أنجم تشودري (أبو لقمان)
هو رجل دين إسلامي مؤيد لتنظيم داعش ومصنف دولياً، وهو أحد مؤسسي جماعة “المهاجرون” المحظورة، والتي تتهمها الحكومة البريطانية بدعم داعش. لسنوات قبل اعتقاله عام 2014، جذبت خطابات تشودري المتطرفة والمناهضة للغرب ودعمه المعلن للحركات الجهادية مثل داعش انتباه السلطات البريطانية، التي ربطته بالعديد من القضايا المتعلقة بالإرهاب في المملكة المتحدة وأوروبا، وأُدين في يوليو/ تموز 2016 بالدعوة إلى دعم تنظيم داعش.
عاد تشودري إلى وسائل التواصل الاجتماعي لفترة قصيرة، لكن تم اعتقاله مرة أخرى في يوليو / تموز 2023 بتهم إرهابية متعددة تتعلق باستمرار نشاط شبكته المحظورة “المهاجرون”.
ولد تشودري عام 1967 لعائلة باكستانية مهاجرة، ونشأ في منزل علماني في لندن. وعندما أصبح أكثر تديناً في التسعينيات، التقى برجل الدين الإسلامي عمر بكري محمد في مسجد في وولريتش بإنجلترا. أسس بكري محمد وتشودري جماعة “المهاجرون” عام 1996 بعد طرد بكري محمد من حزب التحرير. تم ربط تشودري و”المهاجرون” بالعديد من المتطرفين البارزين، وأشادت المجموعة علناً بهجمات 11 سبتمبر / أيلول 2001. وقد لاحظ المسؤولون في المملكة المتحدة أن تشودري له “تأثير ضار للغاية ومزعزع للاستقرار”. ومن بين آخرين، يُعتقد أن تشودري قد أثر على عضوي جماعة “المهاجرون” مايكل أديبولاجو ومايكل أديبوالي اللذين قاما عام 2013 بقطع رأس الجندي البريطاني فوسيلير لي ريجبي في جنوب شرق لندن. وبحسب ما ورد، قام تشودري أيضاً بتحويل عبد اللطيف محمد جميل إلى التطرف، وهو أحد الانتحاريين التسعة الذين فجروا أنفسهم في سريلانكا في 21 أبريل / نيسان 2019، مما أسفر عن مقتل أكثر من 250 شخصاً خلال عيد الفصح. وبحسب التقارير، حضر جميل محاضرات تشودري والتقى به أثناء دراسته في لندن.
خرام شازاد بات، أحد منفذي هجمات 3 يونيو / حزيران 2017 على جسر لندن، يُزعم أنه ينتمي أيضاً إلى جماعة “المهاجرون”. وفي فيلم وثائقي صدر عام 2016 عن أفراد في الجماعة، شوهد بات، وهو يحمل راية سوداء بعد أن أعلن أحد رجال الدين المتطرفين أنها ستعلق قريباً فوق مقرّ إقامة رئيس الوزراء البريطاني.
قام تشودري وبكري محمد بحلّ “المهاجرون” عام 2004 قبل الحظر الحكومي الوشيك. وأعادوا تنظيم الجماعة تحت أسماء مستعارة مختلفة، بما في ذلك “إسلام4″، و”مسلمون ضد الحروب الصليبية”، و”الطريق الإسلامي”، و”مدرسة لندن للشريعة”، و”أهل السنة والجماعة”، و”الغرباء”. وفي عام 2010، حظرت حكومة المملكة المتحدة جماعة “المهاجرون” ونسخها الأخرى بشكل رسمي. في مايو / أيار 2019، ظهرت تقارير إعلامية تفيد أن “المهاجرون” يعيدون تجميع صفوفهم بعد إطلاق سراح تشودري وأعضاء آخرين من السجن. وعلى الرغم من أن تشودري ظل خاضعاً لقيود ومراقبة اتصالات مشددة، فإن إطلاق سراحه ألهم آخرين لإحياء “المهاجرون” وفقاً للسلطات البريطانية وأعضاء سابقين في الجماعة. بحلول عام 2019، ورد أن المجموعة بدأت الاجتماع مرة أخرى في لندن ولوتون ومقاطعة بيدفوردشير.
