لحماس”، وأنه “ينظم العديد من المؤتمرات في مختلف البلدان الأوروبية لنشطاء حماس والإخوان المسلمين”.
وفي عام 2011، صرحت السلطات الألمانية أن “حماس لا تعمل بشكل علني في أوروبا، بل إنها تستخدم مركز العودة الفلسطيني في لندن كواجهة”.
ولا تقتصر تحركات الزير على ألمانيا والمملكة المتحدة. فهو نشط في تنظيم المظاهرات وحضورها في مختلف أنحاء أوروبا، وكثيراً ما يتم تصويره، وهو يلقي خطباً حماسية أمام حشود من الإسلاميين.على سبيل المثال، في ديسمبر/ كانون الأول 2023، أعلن عن المشاركة في احتجاج لصالح “التجمع الفلسطيني في هولندا” لإطلاق سراح الناشط الفلسطيني ـ الهولندي أمين أبو راشد، المشتبه به في الإرهاب، والذي ورد أنه اعتقل لتحويله 5.5 مليون يورو إلى حماس.
الزير هو أيضاً المدير التنفيذي للمجلس الأوروبي الفلسطيني للعلاقات السياسية، وهي جماعة ضغط سياسية في بروكسل يزعم مسؤولوها أنهم يستخدمون “النظام الأوروبي للقانون وحقوق الإنسان لصالحنا” ويعملون مع محكمة الجنايات الدولية للتركيز على “العسكريين الإسرائيليين الذين يحملون جوازات سفر أوروبية أيضاً… [والضغط] على الاتحاد الأوروبي لإنشاء نظام عقابي لهم”.
وشملت العقوبات الأمريكية حامد عبد الله حسين الأحمر، وهو مواطن يمني يعيش في تركيا، وأحد أبرز الممولين الدوليين لحماس. ومحمد حنون، وهو عضو في حماس مقيم في إيطاليا، ومؤسس “جمعية التضامن مع الشعب الفلسطيني”، وهي جمعية خيرية في إيطاليا تجمع الأموال ظاهرياً لأغراض إنسانية، لكنها في الواقع تساعد في تمويل الجناح العسكري لحماس. كما ورد اسم عادل دوغمان، المسؤول عن نشاط حماس في النمسا، وأحد أبرز ممثلي حماس في أوروبا، والذي شغل مناصب عليا في مؤسسات تابعة لحماس تنقل الأموال إلى الحركة.
وتعدّ أوروبا مصدراً رئيسًا لجمع التبرعات لحماس، وهو ما يفسر حفاظ الحركة على وجود تمثيل لها في جميع أنحاء القارة، منذ فترة طويلة، للحصول على الأموال من خلال الجمعيات الخيرية الوهمية.