اعتقلت السلطات البريطانية تشودري ومساعده محمد ميزان الرحمن في سبتمبر/ أيلول 2014 للاشتباه في انتمائهما إلى داعش. اتُهم الرجلان في غشت / آب 2015 بالترويج لدعم داعش. ودفع الرجلان ببراءتهما من التهمة لكن أُدينا في نهاية المطاف في يوليو/ تموز 2016. وفي سبتمبر/ أيلول من ذلك العام، حُكم على كل من تشودري وميزان الرحمن بالسجن لمدة خمس سنوات وستة أشهر. تم إطلاق سراح تشودري في 19 أكتوبر / تشرن الأول 2018، في منتصف مدة عقوبته، بسبب قواعد المراقبة البريطانية التي تسمح بالإفراج المبكر بعد إكمال نصف العقوبة.
قبل أيام من إطلاق سراحه، أضاف مجلس الأمن تشودري إلى قائمة عقوبات تنظيم القاعدة وداعش، وقام بتجميد جميع أصوله المالية. وبحسب ما ورد، تم إدراج تشودري بناءً على طلب من الحكومة البريطانية التي أضافته أيضاً إلى قائمتها الموحدة للعقوبات المالية قبل إطلاق سراحه. في 19 أكتوبر / تشرين الأول 2018، تم وضع تشودري في نزل تحت المراقبة في لندن لمدة ستة أشهر، وبعد ذلك عاد إلى منزل عائلته في لندن تحت مراقبة صارمة. وفي النزل، كان تشودري تحت مراقبة الشرطة على مدار 24 ساعة وطُلب منه ارتداء جهاز تعقب “جي بي اس”. خلال الفترة المتبقية من الحكم، فرضت السلطات البريطانية ما قيل إنها إجراءات المراقبة الأكثر صرامة على الإطلاق المفروضة على مواطن بريطاني، والتي شملت، بالإضافة إلى قواعد المراقبة القياسية بشأن الزيارات المنتظمة، ما يلي:
ـ المنع من مغادرة لندن أو المملكة المتحدة دون إذن.
ـ استخدام هاتف مراقب واحد.
ـ مكالمة هاتفية مراقبة واحدة يومياً.
ـ المنع من استخدام جهاز متصل بالإنترنت.
ـ الحصول على موافقة ضابط المراقبة قبل المشاركة في أي مظاهرات أو احتجاجات أو مجموعات دردشة عبر الإنترنت أو إصدار بيانات عامة.
ـ المنع من التحدث إلى أي شخص يقل عمره عن 18 عاماً ـ باستثناء أبنائه ـ دون موافقة.
ـ المنع من الإدلاء بأي تصريحات عامة.
ـ المنع من الوعظ أو ارتياد مساجد معينة.
ـ المنع من الاجتماع أو التواصل مع رفاقه السابقين من جماعة “المهاجرون”.
وبحسب ما ورد، رتبت حكومة المملكة المتحدة أيضاً لإجراءات أمنية إضافية لمنع تعرض تشودري لهجمات المتطرفين اليمينيين الغاضبين من إطلاق سراحه. وإجمالاً، كان من المتوقع أن تكلف الترتيبات الأمنية لتشودري 2 مليون جنيه إسترليني سنوياً.
من بين آرائه المثيرة للجدل، دعا تشودري الإسلاميين والجهاديين في المملكة المتحدة إلى العيش والاستمتاع بأموال دافعي الضرائب البريطانيين كما فعل هو مع زوجته وأطفاله الأربعة في شرق لندن، وأشار إلى أن “الإعانات الاجتماعية” التي تدفعها الحكومة “بدل مالي” من حق “المجاهد”. لكن في أواخر عام 2014، أخبر تشودري أحد المحاورين بأنه سيهاجر مع عائلته إلى سوريا، إذا سمحت له الحكومة البريطانية بالاحتفاظ بجواز سفره.
بعد إعلان داعش الخلافة في يونيو / حزيران 2014، تعهد كل من تشودري وميزان الرحمن بالولاء لزعيم داعش أبو بكر البغدادي عبر مكالمة عبر سكايب مع إرهابي مدان في إندونيسيا. ثم بدأ تشودري في دعم داعش عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بتنسيق مع شريكه أبو رميسة، الذي غادر بريطانيا في أواخر عام 2014 للانضمام إلى داعش في سوريا. وفي مقابلة أجريت في سبتمبر / أيلول 2014 مع صحيفة الغارديان اللندنية، أشار تشودري إلى البغدادي بصفته “خليفة جميع المسلمين”.
ودعم تشودري العمليات الإرهابية خلال ظهوره على شاشات التلفزيون الدولي. ففي يناير / كانون الثاني 2015، ظهر في برنامج على قناة فوكس نيوز، ودافع عن الهجمات على مكاتب شارلي إبدو في باريس. وبعد الهجوم الذي وقع في 3 مايو/ أيار 2015 على مسابقة “ارسم محمد” في جارلاند، تكساس، ظهر على قناة فوكس نيوز وأخبر منظمة المسابقة باميلا جيلار أنها كان يجب أن تتوقع ردّ فعل عنيف من “المجاهدين”.
وقد شجع تشودري المسلمين البريطانيين على الامتناع عن المشاركة السياسية في المملكة المتحدة. قبل الانتخابات البرلمانية في مايو / أيار 2015، أطلق حملة على وسائل التواصل الاجتماعي لتحذير المسلمين من أن “التصويت في الانتخابات الوضعية [من صنع الإنسان] يعد خطيئة بموجب الشريعة الإسلامية”.
خلال محاكمة تشودري، قدم المدعون أدلة على أنه حث المسلمين على الإنترنت على مبايعة البغدادي، زعيم داعش. ووفقاً للقائد دين هايدون من قيادة مكافحة الإرهاب التابعة لشرطة العاصمة، فقد طور تشودري وميزان الرحمن حياتهم المهنية كمتحدثين باسم المتطرفين، لكنهما تجنبا دائماً تجاوز الخط إلى خطاب إجرامي. وقال: “كانت خطاباتهم الأخيرة وقسم الولاء لداعش بمثابة نقطة تحول بالنسبة إلى الشرطة. في النهاية، كان لدينا الدليل على أنهم تجاوزوا الحدود، ويمكننا أن نثبت أنهم كانوا يشجعون بنشاط دعم داعش”.
أدرجت الحكومة الأمريكية تشودري على لائحة العقوبات في مارس / آذار 2017. ووفقاً لوزارة الخارجية الأمريكية، أعرب تشودري عن رغبته في مواصلة الترويج لقضية داعش ـ وحتى التجنيد للجماعة الإرهابية ـ من السجن. قبل إطلاق سراحه في أكتوبر/ تشرين الأول 2018، وصف وزير السجون البريطاني روري ستيوارت تشودري بأنه “خطير حقاً”، وأعرب عن أسفه لـ “عدم قدرة الحكومة على التحايل على القانون الذي سيطلق سراحه”. وبحسب التقارير، أدانت مصادر حكومية أخرى تشودري بوصفه جباناً يدفع الآخرين إلى التطرف، ليصبحوا مقاتلين أجانب بينما يرفض القتال بنفسه.
في 19 يوليو / تموز 2021، انتهت صلاحية أكثر من 20 قيداً حكومياً على تشودري من بينها حظر التحدث أمام الجمهور. في وقت لاحق من ذلك اليوم، عقد تشودري مؤتمراً صحفياً في حديقة بالقرب من منزله في شرق لندن أعلن خلاله براءته ووصف نفسه بأنه “سجين الإيمان” الذي لا يمكن أن يحصل على محاكمة عادلة في المملكة المتحدة. ومضى في إدانة تجريم الناس بسبب آرائهم، مشيراً إلى نفسه على أنه “مسلم عادي” لم تكن له أي علاقة بالتطرف، ووصف القيود التي فرضتها الحكومة عليه بعد إطلاق سراحه بأنها “قاسية”، كما دعا إلى إطلاق سراح بكري محمد من سجنه اللبناني.
وأنشأ تشودري حسابات جديدة على تويتر وفيسبوك بعد وقت قصير من انتهاء القيود الحكومية، كما أنشأ “مدونة رسمية” جديدة، نشر فيها مقالته الأولى في 27 يوليو/ تموز، داعياً إلى إطلاق سراح بكري محمد. وفي 28 يوليو / تموز، قام تويتر بتعليق حساب تشودري بشكل دائم. وكذلك فعل فيسبوك في 29 يوليو/ تموز. وادعى تويتر أن تشودري قد تم حظره لانتهاكه قواعد سياسة المنظمات العنيفة. وقال تشودري لقناة سكاي نيوز إنه لا يفهم سبب حظره، حيث زعم أن منشوراته كانت “معتدلة للغاية”. واستخدم خدمة الرسائل المشفرة المملوكة لشركة فيسبوك، واتساب، لإرسال مقالات عن الشريعة الإسلامية والترويج لحساباته الجديدة على وسائل التواصل الاجتماعي. في 2 غشت / آب، أنشأ حساباً على إنستغرام وتم تعليقه خلال ساعات. ووفقاً للمتحدثة باسم الشركة، “تمت إزالة حساب تشودري من منصتنا لانتهاكه سياسات الأفراد والمنظمات الخطرة. وبموجب هذه القواعد، نحظر المنظمات أو الأفراد الذين يعلنون عن أفكار عنيفة أو ينخرطون في الكراهية أو العنف المنظم”. في 4 غشت / آب، قام موقع التواصل المهني لينكد إن بحظر تشودري بعد ساعات من إنشاء ملف شخصي. في 10 غشت / آب، بدأ تشودري في نشر مقالاته على موقع بلوج سبوت المسمى “الشريعة هي المستقبل”. وواصل تشودري استخدام منصة “بلوج سبوت” لنشر مقالات تهاجم الديمقراطية والقيم الغربية بوصفها غير إسلامية.
في منتصف غشت / آب 2021، أغلق تلجرام قناة تشودري، لكنه بعد فترة وجيزة أنشأ قناة ثانية على المنصة تسمى “الإسلام هو الجواب”. واستخدم تشودري المنصة للفت الانتباه إلى ما يسميه “محنة” بكري محمد والدعوة إلى إطلاق سراحه من سجنه في لبنان. وفي منشور آخر، كتب تشودري رسالة مفتوحة إلى طالبان بعد أن أكملت الجماعة سيطرتها بالقوة على أفغانستان في وقت سابق من ذلك الشهر، ودعا طالبان إلى تشكيل حكومة على أساس الشريعة ورفض أي تدخل أجنبي، بما في ذلك الأمم المتحدة وغيرها من منظمات حقوق الإنسان، ودعا كذلك إلى إقامة خلافة إسلامية تغلق جميع المحاكم غير الشرعية وتنفذ عقوبات عنيفة كما تقتضي الشريعة الصارمة، بما في ذلك قطع أيدي اللصوص ورجم القتلة. ووفقاً لتشودري، فإن استعداد طالبان لتطبيق الشريعة من شأنه أن يوضح ما إذا كانت أفغانستان دولة إسلامية حقاً أم إنها “مجرد دولة أخرى تختار الإسلام، ليكون جزءاً من اسمها وتتمنى أن يسميها الجميع بها”.
في 14 أكتوبر / تشرين الأول 2021، أنشأ تشودري حسابه الرابع على تلجرام. وواصل استخدام المنصة للدعوة إلى إطلاق سراح الإسلاميين مثل بكري محمد وأبي حمزة المصري الذي أدين وحكم عليه بالسجن مدى الحياة في الولايات المتحدة عام 2015 بتهم تتعلق بالإرهاب. وفي بيان صحفي بتاريخ 15 أكتوبر / تشرين الأول 2021 على حسابه على تلغرام، اتهم تشودري الولايات المتحدة بأنها قررت عمداً السماح لأبي حمزة بالموت في السجن.
في سبتمبر / أيلول 2021، أصدر تشودري دعوة على قناته عبر تلجرام للإفراج عن عافية صديقي، المشتبه في أنها عضو في تنظيم القاعدة والمسجونة في الولايات المتحدة، فكتب: “الواجب علينا إما أن نحررها، أو أن نفتديها بالمال، أو أن نستبدلها بأسرى من الكفار”. في 15 يناير / كانون الثاني 2022، احتجز البريطاني مالك فيصل أكرم أربع رهائن في كنيس جماعة بيت إسرائيل في كوليفيل، تكساس، خلال قداس صباح يوم السبت. وبحسب التقارير، طلب أكرم التحدث مع صديقي. ونجا الرهائن الأربع دون أن يصابوا بأذى، وقُتل أكرم في وقت لاحق من تلك الليلة. ويشتبه المحققون في أن أكرم ربما كان يريد التفاوض على إطلاق سراح صديقي. تقع جماعة بيت إسرائيل على بعد 28 ميلاً من المركز الطبي الفيدرالي، كارسويل، في فورت وورث، حيث تُحتجز صديقي. وعلاقة أكرم بتشودري غير واضحة حتى الآن. وفي اليوم التالي للهجوم، جدد تشودري دعواته عبر الإنترنت إلى شن حملة “عاصفة تويتر” للمطالبة بالإفراج عن صديقي في أوقات محددة في نيويورك ولندن وإسطنبول والرياض وكراتشي وسيدني.
واصل تشودري الظهور عبر منصات التواصل الاجتماعي. في 30 غشت / آب 2021، ذكرت صحيفة ديلي ميل أن تشودري انضم إلى بنترست وسناب شات وتيك توك. وفي إشارة إلى مقاطع الفيديو واسعة الانتشار لأشخاص يغنون ويرقصون، قال تشودري لصحيفة ديلي ميل إن هناك الكثير من “القمامة” على تيك توك، وأنه سيستخدم المنصة “إسلامياً”. تفاخر تشودري لصحيفة ديلي ميل بمدى سهولة الانضمام إلى وسائل التواصل الاجتماعي، وكيف أنه “مسجل فيها جميعاً […] وعلى علم بكل شيء”. بحلول 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، تم حذف الحساب الرابع لتشودري على تلجرام، ومع ذلك، تفاخر بإنشاء حسابات جديدة، بينما واصل أتباعه نشر رسائله على منصات التواصل الاجتماعي التي تم حظره منها شخصياً. على سبيل المثال، دعا تشودري في مقالة نشرها على تلغرام بتاريخ 15 أكتوبر / تشرين الأول عن أبي حمزة المصري إلى “عاصفة على تويتر” لدعم رجل الدين المصري. وجدت دراسة أجراها صندوق أمن المجتمع في المملكة المتحدة في أكتوبر / تشرين الأول 2021 أن اسم تشودري ذُكر أكثر من 43000 مرة على تويتر منذ انتهاء القيود الحكومية عليه. وفي نهاية أكتوبر / تشرين الأول 2021، أنشأ تشودري قناة على موقع مشاركة الفيديو أوديسي. ومع بداية فبراير / شباط 2022، كان قد نشر على القناة أكثر من 60 مقطع فيديو، على الرغم من أنه كان لديه تسعة متابعين فقط. يستضيف موقع تشودري أيضاً أعداداً من مجلة الأسير، وهي مجلة شهرية تصدر باللغة الإنجليزية تسلط الضوء على الجهاديين المسجونين. وفي العدد الأول من المجلة في نوفمبر / تشرين الثاني 2021، كتب تشودري مقالاً وصف فيه سجن رجال الدين المتطرفين بأنه “إهانة” للمسلمين؛ لأن جريمتهم الوحيدة هي “الإيمان بالله”. وتضمن العدد الثاني من المجلة مقالاً عن صديقي. وتشتبه السلطات في أن المجلة ربما أثرت على مهاجم كوليفيل مالك أكرم.
كانت مدونة تشودري الرسمية غير متصلة بالإنترنت اعتباراً من أوائل مارس / آذار 2022، لكنه استمر في النشر على موقع “الشريعة هي المستقبل” الذي يستضيفه بلوج سبوت، بينما كان يبحث عن طرائق أخرى لرفع ملفه الشخصي العام. في 4 مارس/ آذار، ظهر تشودري علناً لأول مرة في مظاهرة منذ إطلاق سراحه من السجن، عندما حضر احتجاجاً خارج سفارة المملكة العربية السعودية في لندن. وبحسب التقارير، حضر تشودري للمطالبة بالإفراج عن السجناء السعوديين ومطالبة السعودية بتبني شكل صارم من الشريعة. وبعد يومين، ورد أنه قدم شكوى إلى شرطة العاصمة في لندن لإعادة أكثر من 200 من أغراضه الشخصية التي صودرت منه في عام 2011. ومن بين الأغراض التي طالب تشودري بإعادتها جهاز بلاي ستيشن وجهازان نينتندو. وقال أحد المصادر لصحيفة صن إن تشودري كان “غاضباً”. ووصف البرلماني المحافظ نايجل ميلز الأمر بأنه من “المثير للسخرية” أن تشودري “يضغط من أجل استعادة الكماليات الغربية مثل وحدات التحكم في الألعاب بينما يكره الغرب”.
اعتباراً من أوائل مايو / أيار 2022، تم حذف قناة تشودري على تلجرام مرة أخرى. ومع ذلك، أنشأ “مدونة رسمية” أخرى على بلوج سبوت. وقد حاكت مدونته الجديدة موقع “الشريعة هي المستقبل” من حيث التصميم والمحتوى من المقالات ومقاطع الفيديو التي تهاجم القيم الغربية. وظل كلا الموقعين متصلين بالإنترنت اعتباراً من 10 مايو / أيار 2022، على الرغم من الحظر الذي يفرضه بلوج سبوت على المدونات التي تروج لخطاب الكراهية، ولكن تمت إزالتهما اعتباراً من 12 مايو / أيار.
وفي حين أن مقالات تشودري لا تدعو على وجه التحديد إلى العنف، إلا أنها تحط من قدر غير المسلمين وتدعو إلى القضاء على أساليب الحياة غير الإسلامية. ويعلن تشودري في مدونته أن “الإسلام أعلى ولن يُعلى عليه أبداً”، كما أن “الشريعة هي الحل”. وفي سيرته الذاتية على مدونته، يعلن تشودري إخلاصه لرؤية “هيمنة الإسلام على العالم”. ويعرب عن أمله في أن يرى ذات يوم الولايات المتحدة وأوروبا والصين والمملكة المتحدة وروسيا وبقية العالم “محكومين من قبل المسلمين وتحت سلطتهم ويطبقون الشريعة الإسلامية” بدلاً من “آلهة الديمقراطية والحرية الزائفة”.
ومع ذلك، في 15 أكتوبر / تشرين الأول 2021، طعن علي حربي علي عضو البرلمان البريطاني ديفيد أميس حتى الموت. وبحسب التقارير، تحول علي إلى التطرف عبر الإنترنت، وبدأ في مشاهدة محاضرات تشودري على موقع يوتيوب أثناء وجوده في المدرسة الثانوية. يُزعم أن الأصدقاء حذروا عليًّا من أن تشودري متطرف يكره الغرب، لكن عليًّا استمر في مشاهدة مقاطع الفيديو الخاصة به. في اليوم التالي لمقتل أميس، وأشار تشودري إلى أن أميس قُتل؛ لأنه كان يحمل آراء مؤيدة لإسرائيل، لكنه أكد أنه لا يوافق على جريمة القتل. وفي 11 أبريل / نيسان 2022، وجدت المحكمة الجنائية المركزية في لندن علي مذنباً بتهم القتل والتحضير لأعمال إرهابية. خلال المحاكمة، ادعى علي أنه استهدف السير ديفيد بسبب تصويته لصالح الضربات الجوية في سوريا. وفي 13 أبريل / نيسان، حُكم على علي بالسجن المؤبد. بعد الحكم على علي، ألقى تشودري باللوم في وفاة أميس على رفض المملكة المتحدة السماح لعلي بمغادرة البلاد للانضمام إلى داعش. وفي تدوينة على الإنترنت، اتهم تشودري المملكة المتحدة بأنها السبب في تطرف علي من خلال “سياستها الخارجية في سوريا والعراق”، كما انتقد وسائل الإعلام التي “تصور علي على أنه وحش”.
بعد انتهاء القيود الحكومية المفروضة على كلامه وحركته، استأنف تشودري الاجتماع مع رفاقه السابقين. في نوفمبر / تشرين الثاني 2021، اعترف لصحيفة إكسبريس اللندنية بلقاء أبو عز الدين وشركاء سابقين آخرين من جماعة “المهاجرون”. وفي إشارة إلى أبو عز الدين بوصفه “صديقاً مقرباً”، قال تشودري للصحيفة إنه سيواصل الاجتماع مع زملائه السابقين والتحدث علناً عن “صراع الحضارات” بين الثقافة الإسلامية والغربية. وقال أبو عز الدين للصحيفة إنه وتشودري سيواصلان “الخروج إلى المجتمع وتحدي الأفكار والآراء السائدة”. وفي إشارة إلى تشودري بصفته “أخيه المقرب”، أعلن أبو عز الدين أنهما يريدان “تقديم بديل إسلامي في بريطانيا”.
وبينما واصل تشودري مقابلة زملائه السابقين والدعاية عبر الإنترنت لأفكاره المتطرفة، حاول أيضاً إلغاء إدانته. في أكتوبر/ تشرين الأول 2017، رفضت محكمة الاستئناف في لندن استئنافًا تقدم به، وقضت بأن تشودري ليس لديه سبب “قابل للنقاش” للاستئناف، وأن إدانته لم تكن “غير قانونية على الإطلاق”. وفي أواخر يناير/ كانون الثاني 2022، قدم استئنافاً أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان لإلغاء إدانته الصادرة عام 2016. وقال لصحيفة إكسبريس اللندنية إنه يرغب “بوضع حقائق قضيته أمام الرأي العام”، وزعم أنه “لم يصدر عنه أي دعم لفظي أو غير ذلك لداعش”.
عاد تشودري إلى تويتر في 29 أكتوبر / تشرين الأول 2022، وأنشأ حساباً جديداً. أعلن في أول مشاركة له عن عودته ودعا إلى تطبيق الشريعة على المستوى العالمي، وإطلاق سراح السجناء المسلمين، ومن بينهم صديقي وبكري محمد، كما دعا ملك المملكة المتحدة تشارلز الثالث وجميع المسيحيين الآخرين إلى اعتناق الإسلام. وأشاد بتفوق الشريعة الإسلامية على الديمقراطية والشيوعية، محذراً من أن اللصوص والزناة ستقطع أيديهم بعد تطبيق الشريعة. وفي تغريدة بتاريخ 29 أكتوبر / تشرين الأول، وصف الولايات المتحدة بأنها أكبر نظام إرهابي في العالم. وفي مقابلة مع ديلي ميل، دعا الملياردير إيلون ماسك، الذي أكمل في وقت سابق من ذلك الشهر عملية شرائه لتويتر، إلى البقاء وفياً لتعهده بحماية حرية التعبير من خلال السماح له بالبقاء على المنصة. بعد عودته إلى تويتر، نشر تشودري منشورات معادية للسامية ومعادية للمسيحية وأخرى تحض على الكراهية. وفي تغريدة بتاريخ 2 نوفمبر/ تشرين الثاني، أعلن أن رهاب الإسلام “أمر طبيعي لدى اليهود والمسيحيين”، محذراً “عندما يكونون سعداء معك، عليك أن تقلق”، وسأل أتباعه عما إذا كانوا قد توقفوا عن “الإيمان بالجهاد أو الخلافة أو الشريعة”. وفي تغريدة بتاريخ 3 نوفمبر / تشرين الثاني، وصف تشودري غير المسلمين بأنهم “كفار”، ولا يمكن التوصل إلى حل وسط معهم. ووصف في تغريدة بتاريخ 4 نوفمبر/ تشرين الثاني اليهود والمسيحيين بأنهم “كفار” يؤمنون بالأكاذيب. تم تعليق حساب تشودري خلال عطلة نهاية الأسبوع من 5 إلى 6 نوفمبر / تشرين الثاني. واستشهد تويتر بتقارير متعددة عن انتهاكات تشودري لسياسته للنشر. وبحسب تويتر، لن يُسمح لتشودري بإنشاء حسابات جديدة.
في فجر يوم 17 يوليو / تموز 2023، داهمت الشرطة منزل تشودري في شرق لندن، واعتقلته بتهم الإرهاب. وبعد سبع ساعات، ألقت سلطات مكافحة الإرهاب في مطار هيثرو بلندن القبض على مواطن كندي لدى وصوله من كندا. واتُّهم تشودري والمشتبه به الثاني بالانتماء إلى منظمة محظورة. وبالإضافة إلى الاعتقالات، فتشت الشرطة ثلاثة عناوين أخرى في لندن.
وفي 24 يوليو/ تموز، أعلنت الشرطة أن تشودري قد اتُهم بالانتماء إلى منظمة محظورة، وإدارة منظمة إرهابية، وعقد اجتماعات لتشجيع دعم منظمة محظورة (كل ذلك يتعلق بجماعة “المهاجرون”). وعرّفت الشرطة المواطن الكندي بأنه خالد حسين.
وفي 4 غشت / آب، ظهر تشودري وحسين عبر رابط فيديو لجلسة استماع أولية في المحكمة الجنائية المركزية في لندن. وأمرت المحكمة ببقاء تشودري وحسين رهن الاحتجاز لحين محاكمتهما.